أمراض الجهاز الهضمي

علاج ارتجاع المريء بالعسل

علاج ارتجاع المريء بالعسل

يحدث ارتجاع المريء، والذي يُسمّى أيضًا ارتجاع الحمض، عندما تتحرّك محتويات المعدة إلى المريء، ففي نهاية المريء، هناك شريط دائري من العضلات، ويعرف هذا الشريط باسم العضلة العاصرة المريئية السفلية، وعندما تعمل هذه العضلة بشكلٍ صحيح، فإنها ترتاح وتفتح عند البلع، ليمرّ الطعام من المريء إلى المعدة، ومن ثم تُغلق مرةً أخرى، ولكن عند وجود مشكلةٍ ما في هذه العضلة، فلا يتمُّ شدّها وإغلاقها بشكلٍ جيّد، مما يسمح للعصارات الهضمية ومحتوياتٍ أخرى من المعدة، بالارتفاع إلى المريء، فيشعر المصاب بحرقة المعدة، كما قد يشعر بطعمٍ مرٍّ أو حامضٍ  في فمه، وفي بعض الحالات قد يُسبّب ارتجاع المريء مشاكل في التنفّس، مثل السُعال المُزمن، أو الرّبو، كما أنّ ارتجاع المريء قد يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة، كالتهابات المريء والمعدة والرئتين والحبال الصوتية والحلق، ومن الجدير بالمعرفة أنّ اتباع نظامٍ غذائيٍّ منخفض الأحماض، عالي الألياف، يحتوي على توازنٍ بين البروتينات والدهون والكربوهيدرات، هو أمرٌ جيّد، لأنّه يقلّل من الالتهاب الناتج عن ارتجاع المريء.

هل يوجد علاج لارتجاع المريء بالعسل؟ وما رأي العلم؟

يلجأ العديد من الناس إلى تناول المواد الطبيعية بدلًا من الأدوية عند الإصابة ببعض المشاكل الصحية، ومن أشهر هذه المواد الطبيعية هو العسل، وقد ثبتت فاعلية العسل في مساعدته لعلاج عددٍ من الأمراض،  فعلى سبيل المثال، في حالة التهاب اللثة الهربسي، فإنّ غسل الفم بالماء ومن ثم بلع العسل ببطء، بحيث يصل إلى التّقرُّحات النّاتجة عن فيروس الهربس، يساعد على التئام هذه التّقرُّحات، بشكلٍ أسرع لدى الأطفال المصابين بهذا الفيروس، الذين يتناولون دواء الأسيكلوفير، وهو الدواء المُخصّص لمثل هذه الحالات،

ولكن بالنسبة لعلاج ارتجاع المريء بالعسل، فإنّه لا وجود لأدلةٍ كافيةٍ تثبت صحة استخدامه، حيث أنّه قد أجريت دراساتٌ مختلفةٌ على العسل، لمعرفة مدى فاعليته في حالات ارتجاع المريء، وفي إحدى هذه الدّراسات، قد تبيّن أنّ العسل قد يساعد على التخفيف من أعراض الارتجاع المريئي، أي يمكن استخدامه بالإضافة إلى العلاج المعتاد للارتجاع المريئي، حيث أنّ العسل يعمل كمضاد للأكسدة ويكشف الجذور الحُرَّة، وقد يكون سبب ارتجاع المريء الجذور الحُرَّة التي تُسبب التّلف للخلايا المُبطِّنة للجهاز الهضمي، لذا قد يمنع العسل الضّرر ويخفّف من الأعراض عن طريق إزالة الجذور الحُرَّة، كما قد يساعد العسل على التّخفيف من الالتهاب في المريء، ولأنّ العسل له كثافةٌ عاليةٌ ولزوجةٌ عاليةٌ وتوترٌ سطحيٌّ منخفض، فيمكن له أن يقوم بتغطية الغشاء المخاطي للمريء بشكلٍ جيد، لفترةٍ أطول، مما يُشعر المريض بالراحة، لذلك، وكما تم التوضيح سابقًا، فإنّ استخدام العسل كعلاجٍ لارتجاع المريء لم يثبت بعد، ولكن يمكن استخدامه إلى جانب العلاج المُخصّص لذلك.

