أمراض القلب والشرايين

فشل القلب الاحتقاني: أسباب، أعراض وعلاج

فشل القلب الاحتقاني: أسباب، أعراض وعلاج

ما هو فشل القلب الاحتقاني؟

عندما يضخ القلب الدم بكفاءة أقل من المعتاد، تتأثر وظيفة الكلى، مما يؤدي إلى احتباس الماء في الجسم. وتسمى هذه الحالة “فشل القلب الاحتقاني”. لأسباب مختلفة، ينتقل الدم عبر الجسم والقلب بمعدل أبطأ مما يتسبب في ثخانة غرف القلب كاستجابة لذلك، مما يؤدي إلى إضعاف عضلة القلب.

الأسباب المحتملة:

يمكن إرجاع أسباب فشل قصور القلب الاحتقاني إلى العوامل التالية:

  • ضعف وقلة كفاءة الشرايين الضيقة في القلب بحيث لا تتمكن من ضخ الدم بكفاءة، إذ أن تتبع معظم حالات فشل القلب يرجع إلى وجود أمراض الشرايين التاجية التي تقلل من تدفق الدم إلى القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم – يبذل القلب جهداً أكبر بكثير في حال كان ضغط الدم مرتفعاً، الأمر الذي يؤدي إلى فشل وقصور القلب.
  • صمام القلب التالف أو المعيب يعني أن على القلب أن يبذل جهداً إضافياً لضخ وتنظيم تدفق الدم.
  • الالتهاب أو العدوى أو تلف عضلة القلب وكذلك العوامل الوراثية تلعب دوراً في فشل وقصور القلب.
  • عدم انتظام ضربات القلب أو ضربات القلب غير الطبيعية قد تؤدي إلى فشل القلب.
  • تعاطي الكحول – شرب الكثير من الكحول يمكن أن يضعف عضلة القلب.
  • بصرف النظر عن هذه الأسباب، هناك أحباناً عيوب خلقية في القلب وردود أفعال تحسسية وجلطات دم في الرئتين أو استخدام بعض الأدوية والتي جميعها تسبب فشل القلب الحاد.

عوامل الخطر:

عندما يقوم القلب ببذل جهد أكبر مما ينبغي، فإنه يصبح معرضاً لخطر الإصابة بفشل القلب. لذا، يجب علينا فهم المخاطر الشائعة المرتبطة بفشل القلب، والتي يمكن علاج معظمها وتجنبها.

  • الأمراض المرتبطة بنمط الحياة مثل الإفراط في تناول الكحول والتدخين والسمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
  • بعض الأدوية قد تؤدي إلى فشل القلب أو مشاكل في القلب.
  • توقف التنفس أثناء النوم يمنعك من النوم بشكل صحيح أثناء الليل حيث يتأثر تنفسك، ويزيد انخفاض مستوى الأوكسجين في الدم من خطر عدم انتظام ضربات القلب. كل هذه المشاكل يمكن أن تضعف القلب.

العلامات والأعراض:

  • ضيق في التنفس عند إجهاد نفسك أو عند الاستلقاء، بالإضافة إلى السعال في الليل بعد الاستلقاء على السرير أو الحاجة إلى وسائد تحت الرأس للنوم، هي أيضاً من الأعراض.
  • احتباس الماء في الجسم مما يؤدي إلى تورم الكاحلين والساقين والبطن.
  • انخفاض ملحوظ في القدرة على ممارسة الرياضة.
  • زيادة عدد ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • التعب والضعف.
  • ألم في الصدر إذا كان فشل القلب ناتجًا عن نوبة قلبية.

التشخيص:

استشر اختصاصيي القلب ذوي الخبرة في ميدكير للحصول على التشخيص الصحيح. سوف يقوم الطبيب أولاً بفحص ما إذا كانت لديك حالات مثل السكري أو مرض في الكلى أو ذبحة صدرية أو ارتفاع في ضغط الدم أو إذا كنت مدخناً أو تشرب الكحول أو تأخذ أي دواء.

