الطب البديل

إياكم والطب التجانسي إنه علاج وهمي

 إياكم والطب التجانسي إنه علاج وهمي

الطب التجانسي (Homeopathy) هو شكل من أشكال الطب البديل يعود لنحو 220 عاماً، يتم فيه استخدام مواد مخففة للغاية، مثل النباتات أو الأنسجة الحيوانية، والتي يزعم المعالجون من خلالها أنها تحفّز الجسم على الشفاء من تلقاء نفسه.

حذر باحثون بريطانيون من أن العديد من أدوية الطب التجانسي أو الهوميوباثي (وهو نظام علاجي وشكل من أشكال الطب البديل) المصنوعة من السموم المعروفة يمكن أن تشكل خطراً جسيماً على صحة الإنسان، وتتسبب بضرر دائم.

ووجهت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، انتقادات لاذعة جديدة للعلاجات العشبية التي تعد حالياً قطاعاً مزدهراً تبلغ قيمته مليارات الدولارات، ورفعت من حدة لهجتها في لوائحها التوجيهية المحدثة، محذرةً المستهلكين من مخاطر الخلطات الدوائية غير المثبتة، والتي تدّعي بأنها تعالج مجموعة من الأمراض.

وقالت الإدارة إن هذه الأدوية مصنوعة من مجموعة واسعة من المواد، بما في ذلك المكونات المشتقة من النباتات، أو الحيوانات الموبوءة، أو مصادر بشرية، أو المعادن، أو المواد الكيميائية، بما في ذلك السموم المعروفة.

وأضافت أن هذه المنتجات لديها القدرة على التسبب بضرر كبير وحتى دائم في حال كانت رديئة الصنع، أو في حال تم تسويقها على أنها علاجات بديلة للحالات المرضية الخطيرة أو تلك التي تهدد الحياة.

 

 أصل الطب التجانسي

صيغ مبدأ الطب التجانسي على يد الطبيب الألماني صمويل هانيمان في عام 1807، ويركز على ثلاثة مبادئ: المثل يعالج المثل والتخفيف وذاكرة الماء. كان الدكتور هانيمان يظن أن الدواء في وقته كان أكثر ضرراً من نفعه، لذلك بدأ في إجراء بعض التجارب على متطوعين ونفسه. وتضمنت إحدى التجارب تناول لحاء من شجرة الكنكينا، والتي استخدمت بعد ذلك علاجاً للملاريا. ووجد العلماء منذ ذلك الحين أن لحاء الشجرة يحتوي على الكينين، وهو دواء مضاد للملاريا.

وبعد أن تناول هانيمان جزءاً من اللحاء، عانى أعراضاً شبيهة بأعراض الملاريا، ومن هنا ولد المبدأ الأول للطب التجانسي “المثل يعالج المثل”.

وظن هانيمان، أنه إذا كانت جرعة كبيرة من مادة ما تتسبب بأعراض معينة، فإنه بالإمكان استخدام جرعات صغيرة من هذه المادة لعلاج الأعراض.

ووفقاً لجمعية الطب التجانسي البريطانية، يستخدم أكثر من 200 مليون شخص من جميع أنحاء العالم أدوية الطب التجانسي لعلاج الحالات المرضية الحادة والمزمنة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن غياب الدلائل الطبية والسريرية المقنعة على نجاعة المعالجة التجانسية واستخدامها لمكونات غير فعالة، جعل بعضاً من الباحثين يعتبرونها علماً زائفاً ونوعاً من أنواع الدجل.

 

 استغلال للمرضى

وتحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضاً من العلاجات التي تدعي بأنها تعالج الأمراض الخطيرة أو تلك التي تهدد الحياة مثل السرطان، كما تنصح الأشخاص “الذين يمكن بالسهولة استهدافهم” مثل الأطفال والمسنين بالابتعاد عن هذه العقاقير لأن أجهزتهم المناعية قد تكون أضعف من أن تتصدى لأي مواد ضارة.

وتطلب الإدارة الآن من الجمهور تقديم آرائهم ووجهات نظرهم بالنسبة لمسودة التوجيهات الجديدة قبل وضعها بالصيغة النهائية.

وكجزء من حملتها التوعوية، أصدرت إدارة الغذاء والدواء أيضاً رسائل تحذيرية لأكثر من عشر شركات تنتج أدوية الطب التجانسي،

ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء، عملت هذه الشركات معاً لإنتاج وتعبئة قطرات عين بطريقة لا تستوفي معايير التعقيم المعمول بها، ما قد يؤدي إلى التهابات خطرة في العين.

كما دعت الإدارة المستهلكين والأطباء إلى الإبلاغ عن أي آثار أو مشكلات صحية تسببها منتجات الطب التجانسي عبر برنامج مراقبة العقاقير “MedWatch”.

كما أن المخاوف بشأن الطب التجانسي هي عند أعلى مستوياتها على الإطلاق في بريطانيا؛ حيث شن رئيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية مؤخراً هجوماً صريحاً على هذا القطاع لتسويقيه شائعات كاذبة عن مضار اللقاحات وأنها قد تؤدي إلى الوفاة.

السابق
نزيف الأنف
التالي
التهاب الغدد اللمفاوية خلف الاذن

اترك تعليقاً