صحة عامة

فوائد العطاء

فوائد العطاء النفسية والعصبية

يعود عليك العطاء بالعديد من الفوائد منها أنه يمكن أن يحقق فارقاً إيجابياً للآخرين، وهناك فائدة عاطفية وبدنية وأيضاً مالية ستعود عليك، ويمكن أن يساعدك للوصول إلى كامل طاقاتك وقدراتك، ويمكن أن يعطي لحياتك معنى أكبر وإشباعاً وسعادة أكثر.

ما هو العطاء

العطاء لغة تُعدّ كلمة عطاء مشتقةً من الفعل أعطى، والفاعل منها مُعطٍ، والمفعول به مُعطىً، ومصدرها إعطاءً وعطاءً، وجمعها عطاءات، وجمع الجمع أُعطيات، ومعناها الهِبة، أو ما يُعطى دون مُقابل، وأجزَلُ العطاء هو أوسعه وأكثره.

العطاء اصطلاحاً يُمكن تعريف العطاء على أنّه إحدى الفضائل الإنسانية التي تعني البَذل والتضحية، ويكون ذلك بعدم التقيّد بحب الذات فقط، وإنّما حُب الآخرين أيضاً، كما يعني التجرّد من الأنانيّة والتملّك، وتفضيل البذل على الاحتكار، فالمال بالنسية للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، وبالتالي لا تُسيطر عليه الأهواء وحب المال، إنّما حُب مساعدة الآخرين من خلال هذا المال.

أهمية العطاء

عندما تستمر بمحاولاتك في أخذ ( أو سحب ) اشكال الطاقة المختلفة من الاخرين بالخداع أو دون عطاء مرادف من الطاقة المتيسرة عندك بصدق و شفافية ، و تعتبره ذكاء و فوز شخصي لأناك ، سوف تواجه انسدادات و تضخمات كثيرة داخل حقلك ( داخل جسدك أو مقربيك و مصالحك) امام سريان الطاقة الطبيعية .
الواعي يترك الطاقة تتحرك بحرية ، لذلك قيل ( الأخذ و العطاء) ، أي تقبل العطاء بمحبة و حرية من الاخرين من اشكال الطاقة التي تحتاجها و تعطي بنفس الطريقة بمحبة.
من يسمونهم بالبخلاء عادة يضخمون قيمة عطائهم و يعطون بشروط (مثل المساومة مع الله ، او انتظار مقابل اكبر ، او لتجنب المخاطر المحتملة و المخاوف ، او احراج الاخر لكي يكون تحت السيطرة عند الحاجة او ،،، ) و عيونهم على الأخذ و الربح المادي فقط في كل شيء ، و هذا يربك التوازن في وفرة حياتهم من جوانب كثيرة .
لذلك الشكر و الامتنان للاخر مع العطاء الميسر ، يوازن عملية الأخذ بما تحتاج اليه . و عملية الأخذ و العطاء الطبيعية ، لا تنجح بالمساومات العقلية و الاجبار ، و انما بحرية و سلاسة .

فضل العطاء

أهلُ العطاء لا يعرِفونَ البُخلَ والشُّحَّ والكراهيةَ، فإذا منحتَ الآخرين شيئًا فستربَحُ أضعافَ ما منَحتَ، وعطاؤُك سوف يُدخِلُ الأملَ والفرحَ على قلوبٍ تألَّمَت وحزِنَت ليتيمٍ فقدَ حنانَ الأُبُوَّة، وأرملةٍ فقدَت عائِلَها. بالعطاء لإخوانك المُسلمين في كلِّ مكانٍ، وللأقربين، والعطاءُ بين الزوجَين بالحبِّ والمودَّة والرحمة.

بابُ العطاء واسعٌ؛ بالعفو عمَّن ظلمَك، والتجاوُز لمن أساء إليك، صِلَة من قطعَك، بدعوة المُسلمين ودعوةِ غير المُسلمين، وقَبولِ عُذر المُعتذِرين، وعثرَة العاثِرين، والتنازُلُ عن بعض حقوقِك عطاءٌ.

العطاءُ فكرةٌ نافعةٌ تُهدِيها في عملِك ولمُجتمعِك، عطاءُ مالٍ وعطاءُ علمٍ ومعرفةٍ ومعلوماتٍ وخبرةٍ، عطاءُ نفسٍ من جاهٍ، عطاءٌ من وقتٍ وسُمعةٍ وشفاعةٍ، عطاءُ جسَدٍ من خدمةٍ وإماطةِ أذى ومشيٍ في مصالِحِ الناس، وعطاءُ تضحيةٍ ببذلِ النفسِ في سبيلِ الله.

