صحة عامة

المشاكل الزوجية

المشاكل الزوجية

نادرا ما تسير العلاقة الزوجية بدون حدوث اي مشاكل او خلافات بين الطرفين لكن الأهم هو معرفة كيفية الصمود أهمها والعمل على حلها وتجاوزها بكل هدوء دون اي صراعات كبيرة تدمر الحب بين الزوجين.إن وجود الاختلافات بين الزوجين أمر طبيعي؛ إذ إن الزوجين من جنسين مختلفين، ويختلف التركيب الجسمي والنفسي بين الرجل والمرأة اختلافًا واضحًا، كما يختلفون من الناحية الفسيولوجية، كما يمتلك كل منهم أهدافًا وتوقعات ووجهات نظر مختلفة عن الآخر، وهذا الاختلاف يظهر في اختلاف طريقة تعامل الرّجل والمرأة مع الأمور المختلفة التي تواجههم في الحياة؛ إذ تختلف طريقة التربية والنظر والتعامل ونظرة الرجل عن نظرة المرأة، ويعرف في علم النفس أن المرأة تتعامل مع التفاصيل والتكتيكات وتخلط ما بين تعاملها المنطقي العقلي والانفعالي العاطفي معًا، في حين أن الرجل يهتم بالأمر عمومًا ويفضل التفكير بهدوء وصمت في المعضلات، والرجل ليس كالمرأة؛ إذ لا يستطيع التَّعامل مع أكثر من موضوع في ذات الوقت بعكس المرأة التي تعالج عدة مواضيع في الوقت نفسه، وهذا الاختلاف لا يعلمه الكثير من الأزواج فيظن كل منهما أن الطرف الآخر غير مهتم بمشاكله وغير متفهم له، في حين لو عَلِم كل منهما اختلافه عن الآخر لعذره واختصر العديد من المشاكل

أسباب المشاكل الزوجية المستمرة

أسباب كثرة المشاكل بين الزوجين

يوجد العديد من الأسباب وراء الخلافات الزوجية ومن أهم هذه الأسباب:

