صحة عامة

التعامل مع نوبات غضب الأطفال

التعامل مع نوبات غضب الأطفال

الجميع يغضب في بعض الأحيان والغضب هو عاطفة طبيعية وصحية، لكن بعض الأطفال يكونون غاضبين طوال الوقت تقريباً، يُكافح الأطفال الغاضبون للاستمتاع بالحياة، لأنهم يخوضون الكثير من المعارك حتى خلال وقت اللعب، ولا يستطيعون التوقف عن الجدل حتى إذا كانوا يفعلون شيئاً ممتعاً.

فإذا كان طفلك يُعاني من نوبات غضب منتظمة ومُتكررة ولا تتناسب مع سنه، أو إذا أصبح عدوانياً، يجب عليك أن تبحث الأمر بعناية، يُمكنك هنا التعرف على الأسباب التي تجعل طفلك غاضباً، وكيف يمكن التعامل مع نوبات الغضب بفاعلية ونجاح، وكذلك العلامات التحذيرية التي يجب عليك أن تبدأ في طلب المساعدة المُختصة بمجرد مُلاحظتها في طفلك الغاضب.

 

أسباب الغضب عند الأطفال

إذا خسر في اللعب، أو واجه رفضاً لطلبه، أو جاء دوره بعد رفاقه… ينفجر طفلك غضباً وتحتاجين إلى ساعات عدة لإعادته إلى هدوئه. ماذا يخفي كل ذلك؟

توجهين إلى طفلك عبارة عادية تماماً وغير مؤذية البتة، لكنه ينطوي فجأة على نفسه وينعزل عن الآخرين من دون التفوه بكلمة، كما لو أنه لا يتحمل أدنى ملاحظة.
حتى لو تمثلت ردة فعلك الأولى على شكل استخفاف بتصرفه غير المبرر وقولك له أشياء مثل «لن تنزعج من مثل هذه العبارة»، يجدر بك فهم الأسباب الكامنة وراء انزعاجه.
فحين يستاء الطفل، يحاول التعبير عن نفسه بواسطة الصمت. يتذمر قائلاً: «لا أعرف كيف أعبّر عما يزعجني». وهنا يكمن دور الأهل في تشجيع الطفل على التعبير عن عواطفه بواسطة الكلمات، وعلى سماعه من دون الاستياء، حتى لو كانت مشاعره سلبية. عليك إذاً الإصغاء جيداً لطفلك…

لا يحب الخسارة
بدأ اللعب جيداً مع رفاقه، وكانوا جميعاً يضحكون… لكن ما إن لاحظ طفلك أنه بدأ يخسر، تحول الضحك إلى دراما… يبعثر طفلك كل شيء أرضاً، ويغلق باب غرفته بقوة وراءه ويرفض الخروج من مخبئه إذا لم يسمح له الآخرون بالربح.
هل يجدر حينها الإذعان لرغباته بهدف الحفاظ على جو المرح؟ أم يجب تهديده بعدم السماح له باللعب مجدداً مع رفاقه؟
يقول علماء النفس إنه حين يتفاعل الطفل مع مثل هذا الإحساس بالذل، يعني ذلك أنه يتعلم الحرمان عند مواجهة الخسارة.
من المهم ألاّ تستهزئي بخسارته ولكن في الوقت نفسه عليك أن تؤكّدي له أنّ اللعب لا يقتصر على رابح وخاسرين وإنّما هو نشاط ممتع يقوم به الآخرين بغضّ النظر عن الربح والخسارة.
وفي الحياة اليومية أيضاً، إحرصي على ألا تضعيه دوماً في مواجهة أو منافسة مع رفاقه، ولا تحاولي تقويم أدائه ومقارنته بأداء الآخرين.

