صحة عامة

هل من اختلاف بين عقل الرجل وعقــــل المــــرأة؟

هل من اختلاف بين عقل الرجل وعقــــل المــــرأة؟

كثيرًا ما ينشب الخلاف بين الزوجين، نتيجة لعدم فهمها لوجهات نظر بعضهما بعضًا، فمثلما لا يفهم الرجل ما يدور في عقل المرأة، ويعتقد أنها تنظر إلى الأمور وفقًا لمنظوره، كذلك المرأة أيضًا، فهي تعتقد أنه من الطبيعي أن يفهم الرجل أن الأمور تسير وفقًا لرؤيتها. غير أن جميع الدراسات والأبحاث أكدت على اختلاف عمل الدماغ لدى كل من الرجل والمرأة.

الفرق بين دماغ الرجل ودماغ المرأة

الحقيقة هي أن الأشخاص ذوي الأحجام الأكبر لديهم أدمغة أكبر، بغض النظر عن جنسهم. وأن الأدمغة الأكبر تختلف عن الأدمغة الأصغر من حيث أحجام بنياتها الأساسية ومسارات الاتصال بينها. لكن ليس هناك أي دليل يشير إلى أن الأدمغة الأكبر هي أدمغة أفضل. مثلا، يتفوق البشر بشكل هائل على العديد من الحيوانات التي لديها أدمغة أكبر بكثير، بما فيها الحيتان والفيلة، على سبيل المثال لا الحصر. الأهم من ذلك هو أن فكرة الاختلاف الجوهري بين أدمغة الذكور وأدمغة الإناث تعتمد على افتراض أن عملية تطور الدماغ من الولادة إلى البلوغ لديها وجهة ثابتة ومحددة سلفا. إذ درج العلماء على التفكير بأنه بخلاف التغييرات التي تحدث خلال السنوات المبكرة عندما يكون الدماغ مطاطيا للغاية، وباستثناء التغيرات الدماغية الناجمة عن الضرر، أو المرض، أو الإعاقة، فإن المرء ينتهي الأمر به بأن يكون لديه الدماغ نفسه الذي ولد معه، أي فقط دماغا أكبر وأكثر اتصالا.

نحن نعلم اليوم أن الحقيقة هي خلاف ذلك. إن أدمغتنا هي فعليا من نتاج نمط الحياة الذي نعيشه، والتجارب التي نمر بها، وتعليمنا ومهننا ورياضاتنا وهواياتنا. إن الطريقة التي نؤدي بها المهام لا تعكس فقط طبيعة البرامج الداخلية المحددة سلفا في أدمغتنا، ولكن أيضا طبيعة المدخلات الخارجية.

لقد حان الوقت للتخلص من هذه الأفكار البالية. إن مفهوم الدماغ الأنثوي أو الدماغ الذكري قديم وغير دقيق. إن دماغ كل شخص فريد من نوعه، والمهم أن نعرف أن الشيء الأفضل هو فهم من أين تأتي هذه الاختلافات الفردية وما قد تعنيه لأصحاب العقول.

الفرق بين عقل الرجل والمرأة علمياً

إنَّ الفرق بين عقل الرجل وعقل المرأة يعود إلى الاختلافات الجينية الدقيقة في الدماغ، وتُعدّ هذه الجينات من الأمور الأساسية التي تحدد الاختلافات بين نفسية المرأة ونفسية الرجل، وهذه الجينات الموجودة في دماغ الرجل تعمل بطريقة مختلفة عن الجينات الموجودة في دماغ المرأة، الأمر الذي يؤكد أنّ السلوكيات والتصرفات التي يتميز بها كل جنس عن الآخر يُمكن أن يكتسبها الشخص من تركيبته البيولوجية إلى جانب التربية والمجتمع الذي نشأ فيه، ويتم تحديد الفرق بين عقل الرجل وعقل المرأة من خلال ما يأتي:

  • الميول للعدوانية: يُعدّ الرجل أكثر ميلًا للعدوانية من المرأة؛ حيثُ أثبتت الدراسات العلمية أنّ صفة التعاطف مع الغير تظهر عند النّساء أكثر من الرجال، وأنّ المرأة تبدو أكثر شفقة ورحمة بالمقارنة مع الرجل، فبيّنت الدراسات أنّ الرجل يميل أكثر لأخذ المواقف العدوانية في الأمور التي تتطلب ذلك، فعاطفة المرأة تسيطر على دماغها وتفكيرها.
  • نسبة الذكاء: أكّدت الدّراسات أنّه لا يوجد اختلاف مؤكد في نسبة الذكاء بين الرجل والمرأة، إلّا أنّ الذاكرة البصرية عند المرأة تُعدّ أكثر مهارة من الذاكرة البصرية عند الرجل، مما يُفسّر سبب اهتمام الرجل بالخرائط لتحديد الطرقات ينما تعتمد المرأة على ربط الأماكن بالمعالم البارزة التي تمتاز بها.
  • الدماغ المشدد والدماغ المنظم: أثبتت الدراسات أنّ هناك نوعين لدماغ الإنسان، فالنوع الأول يُسمّى المشدد وهو شائع لدى الرجال، والنوع الثاني يُسمّى المنظم وهو شائع لدى النساء، وحدّدت الدراسات العلمية أي من جينات الدماغ هي التي تعمل بطرق مختلفة عند كل من المرأة والرجل.
  • البحث عن الشريك: لكل من المرأة والرجل طريقة مختلفة في البحث عن الشريك والتفكير في اختياره، فالرجل بشكل عام يركّز بشكل أساسي على الشكل الجميل في المرأة التي يختارها، أمَّا المرأة فتركز على مكانة الرجل في المجتمع بشكل عام.

الفرق بين الرجل والمرأة في التفكير

7 نقاط هامة يجب أن يعرفها الرجال والنساء على حد سواء:

1- الرجال يفكرون بشكل فردى.. والنساء تفكر بشكل متعدد
واحد من الطرق التى يفكر الرجال فيها بشكل مختلف عن النساء أن لديهم القدرة على التفكير فى شىء واحد فقط فى كل لحظة، بينما يعمل عقل النساء فى التفكير فى عدة أشياء خلال نفس اللحظة، وذلك لأن الرجال تميل إلى أن تضع كل تركيزها فى شىء واحد فقط للحصول على نتيجة.

2- الرجال يفكرون فى الصور
الرجال لا يفكرون دائما فى الكلمات لحل مشاكلهم مثل معظم النساء، فهم دائمو البحث عن الصور ويقومون بتصوير أشياء للعمل على حل مشاكلهم، بدلا من التفكير بالكلمات دائما.

3- الرجال يمكنهم التفكير حول “لا شىء”
هذا الجانب تحديدا يذهل الكثير من النساء، فحينما يخبرك الرجل أنه لا يفكر فى شىء، إنه حقا يكون لا يفكر فى شىء، فالرجال لديهم القدرة على إراحة عقولهم أو إطفائها عن التفكير فى أى شىء، بعكس النساء اللاتى يفكرن طوال الوقت ، فإذا سألتى شريكك عمّا يفكر به وأخبرك أنه لا يفكر فى شىء.. لا تقلقى فهو يخبرك الحقيقة.

4- الرجال يفكرون بشكل منطقى
تميل النساء للتفكير بعواطفها، دائما ما تكون مشاعرهن هى التى تتحكم فى القرارات بشكل كبير، بينما يحاول الرجال تحويل مشاعرهم من أجل حل المشكلة، وهذه واحدة من أهم الاختلافات بين الاثنين.