  • العنف المنزلي: يعد العنف أحد أهم أسباب الخلافات بين الزوجين، فقد يتحول ضرب الزوجة وتعنيفها وعدم احترامها إلى شعورها بالظلم والقهر والكره، وهو من الأسباب المهمة في كثرة المشاكل وحدوثها، حتى وإن كان أصل الخلاف بسيطًا فسرعان ما يتحوّل إلى مشكلة كبيرة بسبب الضغط والكبت على الزوجة جراء المعاملة القاسية والسيئة.
  • الصراع والجدل المستمر: إذ إن مراكمة الأمور وعدم المصارحة والمعاتبة والمراجعة بين الزوجين تجعل الزوجة تراكم في قلبها ونفسها اتجاه زوجها، ما يؤدي إلى نشوء الخلافات بينهما. عدم التواصل بين الزوجين: إن صمت الرجل الكبير وعكسه كلام المرأة وانفعالها يُحدث شرخًا ومسافة واسعة من عدم التفاهم بين الزوجين، والحل هنا أن يبذل الزوج جهدًا أكبر في سماع زوجته والتحدث معها، وكذلك الزوجة يجب أن تتفهم طبيعة زوجها.
  • المسؤوليات المنزلية: يتجادل العديد من الأزواج حول التوزيع العادل للعمل المنزلي، وكيفية أدائه، فبدلاً من الجلوس وتقسيم الأعمال المنزلية بينهم أو التعاون فيما بينهم تظهر المشاكل والنزاعات.
  • الأطفال: إن الطفل من المسؤوليات المهمة في الزواج ويمكن أن تبرز الاختلافات في كيفية تنشئة الطفل والقضايا المتعلقة به مثل؛ كيفية الانضباط، والنظام الغذائي، والمسؤول عن رعاية الطفل، أو ما هي الخيارات التعليمية التي يجب اختيارها، وتسهم قلة نوم الأم في جعل الأم أكثر عصبية ورغبة في اختلاق المشاكل.
  • المشاكل المالية: يتجادل معظم الأزواج حول الفواتير والديون والإنفاق والقضايا المالية الأخرى.
  • البعد بين الزوجين: ويظهر ذلك من خلال عدم تفهم كل من الزوجين لطبيعة عمل الآخر، كما أن الزّوج على الأغلب يضع كافة مسؤوليات البيت والأولاد على عاتق زوجته، وهذا خطأ لأن الحياة مشاركة فيما بينهم.
  • عدم وجود العلاقة الزوجية: العلاقة الزوجية في الزواج مهمة وواحدة من أكثر المشاكل الزوجية شيوعًا.
  • الاختلافات الدينية: تعد الاختلافات في المعتقدات والقيم الأساسية من الأسباب الشائعة في الخلافات الزوجية، إذ إن ممارسة أنشطة دينية منفصلة أو الذهاب إلى أماكن عبادة مختلفة يؤدي إلى المشاكل الزوجية.
  • اختلاف طريقة التعاطي مع الأمور: إن الزوج يتعامل مع أمور الحياة المختلفة بطريقة مخالفة لطريقة زوجته، كما أن عدم انفتاحه على شرح وجهة نظره أو تفهم وجهة نظرها يجعل الزوجة تعتقد أن زوجها لا يهتم برأيها أو وجودها.
  • تدخل الأهل في قرارات الزوجين الشخصية: ومن ذلك أن يتدخّل الأهل في أثاث المنزل وتفاصيل حفل الزواج ومكان السكن وطريقة معاملة كل زوج للآخر، وتتطور الأمور حين يتدخل الأهل من الطرفين في طريقة تربية الأبناء، إذ تنهار بعض الضوابط التي يضعها الوالدان والخطط المرسومة والتي يلتزم كل منهما فيها، وتكمن المشكلة في عدم القدرة على مواجهة الأهل والطلب منهم الكف عن التدخل في هذه الأمور الشَّخصية والداخلية، والحل هنا هو وضع خطوط حمراء لا يجوز للأهل تجاوزها، وتكون بمناقشة كل من الزوجين بطريقة لينة ومؤدبة مع أهاليهم.
  • الزواج السريع: وذلك دون أخذ فترة خطوبة مناسبة يُتفاهم فيها على كافة النقاط المهمة والمفصلية.
  • حالات الصدمة: تعرض أحد الزوجين إلى حوادث مؤلمة سيزيد ذلك من المشاكل الزوجية، كتعرض أحدهم إلى مشاكل صحية أو فقدان أحد الأقارب.
  • الملل في الحياة الزوجية: مع مرور الوقت يشعر أحد الزوجين بالملل من علاقتهما، لذا يجب فعل أشياء جديدة لكسر الروتين في الحياة الزوجية، إذ تحتاج العلاقة بين الزوجين إلى تجديد مستمر في الأسلوب حتى لا تجري على وتيرة واحدة، خاصةً مع طول فترة العلاقة، فالروتين يخلق الملل ويُدْخِل النفور، وهذا ينطبق على عموم العلاقات الزوجية بعيدًا عما تواجهه هذه العلاقات من تحديات ومصاعب مالية أو اجتماعية أو نفسية، فالتّجديد دومًا يضفي جوًّا من الراحة والانسجام، ويقوي روابط الألفة والمحبة ويظهر مدى اهتمام الطرف بالطرف الآخر، وعكس ذلك سيؤدي روتين العلاقة إلى حدوث مشاكل أكثر مع تراكم حالة الضجر والملل، خاصةً أن الزوجين ضمن دائرة مجتمعية مؤثرة ودائمة التغيُّر والتقلب.
  • الغيرة الزائدة: إن الغيرة صفة جيدة، إلا أن الغيرة الزائدة والمفرطة قد تؤدي إلى حدوث المشكلات، فالغيرة المبالغ بها من أحد الطرفين قد تتسبب في إنهاء الحياة الزوجية. أسباب بيئية: فالزوجان جزء من محيط متعدد الآراء، وتؤثر البيئة السلبية على شحن العلاقة المضطربة بين الزوجين، فتدخّل الأهل والأقرباء في الخلافات الزوجية قد لا يكون إيجابيًّا، بقدر ما قد يزيد من سوء هذه العلاقة، فتزداد وتيرة الخلافات ليلجأ الزوج إلى طرف والزوجة إلى طرف آخر يكون الالتقاء بعدها على قاعدة مشتركة صعبًا للغاية أو مستحيلًا.
  • التقصير والجهل في الواجبات والحقوق: فعلى كلا الطرفين؛ الزوج والزوجة واجبات ومسؤوليات اتجاه الآخر، ومتى تهاون أو قصّر أحدهما في واجباته تحدث المشاكل، فالزّوجة قد لا تعير انتباهًا لزوجها مانحةً الرعاية المنزلية أو متابعة الأولاد أهميّةً على حساب وقت زوجها، وبذريعة أنّ أمور المنزل والأولاد هم الأحقّ والأولى بهذه الرعاية، وإهمال الزّوج على هذه الشاكلة سيحدث مشكلات لا حصر لها قد تؤثّر مباشرة على الزوجة والأولاد معًا. ومن جانب آخر فإنّ تقصير الزّوج عن أداء واجباته سواء المعيشيّة أو العاطفية اتجاه الزّوجة لسبب أو لآخر يخلق عند الزّوجة شعورًا بالكآبة والنّفور والعصيان يتحول فيما بعد إلى خلافات كبيرة ومشاكل لا تنتهي، وكذلك فإن الجهل بالواجبات والحقوق خاصةً للمتزوجين الجدد يؤدي إلى لبس وسوء فهم في العلاقة ينتج عنه مشكلات وخلافات.
  • عدم المصداقية في العلاقة: يعد الكذب من الأسباب التي تؤدّي إلى كثرة المشاكل، لأنَّ الحقيقة لا بدّ أن تظهر وإنْ تأخّرت، والكذب يولد شعورًا بعدم الثقة، قد يتجاوز فيه الأمر إلى الشكّ والاتهام بالخيانة.
  • الجفوة العاطفية: إن عدم وجود مشاعر من الحب والألفة يؤجّج العلاقة بين الزوجين، ويزيد من هوة المشاكل بينهما، وتبادل المشاعر ركن مهم في العلاقة الزّوجية والذي لا تستمر إلا عليه.

