يُعتبر مرض السكري هو أحد أشهر الأمراض المزمنة التي تُصيب عدد كبير جدًا من الأشخاص نتيجة عدد هائل من الأسباب مثل الأمراض الوراثية أو الارتفاع الفسيولوجي في نسبة الجلوكوز نتيجة التعرض إلى الضغوط النفسية ، وقد يحدث ذلك أيضًا نتيجة حدوث خلل في عمل البنكرياس ونسبة هرمون الإنسولين في الدم ، وهناك عدد كبير من التحاليل الطبية التي يُمكن من خلالها تشخيص ومتابعة حالة السكر في الدم ومنها قياس نسبة السكر الصائم والعشوائي والسكر الفاطر ومنها السكر التراكمي ، ومنها أيضًا تحليل مقاومة الإنسولين HOMA IR
مقاومة الإنسولين
مقاومة الإنسولين Insulin Resistance ؛ هي عبارة عن حالة مرضية يقوم فيها البنكرياس بإفراز الإنسولين ؛ ولكن لا تستجيب له الخلايا وتزيد درجة مقاومتها له ، حيث أن الوضع الطبيعي هو أن تقوم الخلايا باستهلاك الجلوكوز للحصول على الطاقة في جميع الأنسجة والعضلات والأجزاء المختلفة من الجسم ، ولكن عندما تزيد مقاومة الإنسولين للخلايا في حالة مرضى السكري من النوع الثاني ؛ فإن المريض يُعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم ، وهنا يتم الاعتماد تحليل مقاومة الإنسولين HOMA IR لتحديد الحالة المرضية بشكل دقيق .
تحليل HOMA
تحليل HOMA هو عبارة عن اختبار طبي يتم من خلاله تقييم حالة مرض السكري في جسم الإنسان ومدى كفاءة عمل البنكرياس ونسبة هرمون الإنسولين في الدم أيضًا ، وينقسم الاختبار إلى قسمين رئيسيين ، هما :
اختبار HOMA IR
هو تحليل يُعرف أيضًا باسم اختبار مقاومة الإنسولين ويعرف بالإنجليزية باسم Insulin resistance index ، ويتم من خلال هذا الاختبار قياس نسبة مقاومة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين نتيجة نقص في معدل الاستجابة البيولوجية للخلايا لهذا الهرمون ، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الدورة الدموية وفي معدل التمثيل الغذائي في حالة تُعرف باسم Metabolic Syndrome .
معادلة حساب HOMA IR
يتم تقدير قيمة مقاومة الإنسولين HOMA IR في هذه الحالة من خلال استخدام معادلة حسابية تتضمن أولًا تقدير نسبة السكر الصائم في الدم وتقدير نسبة هرمون الإنسولين أيضًا في نفس الوقت ثم استخدام المعادلة الحسابية التالية من أجل تحديد نسبة مقاومة الإنسولين :
مقاومة الإنسولين = [ (نسبة السكر الصائم mg/dl) × (نسبة الإنسولين في الدم µU/mLـ) ] / 405
أو
مقاومة الإنسولين = [ (نسبة السكر الصائم mmol/L) × (نسبة الإنسولين في الدم µU/mLـ) ] / 22.5
اختبار HOMA B
بينما اختبار HOMA B ؛ فهو يُستخدم أيضًا لمتابعة حالة مرض السكري في الدم من خلال قياس نشاط البنكرياس ؛ حيث يتم هنا تحديد معامل قدرة خلايا بيتا في جزر لانجرهانز في البنكرياس ومدى قدرتها على القيام بوظيفتها الأساسية المتمثلة في إفراز هرمون الإنسولين ، ويُذكر أنه كلما زادت نسبة HOMA B ؛ كلما كان المريض عرضة أكثر إلى الإصابة بمرض السكري ومتلازمة الأيض .
أسباب إجراء اختبار HOMA IR
قد يُشير الطبيب بإجراء اختبار HOMA IR في أي من الحالات التالية :
-إذا كان المريض يُعاني من أعراض الإصابة بمرض السكري ، ولم يُمكن تشخيص ذلك عبر الاختبارات الطبية الأخرى .
-تقييم الخطة العلاجية التي يتم استخدامها للحفاظ على نسبة السكر في الدم في حالة مرضى السكري من النوع الثاني .
-من أجل تشخيص مستوى مقاومة الإنسولين في الجسم ، والتعرف أيضًا على مدى قابلية المريض للإصابة بمرض السكري مستقبلًا .
شروط عينة اختبار HOMA IR
هناك مجموعة من الشروط الهامة التي لا بُد من اتبعها بشكل دقيق قبل إجراء اختبار مقاومة الإنسولين HOMA IR على النحو التالي :
-يجب أن يصوم المريض لفترة زمنية لا تقل عن 8 ساعات قبل سحب عينة الدم ، ولا يُسنمح له بتناول أي طعام طوال فترة الصيام ولكن يُمكنه فقط شرب المياه بدون أي إضافات إليها .