يتم إجراء فحص للدم لمعرفة مستوى الهيموجلوبين وظائف الكلى وظائف الغدة الدرقية والعوامل المرتبطة الأخرى التي يمكن أن تسهم في أو تؤدي إلى فشل القلب.

قد يتطلب الأمر تصوير الصدر بالأشعة السينية لمعرفة حجم القلب وأي تراكم للسوائل في الرئتين أو حول القلب. يساعد مخطط رسم القلب الكهربائي على رؤية وجود أي اضطراب في النظم وعدم وجود أي نوبة قلبية.

يساعد مخطط صدى القلب في تقييم بنية القلب وحركته ووظائفه.

أي تراجع أو تدهور في وظيفة الصمامات أو تسرب أو تضيق صمامي قد يؤدي إلى فشل القلب.

خيارات العلاج:

يمكن أن يكون علاج فشل القلب الاحتقاني على مراحل ومستويات متعددة، وهو يشمل الدواء وتغييرات في نمط الحياة والجراحة إذا لزم الأمر. من خلال علاج السبب الأساسي، قد يقوم أخصائيو القلب لدينا، ذوي الخبرات المتميزة في مختلف المجالات المتعلقة بأمراض القلب، بتحسين حالة قلبك.

هل قصور القلب خطير

يصيب مرض قصور القلب اكثر من 60 مليون شخص حول العالم، وهو حالة خطيرة ومزمنة تحدث عندما لا يكون القلب قادرا على ضخ قدر كاف من الدم لتلبية حاجات الجسم.

قصور القلب الانبساطي

فشل القلب الانبساطي (Diastolic Heart Failure) هو عدم قدرة عضلة القلب على التمدد والانبساط وتعبئة القلب بالدم الكافي واللازم لتلبية متطلبات أعضاء الجسم الحيوية والمهمة، مثل القلب والمخ والكلى والكبد. فما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من أمراض القلب؟ وما هي العلامات التي تدل على الإصابة بفشل القلب الانبساطي؟ وما هي المضاعفات التي تنجم جراء عدم الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر من الإصابة؟

سبب الإصابة بفشل القلب الانبساطي إلى بطء وصعوبة تمدد وانبساط عضلة القلب، أو إلى صلابة وقساوة عضلة القلب على التمدد لتعبئة القلب بالدم الكافي. وهذا يؤدي إلى صعوبة ضخ الدم وتوجيهه من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ومن ثم إلى نقص في كمية الدم التي تملأ البطين الأيسر أثناء دورة الانبساط القلبية. وهذا بالتالي يؤدي إلى ارتفاع معدل ضغط البطين الأيسر، مما ينتج عنه ارتفاع معدل ضغط الأذين الأيسر، وهذا يسبب تضخمه وتوسعه في نهاية الأمر.

مردود كل تلك الأحداث والتغيرات التي تحدث في القلب سوف ينعكس على الأوردة الرئوية التي تحمل الدم المشبع بالأكسجين من الرئتين إلى الجهة اليسرى من القلب، حيث يرتفع ضغط الأوردة الرئوية، ومن ثم يرتفع ضغط الشعيرات الدموية الرئوية، وهذا يسبب الاحتقان الرئوي الحاد (Acute Pulmonary Congestion) مع تراكم السوائل بين أنسجة الرئتين في البداية، وفي نهاية الأمر يؤدي ذلك إلى تراكمها في الحويصلات الهوائية مما يسبب وذمة رئوية حادة (Acute Pulmonary edema)، مما ينتج عنه تقليل سطح المساحة اللازمة لتبادل الأكسجين مع ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي إلى انخفاض في كمية وتركيز الأكسجين بالدم وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، وهذا ينتج عنه فشل تنفسي حاد.

