صحة عامة

اكتئاب الشتاء

اكتئاب الشتاء

كثيرون من الناس في العالم يعانون من اختلاف مزاجهم عند حلول فصل الشتاء؛ فتجد بعضهم ينامون مدة أطول، وعند استيقاظه تجده غير مرتاح، ويكون مزاجه متعكرًا، مضطربًا.. وهناك حتى من يشعر بالتعب والإجهاد عند ممارسته عملاً ما؛ وبالتالي يقل نشاطه، وحتى إبداعه إذا كان يمارس عملية إبداعية (رسم، نحت، كتابة أو حتى ممارسته العزف؟!)؛ لذلك نجد البعض من الميسورين يتجهون في فصل الشتاء إلى مناطق دافئة بعدما وجههم إلى ذلك أطباؤهم، أو حتى اكتشفوا بالمصادفة أن هذا المكان مناسب لصحتهم.

واكتشف العلماء – حسب موقع (NHS) – أن كآبة الشتاء وليدة عدم وجود ضوء في النهار، فإن كنت تشعر بانخفاض الضوء في فصل الشتاء في المكان الذي توجد فيه فعليك لتحسين مزاجك والابتعاد عن الاكتئاب بالحصول على إضاءة أفضل بقدر ما تستطيع، وخصوصًا في الأيام المشرقة، كأن تجلس بجوار نافذة أو شرفة؛ فهذا يساعد أيضًا، أو الاستمتاع بعطلة مشمسة في مكان ما. وهذا الأمر يمكن أن يكون فعالاً.

الاكتئاب الموسمي

الاكتئاب الموسمي هو أحد أنواع الاكتئاب، وهو مرتبط بتغيير الفصول، حيث يبدأ في نفس الوقت خلال العام، وهناك نوعان من الاكتئاب الموسمي، الأول هو الأكثر شيوعًا ويبدأ مع فصل الخريف ويستمر حتى أشهر الشتاء، والنوع الثاني هو الأقل شيوعًا ويبدأ في الربيع إلى بدايات الصيف، ويؤثر الاكتئاب الموسمي على الحالة المزاجية ويسحب الطاقة من الإنسان ويقلل الإنتاجية، لذا فإن من يعاني منه يحتاج إلى خطوات لمحاربته، للحفاظ على الحالة المزاجية والمحفزات طوال العام.
وأحيانًا تختلف الأعراض بين المريض الذي يعاني من اكتئاب موسمي خلال فصلي الخريف والشتاء، عن المريض الذي يُعاني من هذا الاضطراب خلال فصلي الربيع والصيف، فمن أعراض الاكتئاب الشتوي طول فترات النوم، وتأتي اضطرابات الطعام على شكل زيادة في الشهية والإقبال على الأطعمة عالية الكربوهيدرات، بما يتبع ذلك من زيادة في الوزن، كما يكون هناك التعب والإرهاق بشكل مستمر وانخفاض الطاقة لدى المريض.

اكتئاب الصيف

اكتئاب الصيف هو أحد أنواع الاكتئاب الموسمي، وهو الاكتئاب الذي يرتبط بفصول السنة، و من أكثر أنواع الاكتئاب الموسمي انتشارا، هو اكتئاب الشتاء، إلا أن البعض يعاني من اكتئاب الصيف ، ولا يعرف أن سبب حزنه هو مجئ فصل الصيف، ولقلة المعرفة بوجوده، على عكس اكتئاب الشتاء، لذا لا يعرف سببا لحالته النفسية تلك.

أعراض الاضطرابات الصيفية أو ما يمكننا أن نطلق عليه الاكتئاب الصيفي فتكون على النقيض من أعراض اكتئاب الشتاء، فتصبح مشاكل النوم مرتبطة بقلة ساعات النوم والأرق المستمر، وتأتي اضطرابات الطعام على شكل ضعف في الشهية بما يتبعه من فقدان في الوزن، كما يكون هناك قلق واضطراب نفسي مستمر وغير مفهوم أو مسبب.

وهناك من يعانون من اضطراب عاطفي موسمي ثنائي القطب، فيعانون خلال فصلي الربيع والصيف من أعراض تبدو أقل حدة بقليل من الهوس، كما يسقطون خلال فصلي الخريف والشتاء في براثن الاكتئاب الحاد.

 

أسباب الاكتئاب

أسباب الاكتئاب المرضي عموماً :

  1. الجينات.
  2. الشخصية.
  3. المحيط العائلي.
  4. نوع الجنس.
  5. افتقاد القدرة على التحكم في المصير.
  6. الكرب وأحداث الحياة.
  7. أمراض الإعاقة الطويلة الأمد.
  8. أنماط التفكير.
  9. المرض الجسدي.
  10. الأدوية والعقاقير.

اكتئاب الحمل

يُمكن للحمل أن يكون فترة سعادة – وتوتُّر. تُشير الأبحاث إلى أن حوالي 7 ٪ من النساء الحوامل يصبن بالاكتئاب أثناء الحمل. وقد تكون المُعَدَّلات أعلى في البلدان المنخفضة والمُتوسِّطة الدخل. يُعَدُّ الاكتئاب، وهو الاضطراب المِزاجي الذي يُسبِّب الشعور المُتواصِل بالحزن وفقدان الاهتمام، أكثر اضطراب مزاجي شائع بين العامة.

