الحمل والولادة

فيتامينات ما قبل الولادة قد تقلل من خطر التوحد لدى الطفل الثاني

فيتامينات ما قبل الولادة قد تقلل من خطر التوحد لدى الطفل الثاني

فيتامينات ما قبل الولادة قد تقلل من خطر التوحد لدى الطفل الثاني

إن القيام بشيء بسيط مثل تناول فيتامينات ما قبل الولادة خلال الشهر الأول من الحمل قد يقلل من احتمالات إنجاب الطفل الثاني مصاب بالتوحد.

أوضح الباحثون في تقرير جديد أنه بمجرد تشخيص إصابة طفل واحد بالتوحد، يواجه أي طفل تالٍ خطرًا أكبر للإصابة باضطراب النمو.

ولكن وجدت الدراسة أنه عندما تناولت الأمهات في الأسر المعرضة لهذا الخطر فيتامين ما قبل الولادة خلال الشهر الأول من الحمل، كان أطفالهن معرضون لنصف خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد (ASD). حيث ارتبط استخدام فيتامينات ما قبل الولادة بأعراض التوحد الأقل حدة ومهارات التفكير والذاكرة الأعلى عند الأطفال الذين أصيبوا بالتوحد.

وقالت مؤلفة الدراسة ريبيكا شميدت، أستاذة مساعدة في علوم الصحة العامة بمعهد MIND بجامعة كاليفورنيا في ديفيس: “إن الأمهات اللاتي تناولن فيتامينات ما قبل الولادة، خاصة في الشهر الأول من الحمل، قل لديهن خطر إنجاب طفل آخر مصاب بالتوحد”.

ويشتبه الباحثون في أن بعض العناصر الغذائية الموجودة في فيتامينات ما قبل الولادة – مثل حمض الفوليك وأنواع أخرى من فيتامينات B أو الحديد – قد تلعب دوراً في تقليل الخطر. ومع ذلك، لم يتم إجراء هذه الدراسة لإثبات وجود علاقة السبب والنتيجة.

وقالت: “لا نعرف على وجه اليقين العناصر الغذائية التي تُحدث الفرق. ولكننا نعلم أن حمض الفوليك مهم حقًا لإغلاق الأنبوب العصبي وأنه يلعب دورًا في الإجهاد التأكسدي ووظيفة الميتوكوندريا – والتي تعد من بين الكثير من الأشياء المهمة”. .

واضافت شميدت أنه من غير المرجح أن يكون حمض الفوليك أو أي عناصر غذائية أخرى قد تسهم في تقليل المخاطر التي شوهدت في هذه الدراسة هو المسؤول الوحيد عن الوقاية من مرض التوحد. وقالت أن هناك الكثير من العوامل التي يُشتبه في أنها تسهم في مرض التوحد، مثل العوامل الوراثة والبيئية.

ومع ذلك، “قد يخفف فيتامين ما قبل الولادة من بعض المخاطر الموجودة بالفعل”، أضاف شميدت.

أشار الدكتور أندرو أديسمان، رئيس طب الأطفال التنموي والسلوكي في مركز كوهين للأطفال الطبي، في نيو هايد بارك، نيويورك، إلى أن خطر إنجاب طفل ثانٍ مصاب بالتوحد هو مصدر قلق كبير للغاية بالنسبة للوالدين الذين لديهم بالفعل طفل واحد يعاني من هذا الاضطراب .

وقال: “في حين أظهرت دراسات أخرى أن فيتامينات ما قبل الولادة تقلل من إجمالي احتمال إنجاب طفل أول مصاب بمرض اضطراب طيف التوحد، فإن هذه الدراسة الجديدة تشير إلى أن الأمهات اللاتي لديهن بالفعل طفل مصاب بـ هذا المرض يمكن أن يقللن من خطر إنجاب طفل آخر مصاب بنفس المرض”.

أضاف أديسمان قائلاً: “على الرغم من أن هناك بالفعل العديد من الأسباب الجيدة للبدء في تناول فيتامينات ما قبل الولادة، إلا أن هذه الدراسة تقدم مزيدًا من الدعم لفوائدها المحتملة للنساء المعرضات بالفعل لخطر متزايد لأنجاب طفل آخر مصاب بـاضطراب طيف التوحد.”

وقال: “إذا تم تكرار النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة من قبل باحثين آخرين، فإن القيام بـشيءٍ بسيطٍ وغير مكلف مثل تناول فيتامينات ما قبل الولادة قبل الحمل يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية إنجاب امرأة لطفل ثانٍ مصاب بـهذا الاضطراب.”

وافق خبير آخر مختص بالتوحد على أنه يجب تأكيد هذه النتيجة في مزيد من البحث.

وصرحت الدكتورة كريستين سول، نائبة رئيس قسم طب الأطفال في جامعة ميسوري للرعاية الصحية، ومشاركة في شبكة علاج مرض التوحد: “تعتبر هذه دراسة صغيرة تحتاج إلى تكرارها في عينة أكبر قبل أن يتم إجراء حسابات حقيقية للحد من المخاطر وقيام الصحة العامة باتخاذ قراراتها.”

وأضافت سول: “يجب على النساء اللاتي يخططن للحمل إجراء مناقشات مع طبيبتهن حول تناول فيتامينات ما قبل الولادة قبل الحمل، وذلك لأننا نعرف أن بعض العناصر الغذائية مثل حمض الفوليك ضرورية لنمو وتطور المخ الأمثل منذ الأيام الأولى للحمل.”

قالت شميدت أن النساء في الدراسة استخدمن مجموعة متنوعة من فيتامينات ما قبل الولادة، ولكن الباحثين لم يتطلعوا لمعرفة ما إذا كان نوع واحد أفضل من الأنواع الأخرى عندما يتعلق الأمر بمرض التوحد. وأشارت إلى أنه بينما قد تختلف العلامات التجارية للفيتامينات، إلا أن معظمها ستحتوي على عناصر غذائية مماثلة.

شملت الدراسة أكثر من 300 من الأمهات اللاتي رزقن بالفعل بأطفال يعانون من اضطراب طيف التوحد. ولد الأشقاء الأصغر سنا بين الاعوام 2006 و 2015، وأكملوا اختبار التوحد في غضون ستة أشهر من عيد ميلادهم الثالث. وكان 58 % من الأشقاء الأصغر سنا ذكوراً.

قال الباحثون إن 96% من الأمهات أبلغن عن تناولهن لفيتامينات ما قبل الولادة أثناء الحمل، ولكن 36 % فقط منهن تناولن الفيتامينات في الإطار الزمني الموصى به – أي قبل ستة أشهر من الحمل.

كان معدل التوحد عند الأطفال اللاحقين للنساء اللاتي تناولن فيتامينات ما قبل الولادة خلال الشهر الأول من الحمل 14% مقارنة بنسبة 33 % لأطفال الأمهات اللاتي لم يستخدمن فيتامينات ما قبل الولادة في ذلك الوقت.

أوصت شميدت قائلةً: “يجب على النساء اللاتي يخططن لإنجاب المزيد من الأطفال، أو إذا كان من الممكن أن يصبحن حوامل، التحدث مع طبيبتهن بشأن الحصول على وصفة طبية لفيتامينات ما قبل الولادة.”

السابق
مرهم مخدر للبواسير وكيفية استخدامه ودرجات الإصابة بالبواسير
التالي
أفضل نوع من حبوب أوميجا 3 ومخاطر نقصه في الجسم

اترك تعليقاً