دراسات حديثة

قدرة المخ على تعلم اللغات الجديدة تظل أسرع حتى سن البلوغ

قدرة المخ على تعلم اللغات الجديدة تظل أسرع حتى سن البلوغ

من المعروف منذ وقت طويل أن الأطفال يتعلمون اللغة بسهولة أكبر من البالغين، لكن تحديد متى تتراجع هذه القدرة بالضبط كان أمرا غريبا، يقول الباحثون الآن أن سنوات تعلم اللغة الأساسية تمتد لما يقرب من عقد من الزمن أكثر مما كان يعتقد سابقا – تحديدا حتى 17.4 سنة من العمر، والنتائج الجديدة تحمل آثار على علم الأعصاب واللغويات وعلم النفس التنموي والسياسة العامة .

قدرة المخ على تعلم اللغات الجديدة أسرع تستمر حتى سن البلوغ
في دراسة أجريت على ما يقرب من 700.000 من المتحدثين باللغة الإنجليزية، اكتشف الباحثون من كلية بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، أن السنوات المثلى لتعلم لغة ثانية تمتد إلى أعتاب مرحلة البلوغ، وذلك حسبما جاء في تقارير الفريق أمس الثلاثاء الموافق الأول من مايو، في طبعة إلكترونية من مجلة كوجنيشن ” the journal Cognition ” .

كلية بوسطن
كلية بوسطن ( يشار إليها أيضا باسم BC )، هي جامعة بحثية خاصة، تقع في قرية Chestnut Hill في ماساشوستس بالولايات المتحدة، على بعد 6 أميال ( 9.7 كم ) غرب وسط مدينة بوسطن، الجامعة لديها أكثر من 9300 طالب جامعي بدوام كامل وحوالي 5000 طالب دراسات عليا، وتقدم كلية بوسطن درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من خلال تسع مدارس وكليات : كلية موريسسى للفنون والعلوم، وكلية بوسطن للفنون والعلوم، وكلية كارول للإدارة، وكلية لينش للتعليم، كلية كونيل للتمريض، وكلية بوسطن للدراسات العليا للخدمة الاجتماعية، وكلية الحقوق في كلية بوسطن، وكلية بوسطن للاهوت، وكلية وودز للدراسات المتقدمة، وتحتل كلية بوسطن مرتبة عالية بين أكثر الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2018 تم تصنيفها في المرتبة 32 حسب تقرير أخبار الولايات المتحدة والعالم .

ما قام به الباحثون
من المعروف منذ وقت طويل أن الأطفال يتعلمون اللغة بسهولة أكبر من البالغين، لكن تحديد متى تتراجع هذه القدرة بالضبط كان أمرا غريبا، وقد استفاد الفريق من مجموعة الدراسة الضخمة وطرق البحث الجديدة التي سمحت لهم بفصل العوامل المترابطة في اكتساب اللغة، ويفيد الباحثون بأن نافذة تعلم اللغات الجديدة مفتوحة لما يقرب من عقد من الزمن أكثر مما كان يعتقد سابقا – حتى سن 17.4 سنة من العمر، وهذه النتائج الجديدة التي توصل لها الباحثون لها آثار على علم الأعصاب واللغويات وعلم النفس التنموي والسياسة العامة، وذلك وفقا لما يؤكده مؤلفي الدراسة، التي كانت تحت عنوان ” فترة حرجة لاكتساب اللغة الثانية : أدلة من 2/3 مليون متحدث للغة الإنجليزية ” .

تصريحات الباحثون في الدراسة
قال أستاذ علم النفس بكلية بوسطن جوشوا هارتشورن، وهو مؤلف مشارك في هذه الدراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مع البروفيسور ستيفن بينكر من جامعة هارفارد : ” ما وجدناه يعطينا فهما مختلفا تماما حول لماذا يتعلم الأطفال لغة جديدة بشكل أكثر كفاءة وقدرة وسرعة من البالغين “، والنتائج هي أول من يقدر إلى متى يمكن أن يتعلم البشر القواعد النحوية، وكيف تتغير هذه القدرة مع التقدم في العمر، ووجد الباحثون أن القدرة تمتد إلى مرحلة البلوغ المبكرة قبل أن تبدأ في الانخفاض، وقد ثبت ذلك في كل من التركيبات ” السهلة ” و ” الصعبة ” التي استخدمها الفريق في دراسته .

الفترة الحرجة
تحدد النتائج ” فترة حرجة واضحة لاكتساب اللغة ” والتي تستمر لفترة أطول مما كان يعتقد سابقا، وشرح هذه الفترة الحرجة لاكتساب اللغة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لفهم لماذا البشر قادرون على تعلم اللغة، ولكن أيضا للمسائل البحثية عن التطور العصبي واللدونة، والتعليم ثنائي اللغة، وتعليم اللغة الأجنبية، وعلاج الاضطرابات التي تؤثر على اللغة، والتحفيز في مرحلة الطفولة المبكرة، وغيرها، وقال هارتشورن إن عشرات الآلاف من المستجيبين من جميع أنحاء العالم أخذوا الاستطلاع من خلال اختبار قدمه الباحثون عبر الإنترنت من خلال موقع ” Game With Words ” .

وأضاف هارتشون أن الدراسات السابقة ركزت على حجم اللغة التي يمكن أن يتعلمها طفل في السابعة من عمره في نهاية الأمر، بدلا من معرفة مدى سرعة تعلم طفل في السابعة من عمره، وقال هارتشورن : ” لقد أدى هذا إلى تقريب الحسابات النظرية القياسية لتعلم اللغة ” .

السابق
ما تأكله النساء يحدد سرعة أو تأخير بلوغهن سن اليأس
التالي
كيفية إزالة الذكريات السيئة من الدماغ

اترك تعليقاً