أمراض القلب والشرايين

الجلطة القلبية

الجلطة القلبية

تعتبر الجلطة القلبية من أمراض القلب والأوعية الدموية، التي قد يعاني منها بعض الأشخاص، دون أن يدركوا ذلك، نتيجة عدم الانتباه لأعراضها، واكتشافها في مرحلة متأخرة.

أسباب الجلطة القلبية

عادةً ما تحدث الجلطة القلبية، نتيجة ارتفاع الكوليسترول بالدم، وتراكم الدهون في الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى نقص وصول الدماء المحملة بالأكسجين إلى القلب، ما يؤثر سلبًا على وظائفه.علامات تنذرك بالجلطة القلبيةهناك مجموعة من العلامات التي تنذر الإنسان بأنه على مشارف الإصابة بجلطةٍ قلبية، ومن أبرزها:

1- ألم في الصدر.

2- ألم الجزء العلوي من الجسم.
3- كثرة التعرق.

4- الغثيان.

5- اضطرابات في عملية التنفس.

6- اضطرابات في النوم.

هناك مجموعة من أسباب الجلطة القلبية الأخرى التي ليس لها علاقة بالشرايين التاجية وهي:

  1. تعاطي الكوكايين: هذا النوع من المخدرات يمكن أن يسبب تشنج الشرايين التاجية بدرجة كافية لحصول الجلطة القلبية، كما قد يسبب موت القلب بسبب تأثيره المهيّج لنظام القلب الكهربائي.
  2. الشريان التاجي الشاذ: يتوضع الشريان التاجي في الحالة الطبيعية على سطح القلب، لكن في بعض الحالات الشاذة قد يغوص الشريان داخل عضلة القلب ذاتها، وعندما ينقبض القلب يسبب انغلاق الشريان مؤقتًا مسببًا الذبحة الصدرية. يمكن تشخيص هذه الحالات من خلال القسطرة القلبية.
  3. نقص الأوكسجين: إنّ نقص إمدادات القلب بالأوكسجين والمغذّيات قد يسبب الذبحة الصدرية والجلطة القلبية. يمكن أن يحدث نقص الأكسجين في مجرى الدم بسبب مجموعة من الأسباب، بما في ذلك فشل الجهاز التنفسي، والتسمم بأول أكسيد الكربون، أو التسمم بالسيانيد. كما أنّ فقر الدم الشديد الناتج عن النزيف أو فشل الجسم في إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء يُعجِّل أعراض الذبحة الصدرية.

عوامل تزيد خطر الإصابة بالجلطة القلبية

إنّ فهم وتحديد عوامل الخطر والعمل على إبقائها منخفضة يساعد الإنسان على مواجهة الجلطة القلبية وتزيد فرصة التمتع بالحياة. فقد حددت الأبحاث ماهية العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والجلطة القلبية، وكلما زادت هذه العوامل أو زادت درجتها كلما زاد احتمال الإصابة بهذه الأمراض. أما عوامل الخطر فتندرج ضمن ثلاث فئات وهي:

  • عومل الخطر الرئيسية.
  • عوامل الخطر القابلة للتعديل.
  • عوامل الخطر المساهِمة.

عوامل الخطر الرئيسية

هذه العوامل لا يمكن تغييرها أو تعديلها، وقد أكدّ الأطباء أنّها تزيد بشكل فعلي خطر حدوث الجلطة القلبية وأمراض الشرايين التاجية، وهي تشمل التقدّم بالعمر والشيخوخة، وجنس الإنسان فالرجال لديهم احتمالية أعلى للإصابة بالجلطة القلبية، كما تضمّ بعض أمراض القلب والشرايين التي يولد الإنسان مصابًا بها.

كذلك يؤثر التاريخ المرضي في العائلة، فالآباء الذين يعانون من أمراض قلبية سيعاني أطفالهم على الأرجح من ذات الأمراض. وكما أنك لا تستطيع التحكم بعمرك وجسمك وعرقك، فكذلك لا تستطيع التحكم بالتاريخ الوراثي المرضي لعائلتك.

