أمراض القلب والشرايين

حقائق حول السكتة الدماغية الشبابية

حقائق حول السكتة الدماغية الشبابية

السكتة الدماغية (أو: الجلطة الدماغية – STROKE)، وكانت تعرف بالانجليزية سابقا باسم حادثة وعائية دماغية (Cerebrovascular accident – CVA) تحدث عندما يتوقف، أو يتعرقل بشدّة، تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، مما يحرم أنسجة المخّ من الأكسجين الضروري جدا ومواد التغذية الحيوية الأخرى. ومن جراء ذلك، تتعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة.
السكتة الدماغية هي حالة طوارئ طبية، والعلاج الفوري لها أمر بالغ الحيوّية والأهمية، إذ يمكن من خلاله تقليل الأضرار للدماغ ومنع المضاعفات المحتملة ما بعد السكتة.

من حسن الحظ إنه بالإمكان معالجة السكتة الدماغية. إن رفع مستوى السيطرة على معظم عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل فرط ضغط الدم (Hypertension)، التدخين وفرط الكولسترول في الدم (High blood cholesterol)، هي السبب الرئيسي، على الأرجح، لانخفاض حالات السكتة الدماغية.

تنتج غالبية السكتات الدماغية عن نقص تروية مرافقة لانسداد تدفق الدم إلى الدماغ أو فيما يُعرف بالجلطة الدماغية الناجمة عن النزيف داخل الدماغ أو ما حوله ( السكتة الدماغية النزفية ) في 20 % من الحالات وخاصة بين صغار السن , وتقدر الدراسات أن 40 – 50 % من السكتات الدماغية لدى البالغين الأصغر سنا ناجمة عن النزيف .

بالرغم من عدم القدرة على تحديد العامل المُسبب للسكتة الدماغية في 30 % من الحالات الا ان توافر بعض عوامل الخطر قد يزيد فرصة اصابة صغار السن بالسكتة الدماغية ومنها :

ارتفاع ضغط الدم

يُعد ارتفاع ضغط الدم من عوامل خطر الاصابة بالسكتة الدماغية الرئيسية بين البالغين بغض النظرعن عمرهم وثبت أن 30 % من الأشخاص الذين تعرضوا للسكتة الدماغية تحت سن الخمسين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم .

الاصابة بالسكري

تشير بعض الدراسات إلى أن مرض السكري يلي ارتفاع ضغط الدم في كعامل خطر للاصاية بالسكتة الدماغية في مرحلة الشباب .

أمراض الأوعية الدموية

تنتج هذه الأمراض عن ضعف في جزء من نظام الأوعية الدموية عفلى سبيل المثال قد يتسبب انتفاخ بقعة ضعيفة في جدار الشريان فيما يُعرف بتمدد الأوعية الدموية مما يزيد خطرانفجاره وبالتالي السماح للدم بالتسرب داخل الدماغ فيما يُعرف بالنزيف الدماغي .

الرجفان الأذيني

يُعد الرجفان الاذيني شكل من أشكال عدم انتظام دقات القلب ويتسبب في اضطراب عملية ضخ الدم مما يزيد من فرصة تكون الخثرات الدموية في القلب وانتقالها عبر مجرى الدم الى الدماغ والتسبب بالسكتة الدماغية .

الصداع النصفي

أكدت الدراسات الحديثة أن الصداع النصفي المرافق للهالة البصرية (اضطراب في الرؤية يسبق حدوث الصداع) من عوامل الخطر للاصابة بالسكتة الدماغية وخاصة بين السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً . كما ثبت أن التدخين واستخدام أقراص منع الحمل يزيد من هذا الخطر.

استخدام حبوب منع الحمل المركبة من الاستروجين والبروجسترون

حبوب منع الحمل تزيد فرصة تكون الخثرات الدموية كما تتسبب بارتفاع ضغط الدم ولذلك يُوصى بتجنب استخدامها من السيدات اللواتي تتوافر لديهن عوامل الاصابة بالسكتة الدماغية كارتفاع ضغط الدم أو التدخين .

متلازمة الدهون الفوسفورية

يهاجم الجهاز المناعي الدهون والبروتينات الهامة في مجرى الدم ويُغير من اتساقها مما يزيد فرصة تكون الخثرات الدموية في شرايين الدماغ , ويعتقد ان هذه المتلازمة مسؤوله عن 20 في المائة من السكتات الدماغية بين الاشخاص الذين تقل اعمارهم عن 45 عاماً .

