الحروق ومعتقداتها الخاطئة
تعد الحروق أحد أكثر الإصابات المنزلية شيوعاً، سواء كانت بسبب احتراق اليد بالفرن أثناء الخبز، أو حتى بسبب قضاء وقت طويل في الشمس، أو انسكاب القهوة الساخنة على الجسم، وتُصنف الحروق حسب شدتها إلى ثلاث درجات، ويمكن تحديد ما إن كان المصاب يحتاج إلى علاج طارئ أو يمكن إسعافه في المنزل فقط من خلال تحديد شدة الحرق، حيث لا تتطلب جميع الحروق زيارة المستشفى.
درجات الحروق
يعتبر الحرق من الدرجة الأولى هو أقل أنواع الحروق ضرراً، وذلك لأنه يؤثر على الطبقة الخارجية من الجلد فقط، وعادة ما يسبب ألم خفيف، واحمرار، وتورم بسيط، وتقشر في الجلد، أما الحروق من الدرجة الثانية فهي أشد من حروق الدرجة الأولى، حيث تؤثر على الطبقات العميقة من الجلد، وتتسبب في ظهور بثور، وبشرة بيضاء رطبة ولامعة، وتتضمن الحروق من الدرجة الثالثة إتلاف جميع طبقات الجلد، وقد يصل الضرر أحياناً إلى الأنسجة الأساسية ويُتلف الأعصاب، بينما قد تشمل حروق الدرجة الرابعة المفاصل والعظام.
تعتبر الحروق من الدرجة الثالثة والرابعة حالات طوارئ طبية ويجب معالجتها فقط في المستشفى، بينما يمكن علاج الحروق من الدرجة الأولى، والحروق من الدرجة الثانية التي يقل قطرها عن 3 بوصات في المنزل، يحيث يمكن التخفيف من الألم، وتقليل الأضرار الناتجة عن الحرق، والحد من خطر الإصابة بمضاعفات من خلال استخدام مواد موجودة بالفعل في المنزل.
هناك أيضاً مجموعة متنوعة من العلاجات التي ينبغي تجنب استخدامها، حيث أن كثير منها بلا فائدة، وربما تزيد من احتمال الإصابة بمضاعفات خطيرة.
التهاب الحروق
يبقى التهاب الحروق هو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة عند مرضى الحروق، ويمكن أن يصعب تشخيص التهاب حرق معين بسبب تشابه التظاهرات الجلدية أو الجهازية المختلفة التي يمكن أن تُشاهد في الإصابات بالحروق وفي الإنتان على حدّ سواء، وهناك العديد من العوامل التي ترفع نسبة الإصابة بالتهاب الحروق بعد حدوث الحرق، وبشكل عام، يملك المصاب بحرق من الدرجات العالية احتمالية أكبر بالطبع للإصابة بهذا الالتهاب مقارنة مع المصاب بحروق خفيفة الدرجة أو متوسطة الدرجة، ويمكن الحصول على التشخيص الأكيد لالتهاب الحروق بالحصول على خزعة جلدية من منطقة الحرق والفحص المباشر للعيّنة أو زرعها على الأوساط الجرثومية المناسبة للحصول على هوية العامل الممرض بالإضافة إلى إجراء اختبار التحسّس تجاه الصادات والذي يمكن أن يساعد في اختيار العلاج الأنسب بحسب الجرثوم، ولكن عادة ما يتم البدء بالعلاج بالصادات الحيوية واسعة الطّيف في الحالات التي يشتبه فيها التهاب الحروق من الناحية السريرية، وتُقدّر القيمة التي يتم تشخيص التهاب الحروق من خلالها بأكثر من 105 جرثومة في الجرام الواحد من العينة النسيجية.
وتُعد الأسباب الرئيسة لالتهاب الحروق من الناحية الجرثومية هي الإصابة بالعنقوديات والزوائف، ولكن هذه الأنواع يمكن أن تختلف بحسب طبيعة المكان الذي حدث فيه الحرق والمنطقة الجغرافية، كما يمكن التفكير بالجراثيم السليمة أو النافعة التي تنمو بشكل طبيعي على سطح الجلد، فبعضها يُعد من البكتيريا الانتهازية التي تسبّب الالتهاب عند قدرتها على ذلك.
هل من الأفضل تغطية الحروق
عادةً ما كان ينصحنا الآخرون بترك الجروح مكشوفة بعد تنظيفها وتعقيمها حتى تتعرض للهواء النقي ويُسرِّع ذلك في التئامها. هذه النصيحة كنَّا نسمعها مرارًا عندما كنّا صغارّا وكثيرًا ما نتعرَّض للكدمات والجروح. وعلى الرغم من أن فكرة ترك الجرح مكشوف من المسلَّمات وتبدو إلى حدٍ كبير فكرة منطقية، إلا أن الطاقم الطبي في المستشفيات يُسارعون إلى تضميد الجرح الجديد بعد تنظيفه.
مخاطر ترك الجروح مكشوفة
في البداية، دعنا نتّفق على حقيقة، وهي أن ترك الجرح الحديث مكشوفًا لن يساعد بأي شكلٍ من الأشكال في شفائه بسرعة، باستثناء الجروح البسيطة أو الكشطات. فالأفضل دائمًا تغطية الجرح بالضمادة.