عوامل يمكن التأثير عليها ومعالجتها

هذه العوامل تشمل:

    • التدخين: حيث يزداد خطر حصول الجلطة القلبية عند المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
    • مستويات الكوليسترول في الدم: كلما ارتفع مستوى الكوليسترول في الدم كلما زاد الخطر للإصابة بأمراض الشرايين التاجية، لكن يجب هنا التفريق بين أنواع الكوليسترول، فالكوليستول LDL ـ يسمى علميًّا باللايبوبروتين منخفض الكثافة ـ هو الكوليسترول الضار الذي يجب ألا ترتفع نسبته في الدم؛ فكلما انخفضت نسبته كان أفضل، في حين أنّ الكوليسترول HDL ـ وهو اللايبوبروتين مرتفع الكثافة ـ أي الكوليسترول الجيد والذي كلما ارتفعت نسبته كان أفضل للجسم، أما أكثر أشكال الدهون شيوعًا في الجسم فهي الشحوم الثلاثية، وفي حال زادت نسبة الشحوم الثلاثية في الدم و ترافقت مع انخفاض نسبة HDL وارتفاع نسبة LDL أدى هذا إلى حدوث ما يُسمّى بتصلب الشرايين، وهو تراكم الترسبات الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين، مما يزيد خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية.
    • ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة عبء العمل على القلب، مما يزيد من ثخانته ويصبح أكثر صلابة، وهي حالة غير طبيعية تجعل القلب يعمل بشكل غير طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والجلطات القلبية والفشل الكلوي.
    • السُمنة وقلة النشاط البدني: الأشخاص الذين يعانون من البدانة وتراكم الدهون في أجسامهم وخاصة المتراكمة حول منطقة الخصر هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. كما أن نمط الحياة الخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية يؤدي لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
    • السكري: يزيد السكري بشكل فعلي خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ويتضاعف هذا الخطر في حالة عدم ضبط نسبة السكر في الدم. وقد وجدت الإحصائيات أن 68% ممن هم مصابون بالسكري يموتون بعد سن 65 نتيجة الأمراض القلبية.

أعراض الجلطة القلبية

إن حدث خلل ما أو ضرر في عضلة القلب هل ستدرك ذلك؟ تعرف على أعراض الجلطة سواء للكبار والصغار حتى تساعد في إنقاذ نفسك والآخرين.

تعرف على أهم أعراض الجلطة التي من الممكن أن تظهر على البالغين:

1- شعور بعدم الراحة في منطقة الصدر
وهو من أهم أعراض الجلطة وأكثرها شيوعًا، ففي حال وجود انسداد في أحد الاوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب، شوف تشعر بضيق وضغط وشعور بعدم الراحة في الصدر.
عادة ما يستمر هذا الشعور لأكثر من عدة دقائق، وقد يحدث في حالة الإسترخاء أو عند قيامك بنشاط بدني.

2- غثيان أو عسر الهضم أو حرقة وألم في المعدة
بعض الأشخاص قد يعانون من هذه الأعراض عند الإصابة بالجلطة أو النوبة القلبية، وقد تتفاقم حتى القيء أحيانًا.

بشكل عام تصيب هذه الأعراض النساء أكثر مقارنة بالرجال في حال الإصابة بالنوبة القلبية.

بالطبع فإن هذه الاعراض قد لا تشير للإصابة بالجلطة، لكن إن كنت من فئة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، أعلم طبيبك في حال ظهورها وترافقها مع أعراض أخرى.

3- ألم يمتد للذراع
وهي من أعراض الجلطة المعروفة، حيث يمتد الألم إلى المنطقة اليسرى من الجسم وصولًا إلى الذراع.

عادة ما يبدأ هذا الأم من منقطة الصدر ويمتد إلى الذراع، ولكن قد لا يبدأ من الصدر أيضًا وينحصر في منطقة الذراع.

4- الشعور بالدوخة والدوار
هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء شعورك بالدوخة والدوار وحتى الإغماء، لكن إن شعرت بشكل مفاجئ بهذه الأعراض دون سبب فذلك نذير خطر.

جدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تكون مشيرة للنوبة القلبية بالأخص في حال ترافقها مع شعور بعدم الراحة في الصدر وضيق في التنفس.

السبب وراء ذلك قد يعود إلى انخفاض ضغط الدم الناتج عن عدم عمل عضلة القلب بالشكل المطلوب.

5- ألم في الفك والحنجرة
لا يقصد عنا ألم الفك أو الحنجرة العادي، بل ذاك الذي يترافق مع ألم في الصدر يمتد إلى منطقة الفم والرأس.

في هذه الحالة عليك طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور.

6- الشعور بالتعب بسهولة
إن لاحظت أنك تشعر بالتعب بسهولة، وخاصة في حال القيام بنشاطات روتينية لم تكن تسبب لك التعب، مثل صعود الدرج، راجع طبيبك على الفور.

في كثير من الأحيان يكون هذا عرض للإصابة بأمراض القلب، وبالأخص لدى النساء.

7- أعراض الجلطة الأخرى
من الممكن أن تظهر الأعراض التالية أيضًا على المصاب:

  • الشخير: وبالأخص عالي الصوت والذي ينقطع خاله التنفس.
  • التعرق: دون وجود سبب واضح لذلك.
  • سعال لا يزول: وفي حال ترافقه مع بلغم أبيض أو وردي اللون.
  • تورم الأطراف: فهذا يشير إلى عدم ضخ القلب لكمية كافية من الدم.
  • عدم انتظام نبضات القلب: دون وجود سبب واضح وحدوثه أكثر من مرة.

أعراض الجلطة لدى الأطفال

من النادر جدًا أن تسمع إصابة طفل بجلطة قلبية، إلا أنه غير مستحيل.

بعض الأطفال يصابون بأمراض قلب دون ظهور أعراض، أو أنها تظهر مع مرور الوقت وتقدمهم بالعمر، ومن هنا تنبع أهمية معرفة هذه الأعراض ومراقبة الأطفال جيدًا.

إليك أهم الأعراض التي يجب مراقبتها:

  • تغيير لون البشرة إلى الأزرق
  • سرعة وضيق في التنفس
  • فقدان الشهية
  • تعرق شديد أثناء الرضاعة
  • شعور بتعب غير مبرر
  • عدم انتظام نبضات القلب
  • الإغماء عند ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني.

في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، وظهور هذه الأعراض على الطفل، من الضروري طلب المساعدة الطبية فورًا.

أعراض الجلطة القلبية عند الشباب

“كيف؟ ولكنه صغير جداً على الإصابة بذبحة صدرية!”،لقد تغيرت الأرقام في السنوات الأخيرة بشكل مخيف لتصبح نسبة الإصابة بالسكتة القلبية بين الشباب أكبر من ذي قبل! فما الذي يحصل؟

هناك العديد من الأسباب وراء إصابة الشبان وصغار السن بالجلطة القلبية، مثل:

  • الأسباب المعروفة والبديهية، مثل:
    •  ارتفاع الضغط.
    • السمنة والكولسترول.
    • التدخين.
    • السكري.
      ​ويرجح بعض الباحثين أن السبب الرئيسي للجلطات لدى الشباب هو غالباً السمنة الزائدة وما قد تسببه من مضاعفات صحية قد ترهق الأوعية الدموية أو تكون خثرات دموية. ولقد أشارت دراسة حديثة إلى أن 3% ممن تعرضوا للجلطات في فئة 15 –  34 عاماً عام 1995 كانت لديهم سمنة زائدة، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 9% مع حلول عام 2007.
  • قد تتسبب العوامل التالية كذلك بالجلطات والسكتات عند الشباب:
    • عيوب خلقية في القلب.
    • جروح في شرايين الرقبة قد تسببها صدمة أو حركة بسيطة للغاية في الرقبة، ما دفع بجمعية القلب الأمريكية لإطلاق توصيات تحث على الانتباه لحركات الرقبة اليومية على بساطتها.