الجلطة الدماغية الخفيفة

الجلطة الدماغية الخفيفة قد تصيب عددًا كبيرًا من الأشخاص، تمرُّ مرور الكرام من دون التنبّه لأعراضها. علمًا بأنه من الضروري التعرّف إلى أعراضها والمبادرة إلى العلاج من أجل تجنّب جلطات أخرى أكثر حدّة.

تحتاج الخلايا في جسم الإنسان إلى الأكسجين بشكل دائم لتبقى حية، وهو الدور الذي يقوم به الدم الذي يتدفق إلى خلايا الجسم لنقل الأكسجين.
وتحدث الجلطة الدماغية الخفيفة نتيجة انقطاع تدفق الدم إلى جزء صغير من المخ لوقت قصير جدًا، ولكنها قد تكون مؤشرًا خطيرًا لحدوث جلطة دماغية معقدة في وقت لاحق.

أعراض الجلطة الدماغية الخفيفة

– صعوبة في الكلام: يجد الأشخاص الذين يتعرضون لجلطة دماغية خفيفة أنفسهم غير قادرين على الكلام، فقد يكون المريض غير قادر على انتقاء الكلمات المناسبة للتعبير عما يدور في ذهنه، أو قد يكون غير قادر على فهم الكلام الموجّه إليه من قِبل الأشخاص المحيطين به.
– الكمنة العابرة: وتعرف أيضًا باسم العمى العيني العابر. وفي الكمنة العابرة تصبح رؤية الشخص بعين واحدة خافتة أو ضعيفة، كما يتحول العالم في عين المريض إلى اللون الرمادي، وقد تصبح الألوان باهتة، ويفقد المريض أيضًا القدرة على قراءة الكلمات على الصفحات البيضاء. ومن الممكن أن يستمر هذا العارض لعدة ثوانٍ أو دقائق، فيما قد يؤدي التعرّض للضوء الساطع إلى تفاقم الأمر.
– فقدان الوعي: قد يعاني المصاب بالجلطة الدماغية الخفيفة من أعراض عصبية مثل فقدان التوازن، وتغير مستوى الوعي، والدوّار والصداع الحادّ، وقد يتطور الأمر إلى فقدان الوعي تمامًا لفترة قصيرة من الوقت.
– اضطراب الكلام الحركي: هو اضطراب كلامي عضلي، تصبح فيه عضلات الفم أو الوجه أو الجهاز التنفسي ضعيفة وتعاني من صعوبة في الحركة.
– أعراض حسية: مثل تنميل الأطراف، وضعف أو خدران في الجانب الأيمن أو الأيسر من الوجه أو الجسم، وقد يفقد المريض حواس الذوق والشم لفترة قصيرة.

أسباب الجلطة الدماغية الخفيفة

  • تصلب الشرايين: خصوصًا الشريان السباتي والشريان الفقري خارج الدماغ أو الشرايين الدموية الدماغية.
  • الصمة أو الخثرة الدماغية: الصمة هي كمية من الدم تجلطت في شريان بأحد الأعضاء ثم انتقلت إلى عضو آخر، وقد يكون مصدر الصمة الدماغية الإصابة بأحد أمراض صمامات القلب.
  • تشريح الشرايين: يحدث تشريح الشرايين عند حدوث تمزق صغير في البطانة الداخلية لجدار الشرايين، وعندها يكون الدم قادرًا على دخول المنطقة بين الطبقات الداخلية والخارجية للوعاء الدموي، مما يسبب تضيّق الشريان أو انسداده بالكامل.
  • التهاب الشرايين: مرض نادر قد يحدث لدى الشابات، وعادةً ما يكون سببه الرئيسي هو التهاب الأوعية الناخر، كما يمكن أن تتسبب به المخدرات، وأمراض النسيج الضام.
  • الأورام: مثل سرطانات الدماغ أو التجمع الدموي.
  • فرط تخثر الدم: وهي حالات مرضية تكون فيها عوامل تخثر الدم مرتفعة بشكل كبير لأسباب وراثية جينية في معظم الأحيان.

