صحة عامة

علاج مرض الفصام

علاج مرض الفصام

مرض الفصام

يعرف الفصام او انفصام الشخصية بأنه اضطراب عقلي حاد ومزمن، يفسر الشخص المصاب به الواقع بطريقة غير طبيعية، مما يؤثر على طريقة تفكيره، وتصرفاته، وتعبيره عن المشاعر، وإدراكه للواقع، واتصاله بالأشخاص الاَخرين. ويحدث الفصام عادةً بين عمر 16-30 سنةً. ولا توجد طريقة محددة للوقاية من الإصابة به، إلا أن العلاج في المراحل المبكّرة يساهم في السيطرة على الأعراض ومنع حدوث المضاعفات.

علاج مرض الفصام

تتعدد الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها في علاج مرض الفصام، والتي يتم اختيار المناسب منها للمصاب من قِبل الفريق المختصّ الذي يتكون من الطبيب النفسي بالإضافة إلى الاختصاصي النفسي والاختصاصي الاجتماعي والممرض النفسي أيضًا، وبالرغم من فعالية هذه العلاجات في التّخفيف من الأعراض المُصاحِبَة للمرض والسيطرة عليها، إلا أنه يجب استخدامها مدى الحياة وبصورة دائمة، وتتضمّن هذه العلاجات ما يأتي:

العلاج الدوائي

تساهم العلاجات الدوائية في السيطرة على الأعراض المُصاحِبَة لمرض انفصام الشخيصة والتخفيف منها، ويُعزَى ذلك إلى تأثيرها على النّواقل العصبية الموجودة في الدماغ مثل الدوبامين، ويفضّل تحقيق استجابةٍ للمصاب عند استخدام أقلّ جرعةٍ من الدواء؛ وذلك نظرًا للتأثيرات الجانبية التي يسببها، والتي قد تدفع بعض المصابين إلى عدم الالتزام بالدواء والتوقف عنه، الأمر الذي يدفع الطبيب إلى استخدام الحقن بدلًا من الدواء.

وفي كثير من الحالات يستخدم الطبيب النفسي عدّة أنواعٍ مختلفة من الأدوية النفسية أو أكثر من دواءٍ في نفس الوقت بهدف تحقيق أفضل استجابةٍ لدى المصاب، كما يمكن استخدام بعض العلاجات الأخرى، كالأدوية المضادة للاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق، التي تساعد أيضًا على علاج مرض الفصام، وتتضمن العلاجات الدوائية ما يأتي:

  • مضادات الذهان الجيل الأول: بالرغم من انخفاض تكلفة مضادات الذهان الجيل الأول، لكن قد تسبب العديد من المضاعفات الجانبية، خاصةً على الأعصاب، كحدوث خلل في الحركة، ومن أهم هذه الأدوية ما يأتي:
    • هالوبيريدول.
    • كلوروبرومازين.
    • بيرفينازين.
    • فلوفينازين.
  • مضادات الذهان الجيل الثاني: إذ تعدّ أكثر استخدامًا مقارنةً بالجيل الأول لمضادات الذهان؛ وذلك لاعتبارها أقلّ خطورةً وأقلّ تأثيرًا جانبيًّا، وتتضمن مضادات الذهان الجيل الثاني ما يأتي:
    • كيتيابين.
    • أريبيبرازول.
    • كلوزابين.
    • أولانزابين.
    • ريسيبيريدون.
    • باليبيريدون.
    • زيبراسيدون.
    • أسينابين.
    • بريكسبيبريزول.
    • كريبرازين.
    • إيلوبيريدون.

العلاج النفسي

إلى جانب العلاج الدوائي الذي ذُكِرَ سابقًا يجب تقديم المشورة النفسية والاجتماعية للمصاب، التي تتضمن ما يأتي:

  • العلاج الأُسري: إذ ينبغي تعليم أفراد العائلة كيفية التعامل مع المصاب بالفصام.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: التي تساهم في تشجيع المصاب على التعامل مع الآخرين وكيفية التواصل معهم ومشاركتهم في الأنشطة اليومية.
  • العلاج الفردي: الذي يركّز على تحسين طريقة تفكير المصاب، وكيفية التعامل مع مرضه والتغلب على التوتر الذي يصيبه، بالإضافة إلى معرفة علامات الانتكاس لمرضه.
  • التأهيل المهني والعمالة المدعومة: ذلك بالعمل على توفير فرص عملٍ للمصاب بالفصام والحفاظ عليها.

العلاج بالصدمة الكهربائية

يعدّ العلاج بالصدمة الكهربائية أحد أنواع العلاج التي يمكن استخدامها في حالات الفصام أو الاكتئاب، خاصّةً في حال عدم فعالية العلاج الدوائي واستجابة المُصاب له، ويُجرى هذا العلاج بعد تخدير المصاب ثم توصيل أقطابٍ كهربائية على فروة الرأس، بعدها يُمرَّر تيار كهربائي عبرها لتصل إلى الدماغ، مسببًا نوبةً تشنجيةً لدى المصاب، ويكرر هذا الإجراء من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا ولعدة أسابيع متتالية، لتبدأ ملاحظة تحسن لدى المصاب من ناحية طريقة تفكيره وتركيزه.

أسباب مرض الفصام

يعتقد الخبراء أنه توجد عدّة عوامل مشتركة مساهمة في الإصابة بمرض الفصام، وتشير الدلائل إلى أن العوامل الوراثية والبيئية تعمل معًا لتسبب حدوث هذه الحالة، وفي ما يأتي العوامل التي يُعتقَد أنها تسهم في الإصابة بهذه الحالة:

  • الأسباب الوراثية: يمكن أن يكون الفصام مرضًا وراثيًّا، مما يعني أنه قد ينتقل من الآباء إلى الأبناء.
  • خلل النواقل العصبية في الدماغ: يعتقد الخبراء أن الخلل في المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمّى الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين والتي تتحكم بمسارات الخلايا العصبية المؤثرة على التفكير والسلوك لها دور في الإصابة بمرض الفصام.
  • العوامل البيئية: مثل الالتهابات الفيروسية، أو التعرّض لمواقف صعبة وضغوطاتٍ نفسية، فقد تؤدي إلى الفصام، ويحدث هذا المرض في كثير من الأحيان عند حدوث تغيراتٍ هرمونية وجسدية، كتلك التي تحدث خلال سنوات المراهقة والشباب.
  • المخدرات: إذ إنّ تعاطي المخدرات مثل الماريجوانا والحشيش قد يؤدي إلى الإصابة بالفصام.
  • الأدوية: إذ إنّ بعض الأدوية الموصوفة مثل المنشطات قد تساهم في الإصابة بالفصام.

كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، منها ما يأتي:

  • فرط نشاط جهاز المناعة، كالناتج عن الالتهابات والأمراض المناعية الذاتية.
  • عمر الأب الكبير عند حدوث الحمل.
  • بعض مضاعفات الحمل والولادة، مثل: سوء التغذية، والتعرّض للسموم أو الفيروسات.
  • تناول بعض الأدوية لتغيير الحالة النفسية والمزاجية، خاصّةً في فترة المراهقة.

أعراض مرض الفصام

تبدأ الأعراض بالظهور في وقتٍ مبكّر عند الرجال مقارنةً بالنساء، وقد تكون هذه الأعراض تدريجيةً فلا يعرف المريض أنه يعاني من هذا المرض لعدة سنوات، بينما في حالات نادرة قد يحدث فجأةً ويتطور بسرعة، وتتضمن الأعراض المُصاحِبة له ما يأتي:

  • التوهم، إذ إن المريض يعتقد وجود أفكار وأحداث خاطئة، يمكن أن تتخذ أشكالًا متعددةً، مثل: أوهام الاضطهاد، أو جنون العظمة، أو ربما يتمتع بقدرات استثنائية، وقد يحاول الآخرون السيطرة عليه عن بعد.
  • الهلوسة، فيرى الشخص ويسمع أشياء غير موجودة، وقد تكون الهلوسة في أي حاسة، لكنها أكثر ما تكون في حاسة السمع بسماع أصوات غير موجودة.
  • اضطراب التفكير، فقد ينتقل الشخص المصاب من موضوع إلى آخر دون سبب منطقي. اضطرابات في حركة الجسم.
  • صعوبة في النوم.
  • قلة الحافز، فيبدأ المريض بإهمال الأعمال اليومية، مثل: الغسيل، والطهي.
  • ضعف التعبير عن المشاعر؛ فقد تكون الردود على المناسبات السعيدة أو الحزينة غير فعالة أو غير ملائمة.
  • الانسحاب الاجتماعي، عندما يبدأ المصاب بالفصام بالانسحاب اجتماعيًا يكون ذلك غالبًا لأنه يعتقد أن شخصًا ما سيؤذيه.
  • عدم الاعتراف بالمرض؛ لأن الهلوسة والأوهام تبدو حقيقيةً بالنسبة للمرضى، وقد لا يعتقد الكثير منهم أنهم مصابون، فقد يرفضون تناول الدواء خوفًا من الآثار الجانبية، أو خوفًا من أن الدواء قد يكون سامًا.
  • الصعوبات المعرفية، إذ تتأثر قدرة المريض على التركيز، واستعادة الأشياء، والتخطيط للمستقبل، وتنظيم حياته والتواصل مع الاَخرين يصبح أكثر صعوبةً.

مضاعفات مرض الفصام

إذا لم تُعالَج هذه الحالة قد تتطور بسرعة وقد تؤدي إلى حدوث مشكلات خطيرة، تتضمن ما يأتي:

  • التفكير بالانتحار.
  • إيذاء النفس باستخدام الأدوات الحادة.
  • الإصابة بالقلق ومرض الوسواس القهري.
  • الاكتئاب.
  • الإدمان على الكحول والمخدرات.
  • فقدان القدرة على العمل أو الدراسة.
  • التورط في المشكلات القانونية والمالية.
  • التشرد.
  • الانعزال عن العائلة والمجتمع.
  • زيادة التعرض للمشكلات الصحية والإصابة بالأمراض.
  • العدوانية في بعض الأحيان.

تشخيص مرض الفصام

لا توجد طرق أو فحوصات معينة لتشخيص مرض الفصام، لكن قد يلجأ الأطباء إلى إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد أن الأعراض لها علاقة بحالةٍ مرضية أخرى، وتتضمّن هذه الفحوصات ما يأتي:

  • السؤال عن التاريخ الطبي الكامل للمريض وعائلته.
  • الفحص السريري.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • فحوصات الدم.
  • التقييم النفسي بمساعدة اختصاصي نفسي، إذ يُستخدم تقييم مصمم خصوصًا للكشف عن الفصام وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وذلك وفقًا للأعراض التي يعاني منها المريض وموقفه وسلوكه.

هل مرض الفصام خطير؟

يعتقد الكثير أن المصابين بهذا المرض يشكّلون خطرًا لأنفسهم ومن حولهم، وذلك من الشائعات الخاطئة المنتشرة، ويعود السبب في ذلك إلى التمثيل الإعلامي والسينيمائي غير الصحيح للمصابين بهذا المرض؛ إذ يكون التركيز غالبًا على جانب العنف، مع التجاهل لجوانب أخرى مثل نسب الانتحار المرتفعة بين المصابين بهذه الحالة، وبيّنت إحصائية أجرتها جريدة بريطانية عام 1994 أن القصص التي تُظهر المرضى بصورة سيئة بلغت 4 أربعة أضعاف القصص التي تتعاطف مع المصابين بهذه الحالة.

بالرغم من أن المبالغات بخطورة المصابين بالانفصام غير مستندةٍ لأدلّة علمية، إلا أن المصابين أنفسهم يكونون أكثر عرضةً لإيذاء الذات أو الانتحار، وهذه الحالات تعد نادرةً، فالغالبية من مرضى الفصام لا يشكّلون أيّ خطر على أنفسهم أو من حولهم، لكن البعض قد يكونون عرضةً للهلاوس التي تتحكم بالتفكير، والتي قد تسبب تصرّفاتٍ عنيفةً أو مؤذيةً.

السابق
علاج حالات الاكتئاب
التالي
الأمراض العقلية

اترك تعليقاً