صحة عامة

الفزع Panic Disorder

الفزع Panic Disorder

نوبة الهلع أو ما يعرف بالـ “Panic Attack”، هي شعور مفاجئ بالخوف والقلق الشديد، الذي يبدأ بالتصاعد ويصل إلى الذروة خلال بضع دقائق. قد يصاب الناس مرة أو مرتين في حياتهم بنوبة هلع عند التعرض لموقف عصيب وقاسٍ. في حين يشكّل التعرض المتكرر وغير المتوقع لهذه النوبات إلى “اضطراب الهلع” أو “Panic disorder”، ما يتطلب متابعة طبيب.

أسباب نوبات الفزع

ما من محفزات واضحة لظهور نوبة الهلع، وربما قد يتسبب الخوف من نوبة الهلع في تحفيز ظهور نوبة هلع جديدة.

ومع أن أسباب الهلع لا زالت غير معروفة حتى اليوم، إلا أن:

  • الهلع قد يكون حالة وراثية وقد تلعب الجينات دوراً في الإصابة.
  • مرور الشخص باستمرار بأمور تسبب قلقه وتوتره وتتسبب له بضغوطات نفسية قد يتسبب بنوبة الهلع.
  • يربط الهلع بمرور الشخص بمراحل انتقالية كبيرة الوقع، مثل الانتقال للدراسة في الجامعة والزواج وإنجاب الطفل الأول.
  • قد يتم إفراز الأدرينالين في الجسم دون محفز حقيقي، وهنا وبسبب عدم قدرة الجسم على استعمال الأدرينالين الزائد بسبب عدم وجود خطر فعلي، فإن الأدرينالين يتسبب في دخول الشخص بنوبة هلع.

ويعتبر الهلع أكثر شيوعاً بشكل عام بين النساء لا الرجال.

العوامل المساعدة في زيادة خطر الاصابة

  • ضغوطات الحياة ومتغيراتها كوفاة شخص قريب، حادث خطير، الزواج أو حتى بدء وظيفة جديدة.
  • العامل الوراثي قد يلعب دورًا مهمًا في زيادة فرص الإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض نوبات الهلع

تتضمن نوبةُ الهلع الظهورَ المفاجئ لخوفٍ شَديد أو انِزعَاج، بالإضافة إلى أربعة على الأقلّ من الأَعرَاض الجسدية والعاطفية التالية:

  • ألم في الصدر أو انِزعَاج
  • الإحساس بالاختناق أو الغصَّة
  • الدوخة، اضطرب التوازن، أو الغشي
  • الخوف من الموت.. الخوف من الجنون أو فقدان السيطرة
  • مشاعر من عدم الواقعية، أو الغرابة، أو الانفصال عن البيئة أو المحيط
  • التعرًّق أو القشعريرة
  • الغثيان، أو ألم المعدة، أو الإسهال
  • أحاسيس الخدر أو الوخز
  • الخفقان أو تسرُّع ضربات القلب
  • ضيق النفُّس أو الشعور بالاختناق
  • التعرُّق
  • الارتجاف أو الارتعاش

تبلغ الأَعرَاضُ ذروتَها خلال 10 دقائق عادة، وتختفي في غضون دقائق، تاركة القليلَ للطبيب للمراقبة، باستثناء خوف الشخص من هجمة مرعبة أخرى. وبما أنَّ نوباتِ الهلع غير متوقَّعة أحيانًا، أو تحدث من دون سببٍ واضح، وخاصة عندما يُعاني المرضى منها كجزءٍ من اضطراب الهلع، لذلك فالأشخاص الذين تكون لديهم يتوقَّعون هجمةً أخرى ويُصابون بالقلق في كثير من الأحيان ـــ وهي حالةٌ تُسمَّى القلقَ الاستباقي anticipatory anxiety ـــ ويحاولون تجنُّب الظروفَ التي ترتبط بنوبات الهلع السَّابقة.

أما أسباب الأعراض فهي ترتكز على التنفس السريع الذي يؤدي إلى التخلص السريع من كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون “CO2″، ما يؤدي إلى خلل في أملاح الجسم وتنتج عنه أعراض التشنج وغيرها.

الفرق بين نوبات القلق و نوبات الهلع

بعكس نوبات الهلع، التي لابد لها من سبب محدد سابق، فإن نوبات القلق هي جزء من التفاصيل اليومية للمصاب بها، فهو لا يكاد يعرف ماهية السبب الذي أدى إليها، فربما يكون قلق من مرض، أو رهاب اجتماعي، أو قلق من انعزال أو تعرض لخطر، وربما تحدث نوبة القلق قبل حدث مهم في حياتك، وربما بلا سبب واضح.