يشعر بأنه منبوذ
تتنافس الفتيات على اقتراح وصفات الجاتوه الممكن إعدادها للحفلة المقبلة، لكن ابنتك تلاحظ أن وصفتها لم تؤخذ في الاعتبار… تشعر بأنها تعرضت لإهانة كبيرة وترفض رفضاً قاطعاً المشاركة في تحضير قالب الحلوى وتنعزل عن صديقاتها وتسدّ أذنيها…
في هذه الحالة، يجب مساعدتها على التراجع قليلاً والإثبات لها أن ردة فعلها مبالغ فيها بسبب تحليلها للوضع وليس بسبب الوضع نفسه. فالطفل الذي يشعر أنه منبوذ بسرعة يفقد الثقة في نفسه، ويحسّ أنه ليس محط تقدير الآخرين.
ولا حاجة أبداً للتحدث مع طفلك حين يكون في فورة انزعاجه من وضع معين، أو في فورة غليان عواطفه.
انتظري حتى تهدأ الأمور قليلاً واستفيدي من اللحظات الحميمة التي تجمع بينكما لأنها مثالية للحوار. في المساء، قبل الخلود إلى النوم، شاركي طفلك في نشاط يحبه وباشري التحدث إليه بحميمية وحنان.

لا يفهم حسّ الدعابة
تتحدثين أمام صديقاتها عن روعة الطريقة التي كانت تتحدث فيها حين كانت طفلة صغيرة… لكن ها هي ابنتك تنفجر بكاء وتؤكد أنك كنت تسخرين منها أمام رفيقاتها. ماذا حصل؟
يحذر علماء النفس من تفادي حس الدعابة على حساب الأطفال. فالأطفال هم في الدرجة الأولى لا يفهمون المرح المبطن في العبارات.
بالنسبة إليهم، نحن نسخر منهم إذا ضحكنا على شيء يخصهم. وإذا أردت نقل حسّ الدعابة إليهم، أثبتي لهم أنك تستطيعين الضحك على أمور خاصة بك.
هكذا، يتعلم الطفل أن اللجوء إلى الدعابة للتحدث عن العيوب والإخفاقات، هو طريقة ممكنة من دون خسارة ماء الوجه.

ينفجر غضباً عند قولك «لا»
لا تريدين أن ينتعل طفلك الصندل حين يتساقط المطر، أو ترفضين أن يحمل قلمه ويرسم على الحائط، أو ترسلينه إلى السرير قبل وقت من أخيه البكر… وها هي الدراما قد بدأت.
إذا لم يحصل طفلك كل مرة على ما يريده، ينفجر غضباً وبكاء. لكن عليك تفادي الدخول في ما يعرف بالابتزاز العاطفي.
من الضروري أن تبقى الأم صارمة ولا تستسلم لشكوى طفلها. حينها، يفهم الطفل أن هناك قواعد معينة يجب احترامها وحدود لا يجدر به تجاوزها.
وتذكري أن الطفل الذي يغتاظ يبحث قبل كل شيء عن اهتمام أهله. وما يريده فعلاً هو أخذه في الاعتبار…

كيف يبدو الطفل الغاضب؟

الغضب عند الصغار ينتج عن رغبتهم في الشعور بالاستقلال وتجربة كل شيء والحصول على كل ما يريدون دون اعتبارات أخرى، والطفل الغاضب تظهر عليه سلوكيات لا يريد الأهل رؤيتها في أطفالهم مثل: السب والصراخ والضرب والبكاء الهستيري إلخ، لذا يجب التركيز من البداية على تعليم الطفل المهارات التي يستطيع بها السيطرة على غضبه، والابتعاد عن التعامل مع السلوك الناتج عن الغضب، ففي لحظات الغضب عند الكبار والصغار يتوقف التفكير المنطقي ولا نستطيع محاسبة الطفل على ما يفعل في تلك اللحظات.

 

بماذا يشعر الطفل حتى يغضب؟

1- الشعور بالتعب:
من الأسباب الشهيرة وراء غضب الأطفال هو شعورهم بالتعب، فقبل الانفجار في نوبة الغضب، هل كانوا يفركون عيونهم؟ يتثاءبون؟ أو كان لديهم فرط نشاط وحركة وإظهار التحكم البدني بقدر أقل من المعتاد؟ إجابات هذه الأسئلة هي علامات على شعورهم بالتعب.

كيف يمكن المساعدة في هذه الحالة؟ ما يُمكنك فعله في هذه الحالة هو تقديم قيلولة، وتوفير وقت هادئ للراحة، حيث يمكنهم الاستلقاء والاستماع إلى الموسيقى، أو البقاء في حضن أحد الوالدين وقراءة بعض القصص.