العطاءُ بابٌ مُشرَعٌ لكل فئاتِ وطبقاتِ الناس، وهو سهلٌ يسيرٌ؛ ابتسامةٌ، زيارةٌ، كلمةٌ طيبةٌ، دعاءٌ، نفقةٌ، دواءُ طبيبٍ. فلِمَ لا نلِجُ بابَ العطاء؟! لِمَ لا نتعلَّمُ العطاء ونسقِي منه مُجتمعَنا ووطنَنا وأُمَّتَنا؟!

وهنا يكونُ للحياة معنًى، وللتعامُل طعمٌ، وللمشاعِر روحٌ، هذه النفوسُ التي تحمِلُ سعادةَ العطاء تتعَب ليشبَعَ الآخرون، تبذُلُ لتجِدَ عطاءَها أمامَها يوم القيامة عونًا وسنَدًا.

لا أحدَ في الأمةِ غيرُ قادرٍ على العطاء، إنه بنُكولِه عن العطاء يُجمِّدُ حركتَه، ويئِدُ ذاتَه، ويُحطِّمُ قُدراتِه، وتغدُو مشاعِرُه جُثَّةً هامِدةً، كلُّ واحدٍ منا قادرٌ على العطاء، يخدُم أمَّتَه بقولِه وفعلِه. وعلينا أن ننفُضَ عن أنفُسنا عوائِقَ العطاء وأبرزُها العجز الذي استعاذَ منه رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم إني أعوذُ بك من العَجز”، فهو سببُ الإخفاقِ والفشلِ غالبًا.

قيمة العطاء

قيمة العطاء هي هي لذة روحية لا تنتهي مع نهاية العمر بل غالباً ما تكون البداية، على العكس تماماً من الملذات الجسدية التي لا تلبث أن تزول بزوال اللحظة التي نعيشها أو نشعر بها بالإشباع لنجاحاتنا فيها، كيف يكون حالنا ونحن نتناول طعاماً بعد شعور بجوع شديد، أو عندما نرتوي بقطرات من ماء بارد بعد يوم من الظمأ، فما أن نشبع حاجاتنا حتى تعود الأمور إلى طبيعتها.

هل تساءلت من أين أتاك هذا النعيم، هذا الرزق، هذا المال، هذه الصحة، هذا الذكاء؟ الله رزقك لتنفوق وتتصدق وتزكي. الله اعطاك لتعطي وتنفق. الله يرزقك بلا حساب وغيره يرزقك بحساب، يرزقك من كرمه، رزقه من عطائه فإن قيمة العطاء لها أثرها الكبير على المجتمع، والأفراد. ولا أعني بالعطاء الجانب المادي منه فقط. اذ يمكن أن تعطي من وقتك لتستمع إلى آخر بحاجة ماسة إلى من يشاركه همومه. فلربما كنت سببا في حل مشاكلاته. أو قد تساهم في إسعاد عائلة فقيرة يكفيها أن تجد مأوى أو طعاما لأبنائها. أو قد تفتح بابا لشاب طموح لم تنصفه الحياة، أو قد تساعد في تعليم طفل لتساهم في تغيير مستقبله، ليس المهم من نعطي في الهند أم في الصين أو في حي نسكنه أو بعيد عن مسكننا وبيئتنا، وهذا ما يميز قيمة العطاء، العطاء الذي ليس له حدود أو شروط.

