صحة المرأة

أبرز ست مشاكل صحية تواجهها النساء

أبرز ست مشاكل صحية تواجهها النساء

في يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من آذارمن كل عام نشارككم أبرز المشاكل الصحية التي تواجه النساء حول العالم. بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإنّ معدل أعمار الإناث أعلى من الذكور في معظم دول العالم، إلّا أن ذلك لا يعني أنهن يحظين بحياة أكثر صحية من الرجال حيث أنه وبحسب المنظمة أيضاً تعاني نساء العالم من العديد من المشاكل الصحية التي لا يعانيها الرجال طيلة حياتهم.

ازدياد استخدام التبغ من قبل النساء

إن أعداد المدخنين من الرجال أكثر بعشر مرات منها في النساء، إلاّ أنه أعداد المدخنات ازدادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث لجأت العديد من شركات التدخين بإنتاج منتجات تبغ خاصة بالنساء  وإطلاق العديد من الحملات الإعلامية التي تهدف إلى إظهار التدخين كعادة عصرية، لذلك فإنّ التدخين ينتشر بازدياد ملحوظ بين النساء اليافعات وخصوصاً في الدول النامية.  وبحسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإنّ هنالك 250 مليون إمرأة حول العالم يدخنون بشكل يومي 22% منهم في الدول المتقدمة و 9% منهم في الدول النامية.

بالرغم من أنّ التدخين عادة تؤدي إلى تدمير الصحة ولها العديد من العواقب الصحية الوخيمة حيث يعتبر التدخين المسبب الأول للعديد من السرطانات منها سرطان الرئة، إلّا أن التدخين في النساء يعتبر أكثر خطورة كون النساء يواجهن صعوبة أكبر في الإقلاع عن التدخين إضافةً إلى أن علاجات النيكوتين المستخدمة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين تكون أقل فاعلية في النساء. كما أنّ النساء المدخنات يكن أكثر عرضة للإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن الناجم عن التدخين  بدرجة أشد من الرجال.

العنف ضد المرأة

بحسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن واحدة من كل ثلاث نساء من جميع أنحاء العالم تتعرّض للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل زوجها أو شريكها الحميم أو من قبل رجال آخرين، كما أن 38% من جرائم القتل المرتكبة بحق النساء يتم ارتكابها من قبل شريك المرأة. وبحسب منظمة الأمم المتحدة فإنّ ما يزيد عن 37% من النساء العربيات تعرّضن للعنف في حياتهم

وقد تختلف أنواع العنف المرتكبة ومنها العنف الجسدي أو العنف الجنسي وينبغي التنوية هنا أن العنف الجنسي لا يشمل الاغتصاب  فقط حيث أنه وبحسب الأمم المتحدة فإنّ أي أفعال أو أقوال أو تمهيدات جنسية تصدر من قبل أي شخص مهما كانت العلاقة الجامعة بينهما وأيًّا كان المكان تدخل ضمن سياق الاعتداء ويعاقب عليها القانون.

إنّ العنف الممارس ضد المرأة يزيد من خطر التعرض للأمراض المنقولة جنسياً، والاكتئاب والانتحار والإجهاض والإعاقات الجسدية الدائمة.

عند دخول قذيب في مؤاخر المراه ماذا يدحث يصبح حمل شو الاعراضي الي بتصير هل تؤثر في دوراه شهريه

أمراض المناعة الذاتية

هنالك ما يقارب ال 80 نوع من أمراض المناعة الذاتية والتي تحصل عند حصول خلل في جهاز المناعة الذاتية الخاص بالإنسان حيث يبدأ بمهاجمة أعضاء الجسم الداخلية أو الأنسجة أو الخلايا ومعاملتها كجزء غريب ودخيل، النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مقارنةً بالرجال وتعتبر هذه الأمراض هي المسبب الرئيسي للوفاة في الفتيات الصغيرات وممن هن في متوسط أعمارهن ومن هذه الأمراض:

  • مرض التصلب اللويحي: أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي، وتشير الإحصاءات حول العالم بأنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب اللويحي بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال ولا يزال السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض غير معروف.
  • مرض الذئبة: أحد أمراض المناعة الذاتية التي تستهدف المفاصل والجلد والكلى والقلب والدم والرئة ويكون هذا المرض أكثر شيوعاً في النساء بشكل عام إضافة.
  • مرض الروماتيزم: أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على مفاصل الجسم وتؤدي إلى الشعور بالألم والانتفاخ الناجم عن مهاجمة الجسم الغلاف الذي يحيط بالمفصل. النساء أكثر عرضة للإصابة بالروماتيزم بمقدار مرتان مقارنة بالرجال.