5- الرجال يفكرون ببطء
معظم النساء يتناغمن ببساطة مع أحاسيسهم ويعرفن ما يفكرن به فى أى موقف على الفور، ولكن الرجال ليسوا بهذه الطريقة، فى الغالب يحتاج الرجل الوقت الكاف للتفكير والمرور على كل الخيارات فى ذهنه قبل اتخاذ أى قرار، وهذا من شأنه أن يحبط النساء فى التعامل مع الرجل، عندما ينتظرن ردا لفعل لا يعبأ الرجل به.

6- الرجال يحللون المواقف
الرجال فى الغالب يلجأون لتحليل الموقف أكثر من المرأة، ولديهم القدرة على رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحا وأكثر واقعية، فبينما تمتلك النساء القدرة على فعل ذلك، تتمكن مشاعرهم وآراؤهم من تشتيتهم، والرجال يتمكنون من إخراج آرائهم ومشاعرهم خارج الموقف لاتخاذ قرار.

7- الرجال يدخلون فى قلب المشكلة
الرجال يمكنهم الدخول على الفور إلى قلب المشكلة وسببها الرئيسى، أما النساء فيمكنهم رؤية مشكلة كبيرة دون أن يعرفن بالضبط ما هو سببها أو يفكرن فى الوصول له، فالرجال يمكنهم رؤية بداية المشكلة أو سببها، بينما تغوص النساء فى التفاصيل بدلا من النظر بشكل عام على أصل المشكلة.

الفرق بين الرجل والمرأة فسيولوجيا

هناك صفات تعطي للمرأة تختلف عن الصفات التي تعطى للرجل، هناك وظائف تعطى للمرأة تختلف عن الوظائف التي تحسب أو تعطى للرجل وهذا التقسيم يحدد.. يؤكد التقسيم البيولوجي ويجعلنا كأننا طرفين، كأن المرأة طرف والرجل طرف آخر يختلفان تماما وهنا أعتقد بأن أيضا هناك دراسات أثبتت بأن كل منا يحتوي على جزء من الأنوثة وعلى جزء من الرجولة، نحن في ذات الوقت رجال ونساء معا ولكن تطفوا على سطح تصرفاتنا وتربيتنا والاعتبارات الاجتماعية ما نعتبره صفات أنثوية أو صفات رجولية أو نتشبه بها أحيانا لكي لا نُنكر من الصنف.. الجنس الذي ننتمي إليه.

هناك دراسات بينت أن هناك فرضية فروق بين الجنسين وهذه الفروق هي التي تبيِّن ما يسمى بالهوية الشخصية للجنس فإما أن يكون ذكرا أو أنثى ومن هنا تتحدد جملة الخصوصيات التي يترتب عليها فيما بعد طبيعة الشخصية. والشخصية فيها مجموعة من المكونات الطبائع، المزاج، طبيعة الشكل العلائقي إلى غير ذلك، لكن لابد من أن نحدد مسألة أساسية هي تعريف الاستماع الرجل يستمع إلى المرأة أو العكس، لذلك فهذه الدراسة بينت أن هناك فروقا فسيولوجية تنبني على ما يسمى بالجنس وهذه الفروق هي التي تحدد طبيعة بعض السلوكيات والمعاملات، لذلك فطبعا يبقى طبيعة العلاقة وطبيعة النموذج العلائقي الذي يبيَّن ما يسمى بالتفاعل بين الجنسين.