الآثار الجانبية للعسل

بشكلٍ عام، فإنّ تناول العسل عن طريق الفم يعتبر آمنًا، لدى معظم البالغين، وكذلك الأمر عند وضعه على الجلد بشكلٍ مناسب، لعلاج الحروق والتّقرّحات، فلا يُسبّب آثارًا جانبيةً خطيرة، ولكن عندما يتم إنتاج العسل من رحيق الرودوديندرون ويؤخذ عن طريق الفم، فيُعدُّ هذا النوع من العسل غير آمن، حيث أنّ هذا النوع من العسل يحتوي على مادةٍ سامةٍ قد تسبّب مشاكلًا في القلب، وانخفاضًا في ضغط الدّم، وألمًا في الصدر، أمّا بالنسبة للأطفال، فيعدُّ العسل آمنًا على الأرجح عند تناوله عن طريق الفم لدى الأطفال بعمر سنةٍ واحدةٍ فأكثر، ولكنّه غير آمنٍ عند إعطاءه عن طريق الفم للرُّضع والأطفال دون سنِّ السنة، وذلك لاحتمال حدوث تَسمُّمٍ غذائي، لذا لا يُسمح بإعطاء العسل للأطفال الصغار جدًا، الذين لم تبلغ أعمارهم سنةً واحدةً على الأقل.

محاذير استخدام العسل

قد تم التوضيح سابقًا أنّ تناول العسل عن طريق الفم، أو القيام بوضعه على الجلد، لا يسبّب ضررًا أو خطرًا، ولكن هناك بعض الحالات التي يجب فيها أخذ الحيطة والحذر عند تناول العسل، ومن هذه الحالات:

  • الحمل والرّضاعة: إن تناول كمياتٍ كبيرةٍ من العسل كطعام، يعتبر آمنًا لدى النساء الحوامل والمرضعات، ولكن يبقى الخوف من حدوث تسممٍ غذائيٍّ لدى الرّضع والأطفال الصغار، لذا على النساء الحوامل والمرضعات تجنُّب تناول العسل بكمياتٍ طبيةٍ، وذلك لأنه لا يُعرف ما يكفي عن سلامة العسل عند استخدامه لأغراضٍ طبية، في النساء الحوامل أو المرضعات.
  • الأطفال: يعدُّ العسل غير آمنٍ عند تناوله عن طريق الفم عند الرُّضع والأطفال دون سنِّ السنة، وذلك لاحتمال حدوث تَسمُّمٍ غذائي.
  • السُّكري: قد يؤدي تناول كمياتٍ كبيرة من العسل إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

حساسية حبوب اللّقاح: يجب تجنُّب العسل للأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ من حبوب اللُّقاح.

علاج ارتجاع المريء نهائيا

  • لعلاج ارتجاع المريء يجب عليك تجنب التدخين، وحاول بقدر الإمكان التخلص من الوزن الزائد، مع الحرص على تجنب تناول الأطعمة المشبعة بالدهون، والابتعاد عن تناول الأطعمة المقلية، والحمضيات.
  • الابتعاد عن تناول الشوكولاتة، والأطعمة الحارة، والمنبهات مثل القهوة والشاي.
  • عدم تناول السوائل فيما عدا الماء قبل النوم، مع الحفاظ على النوم والجزء العلوي من جسم المريض مرتفع عن مستوى السرير.
  • إذا كان المرض في المرحلة الثانية فمن المهم أخذ بعض العقاقير التي تعمل على توقف إنتاج الحمض في المعدة، بعد استشارة الطبيب.
  • يعتمد علاج ارتجاع المريء نهائيا على السبب الرئيسي للإصابة بتلك المشكلة، ولهذا فمن المهم إجراء منظار للمعدة عن طريق الطبيب.

 

السابق
من هو المختص الأرطفوني
التالي
ما هو مقياس الينوي

اترك تعليقاً