أسباب المشاكل الزوجية في الإسلام

رغّب الإسلام بالزواج وحثَّ عليه، وذلك من خلال بيان الحكم الشرعي له، وبيان فضائل الزواج، فالزواج سنة الله في الخلق، فمن خلاله يتكاثر الناس ويتناسلون، وهو حاجةٌ فطريةٌ؛ فلا يستغني عنه مخلوق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ”،ومع ذلك فمن الوارد في أيّ أسرةٍ أو علاقةٍ زوجيةٍ أن يحصل خلافٌ بين الزوجين، وحتى يمكن للإنسان أن يتخطى تلك الخلافات التي يمكن أن تكون بسيطةً في مقدمتها ينبغي أن يعرف الزوجان كيفية التعامل مع المهارات النفسية عند ابتداء الحياة الزوجية،

هناك أسباب وعوامل عديدة يمكن أن تؤدّي إلى الوقوع في النزاعات والخلافات الزوجية، نقوم هنا بذكر بعض هذه الأسباب وأكثرها ابتلاءً:

1. عدم الالتزام بالشرع المقدّس:

لقد وضع الله تعالى القوانين لتنظيم العلاقة الزوجيَّة، وجعلها على أفضل وجه؛ من أجل تأمين حياة زوجية سعيدة، وعندما يتخلّى الإنسان عن هذه الحدود الشرعية ويتجاوزها؛ فإنّه سيُهدّد الحياة الزوجيَّة برمّتها. من هنا، كان من الواجب على كلا الزوجين أن يتعرّفا على الأحكام الشرعية المتعلّقة بحقوق كلّ منهما تجاه الآخر، وأن يحيط كلّ منهما علماً بالحقوق الزوجيَّة وآداب العلاقة التي ينبغي أن تحكم هذه الحياة الخاصّة، حتى يتمّ تحصيل الحصانة اللازمة التي تحمي بنيان الأسرة من التصدّع.

2. سوء التقدير:

الناشىء، عن الجهل بالطرف الآخر، والجهل بخصوصيّاته البدنيّة والروحيّة. فالرجل ليس كالمرأة، بل لكلٍّ منهما خصائصه ومميّزاته الجسديّة والنفسيّة، وهذا ما سوف ينعكس على شخصية الإنسان وأفكاره ومواقفه وبالتالي على تفاعله مع الأحداث والمواقف الحياتية المختلفة. لذا ليس من الصحيح أن يعامل كلّ منهما الآخر من منطلق تكوينه الشخصيّ وطريقته الخاصّة، بل ينبغي ـ قبل كلّ شيء ـ الإقرار بوجود هذا الاختلاف والتفاوت، ثمّ العمل على أساسه. أمّا عدم الإقرار بهذه الحقيقة التكوينية، أو الإقرار بها مع عدم العمل بمقتضاها؛ فهذا ما سوف يؤدّي إلى الدخول في دوّامة المشاكل الزوجية التي لا تنتهي، وبالتالي سيشكّل خطراً حقيقياً على ديمومة هذه الحياة واستمراريّتها. لذلك، فإنّ المعرفة الدقيقة والصحيحة بالطرف الآخر يساعد كثيراً على فهمه وفهم تصرّفاته وسلوكيّاته، بنحو يساعد على تحصيل التوافق والانسجام بدرجة أكبر.

3. عدم الواقعية:

إنَّ التصوّرات الخاطئة أو الخياليّة عن الحياة والمستقبل تُعدّ من المشاكل التي غالباً ما تعترض الأزواج، فالشاب والفتاة أحياناً كثيرة يعيشان في عالمٍ من الأحلام الورديَّة، ويتصوَّران أنَّ المستقبل سيكون جنَّة وارفةً الظِّلال كما في القصص الخيالية، حتى إذا دخلا دنياهما الجديدة باحثين عن تلك الجنّة الموعودة فلا يعثران عليها، فيلقي كلّ منهما اللوم على الآخر محمّلاً إياه مسؤولية ذلك الفشل. لتبدأ بعد ذلك فصول من النزاع المرير الذي يُفقد الحياة طعمها ومعناها. فكلٌّ يتّهم الآخر بالتقصير والخداع، ملقياً بالتبعة على شريكه. في حين أنّ الأمر لا يتطلّب سوى نظرة واقعية للأمور.

4. رتابة الحياة:

من الأمور المهمّة التي تُمهّد الأرضية للخلاف بين الزوجين هي: رتابة الحياة اليومية. فبعد فترة طويلة من البرنامج اليومي المتكرّر يشعر بعدها الزوجين بالملل، فتظهر الخلافات بينهما، ويبدأ كلّ منهما بانتقاد الآخر على أسس ومعايير خاطئة وغير صحيحة. لذا ينبغي على كلا الزوجين الخروج من فخّ الملل والروتين اليومي للحياة، والدخول في عملية تجدّد وتطوير دائم، والظهور بصور ومواقف جديدة. وهذا ما يوصي به ديننا الحنيف؛ كالتجدّد، والتجمّل من خلالِ اللباسِ والمظهر -على سبيل المثال لا الحصر-، حيث ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “لا غِنَى بالزّوجة فيما بينها وبين زوجها المُوَافِقِ لها عن ثلاث خِصالٍ وهُنَّ؛ صِيانَةُ نفسها عن كلّ دَنَسٍ حتّى يَطْمئِنّ قَلبُه إلى الثِّقة بها في حَالِ المَحْبُوبِ والمَكرُوه، وحِيَاطَتُهُ ليكون ذلك عَاطِفاً عليها عند زَلَّةٍ تكون منها، وإِظهَارُ العِشقِ له بِالْخِلَابَة، والهَيْئَة الحَسَنَةِ لها في عَيْنِه”

5. البحث عن العيوب:

قد ينشب النزاع في بعض الأحيان بسبب البحث عن العيوب أو التنقيب عن النقائص، فترى أحد الزوجين لا همّ له سوى ترصّد ومراقبة الطرف الآخر، فإذا وجد فيه زلّة ما شهّر به وعابه بقسوة. وهذه العادة والعداء لن ينجم عنها سوى الشعور بالمهانة والإذلال، وسوف تدفع بالزوج أو الزوجة إلى الكراهية والحقد وربما دفعت إلى التمرّد والنزاع أيضاً. ففي الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: “حَقُّ المرأة على زوجها أن يَسُدَّ جَوْعتَها وأَن يَسْتُرَ عَوْرَتهَا ولا يُقَبِّحَ لها وَجْهاً، فإذا فعل ذلك فقد والله أدَّى حَقَّهَا”. والمقصود منه هو: التستّر على العيوب والأخطاء التي قد تقع فيها الزوجة، فلا يُعيِّرها بها، ولا يفضحها في مجالسه.