أمور تدعو للقلق

هناك العديد من الزوايا لما يحدث، ومنها ما يدعو للقلق وبشدة، مثل الأمور التالية:

  • غالباً سيتجاهل الأطباء والمصابين سوية الأعراض، مستبعدين احتمال حدوث جلطة أو سكتة في هذا السن الصغير، ما يمنع تداركها مبكراً.
  • بينما تشير الإحصائيات إلى تزايد الإصابة بالجلطات بين من هم في الثلاثينات أو الأربعينات، إلا أن أسباب إصابة الأصغر سناً بها تبقى محيرة، ففي بعض الحالات لم يتوافر أي من عوامل الخطر، فرجح الأطباء أن السبب قد يكون صدمات صغيرة في الرقبة نشأت عنها دمعة صغيرة (Tiny Tear)، تطورت لتسبب خثرة دموية أو تفجر أحد الأوعية الدموية.
  • عدم التوصل إلى سبب واضح لحدوث الجلطات والسكتات عند الشباب، ففي دراسة تم إجراؤها حديثاً على مرضى من 15 مدينة أوروبية، وجد أنه وفي ثلث حالات المصابين بالجلطات من الشباب، لم يتم التعرف على سبب واضح لما حدث!

أنواع الجلطات والسكتات الأكثر شيوعاً بين الشباب

تشير الإحصائيات إلى زيادة هائلة في عدد حالات السكتة الدماغية بين من هم دون 50 عاماً، ولكن هذا لا يعني أنها أصبحت مرضاً خاصاً بالشباب، فلا زالت أكثر شيوعاً بين كبار السن.

وتحدث السكتة الدماغية نتيجة خثرة دموية في الدماغ، لتبدأ الخلايا الدماغية التي حرمتها الخثرة من الحصول على كفايتها من الأوكسجين والتغذية بالموت واحدة تلو الأخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل عمل أجزاء  الجسم التي تتحكم بها الخلايا الميتة، لذا قد يفقد المصاب قدرته على النطق أو تحريك قدميه أو يديه أو غيرها.

الجلطة القلبية المزيفة

قد يعتقد البعض أن قلبه يخفق على غير العادة دون معرفة السبب، ويصاب بحالة هلع تجعل تفكيره يتجه كليا إلى أنه أصيب بجلطة قلبية، غير أن علامات هذه الحالة الطبيعية المعروفة باسم خفقان القلب الأذيني تختلف عن حالة الخطر الحقيقي، لكنهما تتشابهان عندما تزداد مخاوف الشخص من الحالة.

أكد ذلك بحث طبي تشيكي جديد شرح كيفية التفريق بين الحالتين بعد التعرف على حالة خفقان القلب نتيجة أسباب محددة كفيلة بتغيرات طارئة تصيب القلب.

وفي البحث الذي أعدّه بالتعاون مع أطباء العيادات الداخلية والقلبية، أشار مركز الأبحاث الطبية في العاصمة براغ إلى أن شريحة واسعة من الناس تبلغ نسبتها 40% من المواطنين التشيك تخلط بين أعراض اعتلال القلب الحقيقية التي تؤدي إلى الجلطة القلبية، وبين ما يعرف بخفقان القلب أو تسرع الانتيابي الأذيني.

إفراز الأدرينالين
وتوصف هذه الحالة الأخيرة طبيا بالطبيعية وغير المميتة، وهي إفراز مفاجئ في الجسم لهرمون الأدرينالين الذي يتسبب في رفع سرعة نبضات القلب لمدة تصل إلى 30 دقيقة، تصبح كافية لإحداث قلق نفسي عند الشخص بشكل رعب وهلع من الحالة.

‪مركز صحي يقدم فحوصا مجانية لنسبة الكولسترول وغيرها بالجسم‬
ويقول رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى موتول في العاصمة براغ بتر يانسكي إن المسألة بسيطة حيث تتشابه مع المثل القائل عندما يعرف السبب يبطل العجب، وهذا العجب هو الذي يخلق حالة تشابه أعراض الجلطة وخفقان القلب، خاصة في حال معرفة كل حالة على حدة للتخلص من الخوف المفاجئ.

