صحة عامة

كيفية التعامل مع المتنمرين

كيفية التعامل مع المتنمرين

يظهر المتسلطون في حياتنا بمختلف الأشكال وفي العديد من الأوقات، ويضطر غالبيتنا للتعامل معهم في حالة أو أخرى. وخاصة الأطفال – حيث تشير الدراسات أن 1 من كل 4 أطفال يتعرض للمضايقات والتسلط من شخص أكثر منه قوة.

التنمر مشكلة خطيرة، ولا تحدث فقط في المدرسة، فلها أشكالها الأخرى في أماكن العمل أو في المنازل أو من أصحاب النفوذ والسلطة أو من بلطجية الشارع. يجب التعامل مع هذا النوع من البشر بحرص شديد، والقيام بما يجب عليك القيام به من أجل إيقاف تلك المضايقات المستمرة. من المهم جدًا كذلك أن نضع تعريفًا محددًا لعملية التنمر، بحيث لا نصنف كل التعاملات الاجتماعية السلبية تحت نفس الاسم.

التنمر: هو السلوك العدواني الغير مرغوب فيه، الذي يحدث من طرف لآخر أضعف منه وغير مكافئ له في القوة. ويكون السلوك متكررًا، أو توجد إحتمالية لتكراره. يجب الإشارة كذلك أن كلا الطرفين، سواء المتنمرين أوالضحايا، يكون لديهم مشاكل حقيقية ومستمرة تتطلب الانتباه لها وحسن التعامل معها والعمل على علاجها.

لماذا يتنمر المتنمر

فهم دوافع وأسباب التنمر خطوة متقدمة نحو العلاج
لنتمكن من فهم سلوك المتنمر والوصول إلى حلول فعالة للتنمر لا بد أن نحلل دوافع المتنمرين بعمق، لأن التنمر برأينا يتصف “بالقهرية” نوعاً ما، أي أن المتنمر بالكاد يتمكن من السيطرة على سلوكه العدواني هذا أو التحكم به، دعنا نحاول معاً أن نجيب عن هذا السؤال: لماذا يتنمر المتنمرون؟

السلوك العدواني وسمات الشخصية
يتصف بعض الأشخاص بالسلوك العدواني منذ الطفولة، والعدوانية عند الأطفال تعتبر جزءاً من تكوين شخصيتهم، فغالباً ما يجرب الأطفال انتزاع ما يريدونه بالقوة، وإظهار غضبهم كوسيلة للابتزاز العاطفي.
وعندما يرضخ الأهل لغضب أطفالهم أو يدخلون معهم في صراع ندي وعدوانية متبادلة أو مساومة؛ يترسخ السلوك العدواني عند الطفل وينتقل معه إلى المدرسة وقد يصبح سمة من سمات الشخصية ترافق الطفل على مدى حياته، وتكون الدافع الأساسي لممارسة التنمر.

التنمر بوصفه ردة الفعل وحلقة القهر المفرغة

فمن أبرز دوافع المتنمرين الرد على التنمر الذي تعرضوا له، فإذا وضعنا التنمر المدرسي تحت المجهر وحاولنا تحليل سلوك الطالب المتنمر؛ قد نجد أنه قد يتعرض للتنمر في منزله، أو يتعرض للتنمر من أصدقائه خارج المدرسة، أو حتى من ذويه، فيكون تنمره على أقرانه ردة فعلٍ واستكمالاً للدوران في دائرة إساءة المعاملة.
كذلك عندما يسيء المدير إلى مرؤوسه المباشر، الذي بدره يسيء لمن هو أدنى منه في الهرم التنظيمي كنوع من تنفيس الغضب، بل أن الذي يتعرض للتنمر في وظيفته دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه سيكون معرضاً أكثر للتعامل مع أهل بيته وأطفاله بتنمر أيضاً، ودواليك.

الفروقات الاجتماعية والفردية
من أبرز أسباب ودوافع التنمر الفروقات الفردية والاجتماعية، فعلى مستوى الجامعات يتعرض الطلاب الفقراء للسخرية من قبل الطلاب الأغنياء، الطالب الضخم يتنمر على الطالب القصير، والفتيات الرشيقات يتنمرن على الفتيات البدينات ….إلخ.
في حقيقة الأمر لا يمكن أن يخلو تجمع بشري من الفروقات الفردية والاجتماعية، لكن ثقافة المجتمع ككل وتربية الأفراد هي التي تتحكم بطريقة التعامل مع هذه الفروقات الفردية التي لطالما كانت سبباً للتنمر.