الأمراض التناسلية

تعتبر المشاكل التناسلية ثالث أكبر المشاكل الصحية التي تواجه النساء ممن هم في الفئة العمرية بين 15-44 عام، وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، يموت يومياً ما يقارب ال 1600 إمرأة كنتيجة لمضاعفات يمكن تجنبها أثناء الولادة وتحصل 99% من هذه الوفيات في الدول النامية.

الأمراض النفسية

تشير الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الاكتئاب والقلق المزمن والتوتر مقارنة بالرجال  بمقدار الضعف، ويعتبر الانتحار أحد الأسباب المؤدية للموت في النساء ممن تبلغ أعمارهن أقل من 60 عام.

اقرأ أيضاً: الاكتئاب النفسي لدى النساء

السرطان

وخصوصاً سرطان الثدي وعنق الرحم حيث يموت سنوياً ما يقارب نص مليون إمرأة بسبب سرطان الثدي ونصف مليون إمرأة أخرى بسبب سرطان عنق الرحم، تحدث هذه الوفيات غالباً في الدول منخفضة إلى متوسطة الدخل حيث تواجه النساء صعوبة في الإجراءات الوقائية والتشخيصية والعلاجية.

المشاكل التي تعاني منها المرأة في المجتمع

1. العنصرية
تتمثل في معاملة الفرد بشكل غير مماثل مع زملائه الآخرين وبصورة غير متكافئة كأن تجدي أن مديرك يتحيز للرجال أكثر في تطبيق المهمات الوظيفية على الرغم من مقدرتك عليها، ولكنه يجد أن عمل الرجل أفضل من النساء، فيتعمد تهميشك ووضعك في المهام البسيطة، التي لا تتمكني من خلالها من إثبات قدراتك العملية أو تجدي تمييزاً من جانب آخر من قبل المسؤولين لأشخاص غيرك تربطهم به علاقه الواسطة أو المصلحة.

الحل: ثقي دائماً بنفسك وقدرتك، واعلمي جيداً أن المهام الصغيرة هي السلم للصعود إلى المهام الكبرى، لذا قدمي أفضل ما عندك في ما يكلف إليكِ وأضيفي إليه مجهوداً خاصاً يجعل من المهمة الصغيرة مهمة متميزة كبرى تفرض نفسها على الجميع، كذلك حاوري وناقشي مسؤوليكِ وأثبتي لهم بكل ثقة أنك قادرة على تنفيذ المهام مع سرد مقترحات قيمة للموضوع المطروح للمناقشة، وافرضي نفسك على ساحة العمل، وحددي دورك ولا تجعلي نفسك فرداً صامتاً يأخذ ما تبقى له من الهوامش، وتناقشي وافرضي آراءك بوعي وتميز، والفتي الأنظار إليكِ من خلال عملك ومجهودك المميز الذي يتحدث عن قوة قدراتك.

2. الغيرة
لا تغضبي إن علمتِ أنك مصدر للغيرة ممن حولك، فهو أمر إيجابي يولد الحافز ويدفعك إلى العمل، ولكن قد تصادفين نتيجة غيرة الزملاء غير الأسوياء، وهي غيرة سلبية من قبلهم، فيتبعون جميع الطرق للإيقاع بك في الفشل ووضع المصائد والمكائد لك، ما يصيبك بالإحباط واليأس نتيجة وقوعك في شباك غيرتهم السلبية.

الحل: لا تأخذي الغيرة بغيرة مثلها تدفعك للانتقام، ولكن اجعلي تصرفك أرقى من أن تعامليهم بالمثل، واستمري في طريقك ولا تنظري لأفعالهم ولا تذكريها أمامهم، واظهري بمظهر الصامدة القوية المبتسمة دائماً، واجعليهم يخجلون من حسن تعاملك ومقابلتك الإساءة بالحسنة، ولا تثقي فيمن حولك بسهولة وتطلعيهم على أسرارك الحرفية في العمل، ولكن اجعليها نكهة خاصة لك لا يعلم أحد عنها، وتأكدي أن العقبات، التي توضع لك بسبب الغيرة وتصيد الأخطاء هي درجات يجب أن تجعليها سلماً حافزاً لإثبات نفسك ومهاراتك وقابليها بكل إصرار وثبات متحدية غيرتهم بعملك الجاد.

