صحة عامة

معلومات عن اضطراب الهلع

معلومات عن اضطراب الهلع

ما هو اضطراب الهلع؟

اضطراب الهلع هو حدوث نوبات مفاجئة من الخوف الشّديد والانزعاج تصل إلى ذروتها في غضون دقائق، ويعاني المصابون به من الإصابة بنوبات هلع مفاجئة، وعندما يعاني الشخص من الرعب والخوف فإنّ ذلك سينعكس على جسده مسببًا العديد من التغيرات، بما فيها ارتفاع دقات القلب، وصعوبة التنفس، والتعرق، ومن الممكن أن يصيب اضطراب الهلع جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم مرّةً أو مرّتين في حياتهم، وقد أشارت جمعية علم النفس الأمريكية إلى أنّه يصيب واحدًا من بين 75 شخصًا.

ما هي أعراض اضطراب الهلع؟

من الممكن أن تحدث نوبات الهلع في أي وقت، حتّى خلال أوقات النّوم وفجأةً، وقد يعتقد المصاب أنّ الخوف والذعر المرتبطين باضطراب الهلع قد يكونا نتيجة الإصابة بنوبة قلبية أو الجنون، لكن الأعراض التي تظهر لا تتناسب مع الوضع الحقيقي، وقد لا تكون مرتبطةً بما يحدث، وعمومًا تتضمن أعراض اضطراب الهلع ما يأتي:

  • تسارع نبضات القلب.
  • التعرق بنسبة كبيرة.
  • الشعور بالقشعريرة.
  • آلام في الصدر.
  • الشعور بفقدان السيطرة.
  • الإحساس بالضعف أو الإغماء أو الدّوار.
  • الرعب والخوف من الموت.
  • الوخز في اليدين والأصابع.

ما أسباب الإصابة باضطراب الهلع

لم يُحدد الأطباء سببًا واضحًا لحدوث اضطرابات الهلع، لكنّهم يشيرون إلى أنّ بعض العوامل تؤدّي دورًا كبيرًا في ذلك، تتضمّن الآتي:

  • التغير في طريقة عمل أجزاء من الدّماغ.
  • الإجهاد الشديد.
  • المزاج الأكثر عرضةً للمشاعر السلبية وأكثر حساسيّةً للإجهاد.

على الرغم من أنّ نوبات الهلع تحدث فجأةً إلا أنّها مع مرور الوقت قد تكون ناتجةً عن مواقف محددة، وتشير الأبحاث إلى أنّ استجابة الجسم الطبيعية للقتال أو الهروب في المواقف التي يتعرض فيها للخطر تساهم في حدوث نوبات الهلع، فعلى سبيل المثال إذا طارد شخص دب فسيستجيب الجسم غريزيًّا ويسرّع ضربات القلب ومعدّل التنفس بهدف الاستعداد لمواجهة موقف يهدد الحياة، وتحدث العديد من الاستجابات المشابهة عند الإصابة بنوبة الهلع، لكن ليس من المعروف حدوثها عند عدم وجود خطر واضح.

ما هي العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة باضطراب الهلع؟

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة باضطراب الهلع، تتضمن الآتي:

  • العمر؛ إذ إنّ اضطراب الهلع يحدث لدى الشباب في أواخر سن المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ.
  • الجنس؛ إذ تعدّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بنوبات الهلع من الرجال.
  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بنوبات ذعر أو اضطراب الذعر.
  • التدخين أو شرب القهوة بإفراط.
  • حدوث اعتداء بدني أو جنسي في مرحلة الطفولة.
  • التغيرات الكبرى في الحياة، كالطلاق أو ولادة طفل آخر.
  • الأحداث التي تسبب الصدمات، كالحوادث.
  • الضغوطات النفسية الحياتية الكبيرة، كوفاة شخص قريب أو إصابته بمرض خطير.

كيف يُشخَّص اضطراب الهلع؟

يُشخص الأطباء اضطراب الهلع من خلال إجراء الفحص البدني في بداية الأمر، وإجراء فحص طبّي كامل، وعلى الرغم من عدم وجود تحاليل مخبرية للكشف عنه فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام عدّة اختبارات تشخيصية لاستبعاد الأمراض الجسدية كسبب للأعراض الظاهرة، وإذا لم تظهر أي حالة مرضية فإنّ المصاب يُحال إلى طبيب نفسي ليستخدم عدّة خطوات تشخيصية، كالتقييم وطرح بعض الأسئلة ضمن مقابلة مباشرة مع المصاب، وهذا التشخيص مصمّم خصوصًا لتقييم الشخص المصاب باضطراب الهلع.