2- الجوع:
قد يكون لديك طفل حساس لانخفاض نسبة السكر في الدم، فإذا لاحظت أنه غالباً ما يُصاب “بالغضب” أو يُصبح غاضباً جداً إذا ظل دون طعام وبدأ في الشعور بالجوع فقد يكون طفلك من هذا النوع.

في هذه الحالة كل ما عليكِ فعله هو جعل طفلِك يحصل على وجبة خفيفة سريعة، لرفع نسبة السكر في الدم، مثل نصف كوب من العصير أو قطعة صغيرة من الجبن.

على المدى البعيد، حاولي تقديم وجبات في أوقات مُبكرة قبل بدء الشعور بالجوع، واجعلي لديكِ قائمة بالخيارات الصحية للوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين والكربوهيدرات التي ستوفر قدر الطاقة لوقت أطول من الأطعمة عالية الكربوهيدرات أو السكريات التي تستقلب بشكل أسرع ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض السكر في الدم.

3- بيئة غير مُريحة بالنسبة لهم:
هل حدثت فورة غضب طفلك بعد أن بدا مُنزعجاً في بيئة صاخبة أو مزدحمة؟ إذا حدث هذا فيجب مُساعدته في التخلص من غضبه من خلال توفير مساحة للعب أو التهدئة أو مُمارسة أي نشاط للتنفيس عن غضبه.

حاول أن تُقدم له ورقاً للرسم أو موسيقى لطيفة أو قصة تقرأها له أو الحصول على حمام دافئ، كما يُمكنك تقديم أشياء مُختلفة وترك الاختيار لطفلك.

سبب الغضب هذا شائع عند الأطفال الذين يعانون من الحساسية الشديدة أو في طيف التوحد.

4- الشعور بالعجز:
قد يدخل الطفل في نوبة غضب لأنه يشعر بالعجز، يشعر أن إرادته ورغبته لا تُحترم، فلا أحد يحب أن يشعر بتحكم الآخرين فيه حتى الأطفال.

في هذه الحالة يجب عليك منح طفلك أكبر قدر ممكن من الشعور بالسيطرة والقوة الصحية، وذلك عن طريق السماح لهم باتخاذ المزيد من القرارات، وإعطاؤهم مسؤوليات حقيقية، تعليمهم المزيد من المهارات حتى يصبحوا مستقلين قدر الإمكان، طلب رأيهم في كثير من الأحيان.

لا تنخرط معهم في صراعات على السلطة والسيطرة والتحكم فيهم، اشرح وجهة نظرك لهم، واشرح لهم العواقب الطبيعية لاختياراتهم، وحاول أن تطلب منهم المساعدة.

5- الشعور بأنك لا تفهمهم:
هناك احتمالات بأن يكون طفلك غاضباً لأنه يشعر بعدم وجود اتصال معك، ويشعر بأنك لا تفهمه، وللتغلب على هذا الشعور لديه حاول قضاء المزيد من الوقت في التواصل مع طفلك واللعب معه.

حاول أن تتذكر أن الأطفال يحتاجون من 10 إلى 20 دقيقة على الأقل من وقت التواصل الصافي بلا انشغالات معك، خلال هذا الوقت يجب أن يحصل الطفل على كامل انتباهك الكامل، هذا سيساعده على الشعور بالأمان والمحبة.

إذا كان طفلك في مرحلة التحدث فيجب سماعه والشعور بأنك تفهمه، فيجب تعلم طرق الاستماع الفعّال، هذه المهارات لا نكتسبها عادةً بشكل طبيعي، ولكن بعد التدريب والحرص على اكتسابها يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً لأطفالنا.

6- الشعور بالأذى:
هناك بعض العلامات التي تدل على أن طفلك يشعر بالأذى، فقد يبدأ طفلك في انتقادك بغضب على الفور للرد والانتقام، وقد تسمع عبارات مثل: “أنا أكرهك!” “أنا لا أحبك!” أو قد تتعرض للركل أو الضرب.

