أمراض العظام

اعوجاج العمود الفقري وكيفية علاجه

اعوجاج العمود الفقري وكيفية علاجه

إنّ اعوجاج العمود الفقري أو الجنف هو الحالة التي تؤدّي إلى الانحراف بشكل جانبي للتركيب العظمي في الظهر والمعروف بالعمود الفقري، وهذا الاعوجاج غالبًا ما يكون على شكل حرف S أو C، وتحدث هذه المشكلة في غالب الأحيان في نهاية فترة الطفولة أو في بداية فترة المراهقة، حيث ينمو الأطفال في هذه المراحل بسرعة، وتشيع هذه المشكلة عند الإناث أكثر من الذكور، كما أنّها يمكن أن تحدث بشكل عائلي، وتتضمّن الأعراض الميلان باتجّاه أحد الجانبين، وامتلاك كتفين على مستويين متفاوتين، وكذلك يكون الوركين متفاوتين، وقد تكون المشكلة سهلة الملاحظة في بعض الأحيان، وقد يكون ذلك صعبًا.

علاج اعوجاج العمود الفقري

يعاني معظم الأطفال المصابين باعوجاج العمود الفقري من انحناءات خفيفة، ولا تتطلّب هذه المشكلة علاجًا على الأرجح في تلك الحالة، ولكن على الأطفال الذين يملكون درجة منخفضة من الجنف القيام بالمراجعات الدورية من أجل مراقبة الحالة، وملاحظة التغيرات التي تحصل في العمود الفقري بالتزامن مع عملية النمو، وعلى الرغم من وجود العديد من القواعد الإرشادية فيما يخص علاج اعوجاج العمود الفقري، إلّا أنّ قرار العلاج يعتمد على حالة المريض الفردية، ومن العوامل التي يتمّ اعتمادها لتحديد العلاج؛ الجنس وشدّة الانحناء وشكله وموقعه وكون الشخص بالغًا أم لا، وتتضمّن طرق علاج اعوجاج العمود الفقري بشكل رئيس الدعامات والجراحة ، وفيما يأتي بعض التفصيل في هذه الطرق:

علاج الجنف بالدعامات

يمكن أن يحتاج الشخص لتطبيق الدعامات عند كونه في فترة النمو وعند كون الانحناء بدرجة أكبر من 25 إلى 40 درجة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الدعامات لا تقوم بتقويم العمود الفقري، ولكنّها تقي من زيادة الاعوجاج فيه، وهذه الطريقة تُعدّ أكثر فعالية عند الحالات التي تُكشف باكرًا، ويجب التنويه إلى أنّه على من يحتاج هذه الدعامات القيام بارتدائها لفترة 16 إلى 23 ساعة في اليوم يوميًا حتّى الوصول إلى الفترة التي يتوقّف فيها عن النمو، حيث تزداد فعالية الدعامات مع زيادة عدد الساعات التي يقضيها المريض وهو مرتديها، وعادة ما يوصي الطبيب بارتداء هذه الدعامات حتّى الوصول إلى سنّ البلوغ وتوقف المريض عن النمو.

علاج الجنف جراحيًا

يزداد الجنف شديد الدرجة في تطوره مع مرور الوقت، ولذلك يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء عملية الجنف من أجل تخفيف شدّة الانحناء الحاصل وللوقاية من زيادته سوءًا في فترة لاحقة، وتُعرف أشيع الطرق الجراحية باسم عملية دمج الفقرات -أو تثبيت الفقرات- Spinal Fusion، حيث يقوم الجرّاحون في هذه العملية بدمج فقرتين أو أكثر من فقرات العمود الفقري مع بعضها البعض، ولذلك تُمنع هذه الفقرات من حركتها المستقلة، وتوضع أجزاء عظمية أو شبه عظمية بين هذه الفقرات وتُربط بالبراغي والقضبان من أجل الحفاظ على ثبات العمود الفقري ريثما تلتحم الفقرات وتشكّل عظمًا واحدًا متماسكًا، وعندما يتطوّر الجنف بسرعة كبيرة في عمر صغير، يمكن للجراح أن يقوم بتثبيت قضيب يمكن تغيير طوله بالتناسق مع نمو الطفل، حيث يتمّ تطويله عادة كل ستّة أشهر، وتتضمّن مضاعفات هذه العملية النزف والعدوى والألم والأذية العصبية، وفي حالات نادرة، يمكن أن تفشل العظام بالتعافي من العملية، ولذلك يمكن أن يُقترح إجراء عملية أخرى.

