أمراض وأضطربات

مرض ناتج عن نقص فيتامين سي ما هو وأهم أعراضه وكيفية علاجه

مرض ناتج عن نقص فيتامين سي ما هو وأهم أعراضه وكيفية علاجه

مرض ناتج عن نقص فيتامين سي ماذا يعني؟ وهل نقص فيتامين سي ينتج عنه مرض معين؟ وما هي أعراض هذا المرض؟ و ما هي تطوراته؟ ومَاذا يحدث عند إهمال علاجه؟ وما هي سبل العلاج؟ وكذلك كيفية الوقاية منه؟، كل هذه الأسئلة التي تدور بذهنك عزيزي القارئ ستجد إجابتها الكاملة في هذا المقال.

مرض ناتج عن نقص فيتامين سي

فيتامين سي أو فيتامين ج أو حمض الأسكوربيك، يعد من الفيتامينات الهامة جداً لصحة الجسم والتي يصعب تخليقها طبيعياً في الجسم، لهذا يتوجب علينا إدراجها في أنظمتنا الغذائية اليومية بنسبة كافية أو تعويضها بالمكملات الغذائية الغنية بفيتامين سي، حيث أنه من ضمن مجموعة  الفيتامينات التي تذوب في الماء لهذا فهي سريعة التكسر وتخرج من الجسم سريعاً، ويصعب تخزينها، وذلك  على عكس مجموعة الفيتامينات الذائبة في الدهون.

وينتج عن نقص فيتامين سي في الجسم مجموعة من الأعراض الخطيرة التي تشير إلى مرض ينتج عن نقص فيتامين سي، ألا وهو مرض ” الاسقربوط”، حيث أن فيتامين سي يشكل أهمية كبيرة في بناء مادة الكولاجين؛ ويُعد الكولاجين أحد المكونات الأساسية للأنسجة الضامّة المسئولة عن تدعيم الجسم، وقوامه، هذا بالإضافة إلى أن نقص فيتامين سي يؤثر على كفاءة امتصاص الحديد في الجسم، بالإضافة إلى تأثيره على جهاز المناعة والكثير من وظائف الجسم التي تعتمد في فيتامين سي المنشط للكثير من الإنزيمات الهامة.

مرض الاسقربوط “Scurvy”

بالبحث عن مرض ناتج عن نقص فيتامين سي وجدنا أنه مرض الاسقربوط أو” البثع”، أو عوز فيتامين سي، أو مرض “بارلو” نسبة إلى الطبيب البريطاني “توماس بارلو”، مكتشف المرض في عام 1883، كل هذا الأسماء هي وصف لمرض واحد، وهو عبارة عن مرض ناتج عن نقص  فيتامين سي.

يرجع اكتشاف مرض الأسقربوط إلى فترة القرن الثامن عشر الميلادي، عندما اُصيب الجنودَ خلال رحلاتهم عبر المحيط، حيث اعتمدوا فيها على الأغذية المحفوظة وقل جدا تناول فيتامين سي.

قد تسبب في وفاة بعض هؤلاء الجنود، وقد لاحظوا تراجع الأعراض بعد تناولهم الحمضيات، هذا بالإضافة إلى ارتباط امتصاص الحديد في الجسم بفيتامين سي، مما ينتج عنه فقر الدم والانيميا أيضاً، في حالة استهلاك كمية من فيتامين سي أقلّ من 10 مليجرام في اليوم لمدة شهر كامل، وهنا تبدأ الأعراض بالظهور التدريجي، وتتطور إذا ما تم علاجها في الوقت المناسب.

الجدير بالذكر أن معظم الحيوانات لا تصاب بهذا المرض نتيجة قدرة أجسامها على تصنيع فيتامين سي بشكل طبيعي، على عكس الإنسان، وبعض الفقاريات، حيث أنها لا تملك الأنزيم المسؤول عن تخليق فيتامين سي بشكل طبيعي داخل الجسم وهو انزيم  (L-gulonolactone oxidase).

