نقص فيتامين د والاكتئاب
فيتامين د أو ما يُعرف بفيتامين الشمس (بالإنجليزيّة: Sunshine vitamin)؛ وذلك لأنّ الجسم يُنتجه بشكلٍ طبيعيٍّ عند تعرُّضه لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه أيضاً من خلال بعض الأطعمة والمكمّلات الغذائية، ويُعدّ فيتامين د من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويشمل ثلاثة أنواعٍ هي؛ فيتامين د1، وفيتامين د2، وفيتامين د3، ويمتلك فيتامين د العديد من الفوائد المهمّة لصحة الجسم؛ فهو يساعد على تنظيم امتصاص عُنصريّ الكالسيوم والفسفور، وتسهيل وظيفة الجهاز المناعي، كما أنّه يُعدّ مهمّاً لعملية النموّ، وتطوير العظام والأسنان، بالإضافة إلى تحسين المقاومة الجسدية ضد بعض الأمراض، وعلى عكس الفيتامينات الأخرى فإنّ فيتامين د يشابه الهرمونات في وظائفه؛ إذ تمتلك كلّ خليةٍ في الجسم مستقبلاتٍ له، ويُعدّ نقصه شائعاً بين الناس؛ حيث يُقدّر بأنّ حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم يُعانون من انخفاض مستوياته.
أسباب نقص فيتامين د
1- لا تقوم باستهلاك الكميات الموصى بها منه
يحدث هذا بالأغلب عندما تتبع نظاماً غذائياً نباتياً صارماً تكون فيه مستويات فيتامين د منخفضة جدًا.
معظم المصادر الطبيعية لفيتامين د تعتمد على منتجات الحيوانات، مثل الأسماك وزيوت الأسماك وصفار البيض والحليب المدعم وكبد البقر.
2- لا تتعرض لأشعة الشمس بالشكل الكافي
كما ذكرنا، فإن المصدر الأساسي لفيتامين د هو التعرض لأشعة الشمس، بالتالي عدم القيام بذلك بالشكل المطلوب من شأنه أن يسبب نقص في مستويات فيتامين د.
قد تكون عرضة لنقص فيتامين د في الحالات التالية:
- إذا كنت تقضي معظم الوقت في المنزل.
- تعيش في خطوط العرض الشمالية.
- ترتدي ملابس طويلة طوال الوقت.
- في حال كانت مهنتك تمنعك من التعرض لأشعة الشمس.
3- تمتلك بشرة داكنة
إن كنت من الأشخاص الذين يمتلكون بشرة داكنة، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بنقص في فيتامين د.
تقلل صبغة الميلانين الموجودة في الجلد من قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د، استجابةً للتعرض لأشعة الشمس.
تظهر بعض الدراسات الى أن كبار السن ذوي البشرة الداكنة معرضون بشدة لخطر نقص فيتامين د.
4- وزنك يزيد عن الحد الطبيعي
يعرضك الوزن الزائد أو السمنة من خطر الاصابة بنقص فيتامين د.
حيث أظهرت مراجعة حديثة ل 23 دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد لديهم معدلات أعلى في نقص فيتامين د بنسبة 35% مقارنة مع الأشخاص الذين وزنهم ضمن الطبيعي.
5- إصابتك بأمراض الكلى والكبد
تعتبر أمراض الكلى والكبد من أسباب نقص فيتامين د.
إذ تقلل هذه الأمراض من الأنزيم المطلوب لتغيير فيتامين د الى الشكل النشط المستخدم في الجسم، ويؤدي نقص هذا الإنزيم إلى وجود مستوى غير كافية من فيتامين د النشط في الجسم.
6- إصابتك ببعض الاضطرابات الهضمية
هناك بعض الاضطرابات الهضمية التي من شأنها أن تؤثر سلبًا على مستويات فيتامين د، ومن بينها التليف الكيسي ومرض كرون.
من الممكن ألا تسمح هذه الأمراض للأمعاء بامتصاص ما يكفي من فيتامين د من خلال المكملات الغذائية، الأمر الذي يسبب معاناة أو صعوبة في زيادة مستوى هذا الفيتامين.
7- تناول بعض أنواع الأدوية
تقلل بعض أنواع الأدوية المتناولة من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د أو تحويله إلى شكله النشط حتى يتمكن الجسم من استخدامه.