الفرق بين الرجل والمرأة في التكوين الجسدي والعاطفي

  • الفرق في التكوين البدني
    يتجاوز متوسط ارتفاع الرجل متوسط ارتفاع المرأة بما لا يقل عن 12 سم ، بالإضافة إلى زيادة متوسط وزن الجسم للرجل بنسبة 5 كجم على الأقل.
  • الفرق في الجهاز العصبي من حيث الحجم والسرعة والقدرة على التحكم والانتقال ، بحيث يكون لدى النساء معدلات أقل ، على عكس عضلات اللسان الأكثر بروزًا من الرجال.
  • الحجم الصغير ووزن قلب المرأة مقارنة بوزن الرجل حوالي 60 جم.
  • قوة الجهاز التنفسي للرجل هي أن الرجل يمكن أن يحرق 11 غرام من الكربون كل ساعة ، ويمكن للمرأة أن تحترق من 4 إلى 9 غم في كل ساعة.
  • قوة البنية الجسدية للرجال مقارنة بتكوين جسم المرأة.
  • عقل الرجل أكبر بـ 60 إلى 100 جرام من عقل المرأة.
  • عظام الرجل لها بنية صلبة وذات وزن ثقيل مقارنة بعظام الرجل ، وتظهر عظام حواجب الرجل أكثر بروزًا منها في المرأة.
  • عظام الحوض لدى النساء أوسع من الرجال ، وهذا ما يفسر قدرة الرجال على الحركة والتحرك أكثر من النساء.
  • ميل فخذ المرأة أكبر من ميل فخذ الرجل ، مما يقلل من قدرتها على حمل وحمل الأوزان والحركة.
  • أرجل الرجل أقل تملقًا من أقدام المرأة ، حتى يتمكن من المشي لمسافات أطول.
  • الفرق الكامل بين الأعضاء التناسلية.
  • يحتوي جسم المرأة على الرحم ، مما يمكّنها من الحمل والإنجاب.
  • القفص الصدري عند الرجال أوسع منه في النساء.
  • زيادة عدد خلايا الدم الحمراء لدى الرجل أكثر من عدد النساء.
  • حجم الغدة الدرقية لدى النساء أكبر.

الفرق في التكوين العاطفي

  • الجينات المختلفة في الدماغ ضرورية لنفسها وتمييزها عن بعضها البعض. هناك المئات من الجينات التي تعمل بشكل مختلف تماما في دماغ الرجال والنساء ، والتي تؤثر على سلوك وطريقة التفكير التي تعمل جنبا إلى جنب مع العادات الموروثة والتعليم في المجتمع.
  • النساء أكثر عاطفة في المواقف التي تحتاج إلى التعاطف والرحمة ، في حين أن الرجال أكثر عدوانية وحماسًا بشأن المجازفة.
  • لا يعتمد الذكاء على حقيقة أن الشخص رجل أو امرأة ، ولكن الذاكرة المرئية للمرأة أكبر من ذاكرة الرجل ، والرجال أكثر قدرة على التمييز بين المواد الصلبة.
  • دماغ المرأة هو أكثر تنظيما من دماغ الرجل.
  • يركز الرجال على الشكل أكثر من النساء عند اختيار شريك الحياة ، حيث يركزون على وضع الرجال.
  • تعاني النساء من الاكتئاب والقلق على نطاق أوسع من الرجال.
  • لا يميز الرجل بين مشاعره في العمل وفي حياته العامة ، لأنه يربطهم ويجعلهم يسيطرون عليه ، على عكس النساء.
  • لا تتحكم المرأة بمشاعرها بقدر ما يتحكم الرجل ، فهي تتحدث أكثر وتستخدم أساليب غير مباشرة لتوصيل معلومات محددة إلى الطرف الآخر.

الفرق بين الرجل والمرأة في التواصل

الأسلوب الذكري في التواصل الاجتماعي

لعل الملمح الأول المميز للأسلوب الذكري أن الذكريين لا ينشغلون بالعلاقات الاجتماعية، ولا يلحظون المشكلات التي تنجم عن اختلاف مهارات التواصل بين البشر، أو ربما لا يهتمون لها، ولا يرغبون في مناقشتها. وهو ما ينطبق جليًا على أغلب الرجال.