 

* أسباب فشل القلب الانبساطي
* أولا: تضخم عضلة القلب والذي ينتج عن أسباب عديدة، من أهمها:
– ارتفاع معدل ضغط الدم وأيضًا التضيقات الشديدة في الصمام التاجي.
– وجود العامل الوراثي والعامل العائلي بسبب خلل في بعض الجينات، والذي يؤدي إلى التضخم الشديد في الحاجز البطيني وهو المعروف طبيا باعتلال عضلة القلب التضخمي (hypertrophic obstructive cardiomyopathy).
– وأخيرا سبب خلقي وهو تضيق الشريان الأبهر الأورطى النازل بالصدر.
* ثانيا: اعتلال عضلة القلب التصلبي (Restrictive Cardiomyopathy).
* ثالثا: أمراض الشرايين التاجية القلبية، التي تعتبر أحد الأسباب المهمة لفشل القلب الانبساطي، كالذبحة الصدرية غير المستقرة واحتشاء عضلة القلب الجزئي والكامل.
* رابعا: أمراض غشاء التامور، ومثال ذلك الاندحاس القلبي الحاد (Cardiac tamponade) الذي يحدث عادة نتيجة تراكم السوائل بين طبقات غشاء التامور، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع ضغط غشاء التامور، مما يسبب صعوبة في قدرة عضلة القلب على التمدد والانبساط.

إن من أهم أعراض فشل القلب الانبساطي حدوث ضيق في التنفس عند بذل الجهد وأثناء الراحة، وضيق في التنفس عند الاسترخاء، والحاجة إلى استخدام أكثر من مخدة عند النوم، وكتمان بالصدر مع الشعور باختناق أثناء النوم والصحو مرات عديدة بعد النوم، وكل هذه الأعراض بسبب الاحتقان الرئوي. وهناك مجموعة من الأعراض تحدث نتيجة احتقان الكبد والأمعاء، ومنها الشعور بمغص بالبطن، وغثيان، وتقيؤ، وانتفاخ بالبطن، وإسهال. كما قد يشكو المريض من الزيادة في إدرار البول وكثرة التبول بسبب ارتجاع السوائل.
أما المضاعفات، ففي الحالات المزمنة من نقص كمية وتركيز الأكسجين في الدم يحدث انقباض في الشريان الرئوي الرئيسي، مما يسبب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، مما ينتج عنه ارتفاع معدل ضغط البطين الأيمن مع تضخمه وتوسعه وفشله.
إن عضلة البطين الأيمن هي التي تضخ الدم غير المشبع بالأكسجين إلى الرئتين، وهذا ينتج عنه ارتجاع في الصمام الترايكسبي (tricuspid valve)، وارتفاع في معدل ضغط الأذين الأيمن، مع تضخمه وتوسعه، وهذا يؤدي إلى ارتفاع في معدل ضغط الوريد المركزي.
هذا هو السبب الرئيسي في ارتجاع وتراكم السوائل في مناطق مختلفة من الجسم، ومن أهمها ما يلي:
– تجمع السوائل في القدمين والكاحلين والساقين والخصية.
– تجمع السوائل في تجويف البطن مما يسبب استسقاء وارتشاحا بروتونيا (ascites).
– تراكم السوائل بين طبقات الغشاء البلوري المحيط بالرئتين، مما يسبب ارتشاحا بلوريا (Pleural effusion).
– بالإضافة إلى ذلك تتراكم السوائل بين طبقات غشاء التامور المغلف للقلب، وهذا يؤدي إلى ارتشاح تاموري (Pericardial effusion) وارتفاع معدل ضغط الوريد المركزي، وأيضًا يؤدي إلى احتقان وتضخم في الكبد مع ارتفاع إنزيمات الكبد وأيضًا احتقان في جدار الأمعاء وتضخم في أوردة الرقبة.
أما المضاعفات الأخرى فتشمل اختلال نظم القلب، ومثال ذلك حدوث رجفة أذينية بسبب توسع جدار الأذين الأيسر، وأيضًا حدوث رعشة أذينية بسبب توسع جدار الأذين الأيمن.