السلطة والسيطرة كدوافع للتنمر
نرى أن صاحب السلطة أو القرار مهما كانت سلطته متواضعة لن يدخر جهداً في التعسف باستعمال تلك السلطة حتى أبعد الحدود.
ويمكن أن نلاحظ ذلك إذا أمعنا النظر في المتنمرين لنجد أنهم غالباً ما يختارون من هم أدنى منهم من حيث السلطة والقوة ليمارسوا عليهم التنمر، فلو اعتقد المتنمر أن ضحيته قادرة على الرد أو الدفاع عن نفسها لما أقدم على التنمر أصلاً.
ولا نبالغ إن قلنا أن التنمر ثقافة؛ ففي كل التنظيمات الاجتماعية هناك تسلسل للسلطة، لكن العبرة أن يجيد صاحب السلطة استعمال سلطته، وألا تتحول السلطة لسوط يجلد به كل ضعيف.

إثبات الذات وتعويض النقص
الرغبة في إثبات الذات أمام الآخرين وتعويض الشعور بالنقص أو النبذ من أبرز أسباب ودوافع التنمر، فالمتنمر يعلم تمام العلم أن إهانة شخص آخر تجعله مرهوباً وربما محبوباً، لذلك نجد المراهقين لا يفوتون الفرصة بالعدوان على أقرانهم الضعفاء لأن في ذلك إثباتاً للذات أمام الآخرين.
وغالباً ما يفتقر المتنمرون في هذه الحالة إلى مميزات حقيقة تجعلهم محط إعجاب الآخرين، فيلجؤون إلى استعراض العضلات كوسيلة لتعويض النقص لديهم.

الشخصية المتنمرة

المتنمر :شخص عدواني يتملكه الحقد والغيرة والنقمة لواقعه او استبدادي نرجسي اعتاد على الحصول على كل شيء ماديا ولكنه يعاني من جفاف وجداني وعاطفي .مشاعره عدوانية بشكل عام.
هذا الشخص العدواني يشعر بألم داخلي ويفتقد الراحة والانتماء. و يعاني من نقص عاطفي ومعنوي فيستخدم أسلوبه كأسلوب وقائي خوفا من الرفض الإجتماعي نتيجة شعور المتنمر أنه إذا لم يستخدم هذا الأسلوب فلن يبقى حوله أحد.

التعامل مع الطفل المتنمر

  • التعامل مع الطفل المتنمر يحتاج إلى الحكمة من البداية، حيث يحذر من إلقاء اللوم عليه بصورة مبالغة، بل يجب أن يفهم الطفل أن تصرفاته غير مناسبة ويجب أن تنتهي على الفور، مع محاولة فهم الأسباب التي تدفعه إلى القيام بهذه السلوكيات.
  • يجب أن يدرك الطفل أيضا الأزمات التي يعاني منها الطفل ضحية التنمر، ذلك عبر الاستفسار من طفلك عن كيفية شعوره إن كان هو الضحية، مع الوضع في الاعتبار ضرورة مراقبة المواقع الإلكترونية والصفحات التي يتابعها عبر الإنترنت، لعلها تحمل مواد تحفز على الأمر ويسعى الطفل إلى تقليدها.
  • من الوارد أن يكون سر تنمر الطفل، هو عدم إحساسه بالثقة الكافية في النفس، لذا يحتاج الأمر إلى دعم تلك الثقة دون تأجيل، كما أن الطفل المتنمر قد يكون نفسه ضحية التنمر من آخرين، حيث يجد ملاذه حينئذ في الإساءة لطفل آخر، وهو ما يتطلب الاستماع إلى الطفل لمعرفة الأسباب منه.
  • عقاب الطفل صاحب الشخصية المتنمرة قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، إلا أن استمراره في القيام بنفس التصرفات المسيئة بحق الأطفال الآخرين، ربما ينبه إلى ضرورة عرضه على مختص نفسي من أجل الوقوف على الأسباب وعلاجها قبل فوات الأوان.

