متى يكون ارتفاع الضغط خطير

كيف يضر ارتفاع ضغط الدم الجسم

هل تعلم لماذا تبدأ كل زيارة للطبيب بفحص ضغط الدم قبل معرفة طبيعة شكوتك ؟  ذلك لأن ضغط الدم يكشف قدرًا كبيرًا عن صحتك الحالية و خطر إصابتك بواحدة من العديد من المشكلات الطبية الخطيرة في المستقبل .

فإرتفاع ضغط الدم ، هو ضغط دم أعلى من الطبيعي فيما فوق 120/80 مم زئبق ،  و يتغير ضغط الدم على مدار اليوم بناءً على أنشطتك . و  قد يؤدي قياس ضغط الدم بإستمرار فوق المعدل الطبيعي إلى تشخيص إرتفاع ضغط الدم على أنه مرض

أثناء الراحة ، ينبض القلب الطبيعي  بمعدل من 60 إلى 100 مرة كل دقيقة ، حسب عمرك و مستوى لياقتك البدنية . هذا يعني أن قلبك ينبض على الأقل 86.400 مرة في اليوم أو 31.536.000 مرة في السنة.

هذا  قد يبدو كثير من العمل لعضلة القلب . و مثل أي عضلة أخرى يتم تدريبها ، ستنمو  عضلة القلب بشكل أكبر عندما يضطر إلى الإجهاد بشكل مستمر  مثل إستمرار حدوث  إرتفاع الضغط بسبب الزعل  مثلا أو التعب المستمر .

فالقلب الأكبر ليس أفضل في أدائه .  لأنه عندما تصل حجرة الضخ الرئيسية (البطين الأيسر) إلى حجم معين ، لم يعد بإمكانها الانقباض بقوة كافية لطرد الدم بكفاءة. و من هنا تظهر الأمراض التي يسببها إرتفاع ضغط الدم .

لذلك لابد من التشخيص الجيد لإرتفاع ضغط الدم . ففي بعض الأحيان ، قد يظهر عند كبار السنن أرتفاع في ضغط الدم بدون أعراض و يكون بسبب سماكة في جدران الشرايين التي تحدث أثناء التقدم بالعمر و يسمى ارتفاع ضغط الدم الكاذب  . 

مدى خطورة ارتفاع ضغط الدم

هناك بعض العلامات التي قد تظهر على مريض الضغط قد تشكل خطرا على صحته إذا لم يتم التدخل الطبي فورا  . و قد تسأل نفسك  متى يصبح  ارتفاع الضغط  خطير  ،  إذا تكرر حدوث بعض الأصضرابات الغريبة ، و شددت أيضا إحدى منظمات السكتة الدماغية في بريطانيا من ضرورة الكشف الطبي  لمن يعاني من إرتفاع في ضغط الدم لتجنب الوصول لهذه العلامات :-

• حدوث شلل أو تنميل مفاجئ في إحدى جانبي جسمك و ذلك بسبب عدم وصول الدم إلى جزء في المخ نتيجة نقص الأكسجين في الجسم .
•  عدم القدرة على الإبتسام بشكل طبيعي ، ستجد أن جزء من فمه و عينه قد هبطوا لأسفل .
• عدم القدرة على رفع اليدين بصورة طبيعية
• حدوث تلعثم في الكلام
• الصداع الشديد الذي يمنعه من فتح عينيه ، أو يكون مصحوب بالإرتباك .
• حدوث مشاكل أو غيامات في الرؤية .
• التنفس غير المنتظم مثل النهجان .
• ألالام شديد في الصدر
• الإرهاق
• الغثيان و القئ
• عدم الإستجابة مع المحيطين بيه .
• حدوث قلق و توتر شديد .

و أوضحت مؤسسة Mayo clinic العالمية  أن هناك نوعان في ضغط الدم . هو عندما يكون ضغط الدم أعلى من المعدل الطبيعي و لكن بدون ظهور أي من الأعراض التي سبق معرفتها و هذا يجعل الطبيب لا يشك أنه قد أثر على أعضاء الجسم  .

أما أرتفاع ضغط الدم المصحوب بالأعراض السابقة فقد تكون هذه أعراض لحدوث أمراض حدثت بسبب إرتفاع ضغط الدم  . لذلك لابد لكَ عزيزي القارئ أن تعرف الفرق بين ضغط الدم  المرتفع المؤقت و المستمر  ، لمعرفة الوقت المناسب لطلب المشورة الطبية المناسبة .

لماذا سمي ارتفاع ضغط الدم القاتل الصامت

من الممكن أن يعاني المرء من إرتفاع في ضغط الدم  دون أن يشعر و مع تأقلم الجسم على الأعراض قد يظهر مع الوقت إحدى الأعراض الجانبية فجأة التي سبق ذكرها و تصبح أعراض لإحدى الأمراض التي يمكن أن تهدد الحياة .

النوبات القلبية وأمراض القلب

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الشرايين عن طريق جعلها أقل مرونة ، و يجعل تقدمها في العمر أسرع ،  مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى قلبك و يؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض القلب مثل :

•  ألم في الصدر ، أو ما يسمى أيضًا الذبحة الصدرية  التي تحدث بسبب نقص نسبة الأكسجين في الدم .
• النوبة القلبية ، و التي تحدث عندما يتم منع وصول الدم إلى القلب حيث تبدأ عضلة القلب في الموت تدريجيا بسبب عدم وجود كمية كافية من الأكسجين. و كلما طالت مدة الإنسداد ، زاد الضرر الذي يلحق بالقلب .
• فشل القلب ، و هي حالة تعني أن قلبك لا يستطيع ضخ ما يكفي من الدم و الأكسجين إلى بقية أعضائك الأخرى

مشاكل السكتة الدماغية والدماغ

يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في إنفجار أو انسداد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم والأكسجين ، مما يتسبب في حدوث سكتة دماغية. فتموت خلايا الدماغ أثناء السكتة الدماغية لأنها لا تحصل على كمية كافية من الأكسجين.

يمكن أن تسبب السكتة الدماغية إعاقات خطيرة في الكلام و الحركة . و يمكن أن تؤدي إلى الموت أحيانا  . و يرتبط حدوث الإصابة بإرتفاع ضغط الدم ، خاصة في منتصف العمر ،بحدوث ضعف في الوظيفة الإدراكية في الدماغ

تلف الكليتين

تشمل مشاكل الكلى الناتجة عن حدوث مرض إرتفاع ضغط الدم ما يلي:

• تندب الكلى
• فشل كلوي

تلف الشرايين

يزيد ارتفاع ضغط الدم تدريجيًا من ضغط الدم الساري عبر شرايين الجسم المختلفة  نتيجة لذلك  قد يحدث لديك:

• تلف و ضيق في الشرايين ،  يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف خلايا البطانة الداخلية للشرايين. و قد تصبح جدران الشرايين أقل مرونة ، مما يحد من تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم.
• تمدد الأوعية الدموية ،فبمرور الوقت  يمكن أن يتسبب الضغط المستمر للدم المتحرك عبر الشريان الضعيف في تضخم جزء من جداره  فيما قد يسمى (تمدد الأوعية الدموية).

خطورة ارتفاع ضغط الدم اثناء الحمل

تعتبر الحوامل أكثر فئات المجتمع عرضة لحدوث المضاعفات  لضغط الدم .فيمكن للأمهات المصابات بإرتفاع في ضغط الدم ولادة أطفال أصحاء و لكن يمكن أن يشكل ذلك خطرا على كلا من الأم و الجنين إذا لم يعالج بشكل صحيح .

و ذلك لأن النساء الحوامل لديهن قابلية كبيرة للتعرض المباشر للأعراض الجانبية . على سبيل المثال ، أثبت من خلال الدراسات أن  النساء الحوامل المصابات بإرتفاع ضغط الدم يصيبن بإنخفاض وظائف الكلى أكثر من غيرهن .

و قد يعاني الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بإرتفاع ضغط الدم من إنخفاض الوزن الشديد عند الولادة أو الولادة المبكرة.

و بالمثل يمكن أن تصاب بعض النساء بإرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل و يسمى بتسمم الحمل .و يحدث عدة أنواع من مشاكل ارتفاع ضغط الدم. غالبًا ما تظهر الأعراض نفسها بمجرد ولادة الطفل و قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم  في بعض الأحيان أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بمرض  بإرتفاع ضغط الدم في وقت لاحق من الحياة.

كيف تقلل من خطر الاصابة بـ ارتفاع ضغط الدم

ما لم يكن ضغط الدم مرتفعًا جدًا ، تقترح النصائح أولاً تجربة طرق روتينية مثل :-

• تناول كميات أقل من الملح ، قد تزيد نسبة الملح في الطعام إلى زيادة مخاطر إرتفاع ضغط الدم فيعمل تقليله على خفض النسبة من خلال إتباع نظام غذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH).
• زيادة التمرين ، تساعد التمارين الرياضية على تنشيط الدورة الدموية في الجسم و تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض .
• خسارة الوزن ، تؤثر الدهون بشكل كبير على الدورة الدموية و تزيد من فرص الإصابة بضغط الدم المرتفع

إذا قمت بهذه الإجراءات و لم يؤثر على تحسن حالتك لابد لك من إستشارة الطبيب المختص لعدم حدوث مضاعفات .