دراسات حديثة

تقنية متقدمة تساعد على خلق أدوية أفضل بآثار جانبية أقل

تقنية متقدمة تساعد على خلق أدوية أفضل بآثار جانبية أقل

تصف دراسة جديدة تقنية متقدمة لها القدرة على صنع الأدوية بشكل أفضل، مع وجود تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها بصورة أقل .

تقنية متقدمة تساعد على خلق أدوية أفضل بآثار جانبية أقل
وصفت دراسة جديدة نشرت في مجلة العلوم أول أمس الخميس الموافق العاشر من مايو الجاري، من قبل البروفيسور يوسي بالتييل من الجامعة العبرية في القدس، ورون نعمان من معهد فايتسمان للعلوم، تكنولوجيا اختراق لها القدرة على صنع العقاقير والأدوية مع تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها بصورة أقل .

المركبات الكيميائية
تتكون المركبات الكيميائية من جزيئات، أهم الجزيئات في علم الأحياء هي جزيئات تسمى جزيئات كيرال أو ” Chiral “، وهي الكلمة اليونانية لـ  ” اليد “، وهذه الجزيئات تبدو متشابهة تماما، وتحتوي على نفس العدد من الذرات، ولكنها صور متطابقة لبعضها البعض – بمعنى أن بعضها ” أعسر اليد “، والبعض الآخر ” أيمن اليد “، وهذا الاستخدام المختلف للأيادي أمر بالغ الأهمية وينتج تأثيرات بيولوجية مختلفة .

الفروق الكيرالية
إدراك الفروق الكيرالية كان واضح بشكل مؤلم في عقار الثاليدومايد، والذي تم تسويقه إلى النساء الحوامل في 1950 و 1960 لتخفيف غثيان الصباح، عمل الثاليدومايد جيدا تحت المجهر، ومع ذلك فإن الثاليدومايد عبارة عن جزيء حلزوني دوائي ” يمين ” يعمل على توفير الراحة من الغثيان، في حين أن الجزيء ” الأيسر ” منه يسبب تشوهات رهيبة عند الرضع، وبما أن شركة الأدوية المنتجة للثاليدومايد لم تفصل بين الجزيئات اليمنى واليسرى، فقد كان للثاليدومايد نتائج كارثية لأطفال النساء اللواتي تناولن هذا الدواء .

فصل المكونات الكيرالية في الأدوية
على الرغم من كونها خطوة حاسمة لسلامة الدواء، فإن فصل الجزيئات الكيرالية إلى مكوناتها اليمنى واليسرى تعد عملية مكلفة وتتطلب نهجا مخصصا لكل نوع من أنواع الجزيئات، والآن بعد عقد من البحث التعاوني، اكتشف كل من بالتييل ونعمان طريقة عامة موحدة تمكن المصنعات الصيدلانية والكيميائية من فصل الجزيئات الحلزونية بسهولة وبسعر رخيص .

طريقة الفصل المكتشفة
تعتمد طريقتهم الجديدة على المغناطيس، حيث تتفاعل الجزيئات الحلزونية مع ركيزة مغناطيسية وتصطف بحسب اتجاه توزيعها – تتفاعل جزيئات ” اليسار ” بشكل أفضل مع قطب واحد من المغناطيس، وجزيئات ” اليمين ” مع الجزيء الآخر، وستسمح هذه التقنية لمصنعي الكيماويات بالحفاظ على الجزيئات ” الجيدة ” وتجاهل الجزيئات ” السيئة ” التي تسبب آثارا جانبية ضارة أو غير مرغوب فيها، ويقول البروفيسور نعمان : ” لدينا نتائج لها أهمية عملية كبيرة، وسوف تستهل عصرا من عقاقير أفضل وأكثر أمانا، ومبيدات أكثر ملاءمة للبيئة ” .

الأدوية
في حين أن الأدوية الشائعة مثل الريتالين والسيبراميل، تباع في أشكالها النقية ” chirally-pure ” أي منفصلة، فإن العديد من الأدوية الجنيسة ليست كذلك، وفي الوقت الحالي يتم فصل 13 % فقط من العقاقير الحلزونية على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء توصي بأن يتم فصل جميع الأدوية، وعلاوة على ذلك في مجال الكيماويات الزراعية، تتطلب المبيدات الحشرية والأسمدة النقية جرعات أقل وتتسبب في تلوث أقل للبيئة من نظيراتها غير المتطابقة .

فوائد التقنية الجديدة
مع وضع هذه الإحصاءات في الاعتبار فإن تقنية الفصل البسيط والفعال من حيث التكلفة في شركة بالتييل ونعمان لديها القدرة على إنتاج منتجات طبية وزراعية أفضل، بما في ذلك الأدوية والمكونات الغذائية والمكملات الغذائية ومبيدات الآفات، وقد اختتم باليتييل قائلا : ” نحن الآن بصدد تحويل علمنا إلى واقع عملي، بمساعدة شركات نقل التكنولوجيا في جامعة وايزمان والجامعة العبرية، ويعد وضع منتجات طبية وبيئية أفضل في السوق مربحا على كلا من الصناعة والمرضى على حد السواء ” .

السابق
فيروس التهاب الكبد الوبائي ” B ” ظهر في أوروبا قبل 7000 سنة
التالي
العلاقة بين سوء المعاملة والإصابة بالصداع

اترك تعليقاً