إذا كنت تعتقد أن مشاعر طفلك قد تعرضت للأذى، فحاول تسمية المصدر الأساسي للغضب والتعاطف معه، يُمكنك أن تقول له “أنت تبدو مستاء حقاً، هل فعلت (أو أي شخص آخر) أو قلت شيئاً أضرّ بمشاعرك؟ هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالغضب حقاً.”

عندما يهدأ الطفل، يُمكن الحديث معه بهدوء ومنطقية وتأكيد أنه من المقبول أن يشعر بالغضب، ولكن لا ينبغي استخدام العدوان لإظهار هذا الغضب.

7- الضغوط المُتراكمة:
هناك نوع من الغضب يحدث بسبب الضغوط المُتراكمة في نهاية يوم طويل في المدرسة، أو بعد زيارة مع الأقارب أو الأصدقاء، قد تبدو أسباب نوبة الغضب “غير واضحة”، وقد يظهر أن نوبة الغضب قد حدثت كاستجابة لشيء يبدو تافهاً.

يمكنك التفكير في الأمر وكأنه كوب ممتلئ ببطء بقطرات من الماء طوال اليوم، ولكنه لا يفيض لكن مع آخر قطرة صغيرة من الماء يفيض الكوب، عادة ما يحدث هذا النوع من الغضب عندما يشعر الطفل أخيراً أنه آمن ويُمكنه التعبير عن مشاعره بالضيق.

في هذه الحالة يكون أفضل شيء يمكنك القيام به هو أن تدرك أنك لست سبب الغضب، وأن الطفل يحاول فقط الإفراج عن الضغوط المُتراكمة بداخله، كما يُمكنك الاستماع إلى طفلك وإظهار التعاطف معه.

8- الشعور بانتهاك حدوده:
إذا شعر الطفل بأنه قد خضع للتحكم أو الغزو جسدياً أو تم التلاعب به جسدياً أو حتى إذا تم احتضانه أو تقبيله دون رغبته، فقد يكون رد فعله عبارة عن نوبة غضب، يحدث ذلك أيضاً إذا تم تخطي حدوده العاطفية مثل أن يُبدي شخص ملاحظة سلبية حوله أو يُهينه أو يسخر منه فقد يستجيب لذلك أيضاً بالغضب.

لكي تتمكن من المُساعدة في هذه الحالة، يكون من المهم أن تعرف أن هذه استجابة صحية، فالرد الغاضب عند عبور حدود الفرد هو رد فعل واق غريزي، يمكن أيضاً اعتبار أن هذه الاستجابة هي أكثر صحية من الطفل الذي لا يلتزم بالحدود على الإطلاق.

للتعامل مع الغضب الناتج عن هذه الحالة يجب تعليم طفلك كيفية حماية حدوده، والقدرة على إيقاف الآخرين عن اقتحام حدوده باستخدام عبارات قوية وحازمة.

 

كيفية التصرف خلال نوبة غضب الطفل

لاترتعب: الشئ المهم عمله هو البقاء هادئ ولا تزعج نفسك. فقط ذكر نفسك بأنه شئ طبيعى، وهناك أباء كثيرون يتعاملون مع غضب الاطفال بدون أنفعال. حاول تثبيت أنتباههم:- وأنت تستطيع فعل ذلك أذا كنت فى موقع وعرفت بأن الطفل سيغضب وينفعل بشدة لامحالة. يمكن التخلص من ذلك بواسطة تثبيت أنتباههم ، أشر بأصبعك مثلا الى السيارات الرياضية الحمراء فى الطريق. أضحك على الصور المضحكة فى المحل أو اعطهم لعبتهم المفضلة للعب بها.

تذكر ما يجب محاولة فعله: أنت تحاول أن تعلم طفلك التعليمات المهمة وانك أيضا ملتزم بها.

إهمال نوبة الغضب: يجب وبكل هدوء الآستمرار بما أنت تفعله، مثلا التحدث مع الآخرين أو التسوق لكن دائما راقب الطفل أنه فى مأمن ، تجاهل الطفل عملية صعبة لكن العكس قد تعطيهم الاهتمام الذى يريدونه وبذلك تكرر الغضب فى كل مرة.

