انف واذن وحنجرة

كيف يتوازن الجسم؟

كيف يتوازن الجسم؟

الدوار واضطراب التوازن مرض كثير الحدوث، وبخاصة لدى كبار السن، وله تداعيات شديدة الخطورة، كالسقوط والارتطام بالأرض. وعليه يجب أخذ هذا الأمر على محمل الجد والمسارعة لعلاجه.

ومعروف أن أعضاء الجسم تضعف مع التقدم بالسن، أو يصاب جزء منها، فتحدث صعوبة في حفظ التوازن عند السير أو القيام ببعض الحركات، ويصبح الحفاظ على التوازن أمراً يتطلب جهداً، وربما بعكاز أو شخص يستند عليه، وتكثر حوادث السقوط.  ويساهم وهن العظام لدى الكبار في سهولة حدوث الكسور، وبخاصة كسر عنق عظم الفخذ، وهو من الأسباب الشائعة لوفاة كبار السن، وذلك رغم التطور الحاصل في جراحة العظام.

مفهوم التوازن

يستطيع الإنسان حفظ توازنه عند المشي وذلك بفضل عضو توازن موجود في دهليز الأذن.

توازن حركي عامّ: يحفظ للجسم توازنه ليظل قائما فلا يميل ويسقط، يحقّقه المخيخ معتمداً على: حاسة البصر وعلى اللواقط العضلية والمفصلية (تخبر المخيخ عن وضعيتهما بالنّسبة لبعضها البعض وبالنسبة للمحيط من حولها)، ويعتمد كذلك على دهليز الأذن (عضو في الأذن الداخلية).
توازن عضلي: ما بين عضلتين محلّيتين فاعلة ومقاومة (مثلاً ما بين عضلتا العضد الأمامية ذات الرأسين والخلفية ذات الثلاث رؤوس، بتوازنهما نتحكم في حركة الساعد في سرعة انثـنائه وانبساطه أو لإيقاف حركته في منتصف الطريق).
التوازن اللزقي: توازن كيميائي لسوائل الدم، توازن بين درجة القاعدية والحموضة للدم، توازن ثابت (7،35 حسب مقياس الحموضة).

حفظ التوازن هي القدرة على الحفاظ على مركز الثقل للجسم في أقل تأرجح ممكن لشكل الجسم باستخدام أقل دعم ممكن.

التوازن الداخلي في الجسم

التوازن الداخلي أو الاستتباب هو مقاومة الجسم للتغيرات للحفاظ على الاستقرار، وضمان بيئة داخلية مستقرة. يتضمن التوازن الداخلي عادةً حلقات تغذية راجعة سلبية تمنع تغيرات القيم المحددة للخصائص المختلفة، المعروفة أيضًا باسم نقطة التوازن. وعلى نقيض حلقات التغذية الراجعة السلبية ، تُضخّم حلقات التغذية الراجعة الإيجابية المحفزات، أو بمعنى آخر، تنقل النظام بعيدًا عن حالته الأولية.

ما هي درجة حرارة الغرفة حيث تجلس الآن؟ أخمّن أنها ليست موافقة تمامًا لنقطة التوازن. مع ذلك، ستكون درجة حرارة جسمك عادةً قريبة جدًّا من هذه القيمة. في الواقع، إذا لم تبقَ حرارتك الداخلية ضمن حدود ضيقة نسبيًّا -من حوالي إلى- فقد تكون النتائج خطيرة أو حتى مميتة.

يسمى الميل للحفاظ على الاستقرار والبيئة الداخلية المستقرة نسبيًّا بالتوازن الداخلي. يحافظ الجسم على التوازن الداخلي لعدة عوامل إضافةً لدرجة الحرارة. على سبيل المثال، يجب ضبط تركيز مختلف الأيونات في الجسم، مع تركيز الـ PH وتركيز الغلوكوز. إذا ارتفعت أو انخفضت هذه القيم بشدة، سينتهي بك الأمر بالمرض الشديد.