من أهم هذه الأدوية نذكر: أدوية الستيرويدات وبعض أنواع الأدوية المستخدمة لخفض الكولسترول.
8- قيامك بالتدخين
هل تعلم أن نسبة الأشخاص المدخنين الذين يعانون من نقص في مستويات فيتامين د أكثر من الأشخاص غير المدخنين.
اكتشف بعض الخبراء أن التدخين يؤثر على الجين الذي ينشط فيتامين د في الجسم، الأمر الذي قد يسبب انخفاض مستوياته.
9- إجرائك لعمليات جراحية لإنقاص الوزن
إن كنت قد خضعت لعملية جراحية من أجل إنقاص الوزن، فقد تكون عرضة أكثر لانخفاض مستويات فيتامين د.
عمليات تصغير المعدة تقلل من استهلاك لكميات كافية من بعض العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، ومن بينها فيتامين د.
هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى تناول مكملات فيتامين د مدى الحياة لتعويض النقص لديهم.
أعراض نقص فيتامين د
نظرًا للدور الكبير الذي يلعبه فيتامين د في وظائف الدماغ والأعصاب، فإن نقص مستوى هذا الفيتامين عن الحد الطبيعي يؤثر سلبًا على صحة الإنسان العقلية والنفسية. نذكر منها:
1. الاكتئاب
حيث أشارت عدة دراسات أجريت على مجموعة كبيرة من الأشخاص إلى ازدياد خطر الإصابة بالاكتئاب عند الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د عن غيرهم، بالإضافة إلى وجود رابط وثيق بين شدة أعراض المرض ومستوى فيتامين د في الجسم.
كما أظهرت دراسة أخرى أن المشاركين المصابين بالاكتئاب كانوا يعانون من مستويات متدنية من فيتامين د أيضًا والعكس صحيح.
ويرجح الباحثون سبب هذه العلاقة إلى وجود مستقبلات لهذا الفيتامين على العديد من الخلايا الدماغية المرتبطة بالاكتئاب. تجدر الإشارة هنا أن للاكتئاب العديد من الأعراض الصحية، منها:
- اضطرابات النوم والقلق.
- الإرهاق وفقدان الطاقة.
- العديد من المشاكل الجسمية مثل الام المعدة والصداع.
- اضطرابات الوزن وفقدان الشهية.
2. الفصام
يعد الفصام (Schizophrenia) أحد الإضطرابات النفسية-العصبية التي تكبد نظام الرعاية الصحية تكاليف باهظة.
يصاحب هذه الاضطرابات عدد من الأعراض مثل الهلوسة، الوهم وعدم القدرة على التفكير السليم.
وقد وجد الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في مستوى فيتامين د عند مرضى الفصام. بالإضافة إلى إسهام مكملات فيتامين د بتحسين الإدراك المعرفي لدى بعض المرضى المصابين بهذا المرض.
3. الاضطراب العاطفي الموسمي
يرتبط الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder) بالمواسم التي تقٍل فيها أشعة الشمس، كالخريف والشتاء.
حيث يرافق هذا الإضطراب بعض الأعراض مثل التقلبات المزاجية، انخفاض النشاط العام أو فرط النوم.
وقد ربط بعض الباحثين هذه الأعراض بنقص مستوى فيتامين د في الجسم؛ حيث تعتبرالشمس المصدر الأول لهذا الفيتامين.
4. التصلب اللويحي المتعدد
إن مرض التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis) هو مرض مناعي مزمن له تأثير كبير على الجهاز العصبي المركزي.
بالرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي وراء هذا المرض، إلا أن هناك بعض الإقتراحات التي تشير إلى أن نقص فيتامين د يمكن أن يكون أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي.
أعراض أخرى لنقص فيتامين د
يرتبط نقص فيتامين د بأعراض أكثر شيوعًا، نذكر أهمها:
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- الام العظام والمفاصل.
- تساقط الشعر.
- الام في العضلات.
أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء
تعتبر مشكلة نقص فيتامين د ظاهرة عالمية، حيث إنّها لا تقتصر على بلد معين بل تتواجد هذه المشكلة في كل العالم، وأكثر الفئات المعرضة لنقص فيتامين د هي فئة النساء وخصوصاً في فترة الحمل، وهناك عدّة أعراض وأسباب للنّقص.