الاهتمام بالتصرفات الجيدة: أحيانا كثيرة تحدث نوبات الغضب فى حالات الهدوء تظهر على الطفل مثلا التوقف عن الصراخ امدحهم فورا والان أعطى كل أهتمامك للطفل، تكلم معه بدفء وعطف، وأذا كافأت التصرف الحسن الجديد سيبقى الطفل هادئا وسيتعلم فى المستقبل بأن الهدوء هو الشئ الوحيد الذى يجلب محبة الاهل وعطاياهم.

 

كيفية تجنب غضب الطفل

دائما يحدث الغضب فى حالات يمكن توقعها ولتسهيل المهمة على الاطفال لتجاوز هذه الحالات أفعل ما يلى:

  • أصطحاب الكتب والالعاب المفضلة فى مثل هذه الحالات.
  • خزن البسكويت المفضل بعيدا عن أعين الاطفال وليس ابقائها بمتناول اليد.
  • دائما التزم بالتعليمات والمبادئ.
  • قد يكون الطفل غاضبا فى اوقات معينة من اليوم عند التعب أو عند الجوع. فى هذه الأحوال الترتيبات التالية قد تساعدهم كثيرا:

-نوم بعد الظهيرة أفضل من البقاء مستيقظا طول الوقت.

– تناول الوجبات الخفيفة بعد الظهيرة أفضل من انتظار وجبة العشاء بفارغ الصبر.

 

علامات تحذيرية تُخبرك أنك بحاجة لمُساعدة مُختصة

فيما يلي بعض علامات التحذير التي قد تشير إلى أنه يجب عليك التفكير في طلب مساعدة مهنية مُختصة مع طفلك الغاضب، ومنها:

1- الغضب يتداخل سلباً مع علاقات طفلك:
إذا كانت طفرات طفلك الغاضبة تمنعه ​​من الحفاظ على الصداقات أو يتعارض غضبه مع قدرته على تطوير علاقات صحية مع أفراد الأسرة، فيجب مُحاولة مُعالجة المشكلة في أسرع وقت ممكن، لأن طفلك في هذه الحالة قد يواجه صعوبات مستمرة في العلاقات طويلة الأجل.

2- سلوك طفلك يُعرقل الحياة الأسرية:
الشعور بأنكِ تتعاملين مع قنبلة موقوتة يجب الحذر دوماً حتى لا تنفجر، هو شعور غير صحي، فإذا تعطلت أنشطتكِ اليومية بسبب نوبات غضب طفلكِ، فهذا ليس صحياً لأي شخص في الأسرة.

يُعدّ الاستسلام لطفلكِ لتجنب الانهيار، من الحلول المؤقتة التي ستؤدي إلى مزيد من المشكلات طويلة الأجل، فقد يزداد عداء طفلك سوءاً. والأسوأ من ذلك، قد يؤثر هذا على أفراد الأسرة الآخرين، ففي هذه الحالة يُمثل سلوك طفلك الغاضب مشكلة يجب مُعالجتها.

3- يستخدم طفلك العدوان كأداة لتنفيذ رغباته:
يجب أن يكون العدوان هو الملاذ الأخير الذي يضطر إليه الأطفال في حالة استنفاذ كافة وسائلهم الأخرى في التواصل، ولكن بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل الغضب، غالباً ما يصبح العدوان هو خط الدفاع الأول لديهم. إذا كان طفلك يكافح من أجل حل المشكلات أو طلب المساعدة، فقد يستخدم العدوان كوسيلة لتلبية احتياجاته، في بعض الأحيان، يمكن لتعليم المهارات الجديدة أن يساعد الطفل على تعلم أن السلوك العدواني ليس ضرورياً.

4- نوبات الغضب ليست مُناسبة للعمر:
على الرغم من أنه من الطبيعي بالنسبة لطفل يبلغ من العمر عامين أن يلقي بنفسه على الأرض ويركل قدميه عندما يكون غاضباً، إلا أن هذا لا يكون طبيعياً بالنسبة لطفل عمره 8 سنوات، فيجب أن تنخفض الانهيارات ونوبات الغضب في التواتر والشدة مع نضوج طفلك. إذا بدا أن نوبات الغضب المزعجة لدى طفلك تزداد سوءاً مع التقدم في العمر، فهذه علامة تحذير على أنه يواجه صعوبة في تنظيم عواطفه، سيحتاج على الأرجح إلى التدريب لمساعدته على التعبير عن مشاعره بطريقة مناسبة للعمر.