ينقسم التوازن الداخلي لعدة مستويات، ليس فقط على صعيد الجسم بشكل كامل كما هو الحال في درجة حرارته. مثلًا، تُحافظ المعدة على PH مختلف عن ذلك الذي يحيط بالأعضاء، وتحافظ خلايا كل فرد على تركيز أيوني مختلف عن تلك التي في السوائل المحيطة. الحفاظ على التوازن الداخلي لكل مستوى هو المفتاح للحفاظ على وظيفة الجسم بصورة شاملة.

الحفاظ على التوازن الداخلي:

تُدفع الأنظمة البيولوجية الموجودة في الجسم باستمرار عن نقطة توازنها. مثلًا، عندما تمارس التمارين الرياضية، تزيد العضلات من إنتاج الحرارة دافعةً درجة حرارة جسمك للأعلى. بصورة مشابهة، عندما تشرب كأسًا من عصير الفواكه، يرتفع الغلوكوز في الدم. يعتمد التوازن الداخلي على قدرة الجسم على ضبط ومقاومة هذه التغيرات.

يتضمن الحفاظ على التوازن الداخلي عادةً حلقات تغذية راجعة سلبية. تعمل هذه الحلقات على عكس المنبهات أو الإشارات التي تحفزها. على سبيل المثال، إذا كانت درجة حرارة جسمك مرتفعة جدًّا، ستعمل الحلقة الراجعة السلبية على خفضها حتى تصل إلى نقطة التوازن أو الاستتباب ، أو القيمة الهدف.

كيف يتم ذلك؟ كبداية، تكشف الحساسات (خلايا عصبية أولية لها نهايات في الجلد والدماغ) عن درجة حرارة مرتفعة وتنقل هذه المعلومة إلى مركز التحكم وتنظيم درجة الحرارة في الدماغ. يعالج مركز التحكم هذه المعلومة ويفعّل المستجيبات -مثل غدد التعرق- والتي تقاوم المحفزات بخفض درجة حرارة الجسم.

أين يتم ضبط التوازن في جسم الإنسان

يمتلك الإنسان القدرة على الحركة والسير بشكل متوازن ودقيق، إلّا أنّه قد يسقط في بعض الأحيان نتيجةً لحدوث خلل مؤقّت في توازن الجسم، كما يعاني بعض الأشخاص من مشاكل تمنعهم من التوازن بشكل سليم أثناء الحركة، وتسبب لهم الشعور بالدوار والسقوط على الأرض في كثير من الأحيان، وفي جسم الإنسان نظام توازن يعمل بشكل مستمرّ لتحديد موقع جسم الإنسان وحركته، وهو المسؤول عن ردّ الفعل المناسب على اختلال التوازن للجسم، ويعتمد حفظ توازن الجسم على التنسيق في العمل بين ثلاثة أجزاء رئيسيّة في الجسم وهي الأذن الداخليّة، والعين، والجهاز الحسيّ العضليّ، وينسّق جهاز التوازن الموجود في المخيخ عمل هذه الأجهزة مجتمعةً للحفاظ على توازن الجسم. ويُعتبر فقدان التوازن المستمر لدى البشر هو أحد الأمراض الخطيرة، وقد تؤدّي إلى مشاكل صحية كثيرة نتيجة السقوط المستمر في أماكن مختلفة.

دور الأذن الداخلية تتكوّن الأذن الداخليّة من سلسلة من القنوات تُسمّى القنوات الهلاليّة، وتتضمّن هذه السلسلة ثلاث حلقات مرتبطة معاً، وتعمل بشكل رئيسيّ على حفظ اتزان الجسم، فعندما يتحرك الجسم يتحرك الرأس معه مسبباً اهتزازات خفيفة، وتساعد هذه الاهتزازات السائل الموجود في القنوات الهلاليّة على الحركة منتجاً بذلك نبضات كهربائيّة تتوجّه إلى العصب المسؤول عن الاتزان في المخيخ، والذي يتّصل بالعصب المسؤول عن السمع، ليتحدا ويكوّنا العصب الثامن في منطقة المخيخ، وتنبّه هذه النبضات المخيخ بحدوث خلل في توازن الجسم نتيجة تحرّك الجسم أو الرأس بشكل خاطئ، وأي نقص في كميّة السائل في القنوات الهلاليّة يتسبّب بحدوث خلل في توازن الجسم.

