صحة عامة

ما أسباب واعراض وعلاج توهم المرض؟

ما أسباب واعراض وعلاج توهم المرض؟

توهم المرض

يمكن أن يعاني الشخص من القلق حيال صحته، لكن هل يمكن أن يصاب بالقلق الشديد والمؤثر في نواحي الحياة خوفًا على صحته؟ وما هو الفرق بين القلق الطبيعي وتوهم المرض؟ وما هي أسباب هذا الاضطراب؟ وكيف يمكن علاجه؟ كل ذلك وغيره إجابته في هذا المقال.

يعرف توهم المرض (Hypochondria) أو قلق المرض بأنّه قلق غير طبيعي مبالغ فيه من المعاناة من حالة صحية خطيرة، ويعاني المصاب من توهم الأعراض الجسدية للمرض الذي يخشى الإصابة به، كما يمكن أن يسيء تفسير بعض أحاسيس الجسم البسيطة على أنها أعراض خطيرة لمرض ما، كل ذلك على الرغم من تأكيد الأطباء المتخصصين سلامة الشخص من هذا المرض.

ما أسباب الإصابة بتوهم المرض؟

على الرغم من عدم تحديد السبب الرئيس للإصابة بحالة توهم المرض، إلا أنه توجد بعض العوامل التي تؤدي دورًا رئيسًا في الإصابة، تتضمن ما يأتي:

  • التاريخ العائلي: يعد الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة مصابين بتوهم المرض أكثر عرضةً للإصابة به.
  • الاعتقادات الشخصية: يعدّ سوء الفهم لبعض الأحاسيس الطبيعية وطبيعة عمل الجسم سببًا رئيسًا للإصابة بتوهم المرض.
  • الإصابة ببعض الأمراض الأخرى: ربط العديد من الخبراء النفسيّين الإصابة بتوهم المرض بالمعاناة من أمراض نفسية أخرى، إذ يعاني عدد كبير من الأشخاص المصابين بهذه الحالة من الاكتئاب الحاد، والوسواس القهري، واضطراب الهلع، والقلق العام، وقد نشر بحث في المجلة البريطانية للطب النفسي يشير إلى انطواء اضطراب توهم المرض كما هو الحال في اضطراب الوسواس القهري على الحاجة المستمرة إلى فحص الجسم؛ وذلك بهدف التأكد من خلوّه من أي اضطراب والسعي إلى الاطمئنان، لكن تؤدي هذه التصرفات إلى تفاقم الحالة وزيادتها سوءًا، وذلك عن طريق رفع مستوى القلق لدى الشخص، والحفاظ على بعض المخاوف من التلاشي، كما تزيد هذه التصرفات من تركيز الشخص على الأمور السيئة التي يمكن أن تحدث.
  • التاريخ المرضي الشخصي: يعد الأشخاص الذين عانوا من تجارب صحيّة سيئة في الماضي أكثر عرضةً لخطر الإصابة بتوهم المرض من غيرهم.

ما هي الأعراض الدالة على توهم المرض؟

يمكن أن تتضمن أعراض اضطراب توهم المرض ما يأتي:

  • الانزعاج من بعض الأعراض الطفيفة أو من أحاسيس الجسم الطبيعية، وتفسيرها على أنها أعراض لمرض خطير.
  • الاستمرار في التفكير بمرض أو حالة طبية خطيرة.
  • عدم الشعور بالراحة والطمأنينة من تأكيدات الطبيب والفحوصات المخبرية من عدم الإصابة بالمرض.
  • الانشغال بالحالة الصحية بصورة مبالغ بها.
  • الفحص المستمر والمتكرر للجسم بحثًا عن علامات لأمراض معينة.
  • القلق الشديد من بعض الأمراض والحالات الصحية التي تحدث بين أفراد العائلة.
  • تجنب العديد من الأماكن والأنشطة والأشخاص؛ خوفًا من الإصابة بالمرض.
  • زيارة عيادة الطبيب باستمرار، أو على العكس تجنب زيارته نهائيًا؛ خوفًا من تشخيصه بمرض خطير.
  • البحث المستمر في الإنترنت عن أسباب بعض الأمراض وأعراضها.
  • كثرة الحديث عن صحة الشخص والأمراض المحتملة.

