صحة عامة

صحة المرأة النفسية في رحلتها الانجابية

صحة المرأة النفسية في رحلتها الانجابية

تتعرض المرأة فى مرحلة ما بعد الولادة إلى تغير فسيولوجي كبير، هذا التغير يبدأ مع المرأة فى مرحلة الحمل ويستمر إلى ما بعد الولادة، وهذه المرحلة تكون المرأة فيها حساسة جدا تتطلب نوعا من الرعاية الخاصة، وطبيا يمكن أن تؤثر على وظائف فسيولوجية أخرى.. أن كون هذه المرحلة مهمة جدا فى حياة كل أسرة فيتطلب من المحيطين مراعاة قلة النوم التى تضغط على الأم ونفسيتها.

الصحة النفسية

  • الصحة النفسية ليست مجرّد انعدام الاضطرابات النفسية.
  • الصحة النفسية جزء لا يتجزّأ من الصحة؛ وبالفعل، لا تكتمل الصحة بدون الصحة النفسية.
  • الصحة النفسية تتأثّر بالعوامل الاجتماعية الاقتصادية والبيولوجية والبيئية.
  • هناك استراتيجيات وتدخلات مشتركة بين القطاعات وعالية المردود لتعزيز الصحة النفسية.
    إنّ الصحة النفسية جزء أساسي لا يتجزّأ من الصحة. وفي هذا الصدد ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أنّ “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز”. ومن أهمّ آثار هذا التعريف أنّ شرح الصحة النفسية يتجاوز مفهوم انعدام الاضطرابات أو حالات العجز النفسية.
    والصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته او قدراتها الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه او مجتمعها.
    تعتبر الصحة النفسية والمعافاة من الأمور الأساسية لتوطيد قدرتنا الجماعية والفردية على التفكير، التأثر، والتفاعل مع بعضنا البعض كبشر، وكسب لقمة العيش والتمتع بالحياة. وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها شاغلاً حيويا للأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

الصحة النفسية للمرأة pdf

لا فرق بين الرجال والنساء في أهمية رعاية صحتهم النفسية إلى جانب صحتهم البدنية. لكن المرأة قد تعاني من بعض حالات الصحة النفسية بمعدلات أعلى من الرجال وقد تكون الأعراض والأسباب متعلقة بطبيعة كونها امرأة. من امثلة ذلك: الاكتئاب، واكتئاب ما بعد الولادة، والذهان، والقلق.

يمكن أن يحدث الاضطراب النفسي، وخاصة الاكتئاب والقلق، في أي وقت، لكننا نعرف أن النساء اكثر عرضه للأصابة بهذه الحالات أكثر احتمالاً للتعرض لهذه الحالات خلال فترة الحمل وخلال السنوات القليلة التي تلي ذلك.

الصحة النفسية للمرأة doc

حالات تعاني منها النساء وترتبط بعوامل الاختطار الخاصة بالمراة، والتي تجعلهن أكثر عرضة للاضطرابات النفسية ومنها:

التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو بعد الولادة.
التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية وما بعد انقطاع الطمث.
بعض أحداث الحياة الهامة التي تثير التوتر بما في ذلك رعاية مولود جديد.

يساعد فهم المخاطر والتعرف على هذه الحالات وعلاماتها وأعراضها، حيث إن التشخيص والعلاج المبكر يزيد من فرصة معافاة. من المهم أن نتذكر أن العلاجات الفعالة متاحة، وأن معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات سوف يتعافون إذا حصلوا على الرعاية المناسبة.

الأمراض النفسية المرتبطة بالتغيرات الهرمونية، والحمل، وبداية فترة تربية الطفل

الاكتئاب

الاكتئاب اضطراب نفسي شائع، يتميز بما يلي:

الحزن
فقدان الاهتمام أو السرور
الشعور بالذنب أو عدم تقدير الذات
اضطراب النوم أو الشهية
الشعور بالتعب
ضعف التركيز
التفكير بالانتحار
التأثير على الأداء اليومي والعلاقات

الاكتئاب أكثر شيوعاً بين النساء منه بين الرجال. العوامل البيولوجية والهرمونية والنفسية وعوامل دورة الحياة التي تعاني منها المرأة قد تكون سبباً يفسر هذه الظاهرة. وقد بيّن الباحثون أن الهرمونات تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ التي تتحكم بالعواطف والمزاج. يصيب الاكتئاب ما يصل إلى 1 من كل 10 نساء أثناء الحمل، و 1 من كل 7 نساء تقريباً خلال العام الأول بعد الولادة.

قد تعاني بعض النساء أيضاً شكلاً حاداً من متلازمة ما قبل الحيض (الدورة الشهرية) يسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي ويرتبط بالتغيرات الهرمونية التي تحدث عادة في الفترة حول الإباضة وقبل أن يبدأ الحيض. أيضاً، خلال الانتقال إلى فترة انقطاع الطمث، حيث يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب لدى بعض النساء. تقلب المزاج هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام حبوب منع الحمل، وبعض النساء يعانين من الاكتئاب وغيره من التغيرات العاطفية أثناء فترة تناولهن لهذه الحبوب.