6. التقريع الدائم واللوم:

أن نتصوّر الزوج أو الزوجة إنساناً معصوماً عن الخطأ لهو أمر بعيد عن الصّحة والواقع. فالإنسان مخلوق يُخطىء ويُصيب، بالرغم من سعيه الدائم نحو الكمال والتكامل ومحاولة الحدّ من الأخطاء. يجب أن يعرف كلا الزوجين أنّ احتمالات الوقوع في الخطأ موجودة دائماً في الحياة الزوجية. وهذا أمر طبيعي جدّاً. فإذا صدر خطأ ما من أحدهما فالأمر لا يستحقّ تقريعاً أو لوماً يُعكّر صفو الحياة. عن النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: “خير الرجال من أمّتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم، ثمّ قرأ: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾. لذا ينبغي إعطاء الأخطاء حدودها وحجمها الطبيعي، ومن ثمّ الانطلاق بمعالجتها برويّة وحكمة وصبر، بعيداً عن أيّ انفعال أو تهوّر.

7. الغيرة المبالغ بها:

الإيمان والأخلاق عند الرجل والمرأة هما شرطان أساسيين للزواج المستقرّ والسعيد، فالالتزام بالتعاليم الإلهية، والعمل بالضوابط الأخلاقية والإنسانية التي نصّ عليها الإسلام، والتي يدرك الإنسان الكثير منها من خلال العقل والفطرة الصافية؛ هذا الالتزام بالتكاليف يُشيّد بناء الحياة الزوجية على أساس متينة وصحيحة. وأيّ زواج لا يُبنى على هذه القواعد الدينية المتينة لن يُكتب له الاستمرار، وسوف يكون عرضة للاهتزاز أمام المشاكل الصغيرة. والغيرة هي واحدة من المفردات التي يمكن أن تُسبّب مشاكل كثيرة في الحياة الزوجيَّة إذا خرجت عن حدّها المقبول والطبيعي،

وتحوّلت إلى حالة مرضية. ومرادنا بالغيرة، غيرة الرجل على المرأة، وغيرة المرأة على الرجل، فما هو المشروع من الغيرة؟

أ- غيرة الرجل: يقول السيد الطباطبائي: “وهذه الصفة الغريزية لا يخلو عنها في الجملة إنسان أيّ إنسان؛ فرض، فهي من فطريّات الإنسان، والإسلام دين مبني على الفطرة تؤخذ فيه الأمور التي تقضي بها فطرة الإنسان، فتعدل بقصرها في ما هو صلاح الإنسان في حياته، ويحذف عنها ما لا حاجة إليه فيها من وجوه الخلل والفساد”.

وقد ورد في العديد من الروايات الشريفة نسبة صفة الغيرة إلى الله وبعض أنبيائه عليهم السلام، كما ورد على لسان الملك في خطابه لإبراهيم عليه السلام: “إنّ إلهك لغيور، وإنك لغيور…”.

فالغيرة ـ كما اتّضح ـ هي صفة شريفة، ودليل صحّة وعافية، ولكن إذا وُضِعَت في غير محلّها أو خرجت عن حدودها وطورها انقلبت إلى مرض. وقد تتسبَّب بالمشاكل إذا وصلت إلى حدّ شعرت الزوجة معها بعدم الثقة بها، فهنا ترفض المرأة هذا الواقع، وتطالب الرجل بإخراجها من هذا السجن الذي جعلها فيه؛ بسبب شكوكه، حيث تشير بعض الروايات إلى أنّ هذه الغيرة إذا كانت في غير محلّها قد توصل المرأة إلى الانحراف! وهذا ما حذّر منه أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لابنه الحسن عليه السلام: “إياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإنّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السَقَم، ولكنْ أحكِمْ أمرهنَّ، فإن رأيت عيباً فعجّل النكيرَ على الكبيرِ والصغيرِ”

وفي رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: “من الغيرة ما يُحبّ الله، ومنها ما يكره الله، فأمّا ما يُحبّ فالغيرة في الريبة، وأمّا ما يكره فالغيرة في غير الريبة.

ب- غيرة المرأة: إنّ الغيرة بمعناها السلبي من الأمراض التي يمكن أن تُبتَلى بها المرأة أيضاً، فتندفع من خلالها إلى القيام بخطوات سلبيّة تزعج الزوج، وتوتّر أجواء العائلة. وعندما تتحدّث الروايات عن الغيرة عند المرأة يُقصد الجانب السلبي منها الذي له آثار سلبيّة ومؤذية، لا تلك الحالة الإيجابية. روي: “أنّ رجلاً ذكر للإمام الصادق عليه السلام امرأته فأحسن عليها الثناء، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أغرتها؟ قال: لا، قال: فأغرها، فأغارها فثبتت، فقال لأبي عبد الله عليه السلام: إنّي قد أغرتها فثبتت، فقال: هي كما تقول.

