دراسات حديثة

أكثر من مائة جين رئيسي يحدد لون شعر الإنسان

أكثر من مائة جين رئيسي يحدد لون شعر الإنسان

اكتشف العلماء أن هناك أكثر من مائة جين يحدد لون الشعر، حيث اكتشف فريق من العلماء بقيادة أكاديميين من كلية كينجز كوليدج في لندن ومركز إراسموس الطبي بجامعة روتردام ، أن هناك 124 جينا يلعب دورا رئيسيا في تحديد اختلاف لون شعر الإنسان .

أكثر من مائة جين رئيسي يحدد لون شعر الإنسان
يلقي هذا الاكتشاف الضوء على فهمنا للتعقيد الوراثي الذي يدعم التغيرات في تصبغ الإنسان، ويمكن أن يعزز معرفتنا بالظروف المرتبطة بالتصبغ، مثل سرطان الجلد، الخصية، البروستاتا والمبيض، كما أن هذا الاكتشاف الجديد يعد أيضا ذات صلة بعلوم الطب الشرعي .

وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات فيما مضى وجدت أن نسبة كبيرة من التباين في لون الشعر تفسر بعوامل وراثية، إلا أن هذه الدراسات الجينية حددت فقط عشرات الجينات ذات الصلة بتحديد لون الشعر، أما هذا الاكتشاف فقد تمكن العلماء فيه من تحديد 124 جين جديد يؤثر بصورة رئيسية على تحديد لون الشعر عند الإنسان، وقد أعلنوا عن هذا الأمر أمس الاثنين الموافق السادس عشر من أبريل الجاري في مجلة Nature Genetics، وهذا يفسر إلى حد كبير الفجوة في المعرفة الجينية .

كيف اكتشف الباحثون الـ 124 جين الجديد
من أجل تحديد جينات لون الشعر التي لم تكن معروفة من قبل، قام الباحثون بتحليل بيانات الحمض النووي من حوالي 300.000 شخص من أصل أوروبي، إلى جانب معلوماتهم عن لون الشعر التي تم الإبلاغ عنها ذاتيا، وقد تم توفير البيانات من قبل البنك الحيوي في المملكة المتحدة ” UK Biobank “، و ” 23andMe Inc “، واتحاد المورثات الوراثية الدولية المرئية ” the International Visible Trait Genetics Consortium ” .

وبمقارنة لون الشعر بالمجموعة بمعلوماتها الوراثية المخزنة في عدة ملايين من المواقع في الجينوم البشري، حدد العلماء 124 جينا متورطة في تحديد لون الشعر، وبالتالي اكتشفوا أكثر من مائة منها لم يكونوا معروفين سابقا بتأثيرهم على التصبغ، كما أثبت العلماء أن التنبؤ بلون الشعر باستخدام هذه المعلومات الجينية الجديدة أكثر دقة من الجينات التي كانت معروفة سابقا .

كيفية تأثير هذا الاكتشاف على مجالات الطب والبيولوجيا
قال البروفيسور تيم سبيكتور من جامعة كينجز كوليدج بلندن : ” سيؤثر هذا العمل على العديد من مجالات البيولوجيا والطب، باعتباره أكبر اكتشاف وراثي عن التصبغ، وسيقوم بتحسين فهمنا لأمراض مثل الورم الميلانيني، وهو شكل من أشكال سرطان الجلد العدواني، كما تؤثر الجينات التي تؤثر على لون الشعر أيضا على أنواع السرطان الأخرى، في حين تؤثر جينات الصباغ الأخرى على فرص وجود مرض كرون وغيره من أشكال مرض الأمعاء .

ويقول البروفيسور تيم سبيكتور : ” إن عملنا يساعدنا على فهم أسباب التنوع البشري في المظهر، من خلال إظهار كيف تتكيف الجينات المعنية بالتصبغ ببراعة مع البيئات الخارجية والتفاعلات الاجتماعية خلال تطورنا، وقد وجدنا أن النساء يمتلكن شعرا أكثر إنصافا من الرجال، مما يعكس مدى أهمية الممارسات الثقافية والتفضيلات الجنسية في تشكيل جيناتنا وبيولوجيتنا “، وقد قال البروفيسور مانفريد كايسر من مركز إراسموس الطبي : ” إلى جانب زيادة فهمنا لوراثة تصبغ الإنسان بشكل عام، فإن العثور على جينات لون الشعر الجديد مهم أيضا لزيادة دقة التنبؤ بلون الشعر من آثار الدنا في تطبيقات الطب الشرعي المستقبلية، التي يمكن أن تساعد في العثور على مجرمين مجهولين قاموا بجرائم معينة ” .

كما قال الدكتور ديفيد هيندز من 23andMe : ” في حين أن وراثة لون الشعر هي مشكلة مثيرة في حد ذاتها، فإننا نأمل أن يكون الفهم الأفضل لبيولوجيا صبغة الميلانين قابلة للتطبيق على دراسات الأمراض التي تتفاعل مع التصبغ، مثل سرطان الجلد أو البهاق ” .

السابق
الأطفال المصابة بالملاريا تصدر روائح أكثر جذبا للبعوض
التالي
ما هو دواء إثيوناميد Ethionamide؟

اترك تعليقاً