أسباب الصحة النفسية

الصحة النفسية شانها كشأن باقي أجهزة الجسم حيث من الممكن ان تتعب وتمرض وتحتاج للعلاج. لا داعي للخجل من الحديث عن الصحة النفسية فمن المهم الوقاية من الأمراض النفسية وعلاجها حين حدوثها.

بعض الأمراض النفسية كالقلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، الاضطرابات النفسية، الفوبيا (الرهاب – Phobia) وغيرها، أصبحت معروفة. لجميع هذه الأمراض يوجد طرق علاج مختلفة، منها العلاجات النفسية، العلاج السلوكي – الذهني والعلاجات بالادوية وكذلك العلاجات البديلة.

نفسية الحامل

تترافق فترة الحمل مع العديد من المشاعر المؤثّرة على نفسية الحامل، ومن ذلك:

  • الفرح: تترافق مشاعر الفرح مع ثبات الحمل المخطط له، وعند التأكد من سلامة الحمل وصحته.
  • الغضب: تنشأ مشاعر الغضب كجزء من التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، كما أن المضايقات المرافقة للحمل، والثقل يؤثّران في تطوّر هذه المشاعر.
  • الخوف: يتسبب التفكير الزائد حول الحمل، أو الخوف والقلق من ولادة طفل مريض، أو معاق، أو حتّى القلق من الموت أثناء الولادة في ظهور مشاعر الخوف، والتي قد تتطلّب الحصول على التوضيح المفصّل من الطبيب حول فرص حدوث أي حالة تُشعر بالقلق، وإذا كان هناك حاجة لأخذ الحذر؛ لمنع ذلك.
  • الحزن: يمكن أن ينتج حزن المرأة الحامل نتيجةً للشعور بخيبة الأمل حول عدم نجاح المخطط المتعلّق بالولادة، أو بسبب ضعف الرعاية المقدمة للطفل نتيجة للمرض، أو المضاعفات الأخرى، إلى جانب زيادة الحساسية حول ما تسمع الأم من مصائب للآخرين.
  • الحب: ترتبط مشاعر الحب بقوة وفعالية مع هرمون الأوكسيتوسين الذي يدعى “هرمون الحب”، حيث يعزز هذا الهرمون تقلصات الرحم أثناء المخاض، وهو يوجد عند الأم والطفل بعد الولادة مباشرةً.

أسباب تغيّر نفسية الحامل

تتغيّر نفسية المرأة الحامل بصورة مستمرة تبعاً لعدة أسباب، ومنها:

  • الهرمونات: حيث يزيد إنتاج الهرمونات خلال فترة الحمل، مثل: هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) التي يمكن أن تؤثر على المشاعر، وقدرة العقل على مراقبة هذه المشاعر؛ مما يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي والحزن .
  • الضّغط العصبي: يُشكل تقدم الحمل ضغطاً إضافياً على الأم الحامل؛ نتيجةً للتغيرات النفسية، والقلق، والتوتر حول القضايا المصاحبة للحمل وما بعد الولادة؛ كالتمويل، والإسكان، والرعاية الطبية، والمستقبل، وغير ذلك مما قد يصرف الحامل عن رعاية حملها ونفسها، وبالتالي عدم القدرة على التحكم بهذه العواطف.
  • التغيرات الجسدية: تتسبب التغيرات الجسدية المصاحبة للحمل؛ نتيجةً لزيادة حجم الطفل في التأثير على الصحة العقلية والبدنية، وزيادة التوتر؛ مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العواطف الطبيعية.
  • التعب: قد تتأثر نفسية الحامل وتتراجع؛ نتيجة لعدم الحصول على النوم الكافي الناتج عن الإرهاق، وعدم الراحة، أو الإجهاد.

نفسية النفاس

الكثير من السيدات لديهن معرفة مسبقة عن التغيرات الجسدية التي ستحدث لهن بعد الولادة، مثل تغيرات البشرة والشعر والوزن وحجم الثديين، ويكن على استعداد لها. إلا أنهن لا يعرفن شيئًا عن تأثير الهرمونات على الأم بعد الولادة وفي أثناء الحمل، ومدى خطورة ذلك على صحتهن العقلية والنفسية، لذا من المهم أن تكوني على علم بأنواع الاضطرابات النفسية بعد الولادة وكيفية علاجها.

تأثير الهرمونات على الأم بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة أكثر شيوعًا مما نعتقد، وخلاله تعاني الأم من تقلبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم، وتختلف شدتها من أم لأخرى، وترتبط نفسية الأم بعد الولادة بالتغيرات الهرمونية، خاصة لاثنين منها هما:

البروجسترون: ويعد الهرمون المسؤول عن الحمل، حيث يهيئ رحمكِ لاستقبال الجنين واستيعاب نموه داخله. وكذلك فهو يعمل على محاربة إفراز هرمون الحليب خلال فترة الحمل عن طريق إفراز كمية كبيرة من البروجسترون، التي تقل بالتدريج مع اقتراب موعد الولادة. وينخفض إفراز هرمون البروجسترون فور نزول المشيمة عند الولادة، ليسمح بإفراز هرمون الحليب (البرولاكتين) لإدرار حليب الثدي. ولا تبدأ المبايض بإعادة إنتاج البروجسترون مرة أخرى حتى حدوث الدورة الشهرية الأولى بعد النفاس، وهذا يُحدث انخفاضًا مؤقتًا للبروجسترون قد ينتج عنه تقلبات في المزاج.

