أدوية

كيف يصنع الدواء

كيف يصنع الدواء

كم من إنسان قضى في القديم، و حتى فترات قريبة بسبب عدم وجود العلاج الناجع لحالته، و كم من إنسان قضى أيضاً بسبب الأوبئة التي انتشرت، فنحن نعرف أن في تاريخنا طاعوناً ألم بمنطقة عمواس في بلاد الشام قضى على العديد من الصحابة الكرام على رأسهم الصحابي الجليل أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح – رضي الله عنه -، نتيجة عدم وجود العلاج المناسب لهذا الطاعون الفتاك. أوبئة إفريقيا لا تزال بعضها إلى اليوم منتشرة، فنعمة الدواء و اللقاحات و تطور الطب على هذا المستوى الرهيب، هي من أكثر النعم التي أنعم الله تعلى بها على الناس، على اختلاف أديانهم و أعراقهم و أجناسهم، و هي مما يجب أن نشكر الله تعالى عليه ليل نهار و أن لا ندخر جهداً في العمل على تطويره و تحسينه حتى يشمل العديد من الأمراض و الحالات الأخرى، و بالتالي ستقل معدلات الوفيات في البلاد و تقل المآسي التي تسببها الأوبئة و الأمراض.

تعد صناعة الدواء إحدى الصناعات الهامة، و هي تندرج ضمن الصناعات الكيميائية. تولي الحكومات أهمية بالغة في هذه الصناعة نظراً لما تستطيع ان تقدمه من نهضة منشودة و إيرادات خيالية و حل لمشاكل متعددة و زيادة صادراتها، فلا يوجد إنسان في العالم لا يحتاج إلى الدواء.

تبدأ رحلة الدواء التصنيعية عن طريق الأبحاث العلمية و التطوير، فالأبحاث هي البواية التي تدخل من خلالها الشركات و المصانع و الدول بوابة صناعة الدواء، ثم و بعد اكتشاف التركيبة الجديدة للدواء، يعمل الباحثون على تجربة الدواء على الحيوانات ثم على المتطوعين من البشر الذين يخضعون لرعاية صحية دقيقة أثناء استعمالهم لهذا الدواء، ذلك حتى تتم دراسة الأعراض لهذه التركيبة الدوائية الجديدة، ثم يأخذ براءة الاختراع، و تبدأ رحلة تصنيعه في المصنع الذي يحوز على حق التوزيع و البيع، و لكن قبل هذا يجب أن تكون هناك تصريحات و موافقات حكومية لاستعمال الدواء و بيعه و استخدامه.

تتنوع العلوم التي تفيد في تصنيع الدواء واكتشافه وتطويره وبيعه ومن ثم استخدامه من قبل المرضى للعلاج والتداوي به، فالعلماء يعتمدون على علم الكيمياء وعلم الطب والفيزياء والنبات والتشرح والحيوان والجراثيم والدمويات وغيرها العديد من العلوم نظراً لأن تصنيع الدواء ليس بالأمر السهل، بل هو عمل شاق مستمر وجماعي يحتاج إلى الكثير من الإرادة والصبر و الإصرار لإتمامه. كما تتنوع أنواع الأدوية المصنعة فهناك أدوية الجمل العصبية وأدوية القلب وأدوية العلاج الكيميائي وأدوية معالجة الفيروسات وغيرها العديد من الأنواع.

كيمياء صناعة الأدوية

تخصص علمي يجمع بين الكيمياء والصيدلة بهدف تصميم المركبات الدوائية الجديدة وتطويرها. أو بالاصح يجمع بين الصيدلة والكيمياء العضوية. تقوم الكيمياء الصيدلية بتمييز وتصنيع وتطوير المركبات الكيميائية الجديدة لتناسب الاستخدامات العلاجية : بمعنى زيادة التأثير العلاجي لها وإنقاص الآثار الجانبية. من أجل ذلك تستخدم الكثير من التقنيات الكيميائية والتقنية وأيضا تطبيقات الكيمياء الحاسوبية الجديدة لدراسة الأدوية المستخدمة وتأثيراتها الحيوية، من أهم هذه التقنيات : علاقة البنية-تأثير (سار) وعلاقة بنية-تأثير الكمية (كيوسار). المركبات التي تستخدم كأدوية تكون في العادة مركبات عضوية, والتي تقسم إلى جزيئات عضوية صغيرة مثل اتورفاستاتين (atorvastatin), كلوبيدوغريل (clopidogrel), ومواد بيولوجية مثل انفليكسيماب (infliximab), إنسولين (insulin). تحديدا, الكيمياء الدوائية تركز على الجزيئات العضوية الصغيرة, وبعض جوانب النواتج الطبيعية, والكيمياء الحيوية, وعلم الإنزيمات, وتهدف إلى اكتشاف وتطوير الأدوية في هذه المجالات