فشل القلب المؤقت

يحدث فشل القلب، ويسمى أحيانًا بفشل القلب الاحتقاني، عندما لا تضخ عضلة القلب الدم كما ينبغي لها. بعض الحالات، مثل ضيق الشرايين في القلب (مرض الشريان التاجي) أو الارتفاع في ضغط الدم، تؤثر في قلبك تدريجيًا، حيث تجعله ضعيفًا أو متيبسًا لدرجة تؤثر في قدرته على الامتلاء بالدم وضخه بفعالية.

لا يمكن عكس جميع الحالات التي تؤدي إلى فشل القلب، لكن يمكن للعلاجات أن تحسّن من علامات فشل القلب وأعراضه ومساعدتك في العيش لفترة أطول. التغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية، وتقليل الصوديوم في النظام الغذائي، والسيطرة على الضغط النفسي وفقدان الوزن، يمكنها أن تحسّن من جودة نوعية الحياة.

توجد طريقة واحدة لتجنب الإصابة بفشل القلب وهي تجنب الحالات التي تتسبب في فشل القلب والسيطرة على الضغط النفسي، مثل مرض الشريان التاجي، أو ارتفاع في ضغط الدم، أو السكري، أو السمنة.

الأعراض:

قد يكون فشل القلب دائمًا (مزمنًا) أو قد تبدأ إصابتك فجأة (حادة).

قد تتضمن علامات وأعراض فشل القلب:

  • ضيقًا في التنفس (ضيق النفس) عند إجهاد نفسك أو عند الاستلقاء
  • إرهاق وضعف
  • تورمًا (وذمة) في الساقين والكاحلين والقدمين
  • ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة
  • عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية
  • السعال أو الصفير المستمر مع وجود بلغم أبيض أو دموي فاتح مشوب بالدم
  • زيادة الحاجة إلى التبول ليلاً
  • تورم البطن (الاستسقاء)
  • زيادة سريعة للغاية في الوزن نتيجة لاحتباس السوائل
  • فقدان الشهية والغثيان
  • صعوبة التركيز أو انخفاض درجة الانتباه
  • ضيق مفاجئ وشديد في النفس وسعال بمخاط وردي ومليء بالرغاوي
  • ألم الصدر إذا كان فشل القلب ناتجًا عن نوبة قلبية

غالبًا ما يحدث فشل القلب بعد حدوث تلف أو ضعف في القلب نتيجة لحالات أخرى. ومع ذلك، قد يحدث فشل القلب حتى لو لم يكن الشخص مصابًا بضعف القلب. يمكن أن يحدث أيضًا إذا أصبح القلب شديد التيبُّس.

عند حدوث فشل في القلب، قد تصبح حجرات الضخ الرئيسية في القلب (البُطينات) متيبّسة ولا تمتلئ بشكل صحيح بين النبضات. في بعض حالات فشل القلب، قد تصاب عضلة القلب بالضعف أو التلف، وتتمتد البُطينات (تتوسع) لدرجة لا تمكّن القلب من ضخ الدم بكفاءة لجميع أنحاء الجسم.

مع مرور الوقت، يعجز القلب عن مجاراة المتطلبات العادية المتوقعة منه لضخ الدم إلى بقية الجسم.

الكسر القذفي مقياس مهم لمدى قدرة قلبك على ضخ الدم، ويُستخدم للمساعدة في تصنيف حالات فشل القلب ورسم الخطط العلاجية. في القلب السليم، يكون الكسر القذفي 50% أو أعلى — أي أنه يتم ضخ أكثر من نصف الدم الذي يملأ البطين مع كل نبضة.

لكن يمكن أن يحدث فشل القلب حتى عندما يكون الكسر القذفي طبيعيًا. يحدث هذا إذا أصبحت عضلة القلب متيبسة نتيجة لحالات معينة مثل ارتفاع ضغط الدم.

يمكن أن يشمل فشل القلب الجانب الأيسر (البُطين الأيسر) أو الجانب الأيمن (البُطين الأيمن) أو كلا جانبي القلب. يبدأ فشل القلب عمومًا في الجانب الأيسر، وتحديدًا في البطين الأيسر، وهو حجرة الضخ الرئيسية في القلب.