5- تسامح منخفض تجاه الإحباطات:
عندما ينضج الأطفال، يجب أن يطوروا قدرة متزايدة على تحمل الإحباطات المُحيطة بهم، فإذا كان طفلك الذي يبلغ من العمر 9 سنوات ينهار في كل مرة يرتكب فيها خطأً في واجبه المنزلي، فقد يحتاج إلى المساعدة في بناء التسامح مع الإحباط.

نوبات الغضب عند أطفال التوحد

تعتبر نوبات الغضب من المشكلات السلوكية عند الأطفال المصابين بالتوحد. وتتراوح التغيرات السلوكية لديهم من صعوبة الانتقال من نشاط لاخر إلى نوبات الغضب والعدوانية وإيذاء الذات. تشكل التغيرات السلوكية جزءا من التوحد وتختلف شدتها من طفل لآخر ومن وقت لآخر لدى نفس الطفل.

فى بعض الأحيان قد يرجع سبب نوبات الغضب إلى تغيرات فى البيئة المحيطة بالطفل أو مقابلة أشخاص جدد. وقد لا يستطيع الأهل معرفة سبب معين لهذا الغضب. ولكن من المهم جدا الانتباه إلى أن أنه قد توجد أسباب تتعلق بعدم قدرة الطفل على التعبير عن نفسه. فهو يجد مشقة فى التعبير عن شعوره بالغثيان، الألم، الخوف أو الانزعاج من شىء ما، وبالتالى يصاب الطفل بالإحباط لعدم قدرته على التواصل مع الآخرين.

لذلك فمن الضرورى البحث عن أسباب مرضية بمساعدة الطبيب مثل التهاب الحلق أو الأذن، مشكلات تتعلق بالأسنان أو الصداع وآلام البطن، وقد تكون الاضطرابات فى رسم المخ من أسباب هذه النوبات من النشاط الزائد لذلك يجب عمل رسم مخ للطفل. من جهة أخرى قد يؤدى الانزعاج من شيء معين إلى ظهور نوبات الغضب مثل الملابس الضيقة أو التى لها ملمس معين أو بعض الأصوات التى قد لا تكون مزعجة للآخرين أو بعض الروائح وخاصة النفاذة.

كل هذه الأسباب السابقة من الممكن التوصل إليها وتغييرها ببذل بعض المجهود للتحكم فى نوبات الغضب بدلا من التسرع فى إعطاء المهدئات للطفل والتى قد لا يكون كل المصابين بالتوحد فى حاجة إليها.

 

طلب المساعدة المُختصة

  • إذا كنت تكافح لمساعدة طفل غاضب على الشعور بالتحسن، فكر في الحصول على مساعدة مهنية مُختصة، يمكن لأخصائي الصحة العقلية مساعدتك في تعلم استراتيجيات إدارة غضب طفلك، كما يمكن للمعالج أيضاً معالجة أي مشكلات أساسية قد يواجهها طفلك.
  • ابدأ بالتحدث مع طبيب أطفال عن مخاوفك، سيحتاج الطبيب في البدء استبعاد أي مشاكل طبية قد تسهم في الأزمة، كما يمكن أن يُحيلك الطبيب إلى مقدم خدمات الصحة العقلية إذا لزم الأمر.
  • معظم الأطفال يعانون من نوبات الغضب أو الانهيارات العرضية إذا شعروا بالإحباط، أو قد يتحدون إذا طُلب منهم القيام بشيء لا يريدون القيام به، ولكن عندما يقوم الأطفال بهذه الأشياء بشكل متكرر، أو لا يستطيعون التحكم في غضبهم أغلب الوقت، فقد يكون ذلك أكثر من مجرد سلوك عرضي مؤقت.
السابق
فيرماجون لعلاج سرطان البروستات – Firmagon
التالي
فيرتيلين لعلاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات – Fertilin

اترك تعليقاً