3. الغيبة والنميمة
دعينا نتفق على أن كثرة الحديث عن هذا وذاك في مجال العمل صفة أساسية تتواجد في معظم أماكن العمل خاصة إن كنت في مجال عمل نسائي، حينها ستكثر الأقاويل المليئة بالشائعات والكلام الخاطئ، فالنساء يتفنن بذلك لملء أوقات فراغهن أو من باب التسلية وأحياناً من باب الغيرة أو خلافات تحدث في بيئة العمل فيزيد التحدث هنا وهناك.

الحل: عندما تصادفين كثرة الغيبة والنميمة في محيط عملك عليكِ بالابتعاد تماماً عن تلك الجلسات أو التدخل في حواراتها، كي لا يوضع عليك اللوم في أنك أخطأت في حق أحدهم، واعرفي جيداً أن التحدث في أمور الزملاء هو تضييع للوقت وانتهاك لحقوق الآخرين، وإن وجدت نفسك مجبرة على الاستماع لمثل تلك الأحاديث حاولي أن تغيري محاور الكلام بفتح مواضيع عامة للحديث عنها بعيداً عن التحدث عن الزملاء.

4. تشويه السمعة
للأسف هناك بعض زملاء العمل ضعاف النفوس والأخلاق عندما يستنزفون جميع قدراتهم في الإيقاع بزميل لهم يعتمدون على مبدأ “كسره بتشوية سمعته” وسط بيئة العمل، ويعد الأمر أكثر خطورة وله أضرار بالغة على المرأة، إذ أن لها كينونة خاصة واحتراماً لا يجوز أن يمس أو يهتك من قبل الحاقدين.

الحل: بدايةً اعلمي أن هناك أموراً لا تؤخذ بالصمت أو بالبعد عنها واتباع مبدأ البعد عن المشاكل غنيمة، فسمعتك هي أساسك، لذا لا تجعلي أحداً يمسسها أو يقترب منها، وإن حدث ذلك فواجهي من عبث في سمعتك وشوهها بالأكاذيب والخداع، وكوني حازمة وقوية في مواجهتك معه، مؤكدة أن حياتك وكرامتك ملك لك، ومن يتعداها سينال ما لا يرضيه، ولا تتنازلي أو تتقاعسي في تقديم شكوى للرؤساء إن زاد الأمر عن حده لتأخذي حقك بالكامل ومحاسبة المسؤول عن ذلك، ولتجعليه عبرة لمن لا يتعظ كي لا يفكر أي شخص مرة أخرى في تكرار الأمر.

5. تحرش زملاء العمل
قد تتعرض بعض السيدات العاملات في الأماكن المختلطة للتحرش من الزملاء أو المراجعين في أماكن العمل، والذي تختلف مظاهرة إما بإلقاء العبارات والمعاكسات أو الإقدام على تصرفات لا أخلاقية تعد منافية للاحترام، مما قد يشعر المرأة بالإذلال والإحراج المليء بالخوف والصمت.

الحل: تأكدي سيدتي أن صمتك في ذلك الموقف لن يخفي المشكلة أو يعالجها، بل سيزيدها، لذا عليكِ بتحذير المتحرش بأسلوب التهديد أولاً، وكوني حازمة في تحدثك معه، ولا تظهري بمظهر الضعيفة الخائفة، التي من الممكن إجبارها أو تخويفها، وأظهري قوة تربيتك وشخصيتك في مثل ذلك الموقف، وابدئي بالتهديد والتوعد بفضح أمره إن كرر أفعاله، وإن لم يأتِ التهديد بنتيجة فلا تخافي من فضح أمره وتقديم شكوى ضده لكشف حقيقته أمام مرؤوسيه.