نوع فشل القلب الوصف
فشل الجانب الأيسر من القلب قد تتراكم السوائل في رئتيك، مما يسبب ضيق التنفس.
فشل الجانب الأيمن من القلب قد تتجمع السوائل في بطنك وساقيك وقدميك، مما يسبب التورم.
فشل القلب الانقباضي لا ينقبض البطين الأيسر بقوة، مما يشير إلى وجود مشكلة في الضخ.
فشل القلب الانبساطي
(يسمى أيضًا فشل القلب ذي الكسر القذفي الطبيعي)
لا يستطيع البطين الأيسر التمدد أو الامتلاء بالكامل، مما يشير إلى وجود مشكلةٍ في التعبئة.

أعراض قصور القلب عند النساء

أكثر الأعراض التي تصيب النساء في النوبات القلبية شيوعًا هي نفس أعراض الرجال – نوع من ألم الصدر أو الضغط أو الانزعاج الذي يستمر أكثر من بضع دقائق أو يأتي ويذهب. لكن ألم الصدر ليس دائمًا شديدًا أو حتى أكثر الأعراض شيوعًا، خاصة عند النساء. غالبًا ما تصفه السيدات بأنه ضغط أو ضيق. ومن الممكن أن تحدث الإصابة بنوبة قلبية دون ألم في الصدر.

النساء أكثر عرضةً للتعرض لأعراض النوبات القلبية غير المرتبطة بآلام صدرية من الرجال، وتشمل تلك الأعراض:

  • عدم الارتياح في مناطق الرقبة والفك والكتف وأعلى الظهر والبطن
  • ضيق النفس
  • تورم في أحد الذراعين أو كليهما
  • الغثيان أو القيء
  • التعرُّق
  • الدوار أو الدوخة
  • الإرهاق غير المعتاد
  • عُسر الهضم

قد تكون هذه الأعراض مبهمة وغير ملحوظة بالقدر الذي تُلاحظ به آلام الصدر الساحقة المرتبطة غالبًا بالنوبات القلبية. قد يرجع هذا الأمر إلى انتشار العوائق لدى السيدات، ليس في الشرايين الرئيسية فحسب، ولكن أيضًا في الشرايين الأصغر التي تغذي القلب بالدم، وهي حالة تُعرف بمرض القلب في الأوعية الدموية الصغيرة أو مرض الأوعية الدموية الصغيرة التاجية.

تظهر الأعراض عند النساء في كثير من الأحيان عند الراحة، أو حتى أثناء النوم، بشكل أكثر من الرجال. يمكن أن يلعب التوتر دورًا في إثارة أعراض النوبة القلبية لدى النساء.

نظرًا لأن النساء لا يعترفن دائمًا بأعراض النوبات القلبية، فغالبًا ما يأتين إلى غرف الطوارئ بعد حدوث تلف في القلب. وأيضًا نظرًا لأن أعراضهن تختلف غالبًا عن الرجال، فقد تُشخَّص إصابة النساء بأمراض القلب بشكل أقل من الرجال.

إذا كانت لديكِ أعراض نوبة قلبية أو كنتِ تعتقدين أن لديكِ أيًّا منها، فاتصلي بالمساعدة الطبية الطارئة على الفور. لا تذهبي بنفسك إلى غرفة الطوارئ إلا إذا لم يكن لديك بديل آخر.

علاج قصور انبساط القلب

إن فشل القلب مرض مزمن يحتاج لإدارته طوال العمر. ومع ذلك، يمكن أن تتحسن علامات فشل القلب وأعراضه بالعلاج، وأحيانًا يصبح القلب أكثر قوة. قد يساعدك العلاج على البقاء على قيد الحياة لمدة أطول، ويقلل احتمالات الوفاة المفاجئة.

يستطيع الأطباء أحيانًا تصحيح فشل القلب عن طريق علاج سببه الكامن. على سبيل المثال: من شأن إصلاح صمام قلبي، أو السيطرة على نظم قلبي متسارع أن يعكسا فشل القلب. ولكن عند أغلب الناس، يرتبط علاج فشل القلب بموازنة بين الأدوية الصحيحة، واستخدام أجهزة، في بعض الأحيان، تساعد القلب في الخفقان والانقباض على نحو صحيح.