أمّا أسباب الغيرة عند المرأة فتختلف باختلاف أسبابها النفسية وغير النفسية، فيمكن أن يكون منشؤها إيجابيّاً، كما أشارت الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث سأله أحدهم: “المرأة تغار على الرجل تؤذيه؟ قال: ذلك من الحب. وهذا النوع من الغيرة لا بدّ أن تكون نتائجه غير ضارّة؛ لأنّ الحبّ من المفترض أن يكون سبباً لمزيد من المراعاة والبحث عمّا يُسرّ الآخر ويصلحه، لا سبباً للوقوع في المشاكل. ويمكن أن يكون منشأ الغيرة سلبيّاً، كما أشارت الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: “غيرة النساء الحسد، والحسد هو أصل الكفر. إنّ النساء إذا غِرن غضبن، وإذا غضبن كفرن، إلّا المسلمات منهنّ”.

ولكن، في النتائج كثيراً ما تكون آثار الغيرة سلبيّة ومدمّرة، فالتي تغار تفقد -غالباً- تعقّلها، ويصبح الغضب والتوتر حاكمين على تصرّفاتها، وتفقد الواقعية في تقييم الأمور، والعقلانية في التصرّف. وقد ورد في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم: “إن الغيراء لا تبصر أعلى الوادي من أسفله”11. وعندما يفقد الإنسان بصيرته سيكون عرضة لكلّ أنواع المشاكل والسلبيّات.

8. عدم الرفق بالطرف الآخر:

قد ينشب النزاع بين الزوجين بسبب المضايقات المستمرّة؛ كإقدام الرجل ـ مثلاًـ على فتح أبواب منزله للأصدقاء والمعارف دون مراعاة حال الزوجة وظروفها النفسيّة والصحّيّة، محمّلاً المرأة أعباء خدمتهم وضيافتهم.أو بالعكس تقوم المرأة بدعوة أهلها وأقربائها باستمرار؛ ما يؤدّي إلى إرهاق الرجل مادّيّاً ونفسيّاً. لذا، ينبغي على كلا الزوجين أن يراعي كل منهما حال الطرف الآخر ويشعر معه، فلا يُقدِم على ما يُسبِّب له الأذيّة والضرر على كلا المستويين المادّيّ والمعنويّ، بل ينبغي أخذ إمكانات كلّ طرف بنظر الاعتبار، واحترام الزوجين كل منهما لمشاعر الآخر. فعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: “ما زوي الرفق عن أهل بيت إلّا زوي عنهم الخير”.

أنواع المشاكل والخلافات الزوجية وحلولها

لكل زوجين مشاكلهما الخاصة التي قد تبدو فريدةً بالنسبة لهما، وعلى الرغم من ذلك يمكن تتبع أنواع أو أنماط شائعة للخلافات الزوجية، قد يعاني الزوجان من نمط واحد من المشاكل الزوجية أو أكثر. فيما يلي أبرز 10 أنواع من المشاكل الزوجية وحلولها:

  1. مشاكل الاهتمام بين الزوجين: تتمثل مشاكل الاهتمام بين الزوجين بعدم قدرة أحد الزوجين أو كليهما على التعامل مع انخفاض الاهتمام وتلاشي الشغف التدريجي والطبيعي في العلاقة الزوجية، والذي يعتبر نتيجة طبيعية لازدياد المسؤوليات والانخراط في الحياة الواقعية، وبدلاً من إيجاد طريقة لتغذية الشغف من جديد يلجأ الزوجان إلى توصيف الوضع والبكاء على الأطلال ثم إطلاق الاتهامات والأحكام.
    حل مشكلة الاهتمام بين الزوجين يبدأ من التجديد في الحياة الزوجية، وإعادة النظر في فهم تطورات ومراحل العلاقة الزوجية، والمنعطفات الطبيعية التي يمر بها كل زواج تقريباً، وعادةً ما يبدأ حل مشكلة قلة الاهتمام بين الزوجين من طرف واحد، بمعنى أن يبادر أحد الزوجان بإظهار المزيد من الاهتمام والإصرار على حقه بالحصول على الاهتمام، ويصبر حتى يحصد النتائج.
  2. مشاكل الثقة: والتي تظهر من خلال الغيرة المفرطة والشكّ الزائد نتيجة تجربة مؤلمة تتعلق بالثقة، أو نتيجة طبيعة أحد الشريكين وشخصيته المرتابة، وعادةً ما تعتبر مشاكل الثقة منبعاً للخلافات الزوجية المستمرة والمؤرّقة، وتقود إلى حلول عشوائية تؤدي لتفاقم المشاكل أكثر.
    ويبدأ حل مشاكل الثقة من علاج جذور الشكّ والريبة -على افتراض وجود الإخلاص بين الزوجين- حيث يجب على الطرف الغيور أن يطلب مساعدة نفسية تساعده على تجاوز الأفكار السلبية التي تولّد حالة الشك والريبة لديه.
    كما يجب على الطرف الآخر أن يكون أكثر تفهّماً لطبيعة الشريك المرتابة والشكّاكة، ويحاول أن ينزع الشك بالوضوح والشفافية، ويدرك أن الشجار والصراخ لم يكن حلّاً لمشاكل الثقة في أي زواج.
  3. المشاكل الجنسية بين الزوجين: عدم التوافق الجنسي قد يكون مشكلة أصيلة بالزواج تبدأ من اليوم الأول وتستمر رامية بظلالها على العلاقة، وقد تظهر بعد فترة من الزواج نتيجة تفاوت الرغبة الجنسية أو تفاوت التفضيلات الجنسية أو الملل الجنسي، إضافة إلى مشاكل الرغبة والقدرة الجنسية وتغيّر المظهر وغيرها.
    ​​​​​​​البحث عن حلول المشاكل الزوجية في الفراش أولوية بالنسبة للزوجين، والتجديد هو العنوان العريض لحلّ المشاكل الجنسية في الزواج، كما سنتوقف في فقرة خاصة مع حلول المشاكل الجنسية ومشاكل الفراش في الحياة الزوجية.
  4. الخلافات المالية: تتعاظم الخلافات المالية بين الزوجين مع مضي الوقت ما لم يكن هناك اتفاق واضح منذ البداية، عندما تكون الزوجة ربة منزل غالباً ما ترتبط المشاكل المالية ببخل الزوج أو تبذير الزوجة أو اختلاف نظرة الزوجين للأولويات، وعندما تساهم الزوجة مالياً تبدأ مشاكل الملكية والأحقية وضمان حق الزوجة بما تدفعه لشراء بيت مثلاً أو سيارة، وإن كانت مساهمة الزوجة ملزمة أم تطوعية… إلخ.
    الحل المثالي للخلافات المالية بين الزوجين أن تكون الحقوق المالية واضحة وموثّقة، وذلك من خلال توضيح المسؤوليات المالية للزوج وللزوجة وفق العرف والشرع والاتفاق بينهما، واللجوء إلى المكاتبة لضمان حقوق الطرفين في الممتلكات والأموال المشتركة، أما في حال التعامل مع مشاكل بخل الزوج فلا نجد حلّاً أفضل من الاستقلال المالي للمرأة والبحث عن مصدر دخل خاص أو طلب التدخل من الأهل لإجبار الزوج على الإنفاق كما يجب، ومشكلة إسراف الزوجة تحتاج إلى حكمة من الزوج بالدرجة الأولى لضبط ما يمكن إنفاقه وقطع الإسراف من المنبع، راجع مقالنا عن الزوجة المسرفة من خلال النقر هنا.
  5. مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي: في عصر الاتصالات تمثّل عادات الزوجين في مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للمشاكل المستمرة والمتنامية، ليس فقط مشاكل الثقة التي تنشأ عن علاقات الزوجين عبر الانترنت، وإنما أيضاً مشاكل الوقت الذي يقضيه الشريك على هاتفه، والحسابات السرية والتجسس وغيرها.
    حل المشاكل الناشئة عن مواقع التواصل الاجتماعي بين الزوجين يبدأ من تحديد أسباب هذه المشاكل ونوعيتها، فعلاج الخيانة على الانترنت ليس مثل علاج إدمان ألعاب الفيديو مثلاً، ولن يكون هناك حل حقيقي لهذا النوع من المشاكل ما لم يقتنع الطرفان بالتأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على علاقتهما الزوجية، وقد ناقشنا سابقاً قضية إدمان الزوج على ألعاب الفيديو وتحديداً لعبة ببجي؛ يمكنك مراجعة المقال من خلال النقر هنا.
  6. الخلافات على تربية الأولاد: الإنجاب نقطة تحوّل كبيرة في العلاقة الزوجية، وغالباً ما تظهر أنماط جديدة من المشاكل بعد الإنجاب، وربما تكون الخلافات التربوية بين الوالدين أبزر مشاكل ما بعد الإنجاب، كذلك عدد الأطفال أو الرغبة بالإنجاب والخلافات على نوع الجنين والإجهاض؛ من الأنماط الشائعة للخلافات الزوجية المستديمة.
    لحل المشاكل المتعلقة بتربية الأولاد لا بد أن يدرك الزوجان شرط التربية الإيجابية والصحيحة وهو عدم التضارب والحفاظ على سياق تربوي مشترك ومتفق عليه بين الوالدين، ونعتقد أن أهم ما في الأمر هو معالجة كل ما يتعلق بمشاكل التربية بعيداً عن الأطفال أنفسهم، وتحديد وقت خاص لنقاش المسائل الأساسية بعيداً عن مسامع الأبناء، حيث تصل النتائج إلى الأولاد دون المرور بالصراع الأبوي على التربية، على الخصوص عندما لا يقدر الزوجان على إدارة حوار هادئ بحضور الأطفال.
  7. مشاكل أسرية متشابكة: هذا النوع من المشاكل والخلافات لا يبدأ من بيت الزوجية، وإنما يتعلق بأهل الزوجين والعلاقة التي تربط الأسرة الصغيرة مع الأسرة الكبيرة والممتدة، وهي من القضايا التي يجب حسمها في بداية الزواج لتجنب تأثيرها على سعادة الزوجين واستقرار الأسرة.
    الحل الوحيد لمشاكل العائلات الكبيرة وأهل الزوج وأهل الزوجة هو أن يرسم كل طرف حدوداً واضحة لأهله بطريقة مهذبة ومحترمة، وأن يكون الاحترام هو نقطة الانطلاق الأساسية في العلاقة مع العائلة الكبيرة، ويجب أن يكون الزوجان أكثر مرونةً في تقبّل وفهم حساسية العلاقة بين الأسرتين الكبيرة والصغيرة، وعدم الوقوف عند التفاصيل الصغيرة وتغذية المشاكل، وإن كان أصل المشكلة هو السكن المشترك فلا مفرّ من الاستقلال.
  8. الخلافات الزوجية العالقة: القفز فوق المشاكل الزوجية هو الحلّ الأقرب في بداية الزواج وفي بداية المشكلة، لكن مع أول توتر للعلاقة بين الزوجين سيكتشفان أن المشاكل الصغيرة التي تركوها دون حلّ ظهرت مجدداً، وستظهر كل مرة حتى يجدا لها حلّاً، أو تقضي على التفاهم بينهما وربما تقضي على الزواج!
    حل المشاكل العالقة والمتراكمة في الحياة الزوجية يبدأ من التواصل الفعّال، والإصرار على إنهاء أي خلاف أو مشكلة في وقتها ورفض تأجيلها تماماً، وقد يكون من المناسب اتباع طريقة الشركات في حل المشاكل من خلال تحديد جلسة مغلقة أسبوعية يتم من خلالها إنهاء كل الخلافات والمشاكل العالقة، حتى وإن كانت جلسة شجار لكن المهم ألّا يخرج الزوجان من هذه الجلسة دون حلّ.
  9. مشاكل المساومة بين الزوجين: المساومة بجميع أشكالها تجعل العلاقة الزوجية هشّة، والمقصود بالمساومة استخدام الجنس كسلاح للابتزاز العاطفي، أو استخدام المال كوسيلة ضغط، أو غيرها من أنماط المساومة الرخيصة بين الزوجين.
    ​​​​​​​إدراك خطورة المساومة بين الزوجين هو الحل الأسهل، يعتقد مستشارو العلاقات الزوجية أن المساومة تقطع حبل الود بين الزوجين من جهة، كما تقلل الرغبة في التضحية أو تقديم شيء دون مقابل، وعند تكرار المساومة تقل العفوية في العلاقة وتتحول لعلاقة ميكيافيلية لا يمكن أن تبني أسرة سعيدة أو مستقرة، من هنا يجب أن يمتنع الزوجان عن المساومة.
  10. الخلافات الزوجية الطارئة: التي ترتبط بتغيّرات مفاجئة -أو تبدو مفاجئة- تظهر على أحد الطرفين، قد تكون تغيرات متعلقة بالمظهر الخارجي مثل السمنة، وقد ترتبط بتغيرات سلوكية مثل الصمت أو الانعزال أو قضاء وقت أطول خارج المنزل، وأحياناً ترتبط بمرض أحد الزوجين، أو خسارة الوظيفة… إلخ.
    يرتبط حلّ المشاكل الطارئة في الحياة الزوجية ارتباطاً وثيقاً بمنهج حل الخلافات الزوجية الذي ينتهجه الزوجان، لذلك نعتقد أن وجود قواعد ثابتة للتعامل مع المشاكل الزوجية المستمرة والشائعة يعني بالضرورة القدرة على التعامل مع الخلافات الزوجية الطارئة، والعكس صحيح.

