أمراض الجهاز الهضمي

ما الفرق بين الجوع والشهية

ما الفرق بين الجوع والشهية

الجوع

يقصد بالجوع على أنَّه غريزة موجودة في جسم الإنسان، يحدث بسبب استجابة الجسم الفسيولوجية لحاجته إلى الطعام من أجل الحصول على الطاقة التي يحتاجها للقيام بوظائفه. واختصاراً يمكن القول أنَّ الجوع هو حاجة الجسم إلى الطعام. وتتحكم الغدة النخامية، ومستوى السكر في الدم، ومدى امتلاء المعدة والأمعاء، وبعض الهرمونات في هذا بالشعور، ويختفي هذا الشعور المؤقت عادةً بمجرد تناول الطعام.

ويعاني من يشعر بالجوع من مجموعة من الأعراض كالدوار، والصداع، وآلام المعدة، والإرهاق، والتعب، وتقلّب المزاج. وفي حالات الجوع الشديد قد يصاب الشخص بالإغماء نتيجة لانخفاض نسبة السكر في الدم.

من المهم معرفة أن الجوع لا يرتبط مع الدوافع، أو المحفزات العاطفية، أو التوتر، أو القلق، ولا يحدث فجأة. كما أنّه لا يقتصر تجاه أطعمة معينة. ولا يمكن التحكم به، فهو غريزة طبيعية يشعر الشخص بها.

ويجدر التميز بين الشعور بالجوع من أجل الحصول على الطعام والمحافظة على مستوى طبيعي للطاقة (بالإنجليزية: Homeostatic Hunger) في الجسم، وبين الشعور بالجوع من أجل الاستمتاع بالأكل (بالإنجليزية: Hedonic Hunger). ففي العادة، يمكن التغلب على الشعور بالجوع بتناول وجبة طعام كافية. ولكن في بعض الأحيان قد نشعر بالجوع عند رؤية طعام مفضل أو مرغوب على الرغم من شعورنا بالشبع، وهذا ما يُعرَف بالشعور بالجوع من أجل الاستمتاع بالأكل، وهو العامل الرئيسي لزيادة الأكل، والإصابة بالسمنة.

 

الشهية

يقصد بالشهية على أنَّها رغبة الجسم الفجائية والملحة في تناول طعام معين، بسبب وجود محفزات مختلفة كالشعور بالحزن، أو الفرح، أو التوتر، والقلق. وعادةً ما تكون هذه الرغبة تتعلق بنوع محدد من الطعام. وقد يساهم النظر إلى طعام معين أو التفكير به في ظهور هذا النوع من الشعور.

وتوصف الشهية بأنها حلقة من المشاعر، تبدأ بالشعور بالرغبة في تناول طعام محدد، وترقب الشعور بالسرور عند تناول هذا الطعام. ثم تبدأ عملية البحث، وإيجاد هذا الطعام. ثم يتناول الشخص هذا الطعام ولا يشعر بالشبع، لأنَّه لا يوجد حاجة فسيولوجية لاستهلاك هذا الطعام، بل يبدأ الشعور بالندم بسبب تناول طعام يزيد من السعرات الحرارية المستهلكة ولا يوجد له ضرورة، مما يسبب زيادة الوزن التدريجي، والإصابة بالسمنة.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة التميز بين التحكم في الشهية وقلة الشهية. فالتحكم في الشهية يعد أمراً صحياً، بينما قلة الشهية هي مشكلة صحية ترتبط بعدم الرغبة بالأكل على الرغم من الشعور بالجوع وحاجة الجسم إلى الغذاء.

أسباب الجوع المفاجئ

  1. رؤيةُ الطعام بكثرة أو التحدّث عنه بشكل دائم، كرؤية الإعلانات التي تعرض بها الأطعمة بشكل ملفتٍ وجذّاب، أو الحديث مع الأصدقاء عن مدى حبّهم لوجبات معيّنة هذا سيزيد من الرغبة بتناول الطعام، وسيشعرُ الشخص بالجوع بشكلٍ مفاجئ، وفي أيّ وقت.
  2. عدم النوم أثناء الليل، سيؤدّي ذلك إلى إحداث خللٍ في النظام الغذائيّ الخاصّ بالجسم، وسيشعرُ الشخص بالجوع طيلة فترة الليل، وكذلك بعد استيقاظه؛ لأنّ الإرهاق يجعله يشعر بالجوع بشكل أسرع وتناول كميّات كبيرة من الطعام طوال اليوم دون النظر إلى نوعيّة الطعام وكميّة السعرات الحراريّة التي تحتويها.
  3. تناول الحلويات، فهذا سيؤثّر بشكل مباشر على عمليّة تمثيل الغذاء ويجعلها تبدو بطيئة، ممّا يدفعُ الشخص لتناول الطعام بعدها؛ نظراً لعدم شعوره بالشبع.
  4. التعرّض للضغط النفسيّ والعصبيّ، فهذا سيؤدّي إلى إنتاج هرمون الجيرلين، مما يؤدّي إلى زيادة معدّلات الجوع والإقبال على تناول الطعام بينهم.
  5. تناول بعض الأطعمة التي تسبّب فتح الشهيّة كالمخلّلات والفلفل، فهذا سيؤدّي إلى فتح الشهيّة والشعور بالجوع بشكل مفاجئ.
  6. تناول بعض الأدوية التي تسبّب الشعور بالجوع كعرضٍ جانبيّ له.
  7. ممارسة الرياضة بشكل مستمرّ ولفترات طويلة ستشعرُ الشخص بفقدان الطاقة، وبالتالي الحاجة إلى التعويض عن طريق تناول الطعام، خاصّة الطعام المليء بالسكريّات والنشويّات.
  8. الملل وعدم وجود أمر ما يستطيع الشخص أن يشغلَ نفسه به، فهذا سيؤدّي به إلى تناول الطعام لكي يشغل وقته.
  9. النقص في المعادن والفيتامينات بالجسم، ممّا يستدعي تعويضها، وطلب الطعام من خلال الشعور بالجوع المفاجئ.