دور المخيخ المخيخ هو جزء صغير من الدماغ ولا تتعدى كتلته 142غم، ويلتقي بالعمود الفقري والنخاع الشوكي، والمخيخ بمثابة مركز الحركة والسيطرة على التوازن في جسم الإنسان، وتتخصّص بعض فصوص المخيخ الصغيرة باستقبال الإشارات القادمة من الأذن الداخليّة، ويعمل بشكل رئيسيّ على حفظ التوازن بين الجسم والأذن الداخليّة من خلال تحديد وضع الرأس بالنسبة للجسم، ووضع الرأس بالنسبة للأرض، كما ينسّق مع الجهاز الحسيّ العصبيّ والعضلات، بهدف توفير القوة العضليّة اللازمة للمحافظة على اتزان الجسم.

دور العضلات تتطلّب حركة الجسم والمشي عمل الكثير من العضلات بشكل متزامن ومتناسق، فلا يتطلب خطو خطوة إلى الأمام أو إلى الخلف تحريك عضلات الأرجل والحوض فقط، بل تساهم عضلات الظهر والبطن والأكتاف والصدر في إحداث هذه الخطوة عن طريق تحرّك عضلاتها معاً بشكل متناغم ومنسجم.ولإعطاء ردة فعل للجسم حين حدوث اختلال بالتوازن يرسل المخيخ الأوامر لهذه العضلات لتحديد نوع الحركة والقوة اللازمة لإحداثها، كما يرسل أوامره للأوتار بالارتخاء أو الشدّ لتسهيل حركة العضلات المتّصلة بها، وهنا تظهر أهمية اتّجاه حركة الرأس بالنسبة لباقي عضلات الجسم للمحافظة على التوازن المناسب أثناء الحركة والتنقل.

الجهاز الدهليزي في جسم الإنسان

الجهاز الدهليزالجهاز الدهليزي - المعرفةي ‏ هو جهاز إحساس يساهم في الحركة والإحساس بالتوازن، وهو الجزء المسؤول عن التوازن في أغلب الثدييات والإحساس بالإتجاه المكاني. الجهاز الدهليزي والقوقعة يشكلان التيه العظمي الذي يوجد في الدهليز الأذني في الأذن الداخلية.

يرسل الجهاز الدهليزي إشارات إلى الدماغ تساعد توجيه نفسك وتحافظ على الاتزان. فداخل دهليز الأذن يوجد تكوينان يسميان القُريبة والكُييس يراقبان الحركات الخطية لرأسك، ويكتشفان الجاذبية. الهياكل الأخرى، التي تشكل حلقات وتحتوي على سائل، تراقب دوران رأسك.

يسمى هذا السائل endolymph، وحركة هذا السائل أثناء السير، أو السباحة، أو الاستلقاء، أو التأرجح ترسل إشارات إلى الدماغ حول المكان داخل البيئة المادية، وبالتالي تساعد في الحفاظ على التوازن والامتناع عن الدوار.

كذلك ترسل حركة endolymph في الأذن الداخلية أيضاً إشارات إلى الجزء من الدماغ الذي يتحكم في تدفق الدم. على سبيل المثال، عندما تنتقل من الاستلقاء إلى الوقوف، تحفز هذه الإشارات عقلك على تعويض هذا التغيير، وترسل الدم إلى المناطق المناسبة في جسمك والتي لن تحصل تلقائياً على الدم بسبب الجاذبية.

عندما لا يعمل النظام الدهليزي بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى حدوث تغييرات ومشاكل في جريان الدم، بالإضافة إلى مشاكل في الاتزان.

عصب التوازن في الدماغ

العصب الدهليزي هو عصب موجود في الأذن، يرسل المعلومات المتعلقة بالتوازن إلى دماغك، ويزودها بمعلومات حول وضع وحركة الرأس.

يستخدم الدماغ هذه المعلومات للمساعدة في الحفاظ على التوازن، وفي حال التهاب هذا العصب، لن تصل المعلومات إلى دماغك بالشكل الصحيح، ما سيجعلك تشعر بالاضطراب. ويدمج الدماغ الرسائل التي يتلقاها من الأذنين اليسرى واليمنى.