المشاكل الزوجية في الفراش

يمكن تقسيم المشاكل الزوجية في الفراش إلى خمسة أنواع أساسية، ولكل منها حلول مختلفة:

  1. مشاكل الملل والنفور الجنسي: والتي تظهر بشكل طبيعي في معظم الزيجات بعد فترة ليست طويلة، حيث يبدأ الشغف الجنسي بين الزوجين بالتراجع كما تتزايد ضغوطات الحياة ومشاغلها ما يقلل فرص اللقاء في السرير، فضلاً عن تغيرات العلاقة الجنسية بعد الإنجاب.
    وعادةً ما يبدأ حل مشكلة الملل الجنسي والنفور من إدخال بعض التغييرات البسيطة على روتين الحياة اليومية من جهة، وبعض التغييرات على العلاقة الجنسية نفسها من جهة أخرى، وقد يلجأ الزوجان للاتفاق على مواعيد للعلاقة الجنسية وإن كنا لا نشجع هذه الطريقة، لكنها قد تكون فعالة في حالات خاصة، ويجب أن يدرك الزوجان أن الخلافات اليومية تنتقل إلى السرير، ما يزيد من ضرورة حل الخلافات والمشاكل الزوجية بسرعة وفعالية.
  2. مشاكل الضعف والفتور الجنسي: والتي تعود بمعظمها إلى مشاكل صحية ونفسية عند أحد الطرفين، ولا بد من اللجوء للطبيب المختص لعلاج مشاكل الضعف الجنسي والفتور الجنسي عند أحد الزوجين، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن مشاكل الفتور والضعف الجنسي عند الرجل والمرأة تختلف عن مشكلة النفور الجنسي مع سلامة القدرة الجنسية من الناحية العضوية.
  3. تفاوت الرغبة الجنسية: وعادةً ما تظهر هذه المشكلة في بداية الزواج ومراحله الأولى، حيث تكون الرغبة الجنسية بين الزوجين متفاوتة ويرغب أحدهما بالعلاقة أكثر من الآخر.
    الاتفاق على حدود معقولة للعلاقة الجنسية وإمساك العصا من المنتصف هو الحل الأفضل لتفاوت الرغبة الجنسية بين الزوجين، كما يجب أن يراجع الزوجان طبيباً مختصاً لأن الرغبة الزائدة أو المنخفضة قد ترتبط بمشاكل هرمونية أو ببعض الأمراض أو بتعاطي بعض الأدوية.
  4. الابتزاز والمساومة في الفراش: الابتزاز الجنسي من المشاكل الزوجية الخطيرة في الفراش حيث يستخدم أحد الطرفين الجنس كوسيلة ضغط لتحقيق غايات أخرى، متناسياً أن شريكه قد يبحث عن الجنس في مكان آخر لأن العلاقة أصبحت مبنية على إشباع الرغبة بدلاً من العاطفة والحب!
    يجب أن يمتنع الزوجان عن الابتزاز والمساومة في العلاقة الحميمة بينهما، ويجب أن يفصلا تماماً بين العلاقة الجنسية بوصفها حاجة طبيعية لكليهما وبين المصالح الشخصية والخاصة التي لا تتعلق بالجنس والعلاقة الحميمة، وإدراك خطورة الابتزاز الجنسي بين الزوجين يعتبر الخطوة الأولى في الكف عن هذه الممارسة المؤذية، فغالباً ما ينتهي الأمر بالخيانة الزوجية أو النفور الجنسي وانعدام الرغبة.
  5. الإكراه الجنسي: الإكراه الجنسي لا يقتصر إلى إجبار الزوجة على الجماع، وإنما أيضاً على الإكراه في تلبية بعض الرغبات الجنسية المنحرفة مثل الجنس الشرجي، ويشير الباحثون إلى أن أثر الإكراه الجنسي في العلاقة الزوجية يكاد يماثل أثر التعرض للاغتصاب من شخص غريب، للحلول اقرأ مقالنا عن مشكلة الاغتصاب الزوجية الإكراه الجنسي في العلاقة الزوجية