مشاكل النساء

أولاً: المهنة

71 % من النساء اللواتي أدلين برأيهن اعتبرن أن عمل المرأة مشكلة رغم توافر الأجواء لها بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، فهن مازلن يرين أن هناك تمييزًا ضد المرأة في العمل من حيث تلقيها أجرًا أقل بكثير من أجر الرجل حتى في الدول المتقدمة. وعلقت الدراسة: «ربما يكون في هذا جانب من الحقيقة، ولكن ماذا عن الفترة التي سبقت الثورة التحررية للمرأة في ستينيات العقد الماضي»؟

برأي اختصاصيي الدراسة إن الحصول على الإنجازات لا يأتي دفعة واحدة بسبب التراكمات السابقة. ولذلك فإن المرأة مازالت تطالب بالحقوق، وهذا يعني أن الإنجازات لم تكتمل بعد، وعليها التحلي بالصبر إلى أن يأتي ذلك اليوم، وتشعر فيه بأنها متساوية مع الرجل في كل شيء. تستدرك الدراسة: «ذلك لا يعني ولا بحال من الأحوال تفضيل الرجل على المرأة، وإنما إعطاء مزيد من الوقت؛ لكي تحقق المرأة طموحاتها. والدليل على ذلك هو أن هناك نساءً وصلن إلى أعلى المراتب في بعض المجتمعات، بما في ذلك منصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزيرات».

ثانيًا: الأسرة

لا يمكن الاستهانة بالإنجازات التي حصلت عليها المرأة في الأسرة. فقديمًا كانت هناك مجتمعات لا تقبل حتى بقدوم المواليد الإناث، ولكن اليوم هناك قوانين تعاقب من يتذمر من قدوم العنصر النسائي، بل إن هناك عائلات كثيرة تحبذ قدوم مواليد إناث انطلاقًا من الاعتقاد بأن الابنة لا تجلب المشاكل التي يجلبها الابن للأسرة.

ربما تواصل المرأة مواجهة مشاكل في الأسرة، ولكن ذلك يعتمد على حال الأسرة نفسها، وتفكيرها والاعتقادات التي تؤمن بها. ولكن على العموم فإن وضع المرأة تحسن بشكل لافت مقارنة مع العهود السابقة للثورة التحررية للمرأة.

ثالثًا: الزواج

66 % من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع أكدن أن الزواج قد تعقد بالنسبة للمرأة العصرية. ووصفت الدراسة ذلك بأنه حقيقة؛ فالزواج سابقًا كان أسهل بكثير من الوقت الحالي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المرأة القديمة كانت تنتظر الزواج فقط، وليس أي مستقبل آخر. لكن المرأة العصرية تفكر في تحقيق أمور كثيرة قبل الزواج كالدراسة والتخصص وبناء سيرة مهنية، وهذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى فوات قطار الزواج عليها. علّق اختصاصيو الدراسة: «لذلك السبب هناك مجتمعات متقدمة تعيش فيها المرأة وحيدة مثل الرجل من دون أي رابط زواجي».

رابعًا: الاستقلالية

وصفت الدراسة استقلالية المرأة بأنها ضرورية جدًا؛ لأن ذلك يساعد الرجل على تحمل نفقات الحياة جنبًا إلى جنب مع امرأة عاملة. لكن ما يحدث هو أن نسبة كبيرة من الرجال مازالوا يرفضون الاستقلالية الكاملة للمرأة؛ وذلك لأسباب غريزية متأصلة فيهم حول دور المرأة الاجتماعي والعائلي. وأكدت الدراسة أن 59 % من النساء يعتبرن أن شرط المرأة لتحقيق الاستقلالية يعوق الزواج، بل ربما يجعله مستحيلاً في بعض المجتمعات، وبخاصة مجتمعات دول العالم الثالث.

خامسًا: معايير الجمال

بدأت المرأة العصرية تواجه، حسب تقدير الدراسة، منافسة قوية من حيث معايير الجمال. فقديمًا كان الجمال الطبيعي للمرأة هو المعيار الوحيد لتقديرها، ولكن الوضع تغيّر، حيث إن 63 % من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع أكدن أن الجمال الطبيعي للمرأة في العصر الحديث يأتي في المقام الثاني؛ لأن ما يلفت النظر أكثر هو الجمال المصطنع المتمثل في مواد التجميل وعمليات التجميل. فالمرأة غير القادرة على الجمع بين هذين العنصرين ينظر إليها على أنها مازالت متأخرة.