من هم ضحايا المتنمر

يختار المتنمر ضحية غير قادرة على الدفاع عن نفسها و غير قادرة على الانتقام!
من وجهة نظرنا فإن المتنمرين هم ضحايا الثقافة السائدة، والذين يتعرضون للتنمر هم ضحايا تلك الثقافة وضحايا المتنمرين في آنٍ معاً.
الأشخاص غير القادرين على رد الإساءة لسبب أو لآخر، أو من يعانون من فروقات فردية تؤثر سلباً على صورتهم الاجتماعية وتجعلهم محطاً للسخرية والتنمر من قبل أقارنهم.
فالزوجة ضحية محتملة للتنمر الزوجي غالباً، لأنها أقل سلطة من الزوج وأضعف بدنياً في أغلب الأحيان، كما أن موقفها الاجتماعي أضعف بكثير من موقف الزوج.
والطالب ضعيف البنية أو الخجول أو الطالب المتفوق الذي لا يعرف كيف يدافع عن نفسه سيكون ضحية للتنمر المدرسي، وسيجد عدداً كبيراً من الطلاب الذي يرغبون بالسخرية منه أو الاعتداء عليه، مقابل عدد أقل من المتعاطفين.
كذلك يكون عامل البوفيه أكثر عرضة للتنمر من الموظفين الآخرين، لأنه وببساطة أكثر حاجة منهم إلى العمل وأقل قدرة واعتياداً على الدفاع عن نفسه.
ولا يعني بالضرورة أن يكون المتنمَّرُ عليه ضعيف الشخصية، فالظروف هنا تلعب دوراً كبيراً في تقبل التنمر دون التصدي له، فالموظف الذي يخشى خسارة وظيفته قد يتقبل صراخ المدير على مضض، ومن هنا تأتي ضرورة تأهيل المتنمر ذاته ليكون أكثر تقديراً واحتراماً للناس من حوله.

 

كيفية مواجهة التنمر في المدرسة

يمكن أن يتسبب وقوعك ضحية للتنمر في أن يراودك شعورٌ فظيعٌ حيال نفسك دون سبب يستحق ذلك. يسهل أن تتشكك بنفسك أو تنصاع لمطالب المتنمر إذا اقترب منك وبدأ يتصرف بحقارة، لكن يمكنك تجنب الوقوع ضحية للتنمر وإيقاف رهبة الذهاب للمدرسة إذا عرفت قيمة نفسك ولم تستجب له وأخبرت أحد الراشدين عند الضرورة. ابدأ بالخطوة الأولى أدناه إذا أردت أن تعرف كيفية منع التعرض للتنمر وبدء الاستمتاع بحياتك.

  • انضح بالثقة: الثقة بالنفس هي أكبر أعداء المتنمر. يمكنك العمل على تطوير ثقتك الداخلية وكذلك إظهار الثقة حتى لو لم تكن حقيقية في البداية إذا أردت منع المتنمر من الظن بأنك هدفٌ سهل. قف منتصبًا وتواصل مع الناس بالعيون وابدُ سعيدًا لوجودك حيث أنت وتجنب الانحناء أو النظر للأرض. ابدُ منخرطًا وسعيدًا عند التحدث إلى الآخرين وامشِ إلى الصف وكأنك ذاهبٌ لغايتك لا كأنك تجر قدميك. رغم أن تطوير الثقة الحقيقية بالنفس قد يستغرق وقتًا طويلًا، إلا أن بذل الجهد قد يضعك على الطريق الصحيح لتقليل تعرضك للتنمر.
  • انظر لنفسك في المرآة: تفقد لغة جسدك واحرص أن تكون منفتحة وإيجابية. قد لا يساعدك التأنق البالغ على الشعور بالثقة بالنفس، لكن استغراق بعض الوقت لتنسيق مظهرك وإظهار اهتمامك بشكلك سيقلل احتمالات تعرضك للتنمر. يجعلك الحفاظ على العادات الصحية الجيدة تشعر بشعور أفضل حيال نفسك والذي بدوره يرفع ثقتك بنفسك.
  • اجمع الدعم من أصدقائك. هذا وقت تلقي الدعم من الأصدقاء إذا كانت لديك مجموعة منهم أو حتى صديقٌ أو اثنين. يمكنك إخبارهم بما يجري والحرص بعدها على البقاء معهم في أي مواقف خطرة. احرص ألا تكون وحدك وأن تمشي مع صديق واحد على الأقل إذا كنت تعرف أن المتنمر على الأرجح سيتعرض لك في هذا الوقت سواءً كان في البهو أو عند مشيك عائدًا للمنزل حتى تقل احتمالات تعرضه لك. وإذا كان لديك صديقٌ أكبر سنًا أو حتى كان أحد أشقائك معك في المدرسة فيمكنك المشي معه، فهذا أيضًا سيخيف المتنمر.
    لسوء الحظ يحب المتنمرون اصطياد من لا يملكون الكثير من الأصدقاء. اعلم أنك لست وحدك إذا وجدت هذا الأمر ينطبق عليك وحاول العمل على تطوير صداقات مع الناس أو على الأقل معرفة القليل من المعارف. مجرد وجود شخص تجلس معه في الكافيتيرا أو تمشي معه في البهو سيقلل تعرضك للحصار.
  • تعلم الدفاع عن نفسك:سيكون إظهار الثقة والوقوف مرفوع الهامة والنظر بقوة في العيون وقول “توقف” أو “دعني وشأني” أفضل رهاناتك إذا اعترضك المتنمر وقال أشياء جارحة. يمكن لمجرد قول شيء بسيط ومن ثم التحرك أن يظهر أنك لن تسمح للمتنمر بالتقليل منك وأنك تعتزم الدفاع عن نفسك. قد يجعل هذا المتنمر يظن أنك لست هدفًا جيدًا لأنك بالغ القوة.
    بالطبع يجب أن تكون قراءتك للموقف جيدة. قد يكون التراجع والابتعاد عن المتنمر بأقصى سرعة ممكنة أفضل رهاناتك إذا شعرت أنك في موقف خطر أو يشكل تهديدًا.
  • يمكنك أن تحاول تجاهل المتنمر: إذا استمر بإزعاجك ولم ينجح أمرك له بالتوقف ووقوفك بفخر. سيصاب المتنمر بالضجر على الأرجح أو ينسحب بسرعة بالغة إذا مررت بجانبه فحسب وكأنك لا تراه وتصرفت وكأن كلماته لا تؤثر عليك. لن يرى جدوى من تنمره عليك إذا لم يجد رد فعل منك.
  • توقف عن العيش في خوف: ستمضي كل حياتك شاعرًا بالخوف من جميع الأشياء التي قد تحدث إذا أمضيت يومك تفكر في شتى الطرق التي قد تتعرض بها للتنمر، بدءًا من محاصرتك في الكافيتيريا إلى الضحك منك في الصف. بالطبع يفضل أن تكون على حذر وأن تستعد لأي شيء حين يضايقك المتنمر، لكن عليك أن تحاول تصور العائد الإيجابي حين تفكر في أي مواقف سلبية يمكن أن تحدث في حضوره. ستزداد احتمالات تحقيقك لما تريد إذا تصورت النتائج بعد المواجهة مع المتنمر.
  • ضع في اعتبارك حضور بعض صفوف الدفاع عن النفس: رغم أنك يجب ألا تبدأ بقتال المتنمر القادم نحوك وأن تلجأ للعنف فقط إذا لم يتح لك خيارٌ آخر لكن يفيدك أخذ بضعة صفوف في الدفاع عن النفس -كالكاراتيه- ليس في تعلم الدفاع عن نفسك فقط ولكن في اكتساب الثقة التي تحتاجها لمواجهة المتنمر. ستجعلك مجرد معرفتك بأنك تستطيع القتال حين يتعرض لك المتنمر أكثر ثقة بنفسك حين تواجهه، كما ستزداد ثقتك بقوتك.
    كذلك يمكنك أن تضع في اعتبارك التسجيل في رياضة بعد المدرسة إذا لم تكن صفوف الدفاع عن النفس ملائمة لقدراتك. يمكن لأي رياضة أن تساعدك على اكتساب اللياقة، وحتى أنك قد تكتسب بضعة أصدقاء منها.
  • آمن بنفسك: ستقل احتمالات تعرض المتنمرين لك إذا عرفت من أنت وآمنت بنفسك. ليس عليك أن تفكر في أنك أعظم شخص في العالم، لكن منح الأولوية لنفسك ومعرفة أهدافك واحتياجاتك الهامة قد يؤثران كثيرًا في مساعدتك على تجنب المتنمرين. ستقل قدرة المتنمر على إهانتك إذا اعتقدت بأنك شخصٌ حكيمٌ وطيب القلب ومثيرٌ للاهتمام.
    لا يحب المتنمرون التحدي ولهذا يختارون الضعاف. لن يرغبوا في بذل جهد لمحاولة إشعارك بشعور سيء حيال نفسك إذا رأوك وأوحيت لهم أن يفكروا “هذا شخصٌ يبدو سعيدًا جدًا بنفسه”، أما إذا ظنوا “هذا الفتى بائسٌ من الأصل” فسيرغبون في التقدم نحوك.
  • تجنب المتنمر قدر إمكانك: قد تبدو هذه نقطة واضحة، لكن إحدى الطرق التي يمكنك منع تعرضك للتنمر بها هي تجنب الأماكن المحتملة لوجود المتنمر. اجلس في بقعة جديدة من الكافيتيرا وخذ مسارًا جديدًا إلى الصف أو البيت. افعل ما يمكنك فعله لتبتعد عن ذاك الشخص قدر الإمكان. رغم أنك يجب ألا تغير كل حياتك وخططك لمجرد تجنب هذا الشخص، لكن تجنب المتنمر سيصيبه بالضجر ويمنعه من بذل الجهد لمضايقتك.
    هذه استراتيجية جيدة على المدى القصير، لكن على المدى الطويل عليك اتخاذ إجراءات أقوى لمنع التنمر.
  • لا تنحدر لمستوى المتنمر: بالطبع سيغريك أن ترد على المتنمر بحقارة إذا كان يتصرف معك هكذا وكان يطلق عليك الألقاب أو يحاول إهانتك على الملأ، لكن إذا أردت إيقافه بالفعل فلا يمكنك الانحدار لمستواه. ستصعّد الموقف وتفاقم سوءه على نفسك إذا أطلقت عليه ألقابًا أو حاولت الدخول في قتال غير مبرر أو تورطت في الحقارة العامة.

أخبر أحد الراشدين أو رموز السلطة: يخاف الكثيرون من إخبار الراشدين أو المعلمين أو ممثلي السلطة الآخرين عن التنمر لظنهم أن هذا سيظهرهم بمظهر الجبناء ويزيد غضب المتنمرين، لكن إذا أردت منع التنمر حقًا فلا يجب أن تخاف من اتخاذ هذه الإجراءات الحاسمة عند الضرورة. لا يكون الوقت غير مناسب أبدًا لإخبار الوالدين أو معلميك أو أي شخص آخر في مدرستك أو مجتمعك إذا خرج التنمر عن السيطرة أو حتى مررت بتجربة واحدة مريعة مع المتنمر.

الوقاية من التنمر

يبدأ علاج التنمر من الوقاية؛ وقاية أطفالنا من أن يكونوا ضحايا للتنمر، ووقايتهم من أن يكونوا هم المتنمرون أيضاً.
وذلك من خلال تعليم الأطفال القيم الإنسانية من الاحترام والتعاطف والتعامل مع الاختلافات الفردية والاجتماعية بطريقة إنسانية خالية من الاحتقار والتكبر، إضافة إلى تعليمهم تحمل مسؤولية تصرفاتهم وإجادة استعمال السلطة دون تعسف أو استغلال.
كما لا بد من تعليم الأطفال أساليب فعالة تساعدهم بالدفاع عن أنفسهم بمواجهة الإساءات اللفظية والجسدية وغيرها، ذلك مع ضرورة تعليمهم السيطرة على غضبهم وحسن استعمال الآليات الدفاعية ضمن إطار الدفاع عن النفس وردة الفعل.

أساليب علاج التنمر

علاج التنمر مسؤولية اجتماعية؛ فالأهل والمدرسة وحتى المشرِّعُ القانوني جميعهم مسؤولون عن التصدي لظاهر التنمر وعلاج مرض التنمر، ذلك من خلال:

  • تعليم الأطفال والمراهقين قيم التعاطف والتعاون وضرورة وقوفهم في وجه التنمر حتى وإن لم يكن موجهاً إليهم بشكل مباشر.
  • العمل على تحويل الطاقة العدوانية عند المتنمر إلى اتجاه آخر، مثل الرياضة أو الموسيقى أو غيرها من المعارف والممارسات التي تساعد الإنسان على التخفيف من الميول العدوانية.
  •  اتخاذ موقف حازم من تعرض أحدهم للتنمر، فعلى الآباء أن يكونوا حازمين في التعامل مع تعرض أبناهم للتنمر، كما يجب أن يكون المدرس أو الأستاذ حازماً في منع التنمر في الفصول الدراسة وبحات المدارس، كذلك على المدير أن يكون محامياً ومدافعاً شرساً عن ضحايا التنمر في الوظيفة.
  • وضع عقوبات صارمة ضمن المؤسسات المختلفة لردع المتنمرين، مع ضرورة فتح الباب لإعادة تأهيلهم.
  • إطلاق حملات توعية دورية تهدف إلى التثقيف والتوعية بظاهرة التنمر وخطورتها وطريقة التعامل معها.

 

 

السابق
تأثير المناخ على الصحة العقلية
التالي
مضاعفات إهمال تشخيص وعلاج الوسواس القهري

اترك تعليقاً