المشاكل الزوجية وطرق حلها

بعد معرفة بعض المشاكل الزّوجية التي قد تودي بالأسرة إلى التّفرقة والطّلاق، أو عيشهم طيلة حياتهم بالنّكد والخصام، ممّا يجرّ للأبناء منعكسات نفسية سيئة، ولتلافي ذلك، سيتمّ ذكر طرق حل المشاكل الزوجية، فقد يكون الزّوج هو السّبب الرئيسيّ في الخلافات الزّوجية، كسوء طبعه أوعدم اهتمامه بزوجته أو بالأبناء أوبالبيت، أوغير ذلك، فعلى الزّوج أن لا ينتظر من يأتي ويصلح بينهما، فلا أحد يعرف أسرارهما غيرهما إن لم يفشيا أسرارهما للنّاس، فعليه أن يجلس مع زوجته جلسة تصافٍ، ويلاطفها بالكلام الجميل والتعابير المنمّقة، وأن يخلص لها بالحبّ، ويعدها بالاهتمام بها وبأبنائه وببيته، وإن كانت أسباب المشاكل الزّوجيّة من الزّوجة، فعلى الزّوج أن يكون حاذقًا وذكيًّا، فمن خلال التّقرّب من زوجته والإحسان إليها، ومعاملتها بكلّ لطف وحنان، فسيكسب قلبها، فإن رضيت به زوجًا، فإنّها مستعدّة أنْ تقدّم له كلّ رغباته، فالمرأة بطبيعتها تتعامل بالعاطفة، ولذلك يسهل السّيطرة على مشاعرها من خلال الصّدق معها والإخلاص لها والتّعامل معها بالحكمة والموعظة الحسنة، فيجعلها تحبّ ما يحبّ وتكره ما يكره، ولذلك من هنا جاء تحريم زواج المسلمة من كافر خوفًا من اتّباع دينه لحبّها له

حل المشاكل الزوجية المستعصية

  • الابتعاد عن إعلام أي أشخاص بالمشكلة إلّا بعد التأكد من استحالة حلها بسريّة، كما يجب معرفة اختيار الأشخاص الذين يمكن الاطلاع على المشكلة لعدّة أسباب منها: أنّ الشخص غير المناسب قد يزيد الأمر سوء، ويقدم نصيحة سلبيّة.
  • عدم إفشاء أسرار العائلة.
  • فهم المشكلة جيداً، حيث إنّ معرفة مدى هذه المشكلة وأسبابها والأمور المترتبة عليها يساعد على اختيار القرار السليم.
  • حسن الظن، فعلى الزوجين محاولة تفهّم الطرف الآخر وإحسان الظن به، فالعلاقة الزوجيّة لا تقوم على الندِيّة وإنما على التفاهم.
  • الابتعاد عن مناقشة المشكلة في وقت حدّتها؛ لأنّ وجهات النظر تكون متباعدة ولا يمكن الاتفاق على حل ما، كما أنّ القرارات في مثل هذه الحالات قد تكون مخطئة ويندم الشخص على اتخاذها لاحقاً.
  • التحدّث بكلّ هدوء واحترام، والابتعاد عن استخدام نبرة الصوت العالية والحادة، أو استخدام الألفاظ النابية في التعبير عن الغضب، وإنما التحدث بصوت برويّة لعدم استفزاز الطرف الآخر.
  • الحرص على عدم مناقشة المشكلة أمام الأطفال؛ لأنّ ذلك قد يزيد الوضع سوءاً، ويؤثر في نفسيتهم.

حل المشاكل الزوجية بالقران

– إن القرأن الكريم شفاء لكل داء وعلاج لجميع المشاكل كيفما كان نوعها، فهو غداء للروح به تطمئن القلوب وبه نتخلص من جميع الهموم ويبعد عنا الطاقة السلبية ويطهر قلوبنا من كل حقد وكره، فاللهم جعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجعله رفيقا لنا في الحياة الدنيا والأخرة إنك ولي ذلك وأنت القادر عليه، إليكم أصدقاء القراء بعض الأيات القرآنية التي تبعد كل المشاكل في الحياة الزوجية وهي كمايلي:

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)

مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)

اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)

{لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}، الآية (35) من سورة النساء

{إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا}

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (النساء: 128).

{وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} من سورة النساء

{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (الطلاق: 1).

السابق
الفواكه والخضروات التي تزيد سيولة الدم
التالي
كيف نتعامل مع فقدان شخص عزيز ؟

اترك تعليقاً