سادسًا: الحمل

رغم أن الحمل والإنجاب حاجة غريزية في المرأة، ولكن بعض مفاهيم العصر الحالي تمنعها من تحقيق هذا الحلم. فهناك نساء عصريات يعتقدن أن الحمل يشوه جمال المرأة، ويؤدي إلى ترهلها بسرعة، ولذلك فهن يفضلن عدم خوض هذه التجربة. لكن ذلك، طبقًا لـ75 % من آراء النساء اللواتي شملهن الاستطلاع، يعتمد على المفهوم الشخصي والفردي للمرأة. وأضافت آراء أخرى أن الأوضاع الاقتصادية المعقدة قد تمثل حاجزًا أمام الرغبة في إنجاب الأولاد.

ما هي التحديات التي تواجه المرأة العربية

تواجه المرأة العربية تحديات كبرى في مسار تطورها وصراعها التاريخي من أجل الحصول على حقوقها المدنية والسياسية، نتيجة للصراع الداخلي الحاد داخل المجتمعات العربية بشأن حق المرأة في العمل والدراسة وفي التحكم في مظهرها الخارجي، حيث إنه كلما اعتقد المجتمع أن المرأة العربية الحديثة استطاعت أن تتجاوز وضعها كجارية أو أنثى خاضعة لإرادة الرجل الذي يمارس الوصاية على وجدانها وعقلها وجسدها، إلا ونجد أن هناك من يطالب باستمرار أن يعاد النظر في الوضعية الاجتماعية والقانونية للمرأة، بحيث يظل مستقبلها مرتبطاً بكونها أماً عليها أن تلزم بيتها لتربية أبنائها.
ويبدو أن حال المرأة هي أشبه ما يكون بوضع الديمقراطية في سياق الممارسة السياسية، بحيث إنه كلما تراجعت مقاومة الشعوب من أجل الحصول على حقوقها في المشاركة السياسية، كلما تقلص معها هامش الحريات الديمقراطية المتاحة لها، والملاحظة نفسها يمكن أن نسجلها بشأن الحقوق المشروعة التي يتوجّب أن تحصل عليها المرأة، إذ يمكننا أن نلاحظ بكل يسر أن هامش الحرية المتاح للمرأة يتقلص كلما تصاعدت قوة التيارات السياسية ذات التوجهات الشمولية وبخاصة ما تعلق منها بقوى الإسلام السياسي، التي تركز الجزء الأكبر من جهودها من أجل توظيف ملف المرأة بغرض استمالة القوى الذكورية المحافظة التي يسوءها أن تتبوأ المرأة مكانتها المرموقة في مجال التعليم والعمل والممارسة السياسية.
علينا الإقرار في كل الأحوال، أن وضعية المرأة في المجتمعات العربية ما زالت تتميز بالكثير من السلبية والصور النمطية التي لا تنظر إلى المرأة إلا من منطق كونها عورة، الأمر الذي يفرض مسؤوليات جسيمة على النخب الثقافية والسياسية من أجل قطع الطريق أمام القوى التي تريد أن تعيد المرأة إلى وضعية السبية والجارية التي يحرمها الرجل من آدميتها وإنسانيتها ليعاملها كبضاعة مخصصة لإشباع غرائزه ونزواته.
ويمكننا القول إذا ما أردنا الدقة إن حقوق المرأة مهددة في كل العالم وليس فقط في الوطن العربي، فالقراءة الموضوعية لتاريخ صراع المرأة من أجل الحصول على حقوقها توضِّح أن صورة المرأة ظلت سلبية إلى حد بعيد حتى في المجتمعات الغربية إلى غاية الخمسينات من القرن الماضي، ولم تحصل المرأة الأوروبية على حقها في الانتخاب إلا في مرحلة متأخرة من حقبتنا المعاصرة. وقد استطاعت المرأة بفضل اجتهادها ومثابرتها أن تغيِّر الكثير من الصور النمطية المتعلقة بقدراتها الفكرية والعضلية، حيث أصبحت المرأة مكوِّناً رئيسياً من مكونات أغلب الجيوش العالمية بما في ذلك الجيوش العربية، وبيّنت الدراسات التي أنجزها علماء التربية، أن الإناث استطعن أن يتفوّقن على الذكور في أغلب مجالات التعليم والتحصيل العلمي، بما في ذلك التخصصات العلمية الدقيقة والصعبة التي كان يسود اعتقاد بشأنها أن القدرات العقلية للمرأة لا يمكن أن تؤهلها من أجل البروز والتفوق فيها، مثل الرياضيات والعلوم العقلية المحضة التي كان يتم الترويج بشأنها إلى أن المرأة لا يمكنها أن تنافس فيها الرجل. ومع ذلك فإن الإيرانية والمسلمة مريم ميرزقاني استطاعت أن تكون أول امرأة في العالم تحصل على أعظم وأكبر جائزة عالمية في الرياضيات تضاهي جائزة نوبل، لتبدد بذلك كل الشكوك المتعلقة بالقدرات الذهنية والعقلية للمرأة.