فخفقان القلب الانتيابي الطارئ لأمر صادر عن خوف شديد يستمر لدقائق تصل إلى ثلاثين دقيقة كحد أقصى حيث يتم طلب الإسعاف في حال تجاوز هذا الحد، بخلاف أعراض الجلطة القلبية التي تكون بشكل ثقل مفاجئ في منطقة الصدر في الجانب الأيسر، وألم يمتد إلى الذراعين وخاصة اليد اليسرى، مع استمرار الحالة لفترة طويلة دون التحسن وبنوبات أشد، مع شحوب الوجه والتعرق والشعور بالتعب والغثيان.

أما حالة خفقان القلب الطبيعية فإنها ترفع نبضاته، ولكن لمجرد التفكير بأن الحالة عارضة نتيجة أسباب محددة مثل الخوف والقلق والشدة النفسية فإن الأمر يبدأ بالعودة تدريجيا بعد دقائق عدة، حيث يلعب التفكير بتلك الحالة دورا في زيادتها أو تراجعها ولا تكون مصحوبة بألم في الصدر يمتد إلى اليدين، لكن الخوف من فقدان الحياة مع هذه الحالة يرفع درجة التعرق وشحوب الوجه في تشابه مع حالة الجلطة القلبية.

من الأفضل عند ارتفاع حدة خفقان القلب البحث عن الحلول التالية: الهدوء واعتبار الأمر طبيعيا، مع البحث عن سبل لتحسين المزاج، واستنشاق الهواء الطبيعي، والاغتسال بالماء البارد

من الأفضل عند ارتفاع حدة خفقان القلب البحث عن الحلول التالية: الهدوء واعتبار الأمر طبيعيا، مع البحث عن سبل لتحسين المزاج، واستنشاق الهواء الطبيعي، والاغتسال بالماء البارد، والابتعاد عن المنشطات مثل الكافيين والخمر والتدخين.

مراجعة الطبيب
ويفضل مراجعة الطبيب مستقبلا لإجراء فحوصات عامة تكشف نسبة الكولسترول في الدم وطريقة سير عمل القلب ونبضه، وهذا يساعد في تلافي حالة الهلع من خفقان القلب، خاصة مع الطمأنات التي يتلقاها المصاب بالحالة من الطبيب، وسبل معالجتها بالشكل الصحيح.

زيادة هرمون الأدرينالين نتيجة الانفعال والضغط النفسي، مثل الخوف والغضب الشديد، تتسبب في حالة نفسية معقدة، ترفع حالة الوهم والتشتت في التفكير، مما يؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية في عمل أعضاء الجسم الداخلية، مثل تسرع ضربات القلب من دون تمزق في الأنسجة، مع شحوب الوجه والتعرق، وهنا تعرف الحالة بالجلطة القلبية المزيفة.

أن الذاكرة الباطنية تحفظ الحالة خاصة عندما يتعرف الشخص على الفروق بين الجلطة وخفقان القلب، وعلى هذا النحو يتعامل الجسم مستقبلا بطريقة تخفف حالة الهلع والمشاكل الجانبية الأخرى، وهذا ما قصده البحث الجديد، أي نوع من طمأنة الإنسان على صحته حيث يكون العامل النفسي فيه حاضرا.

الجلطة القلبية الصامتة

النوبة القلبية الصامتة هي نوبة قلبية قليلة الأعراض، أو بلا أعراض، أو لها أعراض لكنك لا تدرك أنها تشير إلى حدوث نوبة قلبية. فقد لا تصاب بألم في الصدر أو بضيق في التنفس، وهي أعراض ترتبط عادةً بالنوبة القلبية.

قد يتذكر الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية صامتة لاحقًا أنهم قد أحسو بأعراض عسر الهضم أو الإنفلونزا أو إجهاد عضلة الصدر. لكن النوبة القلبية الصامتة، مثل أي نوبة قلبية أخرى، تنطوي على انسداد تدفق الدم إلى قلبك واحتمال حدوث تلف في عضلة القلب.