لماذا تغطية الجروح أمرٌ في غاية الأهمية؟
لأننا بذلك نُحافظ على نظافة الخلايا وتشكُّل القشرة، ما يُقلل فرص حدوث ندبات مكان الجرح. فتغطية الجرح تُساهم بالحفاظ على رطوبته ما يُعزز من شفاء البشرة بشكلٍ أفضل.
كما أنه يُقلل من فرص تلوُّث الجرح والتهابه والإصابة بالعدوى. كما أن الجرح المكشوف معرَّض للتوسع وقد يُساهم ذلك بتفاقم الإصابة. لذلك، إن تعرّضت مستقبلًا لأي إصابة، من الأفضل أن تستعمل ضمادات لضمان شفاء الجرح بطريقة صحية سليمة.
كيفية تنظيف الحروق
يعتمد علاج الحروق على نوع ومدى الإصابة، ويتم عادة التعامل مع معظم الحروق البسيطة في المنزل باستخدام المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو باستخدام نبات الألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe Vera) الذي يعتبر أحد أنواع الصبر، أما الحروق الخطيرة؛ فقد تحتاج إلى الجراحة بعد تقديم الرعاية المناسبة والإسعافات الأولية. ويهدف العلاج عامة إلى السيطرة على الألم، وإزالة الأنسجة الميتة، ومنع حدوث العدوى، والحد من تشكّل الندوب.
يجب تغطية الحرق بشاش معقم، كما من المهم عدم الضغط بشدة على منطقة الحرق. يمكنك استخدام مسكنات الألم المنزلية. يتوجب الامتناع عن فقء البثور لأن هذه العملية تزيد من خطر حدوث التلوث. إذا انفجرت البثور، يجب تنظيف المكان جيدا باستخدام الماء والصابون، ثم دهن مرهم مضاد حيوي وتضميد الحرق.
اغسل بلطف الحروق الطفيفة بالصابون السائل غير المعطّر مرتين في اليوم. أغمر الحرق في ماء بارد باعتدال او اسكب بلطف الماء عليه لمدة 10 دقائق. اسمح للحرق ان يجف في الهواء او ربتّه برفق بقطعة قماش او منشفة ناعمة ونظيفة ليجف. إذا كان لدى حرق طفلك بثور، لا تكسرها. سوف تعمل البثرة بمثابة طبقة واقية من العدوى. إذا حدث وانكسرت البثرة، ضع مرهم مضاد حيوي، مثل Polysporin عليها وقم بتغطيتها بواسطة شاش معقم او ضمادة.
تغطية الحروق بالشاش
إذا كان حرق طفلك كبيراً، قم بتغطيته على نحوٍ فضفاض بواسطة شاش معقم او غطاء نظيف. لا تلف الحرق باحكام. ان تغطية الحرق ستبقي المنطقة نظيفة وتحد من الالم. لا تستخدم كرات القطن على الحرق الجديد وتجنب وضع اي مراهم عليه في هذا الوقت.
متى يتقشر الحرق
قد يتقشر الجلد المصاب خلال 3 – 10 أيام من الإصابة بالحرق.
مراحل شفاء الحروق
يختلف علاج الحروق وتتباين مراحل شفاء الحروق حسب العمق والمساحة التي يغطّيها ذلك الحرق، حيث أنّ آثارالحروق تُعتبر ديناميكيّة وفي تغيّر مستمر وتمرّ في مراحل شفاء عديدة، ومن مراحل شفاء الحروق حسب درجة الحرق:
- تلتئم حروق الدرجة الأولى بمفردها في غضون أسبوع دون التسبّب في ندوب.
- تلتئم حروق الدرجة الثانية خلال أسبوعين تقريبًا، وفي بعض الأحيان تترك آثار ندبة لكنها قد تتلاشى مع الوقت.
- يمكن للحروق من الدرجة الثالثة أن تستغرق شهورًا أو سنواتٍ للشفاء، وتقوم بترك آثار وندبات قد تحتاج إلى ترقيع الجلد لتقليل هذه الآثار.
علاج الحروق المنتفخة
تمتلئ الفقاعات بالسوائل، وتتكون نتيجة الإصابة بالحروق؛ إذ تحمي المنطقة المصابة من المضاعفات وخطر الإصابة بالعدوى، ويُعتبر تكوّن الفقاعات رد فعل من الجسم؛ لحماية الطبقات الدّاخلية حتى يتم شفاؤها من الحروق، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب تجنب تدمير هذه الفقاعات.
طرق مختلفة للعلاج
يتم علاج فقاعات الحروق من خلال طرق عدة، ومنها ما يأتي:
- تنظيف منطقة الحروق برفق من خلال استخدام الماء والصابون غير المعطر.
- الامتناع عن محاولة ثغر الفقاعات حتى لا تُصاب المنطقة المُصابة بالعدوى.
- حماية منطقة الحروق من خلال لف الجزء المصاب بضِمَادَة معَقّمة وغير لازقة مع عدم الضغط على الحروق.
- وضع المرهم قبل لف الحروق وقد يحتوي المرهم على نبات الصبّار.
- في حال الشعور بالألم يمكن استخدام مسكّنات، ومنها: الباراسیتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- حماية المنطقة المصابة من أشعة الشمس من خلال استخدام واقي الشمس.
- في حال تلف الفقاعات يتم استخدام مرهم يحتوي على مضاد حيوي.
- التأكد من شفاء الحروق بشكل صحيح وعدم وجود علامات للعدوى