صحة عامة

الكوارث و ردود الفعل النفسية

الكوارث و ردود الفعل النفسية

تحدث الكوارث عادة وتؤثر على الأفراد وعلى مجتمعاتهم. يمكن أن تكون من صنع الإنسان، سببها عمل مقصود،كما هو الأمر في الإرهاب، أو تسبب بها الناس نتيجة حادث مؤسف أو إهمال مثل حوادث العمل أو حرائق الأبنية. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تنشأ الكوارث عن الطبيعة، بما في ذلك الزلازل، الفيضانات، حرائق الغابات، الأعاصير والزوابع .
يمكن أن تنشأ الكثير من الخسائر بعد الكارثة، بما في ذلك فقدان أشخاص أعزاء، زملاء العمل، الجيران، الحيوانات الأليفة،
خسارة المساكن، مواقع العمل، المدارس، أماكن العبادة، الممتلكات، والمجتمعات.

تستمر بعض الكوارث مثل الإرهاب لفترة طويلة. يمكن لذلك أن يخلق حالة من عدم الأمان والتعرض للخطر الذي يجعل الأمر أكثر صعوبة للناس في تسيير أمور حياتهم .
من الطبيعي، بعد الكارثة، الإحساس بعدة ردود فعل من الكرب النفسي التي يمكن أن تستمر لمدة لا بأس بها من الوقت. وبعد الصدمة النفسية من الخسارة المفاجئة التي تسببها الكارثة، من الطبيعي للحزن والحداد أن يكون غير متساوٍ تتغير شدة الإحساس به، ويستمر لمدة من الزمان. تعتبر جميع الكوارث في العالم إختباراً للسلامة والأمن . ويصبح معها الإحساس بعدم الإطمئنان جزء من الحياة اليومية .

الكوارث الطبيعيّة

الكوارث الطبيعيّة هي أحداث يتم اعتبارها كمصائب فُجائيّة تخلّف أضراراً هائلة على الطبيعة والإنسان، ومنها الأعاصير، الفيضانات، الزلازل،حرائق الغابات، انهيارات الثلوج، البراكين وأمواج التسونامي.

كوارث الأرض

من أهم الكوارث الأرضية الطبيعية وأكثرها شيوعاً:

  • الزلازل: هي اهتزازات مفاجئة للكرة الأرضيّة ناتجة عن حركة الموجات الزلزاليّة، والتي تعد حركة الصخوروانزلاق الصفائح الأرضيّة بفعل الطاقة الكامنة في باطن الأرض سبباً لها.
  • البراكين: تُعرف البراكين بأنّها اندفاع وثوران لصهارة الصخور وإطلاق الغازات والشظايا بفعل الارتفاع في حرارة باطن الأرض، والتي ينجم عنها تدمير للأرواح والممتلكات.
  • الفيضانات: هي ارتفاع مستويات المياه في مصادرها الطبيعيّة أو الصناعيّة عن منسوبها الأساسي بسبب الهطل المفرط للأمطار أو ذوبان الثلوج وغيرها من الأسباب، مما يؤدي لفيضانها على الأراضي الجافّة متسبباً بكوارث كبيرة على الأرواح والممتلكات.
  • أمواج تسونامي: هي أمواج بحريّة كارثيّة، تعد الزلازل، ثوران البراكين والانهيارات الأرضيّة التي تحدث في قاع المحيط سبباً لها، تمتاز بطول موجاتها الكبير جدّاَ والذي قد يصل إلى 200 كليومتر، بالإضافة للسرعة الهائلة والتي قد تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة الواحدة.

آثار الكوارث الطبيعية

آثار الكوارث الطبيعية على الإنسان

يترتب على حلول الكوارث الطبيعية العديد من الجوانب السلبية التي تمس حياة الإنسان والتي نذكر أبرز ما فيها على النحو الآتي:

نزوح السكان: تشريد السكان هو نتيجة مباشرة من النتائج التي تتسبب بها الكوارث الطبيعية لأنّ الناس يُضطرون لترك منازلهم بحثاً عن مكان يكون أكثر أماناً، والنتيجة المُتوقعة التي ستحل بالمأوى الجديد هو الافتقار لشكولية الرعاية الصحية والتعليم وباقي الخدمات الأساسية.

المَخاطر الصحية: عندما تحدث الفيضانات باعتبارها أحد الكوارث الطبيعية وتتسبب بتشكل المياه الراكدة فذلك يُعد فرصة لتكاثر أنواع من البكتيريا والبعوض اللذين يحملان مرض الملاريا الذي قد يتسبب بمقتل أعداد كبيرة من الناس في حال لم تكن الإغاثة الطبية حاضرة بالوقت اللازم.