وعوامل الخطورة المرتبطة بالنوبة القلبية الصامتة مماثلة لعوامل الخطورة المرتبطة بالنوبة القلبية المصحوبة بالأعراض. وتشمل عوامل الخطورة:

  • العمر.
  • داء السكري
  • الوزن الزائد
  • تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ارتفاع الكوليستيرول
  • قلة ممارسة الرياضة
  • النبوات القلبية السابقة
  • استهلاك التبغ

بعد التعرض لنوبة قلبية صامتة، يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أخرى قد تكون قاتلة. كذلك، فإن التعرض لنوبة قلبية أخرى يزيد من خطورة حدوث مضاعفات، مثل فشل القلب.

لا توجد اختبارات لمعرفة احتمال تعرضك لنوبة قلبية صامتة. ولكن إذا كانت لديك عوامل خطورة، فيجب على طبيبك تقييمها وعلاجها لتقليل احتمال إصابتك بنوبة قلبية صامتة. الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كان الشخص قد تعرض لنوبة قلبية صامتة هي من خلال اختبارات التصوير، مثل مخطط كهربية القلب أو مخطط صدى القلب أو غيرهما. ويمكن أن تكشف هذه الاختبارات عن التغيرات الدالة على حدوث أزمة قلبية.

إذا كنت تعتقد أنك ربما تكون قد تعرضت لنوبة قلبية صامتة، فتحدث إلى الطبيب. وسوف يحدد الطبيب مدى ضرورة إجراء اختبارات إضافية بعد تقييم أعراضك وتاريخك المرضي ونتائج فحصك البدني.

تشخيص الجلطة القلبية

ومن الناحية المثالية، يجب على الطبيب فحصك خلال الفحوصات البدنية المنتظمة لمعرفةِ ما إذا كان هناك عواملُ خطرٍ يمكن أن تؤدي إلى حدوث أزمة قلبية.

إذا كنتَ في وضع طارئ من أعراض الأزمة القلبية، فسوف تُسأَل عن أعراضك، وسيُجرَى لك فحص لضغط الدم والنبض ودرجة الحرارة. وسيُوصَّل بك جهاز مراقبة القلب، وستخضع لاختباراتٍ لمعرفةِ ما إذا كنت مصابًا بأزمة قلبية.

تشمل الاختبارات التالي:

  • مخطط كهربية القلب (ECG). يُسجِّل هذا الاختبار الأول الذي يُجَرى لتشخيص الأزمات القلبية النشاطَ الكهربائي لقلبك من خلال أقطاب كهربائية متصلة بجلدك. وتُسجَّل النبضات في صورة موجات معروضة على الشاشة أو مطبوعة على ورق. نظرًا لأن عضلات القلب المُصَابة لا تُصدِر نبضات كهربائية على النحو الطبيعي، فقد يُظهِر مخطَّط كهربية القلب أن هناك أزمة قلبية قد حدثت، أو أنها تحدث بالفعل.
  • اختبارات الدم. تتسرب بعض بروتينات القلب ببطء إلى دمك بعد الإصابة بأزمة قلبية. سيأخذ أطباء غرفة الطوارئ عينات من دمك لاختبار وجود هذه الإنزيمات.

اختبارات إضافية

إذا أُصبت من قبل بنوبة قلبية أو أحدها قيد الحدوث، فسيتخذ الأطباء خطوات فورية لعلاج حالتك. قد تخضع أيضًا لهذه الاختبارات الإضافية.