قضايا المرأة في المجتمع

قضية المرأة، من جميع وجوهها، قضية إنسانية واجتماعية ومجتمعية عامة من الدرجة الأولى، من جهة، وقضية خاصة تتعلق باضطهاد المرأة وما تتعرض له من أشكال الظلم والاستغلال والقهر والعنف وما تعانيه من أنواع التمييز الجنسي والقانوني في سائر مجالات الحياة، من جهة أخرى. كونها قضية عامة يجعلها قضية الرجال والنساء على قدم المساواة، قضية المجتمع كله، أي قضية أنسنته وعقلنته وعلمنته ودمقرطته وتقدمه. فمن المحال أن يتحدث نصف المجتمع أو يتقدم دون نصفه الآخر. على أنه لا يجوز النظر إلى هذا التقسيم من الزاوية الكمية الخالصة، أو من الزاوية الإحصائية الخالصة، بل من زاوية التكامل الضروري والوحدة الجدلية بين الجنسين؛ لتوكيد حقيقة أن عضوية المرأة في المجتمع والدولة لا تختلف بأي معنى من المعاني عن عضوية الرجل فيهما، وأن مساعي التنمية الاجتماعية يجب أن تتجه إلى تنمية الجنسين على قدم المساواة. والحديث عن حرية الفرد وحقوق الإنسان يجب أن يستبعد الإيحاء الذكوري لعبارتي الفرد والإنسان؛ الإيحاء الذي يجعل الذهن ينصرف إلى أن حرية الفرد تعني حرية الرجل، وحقوق الإنسان تعني حقوق الرجل، بحكم صيغة التذكير الظاهرة للكلمتين، وكذلك في كلمة المواطن وغيرها، فاللغة تحمل سمات المجتمع الذي أنتجها، ويعيد إنتاجها، وخصائصة الذهنية النفسية. وإن للكلمات سحرها ومكرها؛ إذ تختزن كل منها تاريخها الدلالي والقيمي وتفرضه على السامع والقارئ. لا يكفي أن نقول: إن المرأة هي نصف المجتمع، في حين هي مربيته ومعلمته.  وكونها قضية خاصة يجعلها قضية النساء، في سعيهن إلى التحرر والمساواة، مقدمة لا بد منها للحرية التي ترقى بقضية المرأة إلى الصعيد العام. ولا فصل ميكانيكياً بين العام والخاص؛ فليس للأول من وجود فعلي إلا في الثاني، وليس للثاني من معنى أو من قيمة إلا في نطاق الأول. ذلك أن كل مكسب تحرزه المرأة في سعيها إلى التحرر إنما تهديه للمجتمع؛ مما يعني أن قضية المرأة لن تحسم في نهاية الأمر إلا على صعيد المجتمع ونظامه العام وشكل وجوده القانوني والسياسي. وهذه العلاقة الجدلية بين مستويي القضية العام والخاص تتأسس وتتجلى في العلاقة النوعية بين المرأة والرجل، أعني العلاقة الجنسية الأكثر حميمية التي يعيد بها الجنس إنتاج وجوده الاجتماعي، ولذلك سميت علاقة جنسية؛ وهذا ما يرقى بها عن أي شكل من أشكال الابتذال أو الإسفاف.