يعتمد الطبيب في تشخيصه على شدّة الأعراض ومدّتها، كما يلاحظ موقف المصاب وسلوكه، ثمّ يحدّد إذا ما كانت الأعراض تشير بالفعل إلى الإصابة باضطراب الهلع، وذلك بالاعتماد على الدليل المرجعي القياسي المستخدم لتشخيص الأمراض العقلية المعترف بها، وهو الدليل التشخيصي للأمراض العقلية الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكي.

ما علاج اضطراب الهلع؟

قد يساعد العلاج في تقليل شدّة نوبات الهلع التي تحدث ومعدّلها، بالإضافة إلى تحسين الأداء اليومي، وفي جميع الأحوال تتضمن الخيارات العلاجية ما يأتي:

  • العلاج النفسي: يعرف أيًَا بالعلاج بالتخاطب، وهو أوّل خيار علاجي فعّال في علاج اضطرابات الهلع والذّعر، يساعد على فهم نوبات الهلع وتعلّم كيفية التعامل معها، ويمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي -وهو شكل من أشكال العلاج النفسي- على معرفة أنّ أعراض اضطراب الهلع ليست خطيرةً، كما أنّ هذا العلاج يساعد على إعادة إنشاء أعراض نوبة الذّعر تدريجيًا بأسلوب تكراري آمن، وبمجرد الشعور بأنّ الأحاسيس لم تعد تنطوي على تهديد تبدأ نوبات الهلع بالتراجع، ويساعد هذا العلاج في التغلب على المواقف التي كان المصاب يتجنبها خوفًا من نوبة الهلع، ويحتاج إلى بعض الوقت حتى يُظهِر نتائج إيجابيةً، فقد يبدأ المصاب بالشعور بأنّ الأعراض تقل خلال عدّة أسابيع، وغالبًا ما تقلّ بنسبة كبيرة خلال عدّة شهور.
  • الأدوية: بما فيها مثبطات استرجاع السيرتونين، وهي أدوية تستخدم في علاج الاكتئاب أيضًا وتقلل من الأعراض المصاحبة لنوبات الهلع، وتعدّ هذه الأدوية الخيار العلاجي الأوّل للمصابين باضطراب الهلع، بما فيها أدوية فلوكستين وباروكستين، بالإضافة إلى أدوية مثبطات إعادة استرداد السيراتونين والنورإيبنفرين، والأدوية المهدئة كالبينزوديازبينيات، وهي أدوية مهدئة للجهاز العصبي المركزي.

ما هي مضاعفات اضطراب الهلع؟

من الممكن أن يؤدي عدم علاج اضطراب الهلع إلى التأثير على جميع مناحي الحياة، بالإضافة إلى أنّه يتسبب بالعديد من المضاعفات، التي تتضمن ما يأتي:

  • الإصابة بأنواع معيّنة من الرهاب، كالرهاب من قيادة السيارة أو الخروج من المنزل.
  • إدمان الكحول والمخدرات.
  • الرعاية الطبية المستمرة للمخاوف الصحية والحالات المرضية.
  • المشكلات المالية.
  • الأفكار الانتحارية.

الوقاية من نوبات الهلع

لم يُحدد الأطباء أساليب للوقاية من نوبات الهلع بالكامل، لكن يمكن لاتباع بعض التدابير الوقائية الحماية من الإصابة بها، تتضمن الآتي:

  • معرفة أعراض نوبات الهلع: لا بُدّ من استشارة الطبيب لإخبار المصاب عن أعراض نوبات الهلع.
  • اتباع نظام غذائي صحي: تتسبب طبيعة الحياة بالكثير من الضغوطات النفسية، لذا فإنّ أولى خطوات التقليل من هذه الضغوطات الاهتمام بالنفس، وذلك يكون باتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن الأطعمة غير المفضلة للمصاب؛ كونها قد تسبب القلق، بالإضافة إلى تجنب تدخين السجائر وشرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والابتعاد عن تعاطي المخدّرات وشرب الكحول.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: بمعدّل 2.5 ساعة في الأسبوع من التمارين المكثّفة كالمشي، أو 1.25 ساعة من التمارين الأكثر شدةً كالسباحة والركض، ويمكن ممارسة تمارين اليوغا والتأمل للتخفيف من القلق، بالإضافة إلى تمارين التنفس التي تعلّم المصاب التّحكم بالشهيق والزفير بهدف التخفيف من القلق، ويمكن ممارسة هذه التمارين عند حدوث نوبة القلق.
  • الحصول على فترات كافية من النوم.
السابق
اضطراب الشخصية الانطوائية
التالي
9 نصائح للسيطرة على الغضب

اترك تعليقاً