علاج الجلطة الدماغية الخفيفة

لا تدوم أعراض الجلطة الدماغية الخفيفة لمدة طويلة، إذ قد تختفي قبل وصول سيارة الإسعاف. ولكن حوالي 1 من كل 3 أشخاص يتعرضون لجلطة دماغية معقدة خلال سنة واحدة من تعرضهم لجلطة دماغية خفيفة، لذلك يتركز العلاج حول إمكانية منع تكوّن الجلطة وتفادي وقوعها، بوصف بعض الأدوية المضادّة للتجلط، وهي أدوية تعمل على منع تكدس الصفائح الدموية التي تلعب دورًا رئيسًا في تكوّن الجلطات الدموية

أعراض تسبق الجلطة الدماغية

إذا كانت لديك أنت أو أي شخص آخَر سكتة دماغية، فأَوْلي اهتمامًا خاصًّا بالوقت الذي بدأتْ فيه الأعراض. تكون بعض خيارات العلاج أكثر فاعليةً عندما تُقدَّم بعد فترة قصيرة من بدء السكتة الدماغية.

تشمل مؤشرات وأعراض السكتة الدماغية ما يلي:

  • مشكلة في التحدث وفهم ما يقوله الآخرون. قد تتعرَّض للاضطراب أو تتحدَّث بغير وضوح أو تواجِه صعوبة في فهم الكلام.
  • قد يحدث شلل أو خَدَر بالوجه أو الذراع أو الساق. قد تُصاب بخَدَر مفاجئ، أو ضَعْف أو شلل بوجهك، أو ذراعك أو ساقك. غالبًا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم. حاوِلْ رَفْع كلتا ذراعَيْك فوق رأسك في نفس الوقت. إذا بدأت إحدى ذراعَيْك بالسقوط، فربما تكون مصابًا بسكتة دماغية. أيضًا قد يهبط أحد جانبي الفم عند محاوَلة الابتسام.
  • مشاكل في الإبصار في عين واحدة أو كلتا العينين. قد تشعر فجأةً بتَغيُّم الرؤية أو رؤية سوداء بإحدى العينين أو كلتيهما، أو ربما تشعر برؤية مزدوجة.
  • الصُّداع. قد تشير الإصابة بصداع مفاجئ وشديد، قد يكون مصحوبًا بالقيء، أو الدوار أو تغيُّر في الوعي، إلى أنك مصاب بسكتة دماغية.
  • صعوبة في المشي. قد تتعثر أو تفقد اتِّزانك. قد تعاني أيضًا من ترنُّح أو دوخة مفاجئة.

الجلطة الدماغية العابرة

الجلطة الدماغية العابرة (Transient Ischemic attack- TIA) هي نقص مؤقت في تدفق الدم في جزء من الدماغ.

قد يسبب أعراض تشبه السكتة الدماغية التي تختفي في غضون 24 ساعة، وعلى عكس السكتة الدماغية لا تسبب الجلطة الدماغية العابرة إعاقات دائمة.

وهي أيضًا عبارة عن تحذير، فحوالي ثلث من الذين أصيبوا بالجلطة الدماغية العابرة يصابون في نهاية المطاف بسكتة دماغية، مع حدوث نصفها تقريبًا في غضون عام من الإصابة بالجلطة الدماغية العابرة.

وتعطي الجلطة الدماغية العابرة فرصة لمنع حدوث السكتة الدماغية في المستقبل.

ما هي أعراض الجلطة الدماغية العابرة؟

قد يكون من الصعب تحديد الإصابة بسكتة دماغية صغيرة ، ولكن قد تشير بعض الأعراض إلى أنك أصبت بها دون أن تشعر. ومن أكثر أعراض الجلطة الدماغية العابرة شيوعًا:

  • حدوث اضطراب لغوي.
  • صعوبة جسدية عند التحدث(عسر الكلام Dyslexia).
  • اضطراب في الرؤيا.
  • الارتباك.
  • فقدان التوازن.
  • تنميل.
  • التغير في مستوي الوعي.
  • الشعور بالدوار.
  • فقدان الوعي.
  • صداع شديد.
  • ضعف أو خدر في الجانبين الأيمن أو الأيسر من الوجه أو الجسم.
  • العمى بإحدى العينين أو كليهما.
  • الرؤية المزدوجة.

قد تكون الأعراض مختلفة اعتمادًا على منطقة الدماغ التي حدثت فيها الجلطة الدماغية العابرة.

أعراض الجلطة الدماغية عند الشباب

في سياق الحديث عن أعراض الجلطة الدماغية عند الشباب يُشار إلى أنّ ما نسبته 10% من حالات السكتة الدماغية تؤثر في الأفراد ممّن تقلّ أعمارهم عن 45 عامًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ تشخيص هذه الحالة يتمّ بالاعتماد على العلامات والأعراض التي يشكو منها المريض إضافة إلى إجراء مجموعة من الاختبارات، وتتضمن أعراض الجلطة الدماغية عند الشباب ظهور مُفاجئ لأعراض مُعينة، يُمكن بيانها على النّحو الآتي:

  • الخدران أو الضعف.
  • الارتباك أو مواجهة صعوبة في التحدّث.
  • فقدان الرؤية.
  • الدوار أو عدم التوازن.
  • الصداع الشديد.