كيف يتم تشخيص توهم المرض؟

يمكن تصنيف توهم المرض إلى الحالات الآتية:

  • اضطراب قلق المرض: ذلك إذا لم يعانِ الشخص من أي أعراض جسدية، أو عانى من أعراض خفيفة فقط.
  • اضطراب الأعراض الجسدية: ذلك إذا عانى المصاب من أعراض مزعجة، أو إذا عانى من العديد من الأعراض.

ويحتاج الطبيب عند تشخيص توهم المرض إلى إجراء فحص سريري للتأكد من عدم الإصابة بأي حالات صحية، وعند التأكد من عدم الإصابة بأي مرض يمكن أن يحيل الطبيب المصاب إلى الاختصاصي النفسي، الذي قد يحتاج إلى إجراء ما يأتي:

  • التقييم النفسي، الذي يتضمن طرح أسئلة حول الأعراض التي يعاني منها الشخص، والتاريخ العائلي، والمشكلات التي تؤثر في حياته.
  • التقييم الذاتي أو الاستبيان الذاتي النفسي.
  • السؤال عن تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول، أو أي مواد أخرى.

كيف يمكن علاج توهم المرض؟

يهدف علاج اضطراب توهم المرض بصورة أساسية إلى استمرار عمل الشخص بصورة طبيعية قدر الإمكان، والتقليل من اللجوء المفرط إلى الخدمات الطبية، والتقليل من الاضطراب والقلق النفسي، ويعتمد اختيار الطريقة الأفضل لعلاج هذا الاضطراب على خيار المصاب، وعلى معاناته من أي أمراض أخرى مرتبطة بصورة أساسية مع توهم المرض من عدمها، ويؤدي الطبيب الأساسي للمصاب دورًا أساسيًا في رحلة العلاج في معظم الحالات، وذلك يعود إلى الأسباب الآتية:

  • قدرة الطبيب الأساسي على تحديد زيارات محددة ومنتظمة للمصاب؛ وذلك بهدف تخفيف مخاوفه المتكررة، ويفضل الاستمرار مع طبيب واحد بدلًا من التنقل من طبيب إلى آخر.
  • قدرة الطبيب على مساعدة المصاب في قراءة تقرير معين، وتحديد حاجته إلى أن يٌحال إلى اختصاصي، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من الفحوصات والاختبارات التي يحتاج المصاب إلى الخضوع إليها والآثار الجانبية المحتملة لها.
  • يمكن أن يساعد الاعتماد على طبيب محدد في تقليل التكاليف ومخاطر زيارات العديد من الأطباء.
  • يمكن أن يعاني العديد من الأشخاص المصابين باضطراب التوهم من اضطراب وقلق نفسي شديد، مما يحتاج إلى العلاج والإحالة إلى اختصاصي الصحة النفسية، ويمكن للطبيب الأساسي أن يحدد حاجة المصاب إلى ذلك، كما يمكنه أن يفسر سبب إحالته إلى الاختصاصي جيدًا وإمكانية الطبيب النفسي على المساعدة.

ويعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) نوعًا من أنواع العلاج بالكلام يمكن أن يساعد المصاب باضطراب توهم المرض على تعلم طريقة التعامل مع القلق الناجم عن هذه الحالة، وكيفية عيش حياة أكثر إنتاجيةً وفعاليةً، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى استخدام أدوية القلق أو الاكتئاب، أو أدوية الاضطرابات النفسية الأخرى للسيطرة على المرض.

مدة استمرار توهم المرض

يمكن أن تستمر معاناة الشخص من اضطراب توهم المرض أشهر أو حتى سنوات، لكن لا يعني ذلك أنه سيبقى قلقًا حيال صحته خلال كل تلك المدة، بل يعاني من هذا القلق خلال أوقات متباعدة في معظم الحالات، ويعدّ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب توهم المرض بصورة عابرة أقل عرضةً للإصابة بالمشكلات النفسية أو بالقلق الشديد، وأكثر عرضةً للإصابة بالاضطرابات الطبية.

إذا كان المصاب يعاني من الاكتئاب أو القلق ويستجيب للأدوية الموصوفة جيّدًا يمكن أن تكون نسبة شفائه أعلى من المتوسط، وتشير بعض الأدلة إلى أن الأشخاص المصابين بتوهم المرض المصاحب لاضطرابات الشخصية يواجهون صعوبةً في التعافي منه، لكن لا بدّ من إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه المعلومة.

السابق
ما هو اضطراب التكيف؟
التالي
ما المقصود بالاكتناز القهري؟

اترك تعليقاً