الأدوية

عادةً ما يعالج الأطباء فشل القلب بمزيج من الأدوية. وعلى حسب الأعراض التي تعانيها، قد تتناول دواءً واحدًا أو أكثر، تشمل:

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE). تساعد هذه الأدوية المرضى المصابين بفشل القلب الانقباضي في الحياة لمدة أطول والشعور بتحسن. تعد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) نوعًا من أدوية توسيع الأوعية، وهي عقاقير توسّع الأوعية الدموية بهدف خفض ضغط الدم، وتحسين تدفقه، وتقليل عبء العمل الواقع على القلب. تتضمن الأمثلة عليها: إينالابريل (فازوتك)، وليسينوبريل (زيستريل)، وكابتوبريل (كابوتين).

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين 2. هذه العقاقير، التي تتضمن لوزارتان (كوزار)، وفالسارتان (ديوفان)، لها العديد من فوائد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) نفسها. وقد تعد بديلاً مناسبًا للأشخاص الذين لا يمكنهم تحمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).

  • حاصرات مستقبلات بيتا. لا يقتصر عمل هذه الفئة الدوائية على إبطاء نظم قلبك وخفض ضغط دمك، بل تحد بعض التلف الذي أصاب قلبك أو تعكسه إذا كنت مصابًا بفشل القلب الانقباضي. وتتضمن أمثلتها كارفيديلول (كوريج)، وميتوبرولول (لوبريسور)، وبيسوبرولول (زيبيتا).

    تقلل هذه الأدوية خطورة بعض نظم القلب غير الطبيعية، وتقلل احتمالات الوفاة المفاجئة. قد تقلل حاصرات مستقبلات بيتا علامات فشل القلب وأعراضه، وتحسن من أداء القلب لوظيفته، وتساعدك على العيش عمرًا أطول.

  • مدرات البول. إن مدرات البول، التي كثيرًا ما يطلق عليها حبوب المياه، تجعلك تتبول بصفة أكثر تكرارًا، وتمنع السوائل من التجمع في جسمك. وهذا إلى جانب أن مدرات البول كالفيوروسيميد (لازكس) تقلل السوائل برئتيك، مما يساعدك على التنفس بسهولة أكبر.

    وقد يوصي طبيبك بتناول مكملات البوتاسيوم والماغنيسيوم؛ ذلك أن مدرات البول تتسبب في فقد جسمك لهذين العنصرين. فإذا كنت تتناول أحد مدرات البول، فسيراقب طبيبك على الأرجح مستويات البوتاسيوم والماغنيسيوم في دمك من خلال اختبارات الدم الدورية.

  • مضادات مستقبل الألدوستيرون. تتضمن هذه العقاقير: سبيرونولاكتون (ألداكتون)، وإبليرينون (إنسبرا). وتعد هذه مدرات للبول مستبقية للبوتاسيوم، ولها أيضًا خواص إضافية قد تساعد الأشخاص المصابين بفشل القلب الانقباضي الحاد على العيش عمرًا أطول.

    وعلى عكس مدرات البول الأخرى، يستطيع سبيرونولاكتون وإبليرينون رفع مستوى البوتاسيوم في دمك إلى مستويات خطيرة؛ لذا، تحدث إلى طبيبك إذا كان ارتفاع البوتاسيوم يمثل باعث قلق، ولتعرف إذا كنت تحتاج لتعديل ما تتناول من مأكولات ذات محتوى بوتاسيوم عالٍ.

  • المؤثرات في التقلص العضلي (الإنوتروبات). تعد هذه أدوية عبر الوريد تستخدم مع الأشخاص المصابين بفشل قلبي شديد داخل المستشفى؛ لتحسين وظيفة ضخ الدم، والمحافظة على ضغط الدم.