أعراض مرض نقص فيتامين سي

بالتعرض للاسقربوط وهو مرض ناتج عن نقص فيتامين سي تظهر الأعراض ” تدريجياً كما يلي:

  • في بداية نقص فيتامين سي يشعر المصاب بخمول وإِرهاق وتوعك.
  • ظهور بقع في مناطق متفرقة على الجلد ويصبح أكثر خشونة.
  • الإحساس بألم في اللثة.
  • تغير في الحالة المزاجية.
  • ضعف الشعيرات الدموية في منطقة اللثة، وتصبح أكثر عرضة النزيف والجروح.
  • التعرض إلى نزيف الأغشية المخاطية .
  • تظهر بعض التصبغات والبقع على الساقين ومنطقة الفخذين.
  • يصبح المريض شاحب البشرة، مع ظهور كدمات متفرقة.
  • حدوث جفاف الفم، والعيون
  • بعد مرور شهر من إهمال العلاج وزيادة نقص فيتامين سي إلى ثلاثة أشهر يبدأ المريض في الشعور بضيق التنفس مصحوب بآلام في عظام الصدر والمفاصل.
  • شعور بآلام في عضلات الجسم نتيجة نقص مادة الكارنيتين.
  • يشعر المريض بفقدان للحركة بشكل جزئي.
  • ومع تطور المرض تنتشر التقرحات الجروح المفتوحة وصعوبة في التئام الجروح.
  • فقدان الأسنان، وضعف العظام.
  • اليرقات.
  • قلة البول.
  • الاستسقاء في الحالات المتأخرة.
  • الاعتلال العصبي، والتشنجات.
  • النزيف الداخلي الذي قد يؤدي للوفاة في النهاية.

ما هي أسباب الإصابة مرض الاسقربوط؟

يعد السبب الأساسي للإصابة بمرض الأسقربوط وهو مرض ناتج عن نقص فيتامين سي، ويعد مرض الاسقربوط أكثر شيوعاً بين الأطفال الرضع وكبار السن، على عكس الشباب والمراهقين نظراً لتوافر فيتامين سي في كثير من الأكلات والمشروبات اليومية.

يتعرض فيتامين سي للتكسر بسبب حرارة عملية البسترة في منتجات الألبان، ولهذا يظهر هذا المرض بين فئة الرضع والتي تعتمد تغذيتهم على الحليب غير المدعم بفيتامين سي ومجموعة من الفيتامينات الأخرى والزنك، حيث أن في معظم شركات إنتاج أغذية الأطفال تهتم بتدعيم هذه الأغذية بمجموعة من الفيتامينات والمعادن على رأسها فيتامين سي والتي تتعرض للتكسير أثناء المعاملات الحرارية وخطوات الإنتاج، ومع ذلك فإن التخزين لفترات يسبب أيضاً تكسر فيتامين سي.

أما حليب الأم الطبيعي به كمية كافية للرضيع من فيتامين سي في حال ما كانت الأم تهتم بتناول الأغذية الغنية بفيتامين سي بشكل يومي أو تناول المكملات الغذائية التي تعوض نقص هذا الفيتامين في الجسم وبالتالي نزوله في اللبن للرضيع.

يصنف الأسقربوط على أنه أحد أمراض سوء التغذية النادرة، وبالرغم من توافر فيتامين سي في الكثير من الأغذية المتنوعة، إلا أن قد سجلت حالات مصابة بمرض الأسقربوط بسبب سوء التغذية وخصوصاً في الدول الصناعية التي يعتمد الأشخاص فيها على المعلبات بشكل كبير في التغذية.

تطور مرض نقص فيتامين سي

يعد فيتامين سي ضروري جداً في الكثير من العمليات الحيوية الأساسية في الجسم، حيث يعمل على تحفيز بعض التفاعلات التي تحتاج إلى إضافة أحد المجموعات مثل مجموعة الهيدروكسل والأميد.

أما في حالة تصنيع مادة الكولاجين الضروري في تكوين أنسجة الجسم، يعمل فيتامين سي كعامل مساعد لكلاً من الانزيمين (“هيدروكسيليز البوليل”، و”هيدروكسيليز الليزيل”) وهذه الأنزيمات مسئولة عن إضافة مجموعة هيدروكسيل لكلاً من الحمض الأميني “برولين”، و”حمض اللايسين” المكونان  لمادة الكولاجين.