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. يتمكن طبيبك عند إجراء صورة الأشعة السينية للصدر من فحص حجم القلب والأوعية الدموية والبحث عن السائل في رئتيك.
  • مخطَّط صدى القلب. خلال هذا الاختبار، تُوجَّه موجات الصوت إلى قلبك من جهاز يُشبه العصا (محوّل الطاقة) معلق على صدرك وترتد عن قلبك وتُعالج إلكترونيًّا لإصدار صور فيديو لقلبك. يمكن أن يساعد مخطط صدى القلب في تحديد ما إذا كانت منطقة من قلبك قد تضررت ولا تضخ الدم بشكل طبيعي.
  • قسطرة الشريان التاجي (صورة وعائية). تُحقن شرايين القلب بصبغة سائلة عبر أنبوب طويل ورفيع (قِسطار) يمر عبر أحد الشرايين، عادةً في ساقك أو الأريبة، وصولًا إلى شرايين القلب. تجعل الصبغة الشرايين مرئية على صورة الأشعة السينية، وتكشف عن مناطق الانسداد.
  • اختبار الإجهاد أثناء ممارسة التمارين. في الأيام أو الأسابيع التالية للنوبة القلبية، قد تخضع أيضًا لاختبار الإجهاد لقياس كيفية استجابة القلب والأوعية الدموية للمجهود. ربما يُطلب منك السير على جهاز المشي أو التبديل على دراجة ثابتة بينما تكون مُوصَّلًا بجهاز تخطيط كهربية القلب. أو قد تُحقن بعقار عبر الوريد لتحفيز القلب بأسلوب يشبه التمارين الرياضية.

    قد يطلب منك أيضًا إجراء اختبار الإجهاد النووي، الذي يشبه اختبار الإجهاد أثناء ممارسة التمارين، ولكنه يستخدم صبغة تُحقن في الجسم وتقنيات تصوير خاصة لإنتاج صور مفصلة لقلبك أثناء ممارسة الرياضة.

  • فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للقلب. يمكن استخدام هذه الاختبارات لتشخيص مشاكل القلب، بما في ذلك مدى الضرر الناجم عن النوبات القلبية. في أثناء الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للقلب، تتمدد على طاولة داخل آلة على شكل كعكة دونات. يدور أنبوب الأشعة السينية الموجود داخل الآلة حول جسمك لالتقاط صور للقلب والصدر.

    في التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، تتمدد على طاولة داخل آلة -علي شكل أنبوب- تنتج مجالًا مغناطيسيًّا. يحاذي الحقل المغناطيسي الجزيئات الذرية في بعض خلايا جسمك. عند بث موجات الراديو باتجاه هذه الجسيمات المُصْطَفّة، فإنها تنتج إشارات تختلف باختلاف نوع النسيج الذي هي عليه. تصدر الإشارات صورًا لقلبك.

علاج الجلطة القلبية

علاج النوبة القلبية في مستشفى

كل دقيقة تمر بعد النوبة القلبية سيتلف فيها مزيدًا من الأنسجة القلبية أو قد تموت هذه الأنسجة. استعادة التدفق الطبيعي للدم سريعًا سيساعد في منع حدوث فشل القلب.

الأدوية

قد تتضمَّن الأدوية الموصوفة لمعالجة النوبات القلبية ما يلي:

  • الأسبرين. قد يُوصيك مشغل الطوارئ (911) بتناول الأسبرين، أو قد يعطيك موظف الطوارئ الطبية الأسبرين مباشرةً. يعمل الأسبرين على تقليل التخثرات الدموية؛ الأمر الذي يحافظ على تدفق الدم في الشرايين الدقيقة.
  • مضادات التخثر. هذه العقاقير -أو كما تدعى محارث التخثر- تساعد في تحليل التخثرات الدموية التي تحجب الدم من التدفق إلى قلبك. وكلما بكَّرت بتناول عقار مضاد للتخثر بعد أزمةٍ قلبية، زادت فرصتك في النجاة، وقلَّ الضرر الواقع على القلب.
  • الأدوية المضادة للصفيحات. قد يعطيك أطباء غرفة الطوارئ عقاقير أخرى تُعرف باسم مضادات الصفيحات لمساعدتك في تجنُّب التعرض للتخثرات وتقييد التخثرات الحالية وعدم السماح لها بالنمو.
  • أدوية ترقيق الدم الأخرى. من المرجح أن تُعطى أدويةٌ أخرى -مثل الهيبارين- لجعل دمك أقل «لزوجةً» وأقل عرضةً للتعرض للتخثرات. يُعطى الهيبارين عبر الحَقْن بين الأوردة أو عبر الحَقْن تحت الجلد.
  • مسكِّنات الألم. يمكن أن تُعطى مسكنات ألم مثل المورفين.
  • النيتروغليسرين. يُستخدم هذا الدواء لعلاج ألم الصدر (الذبحة)، ويمكنه أن يحسِّن تدفُّق الدم عبر توسيع (بسط) الأوعية الدموية.
  • حاصرات بيتا. تساعد هذه الأدوية على استرخاء عضلة قلبك، وإبطاء نبض القلب، وتقليل ضغط الدم؛ مما يجعل مهمة قلبك أيسر. يمكن لحاصرات بيتا الحد من مدى تضرُّر القلب، والحيلولة دون حدوث أزمات قلبية مستقبلية.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين. تخفض هذه الأدوية ضغط الدم وتقلل إجهاد القلب.
  • أدوية خافِضة للكوليسترول. تساعد هذه العقاقير في التحكم في كوليسترول الدم.