أسباب اكتئاب الشتاء

لم يتوصل العلماء بعد إلى تفسير علمي لمتلازمة الاكتئاب الموسمي أو العوامل التي تقف وراءها، لكن العديد من الدراسات رجحت الأسباب التالية:

  1. تغير إيقاع الساعة البيولوجية، بسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار خلال الخريف والشتاء، فانخفاض شدة وكمية أشعة الشمس يسبب اضطراباً في الساعة البيولوجية قد تشعرك بالاكتئاب.
  2. انخفاض مستوى السيروتونين (Serotonin)، وهو أحد المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية.
  3. نقص في فيتامين د (Vitamin D)، إذ يعمل هذا الفيتامين على الحفاظ على مستويات طبيعية للسيروتونين في الجسم خلال فصل الشتاء، وتساعد أشعة الشمس في إنتاج الكوليكالسيفيرول الذي يتحول إلى فيتامين د.
  4. زيادة إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin) في الجسم نتيجة زيادة عدد ساعات الليل وقلة التعرض للشمس نهاراً، قد يؤثر على التوازن الطبيعي للجسم، ويؤدي للشعور بالخمول وانخفاض في النشاط، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم وتقلبات مزاجية.

الشتاء والحالة النفسية

أعراض اكتئاب الشتاء تتراوح شدة أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي بين الخفيفة والشديدة، ووفقاً لذلك فإنّها تنعكس على قدرة المُصاب على ممارسة حياته اليومية بشكلٍ طبيعي؛ فالأعراض الخفيفة يكون تأثيرها في حياته اليومية بسيطاً، في المقابل يكون للأعراض الأكثر شدة تأثيرٌ أكبر، وبشكلٍ عام فإن أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي مشابهةٌ لأعراض أنواع الاكتئاب الأخرى، ولكن ما يُميز الاضطراب العاطفي الموسمي أنّ أعراضه تظهر خلال فترةٍ زمنيةٍ محددة من السنة وغالباً فصل الشتاء وليس على مدار السنة كلها، ويُمكن بيان هذه الأعراض على النحو الآتي:

الأعراض العامة للاكتئاب:

  1. الشعور بالكآبة في معظم الوقت خلال اليوم، وبشكلٍ شبه يومي.
  2. فقدان الأمل وتهميش الذات. وجود صعوبة في التركيز.
  3. تغيّراتٌ مرتبطة بالوزن والشهية.
  4. انخفاض طاقة الجسم.
  5. فقدان الإهتمام بالأنشطة المفضلة.
  6. اضطرابات النوم. الشعور بالهيجان أو الخمول.
  7. التفكير المستمر بالموت أو الانتحار.

أعراض الاضطراب العاطفي خلال فصل الشتاء:

  1. زيادة الوزن.
  2. الإفراط في تناول الطعام.
  3. الإفرط في النوم. انخفاض في طاقة الجسم.
  4. الانسحاب من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
  5. الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.

كيف أتخلص من اكتئاب الشتاء؟

هناك عدة نصائح يوصي بها المختصون حول العالم لمواجهة اكتئاب الشتاء، وأهمها:

  1. تعرض لأشعة الشمس لمدة أطول: فإذا كانت قلة الضوء وعدم تعريض نفسك لمصدر الدفء الرئيسي على الأرض هي السبب الرئيسي لاكتئاب الشتاء، فمن البديهي أن العلاج يكمن في زيادة ما نقص منها! لذا:

-حاول الخروج أكثر في الصباح، وتواجد في الأماكن مفتوحة أو التي تدخلها أشعة الشمس.

-حاول الجلوس على الشرفة أو إلى جانب النافذة.

-أشرع الستائر وأفسح المجال لأشعة الشمس للدخول إلى منزلك ومكتبك.

-جرب العلاج بالضوء، وهو أحد التقنيات المعروفة التي يستخدمها الأطباء لعلاج اكتئاب الشتاء، وذلك عبر تسليط ضوء ساطع نحو المريض، وهو ما يمكنك محاكاته عبر زيادة قوة الضوء داخل الأماكن المغلقة.

2. راقب ما تأكله، واتبع نظاماً غذائياً صحياً. فاكتئاب الشتاء يجعل جسمك يشتهي كميات متزايدة من السكر والكربوهيدرات             مثل الشوكولاتة والمعجنات. انتبه وتذكر أن تتناول حصص كافية من الخضروات والفواكه.
3. مارس الرياضة لتبقى نشيطاً. جرب الرياضات التي يمكن ممارستها في الأماكن المفتوحة مثل المشي والجري وقيادة               الدراجة، فهذه هي الخيارات الأفضل لتزيد حصتك اليومية من أشعة الشمس.
4. استمع إلى موسيقى مبهجة، فهي تساعد على تحسين المزاج بشكل ملحوظ.
حاول الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، خاصة الخيرية والتطوعية منها، فهي تولد شعوراً بالإنجاز والسعادة وتعزز شعورك            بالرضا والإيجابية.
5. إن لم تفلح كل الحلول السابقة في الإطاحة باكتئاب الشتاء وتحسين حالتك المزاجية، فكر في استشارة طبيب نفسي              ليساعدك إما بوصف أدوية مناسبة لحالتك أو باتباع أساليب علاجية بديلة.

السابق
نقص فيتامين د والاكتئاب
التالي
فيوسيزون لعلاج حب الشباب – fusizon

اترك تعليقاً