وقضية المرأة قضية تاريخية تضرب جذورها عميقاً في حياة الجماعة البشرية إلى الزمن الذي ظهرت فيه الملكية الخاصة، على الأرجح، وظهر معها الاستلاب واستغلال الإنسان للإنسان. وما يجعلنا نميل إلى ترجيح  ذلك أن المرأة لا تزال تعامل على أنها ملكية خاصة للرجل، شأنها شأن ما كان يملكه الرجل من عبيد وإماء. بل نكاد نقول إنها الأثر المتبقي من النظام العبودي القديم، والمتخفي في ثنايا النظام العبودي الجديد الذي رفع الملكية الخاصة إلى مصاف المقدسات، بل جعلها المقدس الوحيد في الواقع الفعلي، وفصلها عن المجتمع، ثم عن العائلة. ويتجلى ذلك الجذر العبودي في الثقافة السائدة على الصعيد العالمي، ولا سيما في المجتمعات المتأخرة كمجتمعاتنا، حيث ما تزال وضعية المرأة في هذه المجتمعات أقرب إلى ما كانت عليه في الماضي البعيد. ومن الصعب أن يجد المرء تفسيراً آخر لاستمرار دونية المرأة وتبعيتها للرجل غير نتوج العلاقات والقيم الاجتماعية عن شكل الملكية، بل عن نمط الإنتاج الاجتماعي الذي يتحدد بها، أعني إنتاج الثروات المادية والروحية على السواء؛ لأن كل إنتاج هو تملك، بالمعنى ذاته لقولنا: كل إنتاج هو استهلاك. ومن ثم فإن الإنتاج هو شكل تملك الإنسان للعالم مادياً وروحياً. ويندرج في هذا السياق إنتاج البشر لوجودهم الاجتماعي وعلاقاتهم الاجتماعية، وفي مركزها العلاقات الجنسية، ولنسمها العلاقات النوعية، لاستبعاد الإيحاء الشائع والمبتذل غالباً لـ “الجنس”. أليست المرأة المالكة وسيلة إنتاج عيشها، أو وسيلة إنتاج بوجه عام أكثر تحرراً، ولا أقول حرية، من غير المالكة؟ والتحرر هو السبيل إلى الحرية.

في أساس جميع العلاقات الاجتماعية والإنسانية تقبع العلاقة النوعية بين الجنسين، وهذه العلاقة هي الحب بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معان. فقد وضع أريك فروم مقولة الحب تحت مقولة التملك، ومقولة التملك تحت مقولة الاستهلاك، لتغدو مقولة الحب تحت مقولة الاستهلاك؛ فكانت النتائج التي وصل إليها أقرب إلى تفسير العلاقات الاجتماعية القائمة في المجتمعات الغربية وتسويغها. ويبدو لي أنه انطلق من مقدمة خاطئة جعلته يعطل العلاقة الجدلية بين الإنتاج والاستهلاك . وأظن أن الوضع الصحيح للمسالة هو أن نضع مقولة الحب تحت مقولة الإنتاج التي تعرِّف مقولة التملك ومقولة الاستهلاك؛ وإلا فسوف نصل إلى نتيجة مؤداها أن العلاقات الاجتماعية القائمة اليوم تتسق ومنطق الضرورة العقلية. والأمر ليس كذلك، فكل ما هو واقعي عقلاني، ولكن كل ما هو عقلاني واقعي أيضاً، بحسب الفيلسوف الألماني الكبير هيغل. العلاقات الاجتماعية القائمة عقلانية بالطبع، لأنها ممكنات الواقع التي تحققت بالفعل؛ ولكنها تنحو أكثر فأكثر نحو اللاعقلانية المباطنة لكل ما هو عقلاني. وذلك بحكم نمو المعرفة والعمل، بحكم تقدم الوعي ونمو الروح الإنساني، أي بحكم فاعلية العقل نفسه، وهي فاعلية نفي ونفي النفي لا تفتر ولا تتوقف إلا حين يعيش الناس الحاضر بدلالة الماضي، أو حين يحجر الماضي على الحاضر ويمسك الأموات بتلابيب الأحياء فيحددون وعيهم وأنماط سلوكهم. إن ما كان عقلانياً ذات يوم يكف عن كونه كذلك مع تقدم الوعي بصفته الوجود مدركاً، أي مع انبساط الروح الإنساني في العالم وفي التاريخ.

السابق
الغيرة أسبابها وطرق التخلص منها
التالي
تضييق المهبل

اترك تعليقاً