الإجراءات الجراحية والإجراءات الأخرى

بالإضافة إلى الأدوية، قد تُتخذ أحد هذه الإجراءات لعلاج النوبة القلبية التي تشعر بها:

  • رأب الأوعية التاجية والدعامات. في هذا الإجراء، المعروف أيضًا باسم التدخل التاجي بطريق الجلد (PCI)، يدخل الأطباء أنبوبًا طويلًا رفيعًا (قِسطار) يمر عبر الشريان التاجي في الفخذ أو الرسغ إلى شريان مسدود في القلب. إذا كان لديك نوبة قلبية، غالبًا ما يتم اتخاذ الإجراء مباشرةً بعد قسطرة القلب، الإجراء المستخدم لاكتشاف الانسداد.

    تحتوي هذه القسطرة على بالون خاص، يتم نفخه لفترة وجيزة في الموضع لفتح الشريان التاجي المسدود. ثم بعد ذلك، يتم إدخال دعامة شبكية معدنية في الشريان لإبقائها مفتوحة على المدى الطويل، واستعادة تدفق الدم إلى القلب. بناءً على حالتك، قد تحصل على دعامة مغلفة بدواء يتم إطلاقه ببطء للمساعدة في إبقاء الشريان مفتوحًا.

  • جراحة مجازة الشريان التاجي. في بعض الحالات، يجري الأطباء جراحة مجازة الشريان في حالات الطوارئ في وقت الإصابة بنوبة قلبية. ولكن، إذا أمكن، قد تخضع لجراحة المجازاة بعد أن يستغرق قلبك وقتًا ـ من ثلاثة إلى سبعة أيام تقريبًا ـ للتعافي من النوبة القلبية التي تعرضتَ لها.

    تتضمن جراحة المجازاة خياطة الأوردة أو الشرايين الموجودة خلف الشريان التاجي المسدود أو الضيق، مما يسمح بتدفق الدم إلى القلب لتجاوز الجزء الضيق.

    وفور استعادة تدفق الدم إلى قلبك واستقرار حالتك، فمن المحتمل أن تبقى في المستشفى لعدة أيام.

علاج الجلطة القلبية الحادة

ويقوم علاج الجلطة القلبية الحادة على إذابة الجلطة في الشريان التاجي من أجل إعادة جريان الدم إلى عضلة القلب عن طريق أدوية مسيلة للدم عن طريق الفم (كدواء الأسبرين) وأدوية مذيبة للجلطة، بالإضافة إلى أدوية أخرى لتنظيم ضربات القلب وضغط الدم والكولسترول، علما بأن القسطرة الطارئة لشرايين القلب ووضع الدعامات هي الطريقة المثلى والمثبتة عالميًا في حال تأخر إعطاء الدواء المذيب للجلطة.

السابق
كيف نميز اعراض النوبة القلبية عن غيرها من النوبات؟
التالي
الذبحة الصدرية وتدابيرها الوقائية والعلاجية

اترك تعليقاً