ما هي مراحل صناعة الدواء

يستهدف كل دواء مواقع معينة في الجسم «Target sites»، وفي الأغلب يستهدف البروتينات -جزيئات حيوية ضخمة تتكون من سلاسل الأحماض الأمينية-، أو أجزاء بعينها في الحمض النووي؛ لذا تبدأ صناعة الدواء بتجارب اكتشاف الدواء الجديد باستخدام تقنية الـ «HTS»، وفيها تُستخدم روبوتات، ونماذج محاكاة لاختبار مئات الآلاف من العينات التجريبية في ظل ظروف معينة؛ بهدف تجربة تأثير الدواء على مناطق الذي يستهدفها في الجسم، أو في جزئيات الحمض النووي.

عادة يستغرق الدواء من 10 إلى 15 عام، وبتكلفة تصل إلى 600 مليون دولار أميركي تقريباً، في رحلته لاختبار الفعالية، والسلامة، والأمان حتى يصل إلى المريض. وإن كانت الصدفة لعبت دوراً في السابق في اكتشاف الدواء؛ مثل البنسلين، لكن الآن لا مجال للصدف؛ وكل شيء يتم تحت الدراسة والتنظيم الكامل.

مصادر الدواء

الطبيعية:أ- نباتية: يعزى التأثير العلاجي للنباتات الطبيعية إلى ما تحتويه من جواهر فعالة أهمها:1- أشباه القلويات: مثل الأستركنين (يوجد في الجوز المقيء) ،النيكوتين (يوجد في أوراق التبغ).2- أشباه السكريات: مثل الديجيتال (في أوراق ذنب الذئب) ، الستروفاتنين  (في ثمار أذن الفأر).
3- الزيوت الثابتة: زيت الزيتون، زيت الخروع.
4- الزيوت الإيترية:زيت النعناع ، زيت القرفة .
5- الراتنجات: تتكون في النباتات كمنتجات ثانوية غالباًًًَ ما تكون مرافقة للزيوت الإيترية ، وهي تتجمع في الأقنية وتتدفق خارجاُ إذا ما جرح النبات في ساقه. والراتنجات مواد لزجة تركيبها الكيميائي معقـد، لا تنحل في الماء وتنحل في لإيتر والكلوروفورم والكحول ، ثم تترسب على شكل بلورات هشة سوداء . ولها أنواع:
– الراتنجات الزيتية: محاليل طبيعية للراتنجات في الزيوت الإيترية .
– البلسم : مزيج من الراتنجات الزيتية مع حمض البنزويك أوحمض السيناميك أو كلاهما .
6- الأصماغ: كالصمغ العربي .
7- العفصيات: كأملاح حمض العفص .
8-الصابونيات .
ب- حيوانية: ونحصل عليها من أعضاء وأنسجة و سوائل الحيوانات. وتستعمل:
– إما طازجة:استعمال الكبد نيئة لمعالجة فقر الدم .
– أو بشكل خلاصة : خلاصة مخاطية المعدة الحاوية على الببسين لمعالجة قرحة المعدة.
– أو بشكل نقي الهرمونات التي تستخرج من الغدد الصم كالأدرينالين و الأنسولين.
جـ- معدنية: للمعالجة تستعمل المعادن و أشباه المعادن و أملاحهما.
سلفات المغنزيوم ( مسهل ) . أملاح الحديد ( لمعالجة فقر الدم ).

صناعة الأدوية PDF

لقراءة الكتاب الرجاء اضغط هنا

السابق
كيف أخفض الدهون الثلاثية
التالي
التخلص من وجع المعدة

اترك تعليقاً