يشكل كلاً من “هيدروكسي البرولين” و”هيدروكسي اللايسين” دوراً هاماً في استقرار مادة الكولاجين من خلال عن سلسلة الروابط الببتيدية، وعند حدوث خلل في تكوين مادة الكولاجين يتسبب هذا في صعوبة التئام الجروح.

يمثل الكولاجين عنصر هام جداً للعظام أيضاً وبالتالي  أي خلل يحدث في تكوينه يؤثر على حالة العظام بشكل كبير، وبالإضافة إلى أن خلل إنتاج الكولاجين يسبب ضعف الأوعية الدموية بشكل كبير مما ينتج عنه التعرض لخطر النزيف بسهولة.

إهمال مرض الأسقربوط

يتسبب إهمال علاج مرض الأسقربوط وهو  مرض ناتج عن نقص فيتامين سي إلى أعراض كثيرة أكثر خطورة كما ذكرنا في نقطة الأعراض إلى أن تصل للوفاة أحياناً، رغم سهولة علاجه، ويعد حالات الوفاة الناتجة عن مرض الاسقربوط نادرة جداً، لسهولة علاجه بتناول فيتامين سي بجرعات تتناسب مع حالته المرضية، وهذا يتوقف على التشخيص المبكر والصحيح للمرض فقط.

كيفية علاج مرض الاسقربوط

يتم  علاج مرض الاسقربوط وهو مرض ناتج عن نقص فيتامين سي عن طريق بتناول كميات عالية من فيتامين سي كونه مرض ناتج عن نقص فيتامين سي  فيتم بتعويض هذا النقص؛ من خلال تناول كمية كافية من الأغذية الغنية بفيتامين سي من الخضروات مثل الفلفل الرومي، والفاكهة مثل الحمضيات (البرتقال، والفراولة، البابايا، اليوسفي، الليمون) أو التعويض بالمكملات الغذائية مثل أقراص فوار فيتامين سي، وكَبسولات فيتامين سي.

كيفية الوقاية من مرض الاسقربوط؟

تعد الوقاية من مرض الأسقربوط والكثير من الأمراض الأخرى هي في إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بِالخضروات والفاكهة الطازجة التي تمد الجسم بالكثير من الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، والألياف الغذائية.

ومن أنواع الخضر الغنية بفيتامين سي هي(البروكلي، والفلفل الرومي، الملفوف، البطاطا، السبانخ، الجزر)، أما الفواكه الغنية بفيتامين سي هي (البرتقال، الجوافة، الفراولة، البابايا، اليوسفي، الكيوي، الطماطم، التمر السكري، البرقوق، الليمون)، وهناك أيضاً بعض الأعشاب والتواصل الغنية بفيتامين سي مثل( الكمون، والبابْريكا، واليانسون).

بالإضافة إلى بعض المنتجات الحيوانية الغنية بفيتامين سي مثل (الأسماك الغضروفية، القواقع والمحار، القشريات، الكبد، اللحوم الطازجة)، بالإضافة إلى إمكانية تناول بعض المكملات الغذائية التي تعمل على تدعيم المناعة، وتحمي الجسم من التعرض للإصابة بمرض الأسقربوط.

وفي بداية اكتشاف مرض الاسقربوط لاحظ الأطباء أن هذا المرض في الأغلب يصيب الأشخاص التي تعتمد بشكل كبير على الأغذية المحفوظة، والمعلبات مقارنة بالأشخاص التي تتناول الأغذية الطازجة واللحوم الطازجة أيضاً لم تظهر بينهم إصابات بهذا المرض.

في النهاية فإن ظهور مرض ينتج عن نقص فيتامين سي يعد أمر نادر بسبب احتواء الكثير من أغذيتنا اليومية على كمية كافية من هذا الفيتامين الهام لصحة الجسم بالكامل كما ذكرنا في مقالنا.

السابق
هل نقص كريات الدم البيضاء خطير؟ وما هي أعراضها وأسبابها ومضاعفاتها؟
التالي
أعراض مرض الضغط عند الشباب وأسبابه وأهم نصائح الوقاية من الضغط المفاجئ

اترك تعليقاً