أنواع العطاء

  1. العطاء الماديّ
  2. العطاء الكلاميّ
  3. العطاء المعنويّ المجرّد

العطاء المعنوي

العطاء لا يعتمد على الماديات، بل هو أعمق بكثير من النواحي المادية… والعطاء المعنوي هو من أهم عناصر العطاء، ونادرون جدا من الذين يهتمون بهذا الجانب.
إن العطاء المعنوي يكون دون مقابل، نابعا من المحبة والاحتواء… عطاء نابعا من أعماق القلب وللقلب، وبقناعة تامة من الشخص المعطي للمعطى إليه.
وعندما نتحدث عن العطاء لا بد أن نعي أنه ليس مقتصرا على المقربين فقط؛ لأنه أمر واقع جدا بحياتنا، بل يتعداه إلى كل من نهتم لأمره؛ بمعنى خارج نطاق الأهلية، فالأم من الواجب عليها أن تهب أسرتها الاحتواء… فمن واجبنا أن نهب الكثير من الحب والاحتواء والتقدير لأقرب الناس لنا… ولا بد من المحافظة عليه، ونجعله عطاء متجددا ليشعروا به.
كما أن للعطاء قيمة إنسانية لا بد من المحافظة عليها في كل زمان ومكان، ومع كل من نشعر معه براحة البال، ومع أي شخص عابر بابتسامة وكلمة طيبة.
فهذه القيمة، وهذا المبدأ الإنساني فكر عميق، وثقافة ذات إنسانية لمعنى المحبة الحقيقي، نعم العطاء هو الحب. أن تكون محبا للآخرين، متسامحا معهم، تحب لهم الخير كما تحبه لنفسك، متعاونا معهم… وأن تجعل من ذاتك بستانا من الزهور شذاها وعبيرها الاحتواء.
العطاء أخلاق ورقي يجعلك مميزا عن الآخرين، أن تعطي دون مصلحة دون مقابل، فهذا قمة في الرقي لكسب العلاقات الإنسانية، فهو جانب إنساني بحت محظوظ من امتلكه وتميز وتمتع بهذه الصفة، وهذا الجانب الأخلاقي.
بالعطاء نصل للراحة، نصل للشعور بالسعادة عندما ترى ابتسامة في نفس قد سعدت بسماعك لها واحتوائها وبحبك لها، فكن معطاء تكن محبوبا.
لتكن ذا عطاء متجدد حيوي، يبعث في نفس الآخرين استنشاق عبير روحك الطيبة، والإحساس بقلبك النابض بالحب، ووجهك المشرق برقي أخلاقك، فكن أنت للعطاء عطاء.
وجمل نفسك وذاتك بالعطاء، ولتكن غايتك وهدفك إسعاد من حولك والمحيطين بك أقرباء منك أم غرباء، اجعل من العطاء مصدرك الأساسي للرزق في كسب محبة الآخرين لك، لترى مقابلها ابتسامة رضا وتقدير.
ولتنال شرف محبة الناس…… فكن أنت للعطاء عطاء وللاحتواء دواء.. واجعله غاية وليس واجبا…. متجددا وليس روتينيا وتقليديا.
فهذا يجعلك مرتاح البال، راضيا عن نفسك، وذا ذات مميزة، ولتكن قدوة في العطاء المعنوي؛ لأنه باقٍ وغير راحل، يترك أثره في نفوس الآخرين.
فالعطاء المعنوي ما هو إلا عطاء روحاني وعقلاني وعاطفي، فقمة العطاء بأن يكون متوازنا.
واجعله مبدأ في حياتك، وهدفا لذاتك الإنسانية، وكن للجمال بهاء، وللمحبة عطاء، وللاحتواء دواء… فكن للعطاء عطاء.

 

العطاء في الإسلام

عندما نتأمل مفهوم العطاء في الإسلام؛ فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو مواقف الكرم والنبل التي ميزت حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , ولم لا وهو من امتدحه ربه سبحانه وتعالى بقوله: {وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ( القلم : 4 ).

وقد تعددت مكارم أخلاق نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من أمانة وصدق ورحمة وبذل وعطاء إلى غير ذلك من خصاله الشريفة؛ وبالرغم من ذلك لا يزال الحاقدون ينفثون شرورهم بغية النيل منه إلا أن مساعيهم دائمًا ما تذهب سدى وكأنها ليست إلا نقطة حبر ضحلة أرادت تلوين بحر صاف يترقرق ماؤه النقي ليغسل الأيام .

ولنبحر قليلاً نحن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة طالما لازمت نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم طوال حياته وحتى مماته؛ وهي صفة الكرم والجود؛ فلم يكن كرمه وسخاؤه بذلاً عاديًا وإنما كان فياضًا؛ لا ينفق فقط ما يزيد عن حاجته وإنما يتصدق حتى بما هو في حاجة إليه؛ حتى عرف عنه أنه لا يرد سائلا وأنه يعطي عطاء من لا يخاف فقرًا.

وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتدي به وأن يتصدق كلٍ من سعته، وأوصى أمته بالإنفاق وذم البخل والشح؛ حيث قال: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا” (البخاري).

وقد يتخيل البعض أن عطاء النبي كان فقط لذوي القربي والمحبين والمناصرين – وإن كانوا الأولى بالمعروف ابتداء – لكن عطاء النبي ونبله امتد ليشمل حتى أعداءه؛ فقد وصفته أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- بقولها : ” إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق “.

السابق
15 نصيحة لمن يعاني من القولون العصبي
التالي
تأثير التدخين على تأخر الانجاب للرجل والمرأة

اترك تعليقاً