والذكريون –حيث أغلبهم من الذكور- يفضلون معالجة مشكلاتهم داخليًا؛ فهم بدرجة ملحوظة أقل رغبة في المشاركة، وليسوا فقط غير منشغلين بالعلاقات والمشكلات الاجتماعية، بل وغير منتبهين إلى ضرورة إعطاء تفاصيل يراها أصحاب الأسلوب الأنثوي ضرورية عند التفاعل الاجتماعي، ويظنون بهم الظنون لأجل إخفائها.

والانطباع العام عن الأسلوب الذكري في التواصل هو المباشرة والحسم، وهو ما يشيع لدى الرجال، ولكن توجد نساء كثيرات يستخدمنه في نطاق العمل لتحقيق النجاح المنشود.

وقلما يستخدم الذكريون قنوات التعبير الانفعالي غير اللفظية، وهم مُقلون أيضًا في استخدام التعبير اللفظي لكن فقط في علاقاتهم الشخصية للتعبير عن مشاعرهم، بينما قد يوجد بينهم من يعبرون بطلاقة إذا ما كان الهدف إظهار المكانة والسيطرة في مجال العمل.

الأسلوب الأنثوي في التواصل الاجتماعي

يشيع هذا الأسلوب لدى الإناث ويقل تمامًا لدى الرجال. وأول ما يلفت النظر في أصحاب الأسلوب الأنثوي هو تميز أصحابه بالانشغال ربما بشكل مفرط بالعلاقات الاجتماعية، ويلاحظ أصحابه أي مشكلات تنشأ عن اختلاف مهارات وأساليب التواصل، ولديهم الرغبة الدائمة في مناقشتها؛ كونها تقلقهم، خاصة عندما يكون طرف التواصل هو شريك الحياة، الذي في المقابل قد لا يعبأ كثيرًا بهذا الذي يشغلهم! ولا يفهم لماذا يشغلهم؟!

لا شك أن النساء بوجه عام عاطفيات أكثر من الرجال، يشعرن أكثر، يعبرن عن مشاعرهن أكثر، وحساسيتهن وتعاطفهن تجاه شركائهن أكثر. هذا يرجع في جانب كبير منه إلى اختلاف حجم التراكيب المخية تحت قشرة المخ بين النساء والرجال، فهي أكبر حجمًا لدى النساء، كما أن تحدث النساء عن مشاعرهن يجعلهن يفهمنها بشكل أفضل.

الفرق بين الرجل والمرأة في الكلام

أن “اللغة مختلفة بين الرجل والمرأة، وربما كان هذا سبباً رئيسياً للتباعد بينهما ” . لعل ذلك يفسر لنا سوء الفهم من جانب الزوج لحديث زوجته وما تقصده. المتخصصون يرجعون هذا الاختلاف إلى التباين بين حاجة كل منهما النفسية والفكرية للحوار.

فالرجل يحاور زوجته بأكثر من أسلوب حسب ما يمر به من مواقف، مثل لهجة الاقتراح التي يستخدمها حين يطلب منها المساعدة لتقديم الحل فيما يواجهه من مشاكل وبخاصة لو كانت خارج البيت، كمشاكل العمل أو الأصدقاء، بينما يستخدم أسلوباً دفاعياً عند إحساسه بالخطأ وأنه ملام وبخاصة فيما يتعلق بأخطائه داخل المنزل ومع زوجته. أما المرأة فإن حاجتها للحوار تنبع في الغالب من رغبتها في التعبير عن إحساسها ومشاعرها وما تواجهه من مشكلات، باحثة عن وجود دعم زوجها ووقوفه إلى جانبها. وفي كثير من الأحيان تتلخص كل مطالب الزوجة في أن يصغي إليها زوجها باهتمام وان يوليها مشاعره أثناء الاستماع إليها. حتى وإن كان الرجل والمرأة يتحدثان اللغة نفسها فإنهما لا يتحدثان في سياقات مماثلة، هذا ما أكدته عالمة اللسانيات تانين في كتابتها “قصدا أنت لا تعرفني”، حيث عملت على تحليل أساليب التخاطب بين الرجال والنساء لمعرفة صعوبة التواصل بينهما، مبرهنة على أن الرجل والمرأة، وإن كانا يتحدثان اللغة نفسها، فإنهما لا يتحدثان في سياقات مماثلة، ولا في مواضيع ذاتها، ولا الأهداف.