علاج اعوجاج العمود الفقري بالحزام

متى يوصي الطبيب بـ علاج اعوجاج العمود الفقري بالحزام ؟

واحد من كل ستة مرضى مراهقين تظهر عليهم علامات الاعوجاج خلال فترة النمو، وكلما زادت درجة الاعوجاج سيكون هناك حاجة أكبر لارتداء الحزام (الدعامة).

ما نوع الحزام الذي أحتاجه ولماذا ؟

الحزام يساعد على تقويم الاعوجاج، لذلك من المهم أن تساهم في اختيار الشكل والنوع المناسب لك مع الطبيب.

هناك نوعان مختلفان من الأحزمة:
1- الحزام البلاستيكي (الصلب).
2- الحزام المرن الناعم (الديناميكي).

عند تحديد نوع الحزام المناسب لك، سيأخذ طبيب وأخصائي التقويم في الحسبان نشاطاتك وأسلوب حياتك، والعديد من العوامل الأخرى مثل:
1- تحديد موقع الانحناء في العمود الفقري.
2- مدى مرونة انحناء العمود الفقري.
3- إذا كان الانحناء أحادي (من جانب واحد) أم مزدوج (من جانبين).
4- إذا كان لديك أي حالة مرضية أخرى.

ماذا يحدث إن لم أرغب بارتداء الحزام ؟

يعتبر علاج مرض الجنف بالحزام أحد الطرق المهمة التي تمكنك من منع تطور حالة الجنف، لكن عليك أن تعلم أن الحزام لن يعالج حالتك إلا إذا ارتديته لفترات طويلة، مثله مثل العديد من الأشياء في حياتنا ويبقى الخيار لك.
إذا أوصى طبيبك بوجوب ارتداء الحزام واخترت عدم ارتدائه ستتعرض لخطر زيادة درجة انحناء العمود الفقري، وهذا قد يتطلب منك إجراء عملية الجنف الجراحية في المستقبل .

اعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

أسباب الإصابة باعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

في أغلب الحالات، قد لا يتم معرفة السبب الحقيقي وراء اعوجاج العمود الفقري أو الجنف؛ حيث تظهر الإصابة إما عند الولادة مباشرةً أو في المراحل العمرية اللاحقة، وغالبًا ما تصيب الإناث بنسبة أكبر من الأطفال الذكور.

ومن الأسباب المحتملة للإصابة باعوجاج العمود الفقري عند الأطفال نذكر ما يأتي:

  • عوامل وراثية مرتبطة بالعائلة.
  • الإصابة ببعض الأورام السرطانية.
  • مشكلات متعلقة بالجهاز العصبي، مثل: ضمور العضلات، أو الشلل الدماغي.
  • وجود فرق في الطول بين الرجلين.
  • عوامل أخرى، مثل: العدوى، والحوادث، والإصابات.

أعراض الإصابة باعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

على الرغم من اختلاف الأعراض إلى حدٍ ما من طفلٍ إلى اخر، إلا أن الأعراض الشائعة للإصابة بالجنف قد تشمل ما يأتي:

  • وجود اختلاف في ارتفاع عظم الكتف.
  • وجود اختلاف في موقع أو ارتفاع الورك.
  • وجود فرق في ارتفاع جانبي الظهر أثناء الانحناء إلى الأمام.
  • وجود اختلاف بين الذراعين عند الاستقامة.
  • عدم ارتكاز الرأس في منتصف الجسم.

تشخيص الإصابة باعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

يتم تشخيص إصابة الطفل بالجنف عن طريق السؤال عن التاريخ الصحي، والقيام بالفحص السريري؛ إذ يتم إجراء اختبار الإنحناء الأمامي (Adam forward bend test) لتحديد نوع الإصابة.

كما يتم إجراء عدة فحوصات أو اختبارات، مثل:

  • فحص الأشعة السينية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • الأشعة المقطعية (CT scan).