متى يشفى مريض الجلطة الدماغية

هناك الكثيرين ممن تعرضوا للسكتة الدماغية يتسائلون عن موعد الشفاء التام منها، علمًا بأن الفترة تختلف من شخص لاخر، وحسب شدة الجلطة، تعرف على الإجابة في هذا المقال.

تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف تدفق الدم إلى قسم من الدماغ بسبب وجود أوعية دموية مجزأة أو جلطات دموية.

يبدأ التعافي بعد السكتة الدماغية عندما تعود استجابة الدماغ بشكل طبيعي، حيث يتم تعديل وظائف الدماغ لتقليل من الخطر في المنطقة المصابة.

وبعد حدوث السكتة الدماغية، يجب أن يدرك المريض أن العملية بطيئة وغير مؤكدة، لأن شدة السكتة يمكن أن تختلف، ويمكن للأطباء والممرضات والمعالجين تقدير استجابة كل مريض بناءً على وضع السكتة.

الفترات اللازمة للعلاج

بعد قيام الطبيب بتقييم ومعالجة أي من حالات السكتة الدماغية، واتخاذ خطوات احترازية لمنع حدوث مضاعفات إضافية، تكون فترات ما بعد العلاج مقسمة على النحو التالي:

  1. أثناء المكوث في المشفى: أي الفترة الي يكون فيها المصاب في المستشفى تحت الرعاية الطبية، يشجع الطبيب من خلالها على ممارسة مجموعة من تمارين الحركة.

غالباً ما تنطوي عملية إعادة التأهيل على إعادة تعلم المهام الأساسية مثل الأكل وارتداء الملابس، كلما شعر الشخص بمزيد من الاسترخاء وعدم الإرهاق، زادت سرعة تعافيه.

  1. عند مغادرة المستشفى: يذهب المريض إما لمراكز لإعادة التأهيل، وهناك عدة خيارات يمكنه التوجه إليها ومنها:
  • العلاج في المستشفى
  • العلاج في وحدة الرعاية
  • العلاج في مستشفى إعادة التأهيل
  • العلاج المنزلي
  • العلاج في العيادات الخارجية
  • العلاج والرعاية التمريضية الماهرة في منشأة الرعاية طويلة الأجل.
  1. بعد العودة إلى المنزل: قد يقوم بعض المرضى أيضًا بإعادة التأهيل من تلقاء أنفسهم باستخدام أدوات العلاج المنزلي أو مقاطع الفيديو التالية عبر الإنترنت.
  2. الأسابيع الأولى: إن أول خمسة إلى ستة أسابيع من تعافي السكتة الدماغية هي الأكثر كثافة، فخلال هذه المدة يخضع المرضى للعلاج في العيادات الخارجية.

يتم إجراء عدة أنواع من التمرينات البدنية المكثفة خلال خمسة أو ستة أيام في الأسبوع، قد يكون هناك أيضًا خيار في تلقي العلاج الطبيعي في المنزل، وهذا علاج مثالي للمسنين بشكل خاص.

  1. الأشهر الثلاثة الأولى: هي عندما يحدث للمريض أكبر قدر من التحسن، ولكن إذا تأثر جذع الدماغ خلال فترة السكتة الدماغية، فقد يستغرق التحسن فترة تصل إلى عام أو حتى لفترة أطول.
  2. انقضاء ستة شهور على العلاج: على الرغم من أنها لا تحدث بنفس السرعة التي حدثت بها خلال الأشهر الثلاثة الأولى إلا أن معظم التحسينات تحدث خلال الأشهر الستة الأولى من السكتة الدماغية الأولية.
  3. مرور سنتين على العلاج: بالنسبة للمصابين بالسكتة الدماغية وفاقدين القدرة على الكلام بنسبة 25-40%، يمكن أن يستغرق الأمر فترة تصل إلى سنتين لاستعادة قدرتهم على الكلام بالكامل.

تعتمد قدرة الناجي من السكتة الدماغية على التحسن خلال هذه الفترة على جهدهم الفردي ودعم أصدقائهم وعائلاتهم وأطباءهم.

السابق
تكبير الثدي و الرضاعة الطبيعية
التالي
أهمية استخدام الفوط اليومية

اترك تعليقاً