الأعراض
- نزول العرق من منطقة الرأس بشكل كبير.
- عدم الشعور بالراحة أثناء النوم، ممّا يؤدّي إلى الخلل في تنظيم النوم.
- الشعور بالحزن الشديد دون سبب والبكاء المفاجئ.
- الشعور بالتعب الشديد الجسدي والنفسي.
- حدوث خلل ومشاكل في الأسنان، والبشرة، والشعر.
- تكسّر العظام يكون سهلاً، بالإضافة إلى الإصابة بهشاشة في العظام.
- حدوث خلل في قوّة العضلات والشعور بألم فيها.
- صعوبة الولادة الطبيعية لدى المرأة الحامل؛ بسبب التشوّه في عظام الحوض.
- زيادة فرص الإصابة ببعض الأمراض كأمراض الجهاز الدوري، والجهاز المناعي.
- تقلّ فرص الحمل والإنجاب.
- زيادة الفرصة للتعرض لبعض الأمراض الخطيرة كالسكري، وسرطان الثدي.
- حدوث خلل في الوزن.
- حدوث خلل في المفاصل وزيادة احتكاكها.
أهمية فيتامين د للرجال
يُعدّ فيتامين د ذات أهمية عظمى لجسم جميع أفراد وشرائح المجتمع بشكل عام، وله أهمية خاصة للرجال، وفيما يأتي بيان ذلك:
- زيادة مستوى تراكيز هرمون التستوستيرون.
- إنقاص الوزن، مما يؤدي لزيادة معدل التستوستيرون تباعاً.
- المحافظة على سلامة الحيوانات المنوية.
- دعم صحة البروستات.
- دعم صحة العضلات وتناسقها.
- المساعدة في دعم القدرة على الانتصاب.
- المساعدة على الوقاية من الالتهابات المزمنة مثل التهاب البروستات.
- الحماية من مرض ألزهايمر.
هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق
يلعب فيتامين د دورًا فعالًا في الحفاظ على صحة الأعصاب والدماغ لذا فإن نقصه يمكن أن يتسبب بشكل كبير في الشعور بالخوف والقلق المستمر والذي قد يتطور في بعض الحالات ليؤدي للإصابة بالأمراض النفسية الخطيرة كالاكتئاب ومرض انفصام الشخصية. وقد أشارت الدراسات إلى وجود صلة بين نقص فيتامين د والاكتئاب، حيث لاحظ الباحثون من خلال دراسة حالات لمصابين بالاكتئاب أن لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د، وأيضًا الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين د أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وتظهر عليهم أعراض الخوف والقلق والضغط النفسي.
هل نقص فيتامين د يسبب الوسواس القهري ؟
اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو مرض عقلي يسبب الأفكار أو الأحاسيس المتكررة غير المرغوبة، أو (الهواجس) أو الرغبة في فعل شيء ما مرارًا وتكرارًا. بحثت دراسة نُشرت في مجلة أبحاث الطب النفسي Psychiatry Research في أغسطس 2017، فيما إذا كان فيتامين ب 12 وحمض الفوليك هوموسيستين وفيتامين د مرتبطًا باضطراب الوسواس القهري في مرحلة الطفولة. وخلص الباحثون إلى أن نقص فيتامين (د) يبدو أنه مرتبط بـ الوسواس القهري في مرحلة الطفولة وقد يكون حتى عاملاً خطرًا للإصابة بهذا الاضطراب، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لمعرفة الصلة بين فيتامين د ومرض الوسواس القهري.
علاج نقص فيتامين د
يتم علاج نقص فيتامين د من خلال زيادة الحصول عليه، من خلال:
- زيادة التعرض للشمس.
- تناول الأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على فيتامين د مثل: الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والتونة والماكريل، ولحم كبد البقر، والجبن، والفطر، وصفار البيض، أو الأطعمة المزودة بفيتامين د مثل: الحليب أو حبوب الإفطار، أو عصير البرتقال.
- مكملات فيتامين (د) سواء في شكل حبوب أو سائل للأطفال، ولكن يجب التحقق مع الطبيب عن الكمية التي تحتاجها، وكم مرة تحتاج إلى أخذها، والمدة التي تحتاج إليها.