الفرق بين الرجل والمرأة في المجتمع

بالرّغم من إحراز بعض التّقدم، تبقى النّساء على هامش عمليّة وضع السّياسات، وتبقى النّظم التي عملت على قمعها وفقًا للتقاليد القائمة إلى حدٍّ كبير. فهذه النّظم تتبع نمطًا من الهيمنة الذي اتّسم به المجتمع لآلاف السّنين: رجال هيمنوا على النّساء، مجموعة عرقيّة أو عنصريّة هيمنت على مجموعة أخرى، وأمّة هيمنت على أمّة. وبالرّغم من تردّد البشريّة فى إحداث التغيير، ” إلا أن تلك الموازين قد اضطربت وتغيرت” ، وكما جاء فى الكتابات البهائيّة: “اتّجه العنف جهة الاضمحلال، لأنّ الذّكاء والمهارة الفطريّة والصّفات الرّوحانيّة من المحبّة والخدمة الّتي تتجلّى في النّساء تجليًّا عظيمًا صارت تزداد سموًّا يومًا فيومًا. إذن فهذا القرن البديع جعل شؤون الرّجال تمتزج امتزاجًا كاملاً بفضائل النّساء وكمالاتهنّ. وإذا أردنا التّعبير تعبيرًا صحيحًا قلنا أنّ هذا القرن سيكون قرنًا يتعادل فيه هذان العنصران: الرّجل والمرأة تعادلاً أكثر، ويحصل بينهما توافق أشدّ”.

في الوقت الذي يتوجب فيه على النّساء أن ينميّن قدراتهنّ ويتقدمنّ للقيام بدور فاعل في حلّ مشاكل العالم، سيكون تأثير أعمالهنّ محدودًا دون التّعاون الكامل من قبل الرجال. لقد حقّقت النّساء العاملات معًا باتحاد واتفاق قدرًا عظيمًا في المجالات ذات التّأثير المفتوحة أمامهنّ. والآن يجب أن تتفق النساء مع الرجال كشركاء متساويين. وعندما يقدّم الرجال دعمهم الكامل لهذه العملية، مرحّبين بالنّساء في كافّة مجالات المساعي الإنسانيّة، مقدّرين مساهماتهنّ، ومشجّعين مشاركتهنّ سيتمكّن الرّجال والنّساء معًا من المساهمة في خلق بيئة أخلاقيّة ونفسيّة يمكن أن يظهر فيها السّلام وتتقدّم وتزدهر فيها حضارة مستدامة بيئيًّا. إنّ التحوّل المطلوب لتحقيق المساواة الحقيقيّة سيكون بلا شك صعبًا لكلّ من الرّجل والمرأة لأن كلًّا منهما يجب أن يعيد تقييم ما هو المألوف، وما هو الروتين. يجب وضع اللوم جانبًا حيث لا يمكن لوم أيّ شخص لأنّه تمّ تشكيل شخصيته بتأثير القوى الاجتماعيّة والتاريخيّة. ويجب نبذ الشّعور بالذّنب لصالح الشعور بالمسؤوليّة نحو النمو. وفي مواجهة التّحديات الكبيرة التي تواجه البشرية، فعلى عاتق الجميع تقع مسؤولية الاعتراف بأنّ النّظم القديمة لم تعد صالحة والجميع سيُسألون من قبل أجيال المستقبل عن طريقة إدارتهم للحضارة الإنسانية وعلاقتها بالأرض.

 

السابق
اضطراب الفصام أكثر الأمراض النفسية خطورة
التالي
صحة الجهاز الهضمي

اترك تعليقاً