إذا كانت الرسائل التي يتلقاها من الأذنين مختلفة بسبب تأثر إحدى الأذنين بأعراض التهاب العصب الدهليزي، أو يُمدّ الدماغ بالمعلومات من جانب واحد فقط، فإن الدماغ يرتبك، ‫وهو ما يؤدي إلى الشعور بالدوار.

تبدأ أعراض التهاب العصب الدهليزي عادة بنوبة مفاجئة من الدوار -الإحساس بالتمايل أو الدوران- وغالباً ما تصاحبها صعوبة في الرؤية أو التوازن.

يمكن أن يحدث التهاب العصب الدهليزي عند الأشخاص من أي عمر، ولكن نادراً ما يحدث عند الأطفال.

ما هي أعراض التهاب العصب الدهليزي؟

التهاب العصب الدهليزييمكن أن تتراوح أعراض التهاب العصب الدهليزي من الدوخة الخفيفة إلى الإحساس العنيف بالدوران (الدوار). يمكن أن تشمل الأعراض أيضاً الغثيان والقيء وصعوبة الرؤية وضعف التركيز. في بعض الأحيان تكون الأعراض شديدة لدرجة أن الشخص يواجه صعوبة في الوقوف أو المشي.

عادة، تظهر أعراض التهاب العصب الدهليزي فجأة. بدون أية مقدمات، وكثيراً ما يسعى الناس للحصول على المساعدة الطبية على الفور بسبب شدة الأعراض المبكرة، في حالة تلف العصب الدهليزي – بسبب عدوى فيروسية، قد يصاب الشخص بدوار مزمن.

 

جهاز فحص الاتزان

سيبدأ طبيبك بمراجعة تاريخك الطبي وإجراء فحص بدني وعصبي.

لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن مشاكل في وظيفة التوازن في أذنك الداخلية، فمن المرجح أن يوصي طبيبك بإجراء اختبارات. وقد تتضمن ما يلي:

  • اختبارات السمع. كثيرًا ما ترتبط صعوبات السمع بمشاكل التوازن.
  • اختبار تصوير الوضع. بارتداء حزام الأمان، تحاول أن تبقى واقفًا على منصة متحركة. يُظهِر اختبار تصوير الوضع أجزاء نظام التوازن التي تعتمد عليها بشكل أكبر.
  • تخطيط كهربية الرأرأة وتصويرها بالفيديو يسجِّل كلا الاختبارين حركات عينيك، التي تؤدي دورًا في الوظيفة الدهليزية والتوازن. يَستخدم تخطيط كهربية الرأرأة أقطابًا كهربية، ويَستخدم تصوير الرأرأة بالفيديو كاميرات صغيرة لتسجيل حركات العين.
  • شخص يخضع لاختبار الكرسي الدواراختبار الكرسي الدوار. تُحلَّل حركات عينيك أثناء الجلوس على كرسي مُتحكَّم فيه بواسطة الكمبيوتر ويتحرك ببطء شديد في دائرة كاملة.
  • مناورة ديكس-هولبيك. يعمل الطبيب على إدارة رأسك بعناية في أوضاع مختلفة بينما يراقب حركات عينيك لتحديد ما إذا كان لديك شعور زائف بالحركة أو الدوران.
  • يتطلب العصب الدهليزي إجراء اختبار القدرات العضلية. تعمل وسائد الاستشعار الصغيرة المثبتة على رقبتك وجبهتك وتحت عينيك على قياس التغيرات الطفيفة في تقلُّصات العضلات كرد فعل على الأصوات.
  • اختبارات التصوير. يمكن للتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي تحديد ما إذا كانت حالات طبية كامنة هي السبب في مشكلة توازنك.
  • اختبارات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. قد يُفحَص ضغط الدم لديك عند الجلوس وبعد الوقوف لمدة تتراوح بين دقيقتين وثلاث دقائق لتحديد ما إذا كان لديك انخفاضٌ كبير في ضغط الدم. كما قد يُفحَص معدل ضربات القلب لديك عند الوقوف للمساعدة في تحديد ما إذا كانت حالة قلبية هي السبب في أعراضك.
السابق
علاج التهاب الأذن بزيت الزيتون
التالي
علاج القولون بالأعشاب

اترك تعليقاً