تعتبر حمى النفاس من الأمراض التي انتشرت بكثرة في الأزمنة الماضية، ومع تقدم العلم وتطور الطب الحديث بدأ يقل ظهورها عن قبل، ولكن في نفس الوقت لم يستطيع الطب أن يقضي عليها تماماً بل مازالت هناك حالات لحمى النفاس مازالت موجودة بين الحين والآخر، ولكن الكثير يتساءل عن ما هي حمى النفاس وما هي أعراضها؟
ما هي حمى النفاس؟
- حمى النفاس أو ما يعرف بعدوى النفاس كذلك، وهي حالة مرضية تتعرض لها السيدة الحامل في خلال العشرة الأيام الاوائل بعد الولادة، حيث ترتفع درجة حرارة جسم السيدة حتى تصل إلى أعلى من 38 درجة مئوية مما يدخلها في حالة مرضية صعبة.
- تحدث حمى النفاس عندما تصيب البكتيريا الرحم والمناطق المحيطة به بعد ولادة المرأة.
- تعرف أيضًا باسم عدوى ما بعد الولادة، كما تتسبب في كثير من الأضرار للمرأة المصابة قد تصل إلى حد الوفاة، وإن كان معدل الوفيات يكون بنسبة كبيرة في المناطق التي تفتقر إلى الرعاية الصحية المناسبة.
- ترتبط حمى النفاس في كثير من الأحيان بالإجهاض، حيث أن كثير من السيدات التي يتعرضن للإجهاض هم أكثر عرضة للإصابة يحمي النفاس فيما بعد الإجهاض.
أنواع حمى النفاس
هناك عدة أنواع من حمى النفاس أو عدوى ما بعد الولادة، وتختلف اختلاف تلك الأنواع باختلاف مكان العدوى بجسم المشيدة المصابة، ومن تلك الأنواع:
- التهاب بطانة الرحم، وهو التهاب يصيب بطانة الرحم عقب الولادة.
- التهاب عضل الرحم، وهي عدوى تصيب عضلة الرحم.
- التهاب البارامتر هو التهاب في المناطق المحيطة بالرحم.
ما هي أعراض حمى أو عدوى النفاس؟
كما أن لحمى النفاس الكثير من الأعراض التي تظهر على السيدات ما بعد الولادة، وتلك الأعراض يجب الانتباه لها جيداً، واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة عقب ظهور أي من تلك الأعراض، ومن تلك الأعراض:
- حدوث ألم شديد في أسفل البطن أو الحوض ناتج عن ورم الرحم والالتهاب أن الملحقة به.
- خروج إفرازات مهبلية كريهة الرائحة بشكل كبير ومستمر.
- كما أنه يحدث كذلك شحوب لبشرة السيدة، وكذلك لجلد الجسم بالكامل، وهو علامة على فقد كمية كبيرة من الدم.
- الشعور بقشعريرة بالجسم بالكامل.
- كما يحدث عدم راحة الجسم بالكامل.
- صداع الراس شديد ومستمر لفترة طويلة.
- فقدان الشهية وعدم القدرة على تناول الطعام.
- زيادة معدل ضربات القلب.
كافة تلك الأعراض تظهر بعد مرور 24 ساعة من الولادة أي بعد مغادرة المستشفى بعد الولادة، لذلك يجب على كل سيدة معرفة تلك الأعراض جيداً والتنبه لها عند حدوثها.
أسباب حدوث حمى أو عدوى النفاس
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حمى النفاس أو عدوى ما بعد الولادة، ومن تلك الأسباب التي تؤدي إلى ذلك:
التهاب بطانة الرحم
- من أكثر الأسباب والاكثر شيوعاً لحدوث حمي الولادة، حيث يظهر التهاب بطانة الرحم عادة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الولادة ويمثل أكثر من نصف حالات العدوى بعد الولادة.
- تشمل أعراض تلك النوع من أنواع الحمى، الحمى الشديدة وآلام الرحم أو إفرازات كريهة الرائحة (النزيف المهبلي بعد الولادة).
عدوى المسالك البولية، التهاب الحويضة والكلى
- تعتبر النساء الذين لديهم قسطرة في المثانة أو فوق الجالية هم أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى بعد الولادة.
- كما تشمل أعراض هذه الحالة، الحمى، وصعوبة التبول، وألم عند التبول، والشعور بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر ولكن يخرج القليل من البول أو لا يخرج أي شيء، أو قد يكون البول مختلط بالدم.
التهاب الثدي
- تصيب عدوى الثدي، وهو أكثر عرضة للأمهات مع الحلمات المتشققة وذلك أثناء الرضاعة الطبيعية. يمكن أن تتراوح شدة التهاب الثدي من تهيج أحمر ودافئ إلى عدوى تشبه الإنفلونزا.
- كما تشمل أعراض هذه الحالة إلى، منطقة حمراء مؤلمة وقاسية ودافئة وحمى وقشعريرة وآلام في العضلات وإرهاق أو صداع.
- قد تصاب بعض النساء بحمى خفيفة منخفضة الدرجة عندما يأتي حليبهن في البداية بسبب الاحتقان. وعادة ما يتم حلها في غضون 24 ساعة.
إصابة الجرح أو الشق بالعدوى
- يعتبر أكثر عرضة لهذا النوع من العدوى هم النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية، خاصة إذا كان وزنهن زائدًا أو يعانين من المخاض قبل الولادة القيصرية.
- كما تشمل الأعراض الاحمرار، أو الإفرازات، أو التورم، أو الدفء، أو زيادة الألم أو الألم حول موضع الشق أو الجرح أو قد يبدو الشق أو الجرح أنه بدأ في الانفتاح.
ما هي نسبة خطر الإصابة بحمى النفاس؟
يختلف خطر الإصابة بحمى ما بعد الولادة بإختلاف الطريقة المستخدمة لولادة طفلك، فرصتك في الإصابة بالحمى هي:
- من 1% إلى 3% في الولادات المهبلية الطبيعية.
- من 5% إلى 15% في الولادات القيصرية المجدولة التي تتم قبل بدء المخاض.
- من 15% إلى 20% في الولادات القيصرية غير المجدولة التي تتم بعد بدء المخاض.
كما أن هناك عوامل إضافية قد تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالحمى، ومنها:
- فقر دم، وخاصة إذا كانت المرأة تعاني منه من قبل الولادة، أو تعرضت له أثناء الولادة بسبب كثرة النزيف.
- السمنة المفرطة.
- التهاب المهبل الجرثومي.
- الفحوصات المهبلية أثناء الولادة التأخير في تمزق الكيس الأمنيوسي والولادة.
- وجود بقايا من المشيمة في الرحم بعد الولادة.
- النزيف الحاد بعد الولادة.
- الولادة في سن مبكر للمرأة.
مضاعفات حمى النفاس
بالطبع يمكن أن يحدث مضاعفات كبيرة عند الإصابة يحمي النفاس، وذلك إذا ما تم تشخيص المرض وعلاجه بشكل سريع وفوري، ومن تلك المضاعفات:
- حدوث خراجات بها الكثير من الصديد بشكل كبير.
- كما يحدث التهاب في بطانة البطن.
- جلطات الدم في أوردة الحوض.
- الانسداد الرئوي، وهي حالة تسد فيها الجلطة الدموية شريانا في الرئتين.
- الإنتان أو الصدمة الإنتانية، وهي حالة تدخل فيها البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب التهابا خطيرًا.
ماذا يجب فعله عند الإصابة بحمى النفاس؟
هناك بعض الاشياء على المرأة المصابة بحمى النفاس أن تقوم بها عقب إصابتها بحمى النفاس، ومن تلك الأمور:
- الكمادات بالمياه الباردة من أول الأمور التي تقوم بها السيدة المصابة وذلك كمحاولة لخفض درجة حرارة الجسم.
- استشارة الطبيب على الفور، الذي دائمًا ما يبدأ في وصف بعض أنواع المضادات الحيوية لعلاج العدوى.
- شرب الكثير من السوائل.
- الحصول على قدر كافي من الراحة.
الوقاية من الإصابة بحمى النفاس
كما أن هناك الكثير من الأمور يمكن أن تقي من الإصابة بحمى النفاس، ومن تلك الأمور:
- اختيار أماكن ذات جودة طبية عالية للولادة، لعدم التعرض العدوي أثناء الولادة واستخدام أدوات غير معقمة أو مؤهله لعملية الولادة.
- كما يجب أخذ حمام مطهر بشكل يومي وذلك بعد الولادة القيصرية.
- إزالة شعر العانة من خلال قص الشعر بدلًا من استخدام ماكينة الحلاقة، حيث أنها تزيد من البكتيريا الموجودة في تلك المنطقة مما تزيد من خطر الإصابة يحمي النفاس.
- استخدام كحول الكلورهيكسيدين تنظيف الجلد جيدًا وخاصة المنطقة المجاورة لمنطقة الجرح.
- تناول المضادات الحيوية طويلة المدى قبل الولادة القيصرية.
وفي النهاية فإن خطر الإصابة بحمى النفاس مازال موجود ويجب الانتباه له جيداً ومعرفة أعراض وكيفية الوقاية منه، كما عرضنا من خلال هذا المقال بالتفصيل.