البرولاكتين: وهو الهرمون المسؤول عن إدرار حليب الأم، ولكن زيادته أيضًا مرتبطة بانخفاض إفراز هرمون البروجسترون، وهرمون الدوبامين المسؤول عن شعوركِ بالنشوة والسعادة، لذا فارتفاع هرمون البرولاكتين قد يكون له دور في تقلبات المزاج، وانخفاض مستويات الطاقة، وبطء عملية الأيض بعد ولادة طفلكِ.

الكآبة النفاسية (Postnatal Blues)

تحدث لأكثر من 50 إلى 80% من الأمهات، وتبدأ في أثناء الولادة وبعدها مباشرة، أو في خلال ثلاثة إلى خمسة أيام من الولادة، وتستمر لعدة أيام أو لأسبوعين على أقصى تقدير. وتعد نوعًا من اضطرابات المزاج الناتجة عن التغيرات العالية في مستوى الهرمونات، وليست مرضًا نفسيًّا. أعراض الكآبة النفاسية: التقلبات المزاجية. الحزن العميق. القلق. البكاء المستمر. عدم القدرة على التركيز. الأرق وصعوبة النوم. اضطرابات الشهية. الشعور بالتعب.

-علاج الكآبة النفاسية:

عادة ما تختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام، وكل ما عليكِ فعله هو: الاسترخاء قدر الإمكان. الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء. التحدث مع سيدات عانين بعد الولادة من أعراض اكتئابية. استشارة طبيب، لمساعدتكِ على تجاوز مشاعر الحزن و القلق.

الحالة النفسية بعد الولادة القيصرية

اكتئاب ما بعد الولادة (postnatal depression)

يحدث لـ10 إلى 20% من الأمهات بعد الولادة، وله أعراض الاكتئاب السريري نفسها، ولكنه يحدث بعد الولادة، ويمكن أن يبدأ في أي وقت بعد الولادة وخلال عام منها، وتبلغ شدته القصوى بعد أربعة أسابيع من الولادة، وتتراوح الأعراض المصاحبة له بين البسيطة والشديدة في حدتها. وعادة ما تتأثر به الزوجات اللواتي يعانين من الخلافات الزوجية أو تعرضن لانتكاسة عاطفية قبل فترة قصيرة من موعد ولادتهن، أو لديهن تاريخ مرضي من الاكتئاب سواء خلال حمل سابق أو أي أوقات أخرى، أو إذا كان المولود يعاني من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة:

التقلبات المزاجية الحادة. البكاء المستمر. نوبات القلق والهلع. عدم الاهتمام بالرضيع، وعدم القدرة على التعلق به. العزلة وتجنب الأهل والأصدقاء. اضطرابات الطعام (فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام). اضطرابات النوم (الأرق أو النوم لفترات طويلة). الشعور بالإرهاق والعصبية. الشعور الدائم بالذنب وانعدام القيمة، والخوف من ألا تكوني أمًّا جيدة. فقدان الرغبة الجنسية. تشوش التفكير وانعدام القدرة على التركيز. أفكار إيذاء النفس أو إيذاء الطفل. الأفكار الانتحارية.

علاج اكتئاب مابعد الولادة بدون أدوية

عادة ما تتحسن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة مع استخدام العلاج المناسب، ولكن عليكِ عدم التوقف عن العلاج بمجرد شعوركِ بالتحسن، حتى لا تتعرضي للانتكاس مرة أخرى. وفي بعض الحالات قد يتحول اكتئاب ما بعد الولادة لاكتئاب مزمن، وفيما يلي بعض طرق العلاج:

  • المشورة النفسية على يد أخصائي لديه خبرة في علاج حالات اكتئاب ما بعد الولادة، فهو سيساعدك بشكل كبير في التعرف على أفضل الطرق للتعامل مع مشاعركِ، والتعبير عن مخاوفكِ، وحل مشكلاتكِ والتأقلم مع وضعكِ الراهن،
  • أيضًا سيلعب التواصل الاجتماعي من خلال مجموعات الدعم أو الأصدقاء دورًا مهمًّا في تحسنكِ.
  • تناول الأدوية المضادة للاكتئاب يخفف من الأعراض إن لم تكن المشورة النفسية كافية، ومن المهم مناقشة خطتكِ العلاجية مع الطبيب -خاصة إذا كنتِ ترضعين طبيعيًّا- حتى يحدد لكِ دواءً ليست له آثار جانبية على رضيعكِ.
  • ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن الكافيين، كلها أمور يمكن أن تحسن من حالتكِ المزاجية وتقلل أعراض الاكتئاب بنسبة كبيرة.

 

السابق
ريستالين لخفض عدد الخطوط والتجاعيد من الوجه والرقبة – Restylane
التالي
ريسفارم لعلاج انفصام الشخصية – Rispharm

اترك تعليقاً