تشمل أعراضه الإجهاد، والاضطراب والخوف، والتعرق، وزيادة ضربات القلب، الشعور بالإعياء والدوار، القشعريرة أو الهبات الساخنة، ألم في الصدر، وهي الأعراض المتشابهة مع نوبات الهلع، لذا يختلط الأمر على البعض في اكتشافها.

رغم التشابهات بين نوبات القلق والهلع، فإن هناك فروقا واضحة بينهما، لكنها رغم وضوحها، تحتاج لطبيب نفسي لكشفها. يمكن القول إن نوبة القلق مرتبطة بحدث مرهق وخطير، أما نوبة الهلع لا تكون بسبب ضغوطات خارجية، لكن غالبا تنبع من الداخل وترجع عادة للاكتئاب.

للقلق درجات، شديدة ومتوسطة وخفيفة، وهو يحدث في الجزء الخلفي من المخ المسؤول عن القيام بالنشاطات اليومية، أما نوبات الهلع فتنطوي على أعراض مزعجة وشديدة. ومن الملاحظ أيضا نوبة الهلع تحدث فجأة وبشدة، أما نوبة القلق فأعراضها الجسدية تحدث تدريجيا.

تشخيص نوبات الهلع

أحياناً يظن الشخص المصاب بنوبة الهلع للمرة الأولى أنه يمر بنوبة قلبية، وعندما يتوجه المصاب إلى غرفة الطوارئ، فإن الطبيب المعالج سوف يقوم بإجراء مجموعة من الفحوصات التي تساعد على تشخيص الحالة.

  • تقييم الطبيب، استنادًا إلى معايير محدَّدة
    بما أنَّ اضطراباتٍ جسديةً خطيرة غالبًا ما تسبِّب بعضًا من نفس الأَعرَاض الجسدية والنفسية التي تسبِّبها نوباتُ الهلع، لذلك يتأكَّد الأطباء أولاً من أنَّ المرضى ليس لديهم اضطرابٌ جسدي.

يُوضَع تشخيصُ اضطراب الهلع عندَما تحدث لدى المرضى نوباتُ هلع غير محرَّضة وغير متوقَّعة، متكرِّرَة، بالإضافة إلى ما لا يقلّ عن واحدٍ ممَّا يلي لمدَّة شهر على الأقلّ:

  • قلق مستمرّ من حدوث المزيد من هجمات الهَلَع أو القلق بشأن عواقب الهجمة (على سبيل المثال، فقدان السيطرة أو الجنون)
  • تغيُّرات في السُّلوك بسبب هجمات الهَلَع (على سبيل المثال، تجنُّب المواقف التي قد تسبِّب الهجمة)

عندما يصبح الأطباء واثقين من أنَّ أعراضَ الشخص سببها اضطراب الهلع، يُحاولون تجنُّبَ القيام باختباراتٍ واسعة النطاق عندما تحدث نوبات هلع في المستقبل، ما لم تُشِر أعراض الشخص أو نتائج الفَحص السَّريري إلى مشكلةٍ جديدة.

علاج نوبات الهلع

  • مضادَّات الاكتئاب أو الأدوية المضادَّة للقلق
  • العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج بالتعرُّض
    يتعافَى بعضُ المرضى من دون مُعالَجَة منهجيَّة. أمَّا بالنسبة للآخرين، فيتأرجح اضطرابُ الهلع على مرِّ السنين.

وبالنسبة لبعض المَرضى، قد يكون التشجيع على العودة إلى الأماكن التي حدثت فيها نوباتُ الهلع، والبقاء فيها، هو كل ما هو مطلوب.

ولكن، إذا كان المرضى قد تعرَّضوا لهجماتٍ متكرِّرة وتغيَّر سلوكُهم لتجنُّب الهجمات في المستقبل، فالعلاجُ بالأدوية والعلاج النفسي ضروريَّان عادة. يعدُّ الأشخاصُ الذين يعانون من اضطراب الهلع أكثرَ تقبُّلاً للعلاج اذا كانوا يفهمون أنَّ الاضطرابَ يشمل كلاً من العمليات الفيزيائية والنفسانيَّة، ويمكن للعلاج ضبط الأَعرَاض عادة.

نصائح لتخفيف نوبة الهلع

حال شعورك بأن نوبة هلع على وشك أن تصيبك تستطيع الاستعانة بالتقنيات التالية للسيطرة على نوبة الهلع وتسريعها:

  • قم بالتنفس بعمق.
  • قم بإغلاق عينيك.
  • حاول التركيز في ذهنك على أمر معين يسعدك.
  • تخيل مكاناً تشعر عند تواجدك فيه بالسعادة.
  • قم بتكرار جملة تحفيزية في داخلك أو بصوت عالي.
السابق
الفتق عند النساء
التالي
ما هو التلعثم؟

اترك تعليقاً