يتم قياس زاوية أو درجة انحراف العمود الفقري باستخدام طريقة كوب (Cobb Method)، نسبةً إلى مخترعها الطبيب جون كوب، حيث يتم تحديد شدة الحالة بناءً على عدد الدرجات.

علاج اعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

عادةً ما يتم علاج الجنف اعتمادًا على صحة الطفل العامة، وعمر الطفل، وشدة الحالة، والأعراض الظاهرة، إذ يهدف علاج الجنف إلى منع ازدياد الانحراف أو تشوه العمود الفقري.

يشمل علاج الجنف ما يأتي:

1. الدعامة 

يتم اللجوء إليها أثناء فترة نمو العظام أو في حال كانت درجة الاعوجاج بسيطة، حيث يرتدي الطفل الدعامة البلاستيكية ليلًا ونهارًا للحد من تطور الحالة لحين تخطي مرحلة البلوغ.

2. التدخل الجراحي 

في حال تطور الحالة إلى أكثر من 45 درجة وعدم ثبوت فاعلية الدعامة؛ قد يضطر الطبيب إلى إجراء عملية جراحية يتم فيها ربط بعض الفقرات بأجزاء شبيهة بالعظم للحد من حركتها.

مضاعفات اعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

قد تؤدي الإصابة بالجنف في بعض الأحيان إلى عدة مضاعفات، خاصةً في حال لم يتم متابعة الحالة وعلاجها، وأهم هذه المضاعفات الاتي:

  • الام مزمنة في الظهر.
  • مشكلات جمالية تتعلق بالمظهر عند ازدياد الحالة سوءًا.
  • حدوث ضرر في القلب أو الرئتين، نتيجة ضغط القفص الصدري مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.

اعوجاج العمود الفقري والزواج

بصورة عامة لا يوجد تعارض بين الحمل وبين اعوجاج العمود الفقري سواء عند من أجرت الجراحة أو عند من لم تجر جراحة، ولكن الأمر لا يقيم بالتعميم فلا بد من رأي الطبيب المعالج والمتابع لحالتك.

وقد أثبتت بعض الدراسات الطبية وجود ارتفاع بسيط في الأعراض أو التقوس عند نسبة ممن كن يعانين من التقوس عند الحمل، فلا داعي للقلق، ويمكنك مراجعة طبيبك فهو الأقدر على تقييم وضعك لمعرفته التامة بالوضع لديك، كما لا أعتقد أن الأمر قد يؤدي إلى مشاكل زوجية، وخصوصاً إذا ما كان الزوج متفهماً لوضعك الصحي ومتسلحاً بالمعرفة.

اعوجاج العمود الفقري والحمل

في دراسة أجريت لبيان علاقة انحراف العمود الفقري والحمل، وذلك عند 118 حامل منهنّ 64 لديهنّ انحراف بالعمود الفقري الصدري، وثلثهنّ يملك انحرافًا يزيد عن 60 درجة، تبيّن أنّه وعلى الرغم من وجود ضيق التنفس عند 17% من الحوامل في التجربة، إلّا أنّ الحمل لم يتسبب بالمشاكل القلبية التنفسية لديهنّ، وقد حدث الألم الظهري في ما يقارب 21% من الحمول، وقد تمّت الولادة الطبيعية العفوية في 65% من الحمول، بينما أجريت القيصرية في 17%، وفيما يخصّ الولادات الطبيعية المُساعدة -أي بتطبيق الملقط أو المِحجم-، فلم يحدث أي تغيير من الناحية التوليدية مع وجود انحراف العمود الفقري، ومن هذا يمكن استنتاج أنّ علاقة انحراف العمود الفقري والحمل لا تزيد من فرصة حدوث المشاكل التوليدية أو المشاكل القلبية التنفسية. وفي دراسة أخرى تدعم السابقة، تبيّن أنّ الاختلاطات التوليدية والقلبية الرئوية نادرًا ما تنشأ حتّى رغم وجود الجنف الشديد، وذلك عند كون السعة الحيوية أو قدرة التهوية ومستوى تبادل الغازات بمقدار نصف المتوقّع.

السابق
عادات يومية سيئة تؤذي الظهر والعمود الفقري
التالي
التداخلات بين الادوية والمكملات الغذائية

اترك تعليقاً