  • ديجوكسين (لانوكسين). يعرف هذا العقار أيضًا باسم ديجيتاليس، وهو يزيد قوة انقباضات عضلة قلبك. وهو يميل أيضًا لإبطاء ضربات القلب. يقلل ديجوكسين أعراض فشل القلب عند الإصابة بفشل القلب الانقباضي. وقد يكون من الأكثر ترجيحًا أن يُعطى لشخص يعاني مشكلة في نظم القلب، كالرجفان الأذيني.

علاج فشل القلب الاحتقاني

يهدف العلاج إلى منع الإصابة بالمرض لدى المرضى الذين لم تظهر الأعراض لديهم، بعد. أما بالنسبة للمرضى الذين قد ظهرت الأعراض لديهم، فإن العلاج يهدف إلى: منع تطور المرض، تخفيف الأعراض، تحسين جودة الحياة ومنع الوفاة.

وأما بالنسبة إلى المرضى المعرضين بدرجة عالية لخطر الإصابة  بفشل القلب الاحتقاني فإن معالجة عوامل الخطر يقلل من احتمالات نشوء المرض. هنالك ضرورة ملحة لمعالجة فرط ضغط الدم، المستويات المرتفعة من الدهون في الدم، وتجنب التدخين وتناول المشروبات الكحولية ومعالجة اضطرابات الغدة الدرقية.

يوصى بالحد من تناول الملح. المرضى الذين يعانون من داء قلبي تصلبي عصيدي، من السكري أو من فرط ضغط الدم – يوصى بمعالجتهم بواسطة الأدوية المثبطة للإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (Angiotensin Converting Enzyme Inhibitor –  ACEI).

المرضى الذين يعانون من ضرر في بنية القلب، مثل المرضى الذين أصيبوا باحتشاء عضل القلب، يوصى بمعالجتهم بواسطة مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACEI) وحاصرات بيتا. هنالك حاجة إلى مراقبة دورية لأعراض وعلامات المرض.

المرضى الذين تظهر لديهم أعراض يحتاجون إلى المراقبة والمتابعة الوثيقتين. من الضروري الحد من تناول الملح، قياس الوزن يوميا لتعقب احتباس السوائل، إعطاء لقاح مضاد للإنفلونزا ولجرثومة العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae).

المعالجة الدوائية: معظم المرضى يحتاجون إلى دمج عدة أدوية معا. يستند العلاج على الأدوية المدرة للبول (Diuretics) والأدوية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية. الأدوية العلاجية الرئيسية هي: مدرات البول، مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، حاصرات بيتا، وفي بعض الأحيان الديجيتال (مجموعة من الأعشاب الطبية المقوية للقلب – Digitalis).

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تخفف من حدة الأعراض، تمنع عملية تغيير شكل القلب وتخفض من معدل الوفيات. وقد ثبت أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا تحسن من توقعات سير المرض (Prognosis) على المدى الطويل. الديجوكسين  يقلل من الأعراض ويزيد من القدرة على تحمل الجهد.

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة أن مثبطات الألدوستيرون (الهرمون الحافظ للملح – Aldosterone)، مثل الألدكتون (Aldactone)، تقلل بشكل كبير من معدل الوفيات من جراء فشل القلب الاحتقاني.

المرضى الذين يعانون من علة انتهائية لا شفاء منه (Terminal illness) مع ظهور الأعراض خلال وقت الراحة, أيضا، يحتاجون في بعض الأحيان إلى تناول أدوية لتوسيع الأوعية الدموية، مثل النترات (Nitrate) بالتسريب في الوريد (Intravenous Infusion)، أدوية مؤثرة في التقلص العضلي (Inotropic) تحسن انقباضات القلب ويتم إعطاؤها بالتسريب في الوريد، ناظمة لعمل البطينين, عملية جراحية لزرع القلب أو العلاج في إطار مأوى لرعاية المحتضرين (Hospice).

السابق
مضاعفات إصابة المرأة بمرض السكري
التالي
تداعيات متلازمة القلب الكسير لدى النساء

اترك تعليقاً