-يجب أن يتم سحب عينة دم وريدي من ذراع المريض وإرسالها إلى المختبر فورًا من أجل إجراء الاختبار عليا ، ويمكن حفظها بعض الفصل في الثلاجة لمدة 48 ساعة فقط .
-الحصول على قيمة مقاومة الإنسولين HOMA IR تتطلب إجراء أكثر من اختبار طبي ، حيث يجب أن يتم قياس نسبة السكر في الدم وقياس نسبة الإنسولين أيضًا في نفس العينة ولكن بشروط مختلفة ، حيث يتم إضافة جزء من العينة على أنبوبة اختبار فارغة لا تحتوي على موانع تجلط أو تحتوي على الجيل فقط للحصول على مصل الدم ، ويتم إضافة جزء اخر من العينة إلى أنبوبة تحتوي على قدر مُحدد من فلوريد الصوديوم من أجل المحافظة على الجلوكوز من التكسير ومن ثم قياس نسبة الجلوكوز في بلازما الدم .
-يجب استخدام أجهزة الفصل المتطورة Centrifuge لاستخلاص كل من بلازما ومصل الدم ومن ثم البدء في إجراء الاختبار ، وبعد تحديد نسبة الأنسولين و تحديد نسبة الجلوكوز يتم استخدام المعادلة الحسابية المذكورة وتقدير قيمة مقاومة الإنسولين ، ومن ثم تسجيل النتيجة وإرسالها إلى الطبيب .
تفسير نتائج اختبار HOMA IR
يتم تفسير نتائج اختبار مقاومة الإنسولين HOMA IR على النحو التالي :
-النسبة الطبيعية لقيمة مقاومة الإنسولين تتراوح بين 0.5 إلى 1.4 ، والنسبة المثالية تكون (1.0)
-إذا كانت قيمة مقاومة الإنسولين أقل من 1 ، فإن الحالة هنا تكون مثالية .
-أما إذا زادت النسبة عن 1.9 ؛ فإن مقاومة الإنسولين هنا تكون متوقعة الحدوث .
-أما إذا زادت النسبة عن 2.9 ؛ فهذا يُعني أن المريض يُعاني من نسبة مقاومة الإنسولين مرتفعة ويُعاني بالفعل من مرض السكري أو متلازمة الأيض .
مثال على تقدير نسبة HOMA IR
- نسبة الجلوكوز (السكر الصائم) في دم المريض = 100 mg/dL
- نسبة الإنسولين في دم المريض = 10 uIU/mL
وهذا يُوضح أنه على الرغم أن نسبة السكر في المعدل الطبيعي ؛ إلا أنه يوجد ارتفاع في نسبة الأنسولين ؛ وبحساب مقاومة الإنسولين تكون النتيجة = ( 10 × 100 ) / 405 = 2.46 وهذا يُشير إلى أن المريض يُعاني من مقاومة إنسولين مبكرة .
أسباب انخفاض قيمة HOMA IR
انخفاض قيمة مقاومة الإنسولين هو المطلوب دائمًا ، وهو ناتج عن أن الإنسولين إفرازه من البنكرياس يتم استهلاكه في الخلايا بمعدل جيد يُحافظ على نسبة الجلوكوز في الدم .
أسباب ارتفاع قيمة HOMA IR
بينما ارتفاع قيمة مقاومة الإنسولين يُشير إلى أن المريض يُعاني من خلل صحي نتيجة أن الخلايا تقاوم استهلاك الإنسولين ، وهذا يؤدي إلى معاناة المريض من خلل في التمثيل الغذائي والعديد من الأمراض الأخرى التي تتطلب المتابعة الطبية الدائمة .
كما تُجدر الإشارة إلى أنه في بعض الأحيان تكون نسبة الإنسولين منخفضة بشكل ملحوظ في الدم أي أقل من 2 أو ربما لا يُمكن تقديرها بواسطة وسائل القياس المعلمية Undetectable ، مع وجود ارتفاع شديد في قيمة الجلوكوز في الدم ، فإن هذا يكون دليل على أن المريض يُعاني من مرض السكري من النوع الأول وليس النوع الثاني ، حيث ينتج النوع الأول نتيجة وجود خلل في إفراز الإنسولين .
ولذلك ؛ ينبغي الرجوع إلى الطبيب دائمًا حتى يقوم بتفسير نتائج الاختبارات الطبية الخاصة بمقاومة الأنسولين ونسبة السكر في الدم بشكل صحيح فقًا للحالة المرضية لكل شخص .