شُح الموارد الغذائية: تتسبب الكوارث الطبيعية بتدمير للمحاصيل الزراعية وفقدان الإمدادات الزراعية؛ مما يقلل من حجم الموارد الغذائية ومعانات الناس من الجوع، علاوةً على أن أسعار السلع الغذائية سوف تبدأ بالارتفاع وعجز الناس عن شرائها مما يعرضهم للإصابة بسوء التغذية.

الإصابة بالصدمة العاطفية: تخلف الكوارث الطبيعية حالة نفسية سيئة خصوصاً عند الأطفال الذين يُشاهدون بأم أعينهم الدمار الذي يلحق بممتلكات أهاليهم وحالات الموت للقريب والصديق، وقد تُخلف تلك الأمور اضطرابات نفسية ما بعد الصدمة يتوجب علاجها.

آثار الكوارث الطبيعية على البيئة

عند وقوع الكوارث الطبيعية فإن من شأنها تعطيل كافة سُبُل السيطرة على البيئة وما يأتي منها من أشياء ضارة قد تُلحق الأذى بالرفاه البشري سواءً كان بدنياً أو عقلياً أو اجتماعياً، وبالتالي فإنه من المعروف أنه بحلول الكارثة الطبيعية تزداد معدلات الإصابة بالأمراض وحالات الوفيات مما يترتب على ذلك تِباعاً ارتفاع الكلفة اللازمة لتوفير العناية الصحية الطارئة لتدارك تلك الأمور، وهناك إحصائية مفادها أنه قربة الـ 90 ألفاً يموتون سنوياً وتترك نحو 160 مليون شخص متأثرين من مخلفاتها، مما سبق نجد أن الكوارث الطبيعية تؤدي إلى تدمير البيئة المادية والبيولوجية والاجتماعية للأشخاص الذين لحق بهم الضرر منعكساً على صحتهم ورفاهيتهم وحتى فرصة بقائهم على قيد الحياة.

 

آثار الكوارث على الحالة النفسية

يشعر الناس الباقين على قيد الحياة ببعض ردود الفعل الطبيعية من الكرب النفسي بدرجات متفاوتة. يمكن أن تبقى هذه الأحاسيس لأشهر طويلة بعد إنتهاء الكارثة، وأحياناً لفترات أطول.
تتضمن ردود فعل الكرب النفسي :
ردود فعل (أحاسيس) عاطفية: إحساس بالصدمة، عدم التصديق، القلق، الخوف، الحزن، الغضب، الكره،
الذنب، الخجل، العجز، الغدر، الإآتئاب، التخدير العاطفي (صعوبة التعبير عن الأحاسيس، بما في ذلك
الحب والعاطفة، أو الإهتمام بمسرات النشاطات اليومية ).
ردود فعل (عقلية) فكرية: إرتباك، ضياع، عدم المقدرة على إتخاذ القرارات الحاسمة، القلق، قصور
القدرة على الإنتباه، صعوبة الترآيز، فقدان الذاآرة، ذآريات غير مرغوب بها، تكرار التخيلات، لوم
النفس.
ردود فعل جسمية: الضغط، التعب، التوتر، صعوبة النوم، الكوابيس، الرعب بسهولة، إرتفاع ضربات
القلب، الغثيان، أوجاع وآلام، تدهور الأحوال الصحية، تغير الشهية، تغير الرغبة الجنسية.
ردود فعل مع الأشخاص الآخرين: الحاجة لهم، الإعتماد عليهم؛ عدم الثقة؛ الغضب السريع؛ تضارب
المصالح؛ الإنسحاب؛ العزلة؛ الإحساس بالرفض أو التخلي؛ البعد الشخصي؛ الحكم على الغير؛ أو حب
السيطرة في الصداقة، الزواج، الأسرة، أو العلاقات الأخرى.
ردود فعل (معنوية) روحانية: التساؤل لماذا، لماذا أنا، أين آان االله، الشعور بأن الحياة لا تستحق الحياة،
فقدان الأمل.

 

الأعراض النفسية الناتجة عن الكوارث

-الأعراض التي تظهر علي الفرد أثناء وقوع الكارثة: الشعور بالذعر، تركيز الانتباه والاستعداد التام للحركة، القلق والتوتر، الإحساس بالتهديد وعدم الشعور بالأمان، تغيرات فسيولوجية مثل سرعة النبض والغثيان والقىء، وقد تظهر لدى بعض الأفراد حالة من الجمود أو الهياج التام.

-أهم الأعراض التي تظهر على الفرد بعد انتهاء الكارثة : الوجدان غير الملائم والقلق والتبلد والإكتئاب وفرط الإبتهاج ومشاعر الذنب الشاذة.

-الاضطرابات النفسية الناتجة عن الكوارث:

اضطراب ما بعد الصدمة:

ويتميز بمجموعة من الأعراض:

1. إعادة المعايشة للحدث الصادم والاستغراق في ذلك لدرجة تجعله منعزلاً عن العالم من حوله وغير مستجيب له وهذا يسمى بالخدر النفسى أو الخدر الانفعالى.

2. فقد الشعور بالألفة وزيادة اليقظة والحذر مما يجعله يضل لأتفه الأسباب .

3. ضعف الناحية الجنسية .

4. اضطراب النوم ويشمل صعوبة الدخول في النوم أو صعوبة مواصلة النوم بسبب الكوابيس يعاد خلالها معايشة الحادث.

5. الشعور بالذنب تجاه نجاته من الحادث ( إذا حدث هلاك لمن معه).

6. خلل بالذاكرة ناتج عن نقص الانتباه.

7. تجنب للنشاطات التي تذكره بالحادث.

8. يبدأ الاضطراب بعد فترة من الحادث تتراوح من بضعة أسابيع إلى شهور.

اضطراب الانضغاط العام:

يتميز بوجود قلق مميز وانشقاق وأعراض أخرى خلال شهر من التعرض للحادث صادم ويتميز بمجموعة من الأعراض:

1 . بينما حدثت خبرة التعرض للحادث أو بعدها عانى الشخص من ثلاثة أو أكثر من الأعراض الآتية: الشعور بالخدر أو الانفصال أو غياب الاستجابة الانفعالية.، نقص الوعي بما يحيط به، وإدراك التغير يعتري الشخص، وإدراك التغير يعتري البيئة المحيطة، والنساوة الانشقاقية (حيث لا يستطيع تذكر تفاصيل هامة فى الحادث).

2. يعيش الشخص الحدث الصادم بطريقة ما عن طريق تخيلات متكررة أو أفكار أو أحلام أو أخطاء تأويل أو نوبات من إعدة المعايشة أو المعانىة من التعرض لبقايا الحادث.

3. التجنب الملحوظ للمثيرات التي توقظ ما يرتبط بالحادث مثل ( الأفكار أو المشاعر أو التحدث).

4. الاضطراب يسبب انزعاجا ملحوظا أو إعاقة اجتماعية أو وظيفية.

5. الاضطراب ظل على الأقل يومين وعلى الأكثر لمدة شهر وحتى خلال شهر من الحادث.

الناجون من الكوارث

أثناء أو في أعقاب الكوارث الهائلة، يتعرض الكثيرين من الباقين على قيد الحياة مباشرة أو يشاهدوا أشياء يمكن أن
تجعلهم ضعفاء بشكل خاص في التعرض لردود فعل الكرب النفسي الشديد.
دلت الدراسات على أن بعض الأشخاص أكثر ضعفاً بتعرضهم لردود فعل الضغط النفسي الشديد وإستمرارية
الصعوبات، بما في ذلك اؤلئك الذين تعرضوا مسبقاً في حياتهم لـ :
• تجارب صدمات نفسية أخرى (مثل الحوادث الشديدة، الإيذاء الجسدي أو النفسي، الإعتداء، المعارك،
الهجرة وتجارب اللاجئين، وأعمال الإنقاذ ).
• أمراض طبية مزمنة أو مشاآل نفسية.
• فقر مزمن، تشرد، بطالة، أو التفرقة العنصرية.
• ضغوط نفسية رئيسية حديثة في الحياة اليومية أو ضغوط عاطفية (مثل الطلاق أو خسارة مصدر الرزق).

 

علاج الأعراض النفسية الناتجة عن الكوارث

إذا حدث أنه بعد إنتهاء الكارثة، لم تتحسن هذه الآثار و الأعراض ببطء، وإذا ساءت مع الوقت أو نتج عنها صعوبات
في علاقات العمل، فمن المفيد الحصول على المساعدة المتخصصة. يجب على الأشخاص الذين يرغبون بالحصول
على العلاج أن يختاروا شخصاً متخصصاً ومتدرباً على الصحة النفسية الذي يكون عالماً بالصدمات النفسية بالإضافة
إلى الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي يتسبب بها الإنسان. يمكن أن يساعد طبيب العائلة، رجل الدين، هيئة الصحة
العقلية المحلية، الطبيب النفسي، هيئة علم النفس أو العمل الإجتماعي، أو التأمين الصحي على تحويل الفرد إلى
إستشاري أو معالج.

 

 

السابق
فينيرام لعلاج الحساسية – pheniram
التالي
فينيسكار لعلاج فقدان الشعر عند الذكور فقط – finiscar

اترك تعليقاً