يعدّ الجوع المفاجئ من الأعراض الأساسيّة للإصابة بمرض السكري، وذلك بسببِ الاختلالات بنسبة السكّر في الدم، ويكون الجوع المفاجئ مصحوباً بالدوخة وفقدان التوازن والطاقة.

أسباب الجوع المستمر عند الأطفال

بعض السلوكيات الخاطئة لديهم :

مثل الجلوس لمشاهدة التليفزيون ويدعي أنه جائع لمجرد قضاء وقت جيد أمام التليفزيون. لذلك يجب أن تعلم أنه هناك أسباب أخرى غير الجوع تدفع الأطفال تناول المزيد من الطعام.

ويمكن للأباء معالجة ذلك ، بعمل جدول زمني لتناول وجبات الطعام، وتحديد مكان معين لتناول الأكل بمعنى عدم تناول الطعام في السيارة . ويجب تناول الطعام مع الأسرة على الطاولة، وفي مترات زمنية محددة . فهذا يساعد الأطفال على تنظيم وجبات الطعام الخاصة بهم ، ويقلل من الطلبات المتكررة للتناول الطعام.

 الشعور بأنهم محرومين :

هناك ظاهرة في عالم البحوث تسمي “تناول الطعام في ظل عدم الشعور بالجوع” مثل الطفل الذي يعشق الحلويات يرغب هؤلاء الأطفال فقط بتناول الطعام لمجرد أنه متوافر .

ويمكنك معالجة هذا الأمر ، بالإضافة الروتين الطعام المنظم ، يجب أن تحدد الوجبات التي يحبها الأطفال، وتحديد كميات متوازنة عند تناول هذه الوجبات، بحيث أنه يتم تناولها بشكل معقول. ومراقبة سلوك طفلك حيث أنه قد يميل إلى الإفراط في تناول هذه الوجبات . وتشير الدراسات أنها قد تتحول إلى عادة لديهم.

  نقص العناصر الغذائية المفيدة في الأغذية المحفوظة:

عادة ما توجه الأمهات بعض الأسئلة حول تكرار رغبة الطفل في أن يكون جائع طوال اليوم .فهذا يعني أنه بحاجة للحصول على الدهون. ويجب أن تركز على الأطعمة الصحية التي تعتمد على الفواكه والخضروات والدهون. وذلك لحماية الأطفال بالعناصر المغذية للأطفال وأنهم بحاجة للحصول على نسبة عالية من هذه العناصر وعادة تفتقد الأغذية المحفوظة مثل هذه العناصر ولا تعمل على إرضاء حاجة الأطفال .

ولحل هذه المشكلة ، يجب تقديم للطفل أصناف متنوعة من المأكولات الغذائية والتي تحتوي علي الكربوهيدرات والبروتين والدهون ، فهذه طريقة رائعة لتلبية رغبات الأطفال . فمثلا يمكنك في الوجبات الرئيسية التقديم لطفلك من 3-5 أنواع من الأطعمة مثل اللحوم الخالية من الدهون ورقائق القمح والفاصوليا والخضروات والجبن والفاكهة فكل هذه العناصر مفيدة جداً لصحة طفلك .

  عادة قد لا تكون فكرة تناول الطعام معاً تحقق فائد كاملة لطفلك :

فأحياناً قد يضطر أحد أفراد الأسرة للتأخير عن معاد العشاء وبالتالي تلجأ الأم إلى تأخير معاد العشاء ساعة ، هذا سيدفع الأطفال لتناول المزيد من الوجبات الخفيفة .

ويمكن حل هذه المشكلة، مع وضع في الإعتبار تناول الوجبات مع العائلة أيضاً ولكن تأكد من حضور فرد أو أكثر علي العشا لكي يتم تقديمه في موعده حتي لا يلجأ الأطفال لتناول وجبات إضافية قبل النوم .

 قد تكون طفرة النمو هي أحد هذه الأسباب :

غالباً ما يكون الطفل جائع لمجرد أنه جائع فعلا. وخاصة في مرحلة النمو يكون الطفل بحاجة إلى تناول نفس الكميات من الطعام يومياً . وقد يصل الأمر إلى أنه يكون علي إستعدادا للإستيقاظ من النوم لتناول الطعام .

و يمكنك أن تصحيح هذا الوضع من خلال وضع نظام غذائي وتنظيم إستهلاك الأطفال للطعام والتنوع في الوجبات والعناصر التي يحصل عليها. بمعنى عدم حرمان الطفل وفي نفس الوقت حصول الطفل علي تلبية رغباته وتحقيق التوازن بينهم.

السابق
ما هو دور النظام الصحي في إنهاء العنف ضد المرأة؟
التالي
كثرة التبول عند النساء